أردوغان يربح الرهان.. شبح الانتخابات المبكرة يخيم على تركيا

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اللجوء الي انتخابات مبكرة في حال فشل جميع المحاولات الرامية لتشكيل حكومة ائتلافية.

جاء ذلك خلال تصريح صحفي أدلى به، عقب أدائه صلاة العيد في جامع “معمار سنان”، بولاية اسطنبول، وقال أردوغان، إن داود أوغلو، أبلغه أنه سيجري لقاءات وتقييمات مع منظمات المجتمع المدني، خلال الجولة الثانية من المحادثات التي سوف تبدأ بعد العيد، للاطلاع على وجهات نظرهم بخصوص تشكيل حكومة ائتلافية.

وأضاف أردوغان: “أعتقد أن الأحزاب السياسية الثلاثة الممثلة في البرلمان ستقيم نتائج مشاورات الجولة الأولى، التي جرت خلال الأسبوع الحالي مع رئيس الحكومة المكلف، زعيم حزب العدالة والتنمية، أحمد داود أوغلو، حول عملية تشكيل حكومة ائتلافية، وسيتم على خلفيتها معرفة الأحزاب التي ستنخرط في مشاورات الجولة الثانية”.

وتصب الانتخابات المبكرة فى صالح حزب العدالة والتنمية الذى ينتمي إليه أردوغان رغم استقالته الشكلية عقب توليه منصب رئيس الجمهورية التركية ليخلفه داوود أوغلو على رأس الحزب، حيث يرجح الخبراء حصول الحزب على الأغلبية المطلقة التى تمكنه من تشكيل الحكومة منفردا.

وراهن أردوغان على فشل التوصل إلى اتفاق مع قوى المعارضة وعلى رأسها حزب الشعب، ما يتيح له الدعوة إلى انتخابات برلمانية مبكرة تتجه صوب حصول حزبه على أغلبية مطلقة تمكنه من تحقيق الهدف الأهم لـ “العدالة والتنمية” والتى تتمثل فى تعديل دستور الدولة إلى النظام الرئاسي بدلا من البرلماني المتبع فى الوقت الحالى.

وكانت النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية التركية أظهرت حصول العدالة والتنمية على نحو 41% من الأصوات، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري على 25% بـ 132 مقعدا، فيما حصلت الحركة القومية على 16,5% بـ 81 مقعدا.

وحصل حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد لحقوق الأكراد على 13% بـ 79 مقعدا، ليتجاوز عتبة 10% اللازمة لدخول البرلمان، وبالتالي سيكون أول تكتل أو حزب سياسي كردي يدخل البرلمان.

واعتبر المراقبون هذا التراجع الانتخابي الأول للحزب الذي فاز في جميع الانتخابات ابتداء منذ العام 2002، بمثابة هزيمة لأردوغان الذي سعى الى الفوز بـ330 مقعدا في البرلمان على الأقل لتمرير تعديل دستوري يحول النظام البرلماني في الجمهورية إلى رئاسي.

ولم يبد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، قلقه إيذاء النتائج الصادمة معربا عن احترامه لقرار الشعب التركي، قائلا: “لا تقلقوا، فإن قرار الشعب هو الأصح، ولن ننحني أمام أي قوة بأي شكل من الأشكال”.