‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير بأوامر «السيسي».. منع المحجبات من دخول «مارينا»
أخبار وتقارير - يوليو 29, 2015

بأوامر «السيسي».. منع المحجبات من دخول «مارينا»

يأتي منع عدة مطاعم بمنطقة مارينا بالساحل الشمالي لعدد من الفتيات المحجبات من الدخول إليها، ومنع بعض الشواطئ دخول المايوه الشرعي الذي ترتديه المحجبات بلا أي سبب؛ حيث قال الموظف: إن المطعم لا يستقبل الفتيات المحجبات، الأمر الذي دعا الفتيات إلى تحرير محضر بالواقعة بنقطة شرطة مارينا، فيما لجأت البعض إلى خلع الحجاب للدخول، ثم ارتدائه عقب الخروج من الشاطئ أو المطعم، في صورة مقززة.. ومن ضمن تلك المطاعم والشواطئ “(لافيستا الساحل ومطعم جابرييل مارينا)!.

 

أصل الحكاية تناقلته صفحات الشبكات الاجتماعية التي أبدت غضبا شديدا، وسط تبريرات وتقليل من الحادثة؛ كونها حالة فردية لا ترقى إلى أن تكون ظاهرة عامة.

 

وبداية الحكاية تعود إلى المواطنة منى سمير، إحدى المواطنات المصريات اللاتي ذهبن للاصطياف بالساحل الشمال، فدخلت فى عدة مشاجرات على أبواب عدد من شواطئ مارينا مؤخرا، بسبب منعها من الدخول لأنها محجبة، لم تصمت ولم تستسلم للأمر الواقع، وأصرت على الدخول، سمحوا لها بالدخول مقابل 100 جنيه، لكنهم أصروا على منعها من نزول البحر، لافتة إلى أنها بمجرد الجلوس على الشاطئ فوجئت بالكلاب تسبح فى البحر الممنوعة هى من نزوله فجن جنونها، قائلة: «ده تمييز واضح ضد المحجبات فى مصر، لازم يكون فيه وقفة ولازم مراكز حقوق الإنسان تتدخل، أنا حسيت بإهانة وأنا قاعدة على الشاطئ وشايفة كلب فى الميه، منتهى الإهانة، ومش هسكت على حقى»، متسائلة: «ليه تمنع المحجبات من نزول البحر بالمايوه الشرعى، وإيه الضرر اللى هيسببه مايوه المحجبات؟»، مطالبة وزارة السياحة بالإفصاح عن حقيقة وجود تصريح بمنع المحجبات، كما طالبت بمعاقبة أصحاب هذه الأماكن فى حالة عدم وجود أى قرار يمنع دخول المحجبات. وناشدت «منى» منظمات المجتمع المدنى والمجلس القومى للمرأة بالتدخل لإعطاء المحجبات حقوقهن وعدم التمييز ضدهن فى أى مكان، خاصة أن مصر دولة إسلامية ولا يصح أن تعامل فيها المرأة بهذا الشكل.

 

تساؤلات

 

الحادثة تثير مزيدا من التساؤلات حول ما وصلت إليه الحرب على الإسلام ومظاهره وشعائره في مصر، في ظل الحكم العسكري الذي يعادي المشروع الإسلامي بتفاصيله الحياتية، والحرص على عدم إظهار العداء له رسميا، بل واستخدام أساليب الخداع الشعبي في حضور الاحتفالات الدينية، بينما تشن مؤسسات دولة الانقلاب الحرب على الكتب الإسلامية بالمدارس وحرقها، وتطفيش الطلاب من التعليم الديني بالأزهر، عبر الإصرار على عدم تطبيق القواعد الامتحانية ودرجات الرأفة على طب الثانوية الأزهرية، لتخرج النتيجة العامة متدنية لأول مرة في تاريخ مصر بـ28.1%، فيما يتواصل استهزاء وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب في الاستهزاء من الحجاب ورفع الأذان.. وغيرها، تحت سقف تجديد الخطاب الديني الذي يتبناه السيسي!.

 

ويمثل منع المحجبات من ممارسة حياتهن بشكل طبيعي تمييزا عنصريا، يقمع كل من يريد أن يتمسك بتعاليم دينه، سواء بستر المرأة لعورتها، أو بالحفاظ على عفتها أثناء السياحة أو ممارسة الرياضة، خاصة وأن عدد المحجبات في مصر يتجاوز الـ90%، أو التزام الرجال بشعائر الإسلام من إطلاق الحية.

 

ما يعد مخالفة لكل الدساتير المصرية والإنسانية، حيث تحرص حكومات الدول الغربية على احترام حقوق الأقليات المسلمة في التعليم والتوظيف، بل حصلت مسلمات في ألمانيا وأمريكا على أحكام قضائية بحقهن في التعيين بالوظائف الحكومية وتلقي تعليمهن وهن محجبات.

 

حملة مسعورة ضد الإسلام

 

ويأتي منع المحجبات من حقهن في دخول الشواطئ، ضمن حملة أوسع تشهدها مصر منذ انقلاب 3 يوليو، تمثلت في عدد من الممارسات التي لا يمكن تفسيرها إلا بأنها سياسة عامة ضمن استراتيجية عالمية لتفريغ الإسلام من محتواه لخدمة مشروع العلمنة بمسميات مختلفة، منها “محاربة الإرهاب، الإسلام المعتدل، تطوير الخطاب الديني، الإسلام العصري، التحديث”.

 

برزت ضمن تلك الحملة عدة مظاهر، منها:

– التهكم على رفع الأذان بالقنوات التلفزيونية، ووصف الإعلامي إبراهيم عيسى بأننا أصبحنا نعيش حالة من النفاق الديني!.

– تعديل المناهج الدراسية الإسلامية في المدارس في التعليم العام والأزهري، فيما يتم إطلاق يد الكنيسة في تطوير مناهجها كيفما تشاء وبدون رقابة من الدولة.

– وقف البرامج الدينية وتزايد برامج العري والاختلاط المقزز في الإعلام المرئي والمسموع، وتزايد قنوات الرقص والتعري، وتزايد قضايا الزنا والفجور والفسق بحماية من أجهزة الدولة.

-تخصيص برامج للهجوم على القرآن والسنة وكتب الحديث الصحيحة، مثل البخاري ومسلم، واكتفاء مؤسسات الأزهر والأوقاف بردود ضعيفة، تفريغ الدين الإسلامي من مضمونه، كبرامج إسلام البحيري وإبراهيم عيسى.
– تصدر غير المؤهلين للفتاوى الدينية الباطلة، لإثارة حالات من الشك والريبة في المجتمع المسلم، كالطلاق للاختلافات السياسية.

– رفع أسعار أداء العمرة والحج بصورة ملفتة لتقليل أعداد الراغبين في أداء الشعائر والمناسك الدينية.

– تقليد وتحريف آيات وسور تشبه القرآن الكريم من قبل أنصار الانقلاب العسكري، ليغيظوا الإسلاميين الرافضين للانقلاب، مدعين أن هذا (عداء للإخوان).

 

-أحد قـياديى حركة «تمرد» التى كانت أداة الانقلاب، كانت أكثر صراحة فى تحديد أن العداء هو للإسلام وكتابه القرآن لا الإخوان، فقال إن مشكلتهم ليست هى الإخوان، وإن مشكلتهم هى مع الإسلام كحل سماوى لمشاكل العصر، ثم مـزق نسخة من الـقـرآن الـكريم علنا على الهواء في أحد البرامج التلفزيونية.

 

 

وقال: إن الـقرآن الكريم “هو أصل الكارثة”، وأن “هذا القرآن هو منبع الشر”!

-قام ملحدون مؤيدون للسيسى بتحريف آيات القرآن أكثر من مرة على فيس بوك، فبدلوا آيات سورة «يس» بكلام به تمجيد للسيسى وأسموها سورة «السيسى».

-قامت فتاة تدعى “حنان زكى” أيضا بتأليف سورة بديلة لـ(الفاتحة) تحت عنوان (سورة الفاتحة الجديدة) على صفحتها على فيس بوك، مستبدلة اسم الجلالة باسم السيسى (!)، وكتبت تمجد السيسى فوصفته بأنه “إله”، وقالت فى العبارات التى حرفتها على غرار سورة الفاتحة: إن “السيسى أكبر”، “لا إله إلا السيسى”، و”إياه (السيسى) نعبد وإياه نستعين”، و”لا إله إلا السيسى ومحمد مش رسول الله”؟!.

 

-ألف بعض أقباط المهجر ما أسموه « قرآن رابسو»- وهو اسم لنوع من مساحيق الغسيل- فى شكل كلمات منحطة على وزن لغة القرآن، بغرض السخرية من القرآن الكريم وسوره وآياته، مدعين أن هذا نكاية فى الإخوان.

 

– لجنة الخمسين لكتابة الدستور ألغت 32 مادة من مواد دستور 2012 المعطل، وعدلت 143 مادة أخرى من إجمالي الـ236 مادة، والذى وافق عليه 64% من شعب مصر، هذه المواد الملغاة هى مواد تحض على رعاية الأخلاق والآداب وحماية الأديان والرسل من التعدى عليهم بالسب والقذف، وإحياء نظام الوقف الخيرى، وإنشاء مفوضية لمكافحة الفساد، ما يعنى ضمنا السماح بازدراء الأديان وسب الرسل والأنبياء!!.

– محكمة مصرية أخلت بإخلاء سبيل “كرم صابر إبراهيم”، المحامى عضو اتحاد الكتاب الذى سبق أن حكمت عليه محكمة بنى سويف بالسجن 5 سنوات عام 2011 بتهمة ازدراء الأديان وإهانة الذات الإلهية، فى مجموعة أدبية أصدرها بعنوان “أين الله؟” بعدما دافعت عنه 46 منظمة حقوقية علمانية، ولم يسجن لأنه الحكم صدر ضده حكم غيابي رغم أن ما فعله هو إهانة للذات الإلهية وازدراء للأديان!.

هذا المؤلف تطاول على الله جل جلاله فى قصته (ست الحسن)، ووصف الخالق على لسان البطل بـ«المقامر» الذى يقامر على قلوب البشر، بقوله: (أيها الرب المقامر على أفئدة الملايين المؤمنة)!.

 

هذا المؤلف المتطاول على الذات الإلهية كتب يقول: (إنه شاهد الرب فى قصره يجلس كملك متوج بالنصر يدخن البانجو والحشيش على شيشة كبيرة تصل لألف متر ويتشح بملاءات بيضاء وحمراء، والملائكة تضع أكوام النار فوق حجر الشيشة الممتلئ بالمخدرات وفى ص 87 ، 88 قال: (قال الرب المتشح بالبياض: ياعبدى سوف آخذها بإرادتك أو بدونها… يا ولدى روعة ست الحسن وسمانة قدميها أذهلتنى وخبلت عقلى)!.

 

-تزايد حملات اضطهاد فى الشارع ومحطات المترو للمنتقبات ومطلقى اللحى، بل بات مظهر توقيف ضباط الشرطة والجيش للشباب الملتحى راكبى الدراجات منتشرا فى مصر بعد الانقلاب، ومشهد التعدى على المحجبات والمنتقبات فى المسيرات والاحتجاجات ونزع حجابهن، وتوجيه عبارات سب لهن، وتكبيلهن بالقيود الحديدية، وإلقائهم فى سيارات الشرطة غير المجهزة لصعود النساء بجلابيبهن.

-تكرر فى بعض المدارس والجامعات طرد طالبات محجبات أو منتقبات، مثلما فعلت الدكتورة سحر العوامرى، أستاذة الفسيولوجيا الطبية بكلية طب جامعة القاهرة، التى طردت طلبة ملتحين وطالبات منتقبات، وقالت فى محاضرة للطلبة إنه “يجوز شرب دم الإخوان”.

– اعتقال عدد كبير من أئمة المساجد أو منعهم من الخطابة ومحاربة وزارة الأوقاف فى ظل الانقلاب، لكل من يتحدث عن الظلم وقتل المتظاهرين فى رابعة، وغلق المساجد عقب الصلاة مباشرة، بل وتغيير مجالس إدارات المساجد التي تشهد دعاءً على الظالمين، كما حدث في جامع عمرو بن العاص، ومنع الشيخ محمد جبريل من السفر ومن الخطابة بمساجد الأوقاف.

-اغلاق الصحف والقنوات الإسلامية، كالرحمة والحافظ.

– السيطرة على المدارس الإسلامية وإغلاق بعضها.

– إغلاق المستشفيات الإسلامية والسيطرة على مجالس إدارتها.

-تأميم آلاف المؤسسات الخيرية الإسلامية كالجمعية الشرعية والجمعية الطبية الإسلامية، فيما تدعم المؤسسات المسيحية التي تمددت بصورة كبيرة في مصر.

-تزايد أعداد الملحدين في مصر، وتأكيد السيسي في خطابه خلال الاحتفال بليلة القدر، في رمضان الماضي، بالحنو عليهم لأنهم مسلمون، ووصف الداعية عمرو خالد لهم بأنهم زعلانين من ربنا، وذلك بالمخالفة للإجماع المصري، بل بدت عدة حملات تعلن عن نفسها تنتوي بدء أنشطة وفعاليات في الشارع المصري لنشر أفكار الإلحاد وسط الشباب، فيما تقدر بعض الدوائر أن عدد الملحدين زاد في مصر في الفترة الأخيرة، ليصل إلى نحو 3%، كما يقول الباحث محمد جمال، وربما تتصاعد حدة الظاهرة مع تأسيس الحزب العلماني المصري، مؤخرا!.

 

كل تلك الظواهر لا يمكن تجاهلها ولا تغييبها في تفسير حملات الحرب على الإسلام في مصر، والتي تحولت إلى درجة العنصرية المقيتة التي تهدد تماسك المجتمع المصري الذي يدفع نحو انقسامات عقدية وسياسية واجتماعية ودينية في ظل حكم العسكر القمعي الذي يرى غير أتباعه أعداء يجب استئصالهم من المجتمع!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …