بالفيديو- البلتاجي يفضح ممارسات «كلاب العقرب».. والشامخ يتجاهل «انتهاكات الزنازين»
كشف د. محمد البلتاجي –أحد رموز ثورة 25 يناير والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين- عن مأساة الانتهاكات التى تنال من المعتقلين داخل زنازين الحكم العسكري والممارسات العنصرية التى ينتهجها زبانية سجون 30 يونيو تجاه المعارضين والثوار وسادية عناصر مصلحة السجون فى تعذيب الأحرار، فضلا على تعمد التضييق على قيادات التيار الإسلامي والتنكيل بهم نفسيا قبل أن يكون بدنيا من أجل النيل من صمودهم الذى أرق مضاجع الشامخ ولم تفلح معه الصناديق الزجاجية.
البلتاجي الذى كان فى طليعة الثوار فى ميدان التحرير منذ اللحظات الأولي لملحمة 25 يناير، فضح عبر مصادر بهيئة الدفاع عن المعتقلين، عن عمليات التعذيب والتنكيل التى يتعرض لها برفقة رموز التيار الإسلامي داخل سجن العقرب، وافتقاد أبسط الحقوق الأدمية التى من المفترض أن يحصل عليها المعتقل، وسط حالة موات ضربت منظمات حقوق الإنسان “الصورية” فى مصر.
وأوضحت هيئة الدفاع نقلاً عن البلتاجى -خلال حديثة لهيئة المحكمة العسكرية- أثناء انعقاد إحدى جلسات محاكمته الثلاثاء الماضى، على ذمة قائمة من التهم الملفقة، أن معتقلى سجن العقرب ممنوعين من الزيارة منذ 3 اشهر، فضلا عن مع دخول الأدوية، والأطعمة إليهم إلا بما يبقيهم أحياء فقط.
وتمنع سلطات سجن العقرب إدخال أدوات النظافة، لافتا أن تلك الممارسات تتم تحت إشراف اللواء حسن السوهاجى مدير مصلحة السجون ونائبه محمد على.
كما أكد “البلتاجى” أنه تم وضعه يوم 16 يونيو فى غرفة، بها إضاءه متوهجة لمدة 5 أيام لمنعه من النوم، وتم إطلاق الكلاب البوليسية عليه فى منتصف الليل، بالإضافة إلى ضربة وتوجيه الإهانات اللفظية له ولأسرته.
وفى المقابل ردت محكمة الانقلاب العسكري، على شكاوى البلتاجى بأنها غير مختصة بالنظر فيما يجري من انتهاكات في السجون.
شكوي البلتاجي لم تكن الأولي بطبيعة الحال حول الانتهاكات الصارخة داخل السجون، ولن تكون الأخيرة التى يتجاهلها الشامخ، حيث فضح البرلماني المعتقل عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط فى وقت سابق حملات التعذيب المسعورة التى تنال من رموز الثورة، والتى تعرض لها بشكل ممنهج منذ وطأت أقدامه سجون 30 يونيو، وهى ذات الممارسات التى تعرض لها البلتاجي حيث إطلاق الكلاب وتوجيه الإهانات والحرمان من النوم لفترات طويلة، ومنع الأدوية وحظر دخول الكتب والأوراق، ضمن لائحة مطولة من الانتهاكات اليومية.
والتعذيب الممنهج داخل السجون يقابله استهزاء ولامبالاة على منصة الشامخ، وصلت إلى حد السخرية من إحدى الحرائر التى وقفت بثبات أمام قاضي الإعدام ناجي شحاتة تغالبها الدموع من التعذيب والتحرش داخل المعتقل، مفضلة الحكم عليها بالإعدام عن العودة لجحيم السجن، فما كان من الشامخ إلا أن رد عليها متهكما: “والنبي بلاش أفلام عربي”.
الحرية للجدعان
التعذيب لا يتوقف عند حدود العقرب أو وادي النطرون ولا يميز بين سجن وقسم شرطة ولا يفرق بين الثوار والحرائر فى محاولة بائسة للنيل من الأحرار، غير أن سجن أبو زعبل كما كان شاهدا على واحدة من أبشع مجازر الحاكم العسكري فى عربة الترحيلات التى تفحم بداخلها عشرات المعتقلين، شهد على التعذيب الفاشي خلف أسواره.
حملة “الحرية للجدعان” نشرت رسالة مسربة من معتقلي الذكرى الرابعة للثورة المسجونين في سجن “أبو زعبل” –فى وقت سابق- تكشف عن تعرضهم للتعذيب والضرب منذ أيام عدة.
وجاء في نص الرسالة، التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي: “لقد تم تعذيب جميع النزلاء السياسيين بالسجن، وتم اقتحام الزنازين بتشكيلات أمن مركزي ملثمين، مما أدى إلى إحداث حالة ذعر في داخل الزنازين، ثم تم الاعتداء علينا بعصى الأمن المركزي والكلاب البوليسية، مما أدى إلى إحداث إصابات للسياسيين كافة، وأيضًا حالات إغماء جراء الغاز المسيل للدموع، وتم اختطاف 15 معتقلًا من بيننا وتم تعذيبهم لمدة 3 ساعات أمام أعيننا، وتم تجريدهم من ملابسهم وجعلهم ينطقون بكلمات بذيئة”.
بدوره، أوضح الخبير في الشؤون الأمنية محمود قطري أن الشرطة يمكن أن تؤدي دورها دون أن تعذب أو تهين أحدا، وأرجع “سادية” بعض الضباط في تطبيق القانون إلى منهجية ليست متعمدة ناتجة عن عدم وضوح سياسات الوزارة بشكل واضح وصريح، وأكد أن عقاب الضابط الذي يرتكب التعذيب يتم عندما يصل العلم بارتكاب التعذيب إلى الرأي العام، وعندها تكيل له الداخلية والمسؤولون الكبار التهم ويتخلون عنه ويتركونه وشأنه ليواجه مصيره.
من جانبه، أكد فادي قاضي -الخبير الحقوقي الدولي والمتحدث السابق في منظمة هيومن رايتس ووتش- أن تفاقم ظاهرة التعذيب داخل السجون صعّب مهمة المنظمات في رصدها ومتابعتها، وأشار إلى أن بعض المنظمات رصدت وجود 41 ألف معتقل في السجون المصرية منذ صيف 2013.
وعلى الرغم من استياء المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية من ممارسات النظام المصري، إلا أنه كان من غير المتوقع أن تخرج تصريحات المسئولين فى المجلس القومي لحقوق الإنسان ببيان صادم، كشف خلاله أن السلطات المصرية تتجاهل التقارير الحقوقية التى أعدتها حول أوضاع المساجين، وأن أكثر التقارير بلا قيمة ولا تعدو كونها حبر على ورق مصيره فى النهاية أدراج مكاتب المسئولين بلا تحرك مسئول من أجل انقاذ حياة المئات داخل السجون.
مأساة جديدة “قديمة” تضاف إلى مئات الكوارث التى تنال من المصريين وتحاصرهم بشكل يومي منذ 30 يونيو، حيث إهدار كرامة الأحرار داخل السجون وممارسة أبشع أنواع التعذيب البدني والنفسي بحق معارضي النظام، الذى يمارس بدوره القتل فى الخارج بشكل ممنهج ليواصل عداد القتل احصاء المصريين يوميا ومن لم يمت برصاص الداخلية فى العيد غرق فى معدية الوراق أو حُرق فى مصنع العبور.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …