“بن لادن” يحاصر نادر في “هارفارد”.. والنور يراهن على “آل بكار” في البرلمان

“المجد للأرشيف والسكرين شوت” بتلك العبارة بدأت حفلة مواقع التواصل الاجتماعي على فتى حزب النور المدلل نادر بكار –سفير الدعوة السلفية فى جامعة هارفورد الأمريكية- بعدما أعاد النشطاء نشر إحدي تدوينات المتحدث الإعلامي للحزب «الإسلامي» قبل 4 سنوات والتى كتب فيها: «لبيك اللهم عمرة عن.. أسامة بن لادن».

منشور بكار عن جماليات تنظيم القاعدة وعمرة أسامة بن لادن، فتحت عليه النار من أنصار السيسي ومريدي دولة العسكر، والتى سبح فتى حزب النور بحمدها طويلا وحاول التعلق بأستارها، حيث واجهوا نشطاء موالين للجنرال «عمرة بكار» إلى صفحة عبدالفتاح السيسي على موقع التواصل الاجتماعى مطالبين بالتحقيق فى حقيقة انتماءات متحدث الحزب السلفي وعلاقته بتنظيم القاعدة المصنف ضمن قائمة الإرهاب المصرية.
ولم يتوقف الأمر عند حدود مطالبة حكومة السيسي بملاحقة بكار المرشح للبرلمان العسكري خاصة وأنه يتمتع بمنحة مجانية فى جامعة هارفورد بتأييد من الحكومة المصرية، بل تخطى المنشور حدود الوطن ليستقر فى الأكاديمية الأمريكية محذرة الجامعة من الفتي المؤيد لتنظيم القاعدة والمبارك لعمليات بن لادن ضد الولايات المتحدة. –بحسب تعبيرهم-
وانهالت التعليقات الساخرة والمحذرة والشامتة من أنصار السيسي على صفحة الجامعة الأمريكية، حيث قال أحد النشطاء: «بلاغ للأمن الوطني هذا الشخص يتغزل في زعيم تنظيم ما يسمى دولة العراق الإسلامية سابقًا، نرجو اعتقاله ووضعه في جوانتانامو أو أبو غريب أيهما أقرب»، فيما عقب آخر: «الحق احذفه يا مدلس هتتفضح فضيحة عجب».
حملة الحشد السيساوي ضد بكار لم تكن وليدة التواصل الاجتماعي بقدر ما كانت امتدادا لحملات الأذرع الإعلامية على من وصفته فى إحدى مقالات «اليوم السابع» بـ«حزلقوم حزب النور .. أبو كف رقيق وصغير»، إلا أنها تأتي ضد حملات غاضبة آخرى تتنامي داخل الدعوة السلفية بالإسكندرية متهمة نادر بالتفريط فى مبادئ الدعوة والسفر إلى بلاد الكفر وحلق اللحية تقربا إلى العم سام.
بكار رايح جاي
ولم تتوقف أزمات بكار –الفتي المدلل للدعوة السلفية- عن حاجز المنشور القاعدي، وإنما أثار حالة من التخبط داخل الحزب قبيل انتخابات برلمان العسكر المزعوم، دفعت يونس مخيون -رئيس الحزب- للتأكيد بأن الحزب رتب كل شىء متعلق بالقائمة الانتخابية، وأن سفر مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام ضمن منحة جامعة هارفارد والموجود على رأس قائمة، لن يؤثر على تشكيل القائمة، موضحاً أن المجمع الانتخابى لحزب النور جهز بدلاء ومن المقرر الإعلان عن المرشحين فور فتح باب الترشح.
ومع تأكيد رئيس الحزب بتجهيز بديل لبكار، خرج شعبان عبد العليم -عضو المكتب الرئاسى لحزب النور- بتصارح يناقض سابقه بأن بكار يمارس دعايته الانتخابية بقائمة غرب الدلتا من مقر تواجده بالولايات المتحدة الأمريكية، مثلما يفعل باقى المرشحين المصريين بالخارج، مضيفا أن فترة وجوده فى الولايات المتحدة الأمريكية قاربت على الانتهاء وسيعود إلى مصر قريبا لاستكمال استعداداته للانتخابات البرلمانية، حيث إنه مرشح للحزب فى قائمة غرب الدلتا.
حالات التخبط دفعت نادر بكار للتأكيد أن تشويه “الحزب” يدل على عدم إدراك المؤسسات الإعلامية لطبيعة عملها وكذا عدم إدراكها للمخاطر التى تحيط بالدولة المصرية، مشيرا إلى أن هناك أيادي خفية صاحبة نفوذ قوى وعلى رأسها رجال أعمال يستخدمون أموالهم ونفوذهم في تشويه الحزب فيما وصفه بحرب تكسير عظام محاولين الاستئثار بالبرلمان المقبل.
آل بكار
ويخشي بكار مع تنامي الحملات التى طالته فى الأونة الأخيرة أن تؤثر على حظوظه فى الانتخابات البرلمانية بعدما راهن الحزب على آل بكار لإنقاذ الحزب المذلول والمنبوذ، حيث دفع “النور” بزوجة الفتي المدلل وحماه وحماته على قوائم البرلمان المزعوم لتحط العائلة برحاله ومشاكلها وسمرها فى مجلس السيسي الموقر.
القيادى السلفى قرر خوض المنافسة البرلمانية إلى جانب زوجته مريم الزرقا فى قائمة قطاع القاهرة لحزب النور، فضلًا عن والد زوجته الدكتور بسام الزرقا نائب رئيس حزب النور، إلى جانب حماته فى قائمة قطاع الصعيد للحزب ذاته، وحشد جيرانه وعائلته فى معركة الحزب السلفي الخاسرة أمام قوائم العسكر المعلبة والتى وضعت كلتا قدميها فى البرلمان الذى ينتظر بدوره الحل فى أقرب فرصة.
ربما لم ينس الثوار إلى الأن مشهد تسليم النائب الأسير محمد البلتاجي “المايك” لـ بكار فوق منصة الثورة للحديث إلى الأحرار فى قلب التحرير، وكيف تمسح الشاب السلفي فى عباءة الإخوان من أجل الوصول إلى الجماهير، إلا أن انقلاب العسكر فضح بجلاء الثائر الحق الذى دفع ثمن مقاومة حكم البيادة من حريته وحرية أهل بيته وحياة ابنته، ومن انبطح تحت مجنزرات السيسي وحاول أن يقتات على الفتات وقبل الدنية فى دينه ووطنه وبيته ليدفع بعائلته قربانا فى برلمان الانقلاب المزعوم.