«العدالة والتنمية» يتحدي تشويه الإسلاميين.. ويكتسح الانتخابات المغربية
رغم حملات التشويه الممنهجة التى تلاحق الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، وتكالب المؤامرات من أجل تقويض عمل الحكومات المنبثقة عن تيار الإسلام السياسي فى الشرق الأوسط، نجح حزب “العدالة والتنمية” المغربي فى مضاعفة مقاعده فى انتخابات المملكة، موثقا شهادة ناجحة فى إدارة شئون البلاد.
الحزب المغربي ذو المرجعية الإسلامية سار على درب شقيقه الأكبر فى تركيا، والذى يحمل الإسم ذاته، مشددا على أن تيار الإسلام السياسي ينجح فى كسب ثقة الشعب وقيادة قاطرة التنمية بنجاح وتوفير مناخ خصب لنهضة البلد، فى تفرغ الجيش للمهمات العسكرية وتقويض فساد الدولة العميقة وتكاتف الشعب لإنجاح حكومته المنتخبة.
النتائج الأولية للانتخابات المحلية في المغرب، شكلت مفاجأة مدية لكل المؤيدين والمعارضين للتيارات الإسلامية في مختلف الدول العربية، حيث نجح حزب “العدالة والتنمية ـ ذو المرجعية الإسلامية” من مضاعفة مقاعدة ثلاث مرات عن آخر انتخابات محلية جرت في المغرب عام 2009.
واستطاع العدالة والتنمية الذي يشغل منصب أمينه العام “عبدالآله بنكيران” ورئيس الحكومة المغربية حاليا، أن يحصد في الانتخابات التي جرت أمس الجمعة ما يقرب من 5021 مقعدا في الانتخابات ليصبح ما حصل عليه من مقاعد في تلك الانتخابات أكثر ثلاثة أضعاف انتخابات 2009، والتي كان قد حصد فيها 1600 مقعد فقط.
وبحسب مراقبين فإن التفوق الذي استطاع “العدالة والتنمية ـ الإسلامي” تحقيقة في تلك الانتخابات يعد انتصارا حقيقا خاصة في ظل الحرب الشرسة التي تشنها حكومات عربية وغربية على الأحزاب والتيارات الإسلامية، خاصة في بلدان الشرق الأوسط عامة والربيع العربي على وجه الخصوص.
وكانت أحزاب ليبرالية وتيارات ووسائل إعلام عربية مناصرة للأنظمة القمعية، تراهن على فشل “العدالة والتنمية” في تحقيق أي انجازات تذكر في تلك الانتخابات، وهو ما يعني أن نتائج الانتخابات كانت صادمة بالنسبة للكثيرين منهم بحسب مراقبين.
وبحسبب سياسين ومراقبين في المغرب، فإن نتائج الإنتخابات المغربية كشفت عن أن “العدالة والتنمية” حسم المقاعد في المدن الكبرى لصالحة، بينما نافس معارضيه وتفوقوا في القرى والبوادي، وهو ما ظهر خلال النتائج شبه النهائية
من السادس إلى الثالث
وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات المحلية “البلديات” في المغرب تقدم حزب الأصالة والمعاصرة يليه حزب الاستقلال فحزب حزب العدالة والتنمية الإسلامي، كما أظهرت النتائج ذاتها تصدّر حزب العدالة والتنمية النتائج الخاصة بانتخاب أعضاء المجالس الجهوية، (وهي عبارة عن تجمعات إقليمية تضم أكثر من مدينة مجاورة بهدف تسريع مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية).
وقال بيان صادر، اليوم السبت، عن وزارة الداخلية المغربية إن حزب الأصالة والمعاصرة حصل على 6655 مقعدا بنسبة 21.12%، يليه حزب الاستقلال بـ5106 مقاعد بنسبة 16.22%، متبوعا بحزب العدالة والتنمية الذي حصل على 5021 مقعدا أي بنسبة 15.94%.
وأشارت النتائج الخاصة بالانتخابات المحلية (البلدية) إلى حلول حزب التجمع الوطني للأحرار بالمركز الرابع بـ4408 مقاعد أي 13.99%، ثم الحركة الشعبية بـ3007 مقاعد أي بنسبة 9.54%.
وفيما يتعلق بانتخاب أعضاء المجالس الجهوية، فقد تصدّر حزب العدالة والتنمية النتائج بـ174 مقعدا أي بنسبة 25.66%، يليه حزب الأصالة والمعاصرة بـ132 مقعدا بنسبة 19.47 %، ثم حزب الاستقلال بـ119 مقعدا بنسبة 17.55%، ثم حزب التجمع الوطني للأحرار بـ90 مقعدا بنسبة 13.27%، فحزب الحركة الشعبية بـ58 مقعدا بنسبة 8.55%.
وبهذه النتيجة فإن” العدالة والتنمية” يكون قد استطاع الانتقال من المركز السادس في الانتخابات المحلية بالمغرب عام 2009 إلى المركز الثالث في انتخابات 2015، وهو مايعني أنه يسير بخطوات ثابته نحو التقدم في المغرب ـ بحسب مراقبين.
نتائج طبيعية
وخلال تصريحات صحفية قال عبد الإله بن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، في ندوة صحفية، أن “نتائجنا طبيعية، لأننا نشتغل منذ أزيد من 20 سنة، وقد راكمنا نتائجنا بشكل مطرد، انطلقنا من عدد محدود من المنتخبين، ثم إن المغاربة تعرفوا علينا ووثقوا فينا”.
وتابع بن كيران، “الطبيعي أن نتقدم”، وتابع موجها حديثه للصحافة “عليكم أن تطرحوا هذا السؤال على الآخرين (أحزاب المعارضة)، لماذا حصلوا على هاته النتائج؟ ببساطة لأنهم كانوا “يغنون” على ابن كيران، عوض آن يشتغلوا ويعملوا”.
وأضاف “ما وقع يشبه (حكاية الصرار والنملة) النملة تعمل والصرار يغني، وهذا ما جرى بالضبط”.
ثلاثون حزبا تنافسوا في الانتخابات
وشارك في هذه الانتخابات شارك ثلاثون حزبا، أبرزها أحزاب التحالف الحكومي الأربعة التي قدّمت نحو 39% من مجموع الترشيحات، وهي حزب العدالة والتنمية، وحزب التقدم والاشتراكية، والحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار.
في حين بلغت نسبة مجموع ترشيحات أربعة أحزاب معارضة 42%، يتقدمها حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاتحاد الدستوري.
يضاف لهذه الأحزاب المشاركة هيئات سياسية أخرى قامت بتزكية نحو 16 ألف مرشح.
وكانت مراكز الاقتراع قد أغلقت أبوابها الساعة 19:00 مساء أمس الجمعة بالتوقيت المحلي، ولم يتم الإعلان عن تجاوزات كبيرة باستثناء ما أوردته وكالة الأنباء المغربية عن كسر ثمانية أشخاص صندوق اقتراع في قرية تقع شمال مدينة مراكش.
وبعد انتخاب أعضاء مجالس الجماعات والمقاطعات والجهات، ستجري يوم 17 سبتمبر الحالي انتخابات المحافظات، إضافة إلى انتخابات الغرفة الثانية للبرلمان في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وكلها ستخضع للمراقبة الانتخابية.
يشار إلى أن جماعة العدل والإحسان وحزب النهج الديمقراطي (اليساري) أعلنا مقاطعتهما الانتخابات المحلية, واعتبرا أنها تتم في ظل دستور لم يوفر شروط الديمقراطية.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …