‫الرئيسية‬ عرب وعالم «الاتفاق النووي» يجبر السعودية على التحالف مع «أعداء السيسي»
عرب وعالم - يوليو 20, 2015

«الاتفاق النووي» يجبر السعودية على التحالف مع «أعداء السيسي»

أثار الاتفاق النهائي الذي توصلت إليه إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين)، والذي أنهى الخلاف على الملف النووي الإيراني، مخاوف العديد من دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، وذلك بعد التطبيع الإيراني الغربي ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، وغض الطرف عن تمدد نفوذ طهران في المنطقة العربية أو الشرق الأوسط.

 

ويرى مراقبون أن هذه المخاوف قد تدفع المملكة السعودية إلى التقارب مع بعض الفرقاء، الذين شهدت السياسة السعودية توترا معهم خلال السنوات الماضية بسبب دعم المملكة للانقلاب العسكري في مصر، وأبرزهم تركيا وقطر وجماعة الإخوان المسلمين، “وراء الأحداث” رصدت أبرز ملامح التغير الجذري الذى طرأ على سياسيات المملكة الخارجية:

 

المملكة والإخوان

 

ومنذ تولى الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم، تحولت تصريحات العديد من المسؤولين السعوديين إلى النقيض، حيث خرجت البعض مرحبة بفكر الجماعة، وأخرى تصف ما حدث بالانقلاب العسكري، وثالثة تؤكد أنه لا مشكلة بين المملكة والإخوان.

 

وأشاد الدكتور صالح آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودى، بدعوة جماعة الإخوان المسلمون بمصر، مشيرا إلى أنها تشبه النظام السعودي المعمول به.

 

قال آل الشيخ، في تصريحات له لصحيفة الحياة أمس الأحد: “إن المملكة العربية السعودية قائمة بشؤون الإسلام، وبرنامج الإخوان المسلمين لو تحقق يعتبر بعض ما يطبق في المملكة”، موضحا أن من زار المملكة من قادة الإخوان المنصفين عاد إلى زعمائه بصورة إيجابية عن تطبيق الشريعة في السعودية.

 

وأكد أن رفع البعض لشعار رابعة العدوية أثناء الأحداث ليس بالضرورة تعاطفا مع التنظيم وإنما عدم رضا عن القتل والدمار، معقبا أنه لهذا السبب يرى أنه من الواجب العدل والتريث في الحكم على فئات المتعاطفين.

 

ولم تجد الإدارة السعودية حرجًا في تعيين ماجد الحقيل، وزيرًا للاسكان، رغم وصفه لما حدث في 3 يوليو 2013 بأنه انقلاب عسكري، حيث قال في تغريدات سابقة له: “إن ما حدث في مصر هو انقلاب وترسيخ بأن البلدان العربية لا تستحق الديمقراطية”.

 

وتسبق هذه التصريحات حديث وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل، الذي أدلى به في فبراير الماضي، أنه لا مشكلة بين المملكة والجماعة، ومشكلتنا فقط مع فئة قليلة تنتمي إلى هذه الجماعة، هذه الفئة هم من في رقبتهم بيعة للمرشد”، بحسب تعبيره.

 

زيارة حماس

 

وكانت زيارة وفد حركة حماس، يضم رئيس مكتبها السياسي خالد مشغل، الأربعاء الماضي، للسعودية من أبرز الشواهد التي استند إليها المراقبون والخبراء في التأكيد على سعى المملكة للتقارب مع جماعة الإخوان وتشكيل تحالف لمواجهة الخطر الإيراني.

 

والتقى مشعل، خلال زيارته، بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ورئيس جهاز الاستخبارات السعودي، وذلك لبحث عدة قضايا، والتي أسفرت عن الاتفاق على فتح خط اتصال بين الشخصيات المعنية في الحركة والمملكة، كما أن الجانب السعودي وعد باتخاذ خطوات فاعلة على صعيد ملف إعادة إعمار قطاع غزة، للتخفيف على المتضررين من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع المحاصر منذ عام 2006.

 

وأكد ماهر فرغلى، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، أن زيارة خالد مشعل تكشف عن نية السعودية تشكيل محور سنى يضم الحركات الاسلامية، من بينها الإخوان وحماس كجزء منه؛ لمواجهة خطر إيران فى المنطقة، وعلى هذ الأساس تتعامل الرياض مع حماس وإخوان اليمن.

 

وأضاف فرغلى أن الرياض ترى أن مواجهة إيران فى هذا التوقيت أخطر من مواجهة الجماعات الإسلامية، مشيرا إلى أن حماس تسير فى خطوات لدعم الرياض فى مواجهة إيران.

 

وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن لقاء الملك سلمان بكبار القادة السياسيين بحركة حماس في مكة المكرمة يعكس رغبة الملك للعمل مع المنظمات الإسلامية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن محللين يرون أن اللقاء يعكس عزم الملك سلمان حشد أكبر قدر ممكن من العالم العربي ضد إيران، في الوقت الذي يخشى فيه تزايد نفوذها بعد الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عنها.

 

وأوضحت الصحيفة أن اجتماع مكة المكرمة شمل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يعيش في قطر، ويمثل اختلافا مذهلا عن نهج الملك عبد الله الراحل الذي قاد حملة لدحر جماعة الإخوان والجماعات التابعة لها في جميع أنحاء المنطقة، وحماس فرع للإخوان، بحسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الملك سلمان أكد استعداده للعمل مع الإخوان لمواجهة إيران، بينما يرى بعض المحللين أن الملك سلمان يحاول إبعاد حماس.

 

تقارب سعودي قطري

 

بعد خلافات شرسة دامت قرابة العامين بين السعودية وقطر، عادت العلاقات إلى طبيعيتها مرة أخرى، حيث زار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، المملكة السعودية عقب تولى الملك سلمان الحكم 3 مرات.

 

ومن الجانب الآخر، زار الأمير السعودي محمد بن نايف قطر، في فبراير الماضي، في أول زيارة خارجية يجريها بعد توليه مهام منصبه كولي لولي العهد في يناير 2015، قبل أن يعين وليا للعهد في أبريل من العام ذاته.

 

كما زار محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، الدوحة في يونيو الماضي، وكانت أول زيارة يجريها لقطر بعد تعيينه ولياً لولي العهد السعودي، في 29 أبريل الماضي، ومنذ تعيينه وزيرا للدفاع في يناير الثاني الماضي.

 

وأرجع مراقبون تحسن العلاقات بين قطر والسعودية إلى عدة عوامل أهمها: تغير سياسات السعودية الخارجية مع تولى الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في يناير الماضي، ومواجهة دول الخليج تهديدات جدية من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، وتنامي النفوذ الإيراني الإقليمي خاصة في اليمن، عبر سيطرة الحوثيين على مفاصل اليمن؛ ما دفع السعودية تتحالف مع قطر، إضافة إلى عدة دول خليجية أخرى، للمشاركة في تحالف “عاصفة الحزم” باليمن.

 

وتمثلت ملامح التحسن في زيارات أجراها أمير قطر إلى كل من الكويت والسعودية والإمارات مؤخرا.

 

يذكر أن السعودية والإمارات والبحرين قد سحبوا سفراءهم من قطر في مارس 2013، احتجاجا على ما وصفته السلطات السعودية في ذلك الوقت بتدخل قطر في شؤونها الداخلية.

 

وتحسنت العلاقات نسبيا بعد رضوخ قطر للضغوط السعودية للحد من هجومها على النظام المصري الحالي وغلق قناة الجزيرة مباشر مصر، إلا أن الامر لم يستمر طويلا حتى توفي الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.

 

الحليف التركي

 

وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة السعودية مرتين منذ تولي الملك سلمان الحكم، حيث حمل معه في الزيارة الأخيرة، في فبراير الماضي، عدة ملفات أهمها: تحالف سني تركي سعودي، توطيد للعلاقات بين الرياض وأنقرة ولم للشمل، تحجيم التمدد الشيعي في البلدان العربية، وضع محاور عسكرية لدعم المعارضة السورية ضد بشار الأسد.

 

وسبق هذه الزيارة، حضور أدروغان عزاء العاهل الراحل عبد الله بن عبد العزيز، حيث قطع الرئيس التركي جولته الإفريقية وتوجه للسعودية، لتعزية الملك الجديد، ولحضور جنازة الملك الراحل لتفتح بعدها صفحة جديدة من العلاقات التركية السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد صراع خفي، أشبه بحرب باردة، بحسب وصف صحيفة “المونيتور” الأمريكية، للهيمنة على السنة وزعامة المنطقة.

 

ولم يمض أسبوع على زيارة أردوغان إلى المملكة معزيا، حتى رست الفرقاطة الحربية التركية، “تي جيه جي- بويوك أدا”، في ميناء جدة، إيذانا ببدء تعاون عسكري من نوع جديد، تلتها زيارة رئيس هيئة أركان الجيش التركي، نجدت أوزال، للسعودية في 19 فبراير الماضي، التي أعلنت عودة التنسيق العسكري بين البلدين.

 

وقال اللواء عبد الحميد عمران، الخبير العسكري والاستراتيجي: إن زيارات الرئيس التركي للمملكة السعودية خطوة للم شمل السنة في العالم، ضد التمدد الشيعي الذي استفحل داخل البلدان العربية.

 

وأوضح الخبير العسكري أن التحالف السني الدولي لمواجهة الشيعة بات حيز التنفيذ، مضيفا أن زيارة تركيا لتأسيس هذا التحالف.

 

وكانت العلاقات التركية السعودية قد شهدت توترا في السنوات الأخيرة، على خلفية الأحداث التي شهدتها مصر بعد انقلاب 3 يوليو 2013، وهو ما رفضته تركيا، في حين دعمه المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …