فيديو.. «أكبر خلية إرهابية» تفضح تلفيق التهم وتكشف تعذيب الداخلية
أثار مقطع الفيديو، الذي نشره حساب وزارة الدفاع المصرية على موقع “فيس بوك” تحت عنوان “أكبر خلية إرهابية” موجة من الجدل الواسع، بين النشطاء السياسيين والحقوقيين عبر صفحات ومواقع التواصل الإجتماعي.
وكان حساب باسم وزارة الدفاع المصرية، قد نشر أمس مقطع فيديو بعنوان “القبض على أكبر خلية إرهابية تهدد اﻷمن القومي” وظهر فيه بعض الشباب، ممن قام أهاليهم منذ أكثر من 40 يوما بإرسال خطابات للنائب العام تفيد باختفائهم قسريا.
وادعت الأجهزة الأمنية في الفيديو، أن تلك الخلية يديرها صديق لهم مقيم في تركيا، يدعى، عبد الله نور الدين، وظهر الشباب خلال الفيديو يعترفون بشكل مسترسل بكل ما نسب لهم من اتهامات، ويتخلل الفيديو، عبارات “القبض على أكبر خلية إرهابية تهدد الأمن القومي”، ومطالبات من المواطنين الشرفاء، بالإبلاغ عن أي معلومات تفيد في القبض عليهم.
وبحسب نشطاء وحقوقيون فإن إثار التعذيب بدت واضحة على مجموعة الشباب الذين ظهروا في مقطع الفيديو، كما أن طريقتهم في الاعتراف توحي بإنه يقرأون نصا مكتوبا أمامهم أجبروا على قراءته والاعتراف به.
اختفاء وتلفيق
وعقب إذاعة الفيديو عبر التلفزيون الرسمي، تعرف أصدقاء وأهالي من وصفهم الفيديو بـ”الإرهابيين” على ذويهم، وهاجموا الفيديو بشراسة، مؤكدين تعرضهم للتعذيب مقابل اعترافاتهم المسجلة، لا سيما بعد اختفاء بعضهم قسريا منذ ما يقرب من 40 يوما.
وتقدمت منظمة هيومن رايتس مونيتور، بشكوى أممية في منتصف يونيو الماضي، لفريق العمل المعني بالاختفاء القسري في الأمم المتحدة، حول استمرار إنكار السلطات المصرية عن اعتقالها للشباب الثلاثة “إسراء محفوظ الطويل (23 عامًا) وهي طالبة بكلية أداب جامعة القاهرة، وصهيب سعد الحداد (22 عامًا) وهو طالب بكلية العلوم السياسية، والطالب بكلية الهندسة عمر محمد علي إبراهيم (23 عامًا)، بعد 11 يومًا من إخفائهم قسريًا.
وأكد نشطاء ومغردون عبر مواقع التواصل الإجتماعي أن أغلب من ظهروا في مقطع الفيديو هم مجموعة من الشباب تم اخطافهم وإخفائهم قسريا على يد قوات الأمن منذ عدة أسابيع، وأنهم أجبروا على تلك الاعترافات.
ومن بين من ظهروا في مقطع فيديو وهم رهن الاختفاء القسري على يد قوات الأمن منذ فترة، صهيب سعد، وعمر محمد علي، وهما الشابان اللذان كانا بصحبة المصورة المصرية الشابة إسراء الطويل، قبل اختفائهم قسريا في الثاني من يونيو الماضي.
واختطف الشبان الثلاثة بتاريخ 1 يونيو الماضي، من أعلى كورنيش النيل بالمعادي أثناء تواجدهم هناك، وتقدم ذوو الشباب ببلاغات رسمية تفيد اختفاءهم، في حين كانت الردود الرسمية أنهم ليسوا محتجزين لدى اﻷجهزة اﻷمنية. وهو ما ثبت عكسه بعد ذلك؛ إذ تعرف بعض المعتقلين في سجني طرة والقناطر، عليهم وأبلغوا أهلهم خلال الزيارات المصرح بها.
كوميديا سوداء
وعبر حسابه الشخصي بالفيس بوك سخر الدكتور أحمد عبدالباسط المعيد بكلية العلوم جامعة القاهرة ـ من فيديو وزارة الدفاع، حيث ورد اسم “عبدالباسط” في المقطع ضمن من وصفوهم بأعضاء “الخلية الإرهابية” زاعمين أن “عبدالباسط” هو مسؤل تمويل الخلية الإرهابية.
وكتب الدكتور أحمد عبدالباسط على حسابه الشخصي قائلا “هي القناة الأولى جابت فعلا تقرير عني بعد نشرة تسعه، وقايلين عليه إرهابي، وبمول جماعة إرهابية، ياحلاوة ياولاد، طب اللي معاه التقرير يبعتهولي ، نفسي اشوف نفسي وأنا إرهابي”
وتابع قائلا “طب والله العظيم، اتفرجت على فيديو الداخلية 3 مرات، وتقريبا ماعرفش ولا واحد فيهم، الإ من صفحات الفيس لما اتقبض عليهم”.
وفي هذا السياق سخرت حركة السادس من ابريل من اتهامات وزارة الداخلية قائلة “كوميديا سوداء.. خلية إرهابية ماحدش فيهم يعرف التاني، بينفذوا العمليات بالاستشعار عن بعد !”.
إجبار على الاعتراف
وبحسب أحد أصدقاء صهيب سعد ـ أحد الشباب الذين ظهرو في المقطع، فأنه من الواضح تعرضهم للتعذيب قبل تسجيل تلك الاعترافات، إذ تظهر آثاره على وجوههم، ويضيف “خلاصة اﻷمر، أن العديد من هؤلاء الشباب مختطفون رسمياً منذ ما لا يقل عن أربعين يوماً، ومن المرجح أن تكون الاعترافات قد انتزعت تحت وطأة تعذيب وضغط شديدين، وبالطبع في غياب حضور المحامين عنهم”.
فيما أبدى الناشط الحقوقي “هيثم غنيم” حزنه الشديد بعد مشاهدته الفيديو وأضاف قائلا “عمری ما تخيلت من صغری وحتی الآن انی ممكن أشوف واحد اعرفه واكلت معاه من طبق واحد في يوم من الأيام مخطوف ومطلعينه علی التلفزيون متعذب ومكتوب جمب اسمه إرهابي”.
وتابع: “رغم كل الی اعرفه وشوفته بس الموضوع لما بيمس حد تعرفه فعلا ساعتها بيبقی وقع الشئ علی نفسك مختلف، الأول اخدت الموضوع عادی ودلوقتی بعد كذا ساعة بدأت أفوق وأدرك ما بداخلی، كل ده وانا ماعرفوش قوی فما بالك بأحبته وأسرته واصدقائه المقربين ؟! صهيب سعد ربنا يفك أسرك أنت وكل الشباب من السجون، ولاحول ولاقوة إلا بالله”.
لجنة الدفاع
وقد شكل العديد من المحامين المصريين، لجنة لمتابعة حالات الشباب الذين ظهروا في الفيديو والبحث عنهم وتقديم المساعدة القانونية لهم، باعتبارها انتهاكات ﻷبسط حقوق الإنسان، سواء الدولية أو التي أقرها الدستور المصري الجديد.
ويذكر أن جرائم الاختفاء القسري التي ترتكب في مصر، جميعها مخالف للاتفاقيات الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري وكذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والتي تجرم تعرض أي شخص للاختفاء القسري وتوجب على الدولة اتخاذ التدابير اللازمة لتحمل المسؤولية الجنائية في ذلك.
ووثقت حملة الحرية للجدعان، مبادرة مجتمع مدني مصرية، 163 حالة اختفاء قسري تمت في 22 محافظة مصرية، منذ أبريل الماضي، وحتى نهاية يونيو، وتم تصنيفهم بـ 66 حالة إخفاء قسري، و31 حالة اخفاء قسري بدون متابعة، و64 حالة إخفاء قسري منتهية، بالإضافة إلى حالتي وفاة، هما إسلام عطيتو الذي سيق من لجنة امتحانه في كلية الهندسة جامعة عين شمس إلى مصيره المجهول ليلقى حتفه في اليوم التالي، وصبري الغول، الذي قتل فى مدينة العريش.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …