‫الرئيسية‬ عرب وعالم بعد حرق «رضيع نابلس».. التوتر يخيم على «الأقصي» وصدامات عنيفة فى الضفة
عرب وعالم - أغسطس 2, 2015

بعد حرق «رضيع نابلس».. التوتر يخيم على «الأقصي» وصدامات عنيفة فى الضفة

حالة من التوتر تسيطر على الضفة الغربية فى أعقاب الصدامات العنيفة التى وقعت بين مسيرات الغضب الفلسطينينة وآليات الاحتلال العسكرية على خلفية محرقة منزل الدوابشة والتى راح ضحيتها الرضيع “علي الداوبشة”، فيما تعالت صيحات الإرهابيين الصهاينة باقتحام جماعي للمسجد الأقصي تحت حماية الجيش العبري فى تصعيد استفزازي يبرره حالة الصمت العربي المخزي.

 

ومع تواصل مسيرات الغضب الفلسطينية، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام باحات المسجد الأقصي قبل قليل، فى محاولة لمنع تقدم مسيرة احتجاجية على حرق الرضيع علي دوابشة، انطلقت من جنوب نابلس، وفرضت كردونا أمنيا فى محيط المسجد سمح فقط للنساء بجميع الاعمار الدخول.

 

ورغم التجاهل العربي والاكتفاء بعبارات مستهلكة من الاستنكار والشجب، حرصت المقاومة الفلسطينية على التصعيد، وطالبت حركة الأحرار باعتقال ومحاكمة القادة المسئولين عن حماية المستوطنين الذين تسللوا لمدينة أريحا اليوم، بعد أن قالت وسائل اعلام صهيونية أن أجهزة السلطة الفلسطينية أعادة للاحتلال الصهيونى 3 مستوطنين دخلوا أريحا عن طريق الخطأ صباح اليوم.

 

وقالت الحركة أن حماية أمن السلطة للمستوطنين الإرهابيين الذين تسللوا إلى أريحا صباح اليوم، واعادتهم للعدو حتى مع استمرار جرائمهم بحق شعبنا يعكس حقيقة هذه الأجهزة، ويفضح التواطؤ الأمني مع الصهاينة.

 

وكان ثلاثة من المستوطنين المتطرفين قد تسللوا إلى مدينة اللد فجر اليوم، واعتدوا على الفلسطيني عماد أبو شرخ بعد أدائه صلاة الفجر في المسجد الكبير في المدينة، وأوضح أبو شرخ: “عند خروجي من المسجد وعلى بعد أمتار معدودة في مدخل العمارة التي أسكنها ، انتظرني ثلاثة من المستوطنين وهاجموني بالهراوات والأدوات الحادة حتى أغمي عليّ”.

 

وتابع: “عندما سقطت على الأرض يبدو أنهم ظنوا اني قد فارقت الحياة ففروا هاربين، غير أني تحاملت على نفسي وبمساعدة بعض الجيران تم نقلي للمستشفى والدماء تنزف من رأسي ووجهي وكل أنحاء جسدي” .

 

وطالبت منظمة الإسعاف الأولى الفلسطينية المجتمع الدولي بحماية المدنيين الفلسطينيين من بطش واعتداءات المستوطنين المتكررة بحقهم.

 

اقتحام الأقصي

 

ومع تواصل التصعيد الصهيوني، كشفت تقارير إخبارية مطلعة، أن “اتحاد منظمات وجماعات الهيكل المزعوم”، دعا المستوطنين اليهود إلى تنفيذ اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى المبارك، اليوم الأحد، فى حماية قوات الاحتلال.

 

وشرعت مجموعات يهودية بنشر دعوات لها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تحثّ فيه المستوطنين على المشاركة في عمليات اقتحام جماعي للمسجد الأقصى، اليوم الأحد، وذلك تحت عنوان “عودة كلّ اليهود إلى جبل الهيكل”.

 

فيما، دعت هيئات فلسطينية إلى الرباط بالمسجد الأقصى والنفير المقدّس ، لصد الاقتحامات التي تبدأ منذ الساعة السابعة والنصف صباحا وتستمر حتى الثالثة ظهرا ضمن فترتين.

 

المقاومة تتوعد

 

من جانبها، دعت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، السلطة الفلسطينية للوقف الفوري للتنسيق الأمني مع الاحتلال، مطالبة أجهزة السلطة بالانحياز للشعب، محملة الاحتلال مسؤولية الجرائم التي ترتكب بحق أبناء شعبنا.

 

وقالت الفصائل -في مؤتمر عقدته بمدينة غزة- أمس: “نؤكد أن هذه الجرائم المتصاعدة ضد شعبنا في الضفة ما كانت لتكون لولا استمرار حرب أجهزة أمن السلطة ضد المقاومة، وتعاونها الأمني مع الاحتلال الذي يوفر الحماية للمستوطنين الذين يستبيحون المدن الفلسطينية”.

 

بدوره، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، أن عربدة المستوطنين في الضفة المحتلة لا يردها إلا وقف التنسيق الأمني، ورفع يد أجهزة السلطة عن المقاومة.

 

وقال هنية -في تصريحات لقناة “الأقصى”- إن ثقتنا بأهلنا في الضفة الغربية المحتلة كبيرة ومن يشعل النيران فيها سوف يشتعل بها، داعيا الجميع لرؤية وطنية واحدة تعزز المقاومة في وجهة العربدة الصهيونية.

 

ودعا رمضان شلّح -الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي”- فصائل المقاومة للرد والتصعيد على إحراق الطفل “علي دوابشة”.

 

وقال شلّح -في رسالة بعث بها إلى عائلة الرضيع- لقد كشفت الجريمة الأليمة حجم الحقد والتوحش الذي تحمله قلوب هؤلاء المجرمين لأبناء شعبنا، سيما أطفالنا الذين هم زهرات حياتنا، وضمان استمرار وجودنا على هذه الأرض، بحسب “قدس برس”.

 

وأضاف الأمين العام للجهاد، أن هذه الجريمة النكراء، المتزامنة مع اعتداءاتهم المتكررة على المسجد الأقصى، تؤكد نوايا هذا الكيان الصهيوني البغيض، وعزمه على اقتلاعنا من هذه الأرض، ومحو كل أثر ومقدس لنا فيها.

 

صدامات الخليل

 

ولم يكن الوضع فى الخليل أفضل حالا، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني 5 شبان، واقتحمت بلدة بيت أمر بالمحافظة، عقب اندلاع مواجهات عنيفة مع عشرات الشبان الغاضبين أطلق خلالها جنود الاحتلال الصهيوني قنابل الغاز؛ ما أدى لإصابة عدد من الشباب بحالات اختناق.

 

وقال محمد عياد عوض -الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في بيت أمر- في تصريحات صحفية اليوم الأحد: إن “جنود الاحتلال اقتحموا منطقة الظهر في البلدة، وأطلقوا الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان، ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات اختناق”.

 

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن شبانًا فلسطينيين ألقوا عددًا من الزجاجات الحارقة باتجاه البؤرة الاستيطانية المسماة “بيت هداسا” في الخليل ما أدى لاشتعال النيران في أحد المحال التجارية المغلقة بأوامر عسكرية، وأفاد شهود عيان بأن قوة من جيش الاحتلال شنت عمليات تفتيش واسعة النطاق في البلدة القديمة من مدينة الخليل وفي محيط البؤر الاستيطانية، بعد اندلاع النيران في احد المحال التجارية بالقرب من مستوطنة “بيت هداسا”.

 

وأضاف الشهود أن الاحتلال قد اعتقل خلال ذلك: سعيد عبد الهادي الشريف، وعيد ابو عكر، وعدي المحتسب، ومحمد أبو مرخية، بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها وتدمير بعض محتوياتها.

فتاوي المحارق

 

وفى ظل الصمت العربي، فتحت صحيفة “أنديبندنت” النار على الحاخامات اليهود، وحملتهم مسئولية المحرقة التى ضربت مدينة نابلس الجمعة الماضية، وأكدت أن فتاوى الحاخامات المتطرفين هى التى أحرقت الرضيع الفلسطيني “علي دوابشة”.

 

الصحيفة أوضحت –فى تحليل للمشهد المتوتر- أن السياسيين الإسرائيليين أدانوا في مجملهم حرق الرضيع الفلسطيني «دوابشة» حتى الموت، «لكن لا يمكن أن نتوقع شيئا من الحاخامات المتطرفين الذي دأبوا لسنوات على التحريض على هذا العنف».

 

ونوهت الصحيفة إلى كتاب «توراة الملك»، الذي صدر عام 2009، وهو من تأليف الحاخامين «إسحاق شابيرا» و«يوسف إليتسور»، واللذين أفتيا فيه بأن «الشريعة اليهودية تسمح بقتل الأطفال غير اليهود؛ لأنهم يشكلون خطرا مستقبليا»، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت المؤلفين للاشتباه في تحريضهما على الحقد العنصري، لكن أفرج عنهما، ولم توجه لهما أي تهمة رسميا، وهما ليسا الوحيدين من بين الزعماء الدينيين الذين يوظفون الدين لتبرير العنصرية والحقد.

 

وخلصت الصحيفة البريطانية إلى أن المستوطنين اليهود الذين يبحثون عن مبرر للعنف أو حرق كنيسة أو قتل الأطفال سيجدون ما يبحثون عنه في فتاوى الحاخامات.

 

وكانت المحرقة الصهيونية البشعة والتى راح ضحيتها الرضيع على الدوابشة وإصابة شقيقه ووالداه بحروق خطيرة، قد ضخت قليلا من الدماء فى عروق محمود عباس أبو مازن رأس السلطة الفلسطينية وخرج بتصريحات –على استحياء- تستنكر الجريمة وتتوعد باللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، من باب ذر الرماد فى العيون، فيما أدان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خالد مشعل، الجريمة وطالب بـ”كنس اليهود” من كافة الأراضي المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …