بعد توقف «رز» الخليج .. السيسي يغازل طهران
زعم سامح شكري، وزير الخارجية، أن تعامل مصر مع إيران لا يرتبط بموقف دول الخليج منها، وقال فى تصريح مثير للجدل، خلال حفل إفطار نظمته الوزارة مع الإعلاميين،: “لا أحد يكبل أيدينا، بل نقيم علاقتنا معها -أي إيران- انطلاقًا من مكونات كثيرة بينها المكون الإقليمي، وليس من منطلقات شكلية مثل اسم شارع بل من أمور جوهرية”.
تصريحات وزير الخارجية تتزامن، مع توصل أمريكا ودول الغرب إلى إتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني وهو الإتفاق المعروف باسم اتفاق الدول الست (5+ 1) والذي يصفه مراقبون دوليون بأنه يحقق مكاسب واسعة لإيران وسيجعلها تتخلص من القيود الدولية التي فرضت عليها لسنوات طوال، وهو الأمر الذي سينعكس بشكل سلبي على الدول الخليجية.
وبحسب مراقبين فإن تصريحات وزير لخارجية السيسي، تكشف عن وجود خلافات قوية بين الدول الخليجية ومصر في العديد من القضايا، وهو الأمر الذي جعل مصر تستغل الخلافات الإيرانية الخليجية في مغازلة حكام الدول الخليجية، رغم الدعم غير المحدود التي قدمته الدول الخليجة لمصر منذ بيان 3 يوليو العسكري وحتى اليوم.
جاءت تصريحات شكري، ردًا على سؤال عن مدى استعدادات مصر للإتفاق المرتقب بين الغرب وإيران في المفاوضات النووية التي تجري حاليًا في فيينا.
وأجاب شكري عن السؤال الذي يخص المفاوضات النووية قائلًا: “إننا ندرس كل السيناريوهات”.
الخلاف السعودي المصري
ومنذ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتولى الملك سلمان بن عبدالعزيز حكم السعودية، ولا تكاد تتوقف التقارير الصحفية المحلية والدولية عن وجود خلافات واسعة بين السيسي وسلمان في العديد من القضايا الكبرى، الأمر الذي أثر بشكل أو بآخر على حجم الدعم المقدم من المملكة للنظام العسكري.
ومن ضمن القضايا الخلافية بين البلدين، مسألة الحرب على الحوثيين في اليمن، والتصالح مع الإخوان المسلمين، وموقف مصر من بشار المغاير تماما لموقف السعودية، وأخيرا قضية إعدام الرئيس محمد مرسي والتي تؤكد مصادر سعودية مطلعة، أن السيسي رفض وساطة الملك سلمان لإلغاء حكم الإعدام على الرئيس مرسي، بينما يصر السيسي على السير قدما في أهدافه ومساعية.
ومؤخرا اشتعلت مواقع التواصل الإحتماعي بقضية تعيين الملك سلمان لـ “ماجد الحقيل، وزيرا للإسكان في السعودية” رغم تأكيداته في تغريدات سابقة أن ماجرى في مصر في الثالث من يوليو 2013 هو انقلاب عسكري متكامل.
واعتبر المغردون ونشطاء التواصل الاجتماعي أن تعيين الحقيل وزيرًا للإسكان بالسعودية رغم أنه يصف ما حدث في مصر بأنه انقلاب يبرز تغيرًا في سياسة المملكة في المنطقة وتناقلوا التغريدة التي قال فيها: “ما يحدث في مصر هو انقلاب وترسيخ أن البلدان العربية لا تستحق الديمقراطية”.
هل تتجه مصر لإيران؟
كانت دعوات قد ظهرت في وقت سابق عبر القنوات المصرية الخاصة والحكومية المؤيدة لـ “عبد الفتاح السيسي” تنادي بالاتجاه إلى العاصمة الإيرانية طهران للقيام بتحالف مصري إيراني على غرار التحالف التركي السعودي الخليجي الذي بدأت مظاهره تلوح في الأفق مؤخرا.
ومن بين هؤلاء، الإعلامي يوسف الحسيني، المذيع بقناة أون تي، والذى خاطب المملكة العربية السعودية في برنامجه أول أمس قائلا: “أنا حابب أوضح إننا مانقدرش نتكلم على علاقة السعودية بتركيا حتى لو علاقتنا احنا سيئة بأنقرة؛ لأن السعودية حرة فيما تفعل وإحنا مش أوصياء عليها، لكن حابب أوضح أنه في نفس الوقت مافيش حد وصي علينا ودا أمر مهم جدا لازم نشير إليه”.
وكرر الحسيني كلامه قائلا: “بأكد تاني ماحدش وصي علينا وحط الكلمة بين (قوسين) لأن دا الوضع القائم!، وأضاف: (الكلام دا معناه إنك لو صحيت كمواطن أو مواطنة من النوم ولقيت إن مصر بتمد جسور مع طهران ماتتخضش، ليه؟ لأنه من وجهة نظري لازم نمد جسور مع طهران”.
ووجه كلامه للسعودية مهددا بشكل غير مباشر: (وحابب أوضح إنه في حالة فتح مصر جسور تواصل مع طهران، لا يصح ولا يكون للرياض أن تعترض نهائيا على علاقتنا بإيران، ليه؟ لأننا ماعترضناش على علاقة السعودية بتركيا، وبالتالي ماحدش ليه دعوة إحنا بنعمل إيه).
ويوسف الحسيني معروف بقربه من المجلس العسكري وقيادة الانقلاب خاصة وأن اسمه ورد في أحد التسجيلات للواء عباس كامل، مدير مكتب السيسي، على أنه أحد الأذرع الإعلامية للقيادة العسكرية، ما يعني أن تصريحاته لا تصدر إلا بتنسيق مسبق مع القيادات العسكرية ووفقا لخطة الشئون المعنوية، وذلك بحسب نشطاء ومراقبين.
جدير بالذكر ان إيران أطلقت اسم خالد الإسلامبولي، العقل المدبر لقتل السادات، على أحد شوارع العاصمة طهران، بعد أيام من إعدامه، ما أدى بمصر إلى قطع العلاقات مع إيران وطرد السفير الإيراني، ولكن في سنة 2010 تمت إزالة التسمية من الشارع دون أي توضيحات، ولكن رأى فيه البعض مغازلة من إيران تجاه مصر.
وبعد سقوط حسني مبارك وتولي الرئيس محمد مرسي الحكم، زار مرسي إيران في نهاية أغسطس 2012 لحضور قمة عدم الانحياز في طهران؛ حيث تم استقباله بحفاوة كبيرة من الرئيس نجاد، وفي إبريل 2013 قام الرئيس الإيراني بزيارة لمصر لحضور القمة الإسلامية في القاهرة وقام الرئيس مرسي باستقباله بحفاوة، وزار نجاد الجامع الأزهر ومقام السيدة زينب.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










