تحرير عدن ..هل حان وقت تقسيم اليمن؟!
تحرير محافظة عدن اليمنية من قبضة الانقلابيين الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، كان بشارة إيجابية، وخطوة مهمة في اتجاه إفشال المشروع الشيعي الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف المنطقة، ويسعى لزيادة احتقانها، وتفتيتها لكيانات ضعيفة، ودويلات صغيرة.
وأثبتت المقاومة الشعبية، المدعومة من قبل التحالف العربي وعاصفة الحزم، أنها تستطيع تحرير جميع الأراضي اليمنية كاملة من قبضة الانقلاب الذي حل عليها، وهو ما يعد رادعا قويا للتدخل الإيراني وهزيمة للمشروع التقسيمي في اليمن، فهل تحرير عدن كما يراه المتفائلون سيكون باكورة عمليات أخرى لتحرير المناطق المتبقية في اليمن، أم سيكون شارة التقسيم؟.
يرى بعض المراقبين أن إعلان الحكومة اليمنية في المنفى عن تحرير عدن، يشكل بداية الطريق لتحرير كامل التراب اليمني من الحوثيين الشيعة وقوات صالح، كما أنه يشكل بداية النهاية للانقلاب الحوثي ويرسل رسالة واضحة للانقلابيين، بأن معركة التحرير قد بدأت، وأن أمام الحوثيين وصالح خيارا واحدا وهو الاستسلام، وتسليم السلاح للمقاومة، وإما المواجهة الحتمية لأن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية المدعومة من القوات الحكومية وعملية إعادة الأمل لن يتراجعا حتى يتم تحرير كامل التراب اليمني.
وعليه فإن المعركة القادمة هي معركة تحرير باقي مدن ومحافظات اليمن، وأيضا معركة إغاثة الشعب المنكوب ومعركة إعادة التعمير للمنشآت التي دمرت خلال حرب التحرير.
وأصبح لزاماً على الشعب اليمني رص الصفوف وتوحيد الكلمة، والوقوف مع الحكومة الشرعية والمقاومة لمواجهة الحوثيين، وتفويت الفرصة أمام محاولات شق الصف خلال معركة التحرير والتي بدأت بعدن وحققت غاياتها.
بينما يقرأ بعض المراقبين المشهد من زاوية الانقسام الوشيك، ويرى أن أثار الانتصار الذي حققته المقاومة على الحوثيين في عدن، يحمل في أحشائه العديد من التنبؤات حول مصير الصراع في اليمن، ومستقبل اليمن كدولة واحدة في ظل الانقسامات الحالية.
وبحسب هؤلاء فإن الانتصار الأول والهام للمقاومة المدعومة من قبل السعودية، هو مشروعية “تقسيم” الدولة اليمنية بين دولتين من جديد، وهما الدولة الجنوبية والدولة الشمالية.
وعلى الرغم من أن الغارات الجوية التي قامت بها السعودية منعت الحوثيين من الاستيلاء على عدن، إلا أن هناك عوامل عديدة أضعفت من موقف الحوثيين في هذه المنطقة، أولها المقاومة الشعبية الشرسة في المدينة لتمدد الحوثيين والقوات الموالية لعبد الله صالح، ثانيا بُعد عدن عن المعقل الرئيسي للحوثيين وهو صعدا، وكذلك عن معقل قوات عبد الله صالح في صنعاء، وهو ما طرح مشكلات ثقيلة أمام الحوثيين وحلفائهم في طهران حول عمليات الدعم بالسلاح والمؤن.
ويرى الصف المتشائم من المراقبين أنه بتحرير المدينة اليمنية التي تقع على الطريق البحري الذي يربط المحيط الهندي بالبحر الأحمر، فإنه يعطي مشروعية لعملية تقسيم اليمن من جديد، مؤكدين أن صمود المدينة أمام قوات الحوثي وعلي عبد الله صالح، يأتي لأن المواطنين في الجنوب يحلمون بالحصول على استقلالهم المفقود منذ تسعينيات القرن الماضي، عقب توحيد اليمن في دولة واحدة، فهل ترجح صعوبة المعارك الدائرة بين قوات المقاومة والحوثيين كفة هذا الانقسام؟.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …