في رمضان.. مصر تحاصر «الجمعيات الإسلامية».. وتدفع الفقراء إلى أحضان «الكنيسة»
واصل النظام المصري الحرب الشعواء التى أعلنها على كل ما هو منتمي إلى التيار الإسلامي حتى وإن لم يقترف جريمة أو يدافع عن فصيل سياسي، تحت لافتة تجفيف منابع الإرهاب، لتستكمل رحلة إغلاق المستشفيات الخيرية والمشروعات المنتجة ومؤسسات التكافل دون أن توفر بديل أدمي لبسطاء الشعب المطحون، لتدفعهم قسرا إلى أحضان الكنيسة.
حكومة إبراهيم محلب –المنبثقة عن نظام 3 يوليو- تبذل كل طاقتها لتجفيف منابع العمل الخيري في مصر ولم تكتف بإغلاق مئات الجمعيات الخيرية وتشريد آلاف الأسر، بل عملت على فرض حصار قمعي على كل ما هو إسلامي فى مقابل فتح الباب على مصرعيه أمام العمل الخيري الكنسي الذى لا يخضع لمراقبة الدولة سواء فى التمويل أو الإدارة.
واستمرارا لهذا النهج المعوج، أعلن فرج سليمان -وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بمحافظة المنوفية- اليوم الثلاثاء، عن حل 38 جمعية أهلية وخيرية بحجة تبعيتهم لجماعة الإخوان المسلمين، دون النظر إلى آلاف البسطاء الذى ينتفعون من تلك الجمعيات فى ظل إهمال الدولة وتقاعسها عن أداء أبسط مهامها.
ومنذ بيان 3 يوليو العسكري والإطاحة بأول رئيس مدني منتخب فى تاريخ مصر، أغلق النظام مئات الجمعيات الإسلامية والمؤسسات الخيرية، التي كانت تشرف عليها جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجمعيات الإسلامية، بحجة أن تلك المؤسسات تدعم الإرهاب، لترتفع حصيلة الجمعيات التى تقبع تحت الحصار إلى 1033 جمعية خيرية على مستوى الجمهورية خلال تلك الفترة.
وكيل وزارة التضامن الاجتماعى في حكومة محلب، أكد أنه تم الانتهاء من أعمال الرصد لكافة الجمعيات الأهلية التى أقامتها الجماعة بالمنوفية، مؤكدا أن عدد الجمعيات التابعة لجماعة الإخوان بلغ 58 جمعية خلال عام 2015.
وزعم أنه تم وضع باقى الجمعيات تحت إشراف لجان متخصصة من الشؤون الاجتماعية، لإدارة العمل بها، ومراقبة الإيرادات والمصروفات بها، وإعادة تنظيم العمل بتلك الجمعيات، وما يتبعها من مؤسسات خدمية ممثلة فى مستوصفات طبية أو وحدات إنتاجية.
وإحكاما للحصار المفروض على العمل الخيري الإسلامي، أصدرت غادة والى -وزيرة التضامن الاجتماعى- اليوم الثلاثاء، قرارات بحل 14 جمعية أهلية فى 3 محافظات، منها 10 بالمنيا و3 ببنى سويف وواحدة فى دمياط.
وأشارت غالي أن حل الجمعيات المشار إليها يأتى تطبيقا للقانون وعلى قرارات اللجنة لتنفيذ حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بشأن حظر تنظيم الإخوان المسلمين وحظر الأنشطة، والتحفظ على ممتلكات الجمعيات التابعة لجماعة الإخوان، وتم الحل بعد أخذ رأى الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية.
وأضافت الوزيرة أنه تقرر أن تؤول أموال وممتلكات هذه الجمعيات لصندوق إعانة الجمعيات والمؤسسات الأهلية، وجارٍ حصر الأموال والممتلكات وإخطار اللجنة المشكلة لتنفيذ الحكم للنظر فى التصرف فيها، على أن تتولى الجهة الإدارية تعيين مصفِّين للقيام بأعمال التصفية.
وبحسب مراقبين، فإن غياب العمل الخيري الذي كانت تشرف عليه منظمات وجمعيات خيرية إسلامية أضرَّ بشكل كبير بشرائح مجتمعية مختلفة، خاصة الفقراء ومحدودي الدخل، والذين كانت تتكفلهم تلك الجمعيات الأهلية والخيرية، وتقوم على رعايتهم الصحية والمعيشية.
ويرى المراقبون أن تجميد أموال تلك الجمعيات الخيرية لم يكن السبب الوحيد الذي جعل الأنشطة الرمضانية تتقلص بشكل كبير من الشارع المصري، ويختلف عما سبقه من الأعوام، إلا أن اعتقال آلاف الشباب من الإسلاميين الذين كانوا يقومون بأعمال البر والخير طوال هذا الشهر أسهم بشكل أو في تجفيف منابع الأعمال الخيرية في العديد من محافظات الجمهورية طوال هذا الشهر الكريم.
وفي الوقت الذي تفرض فيه حكومة السيسي قيودا غير مسبوقة على عمل الجمعيات الخيرية التي يشرف عليها تيارات إسلامية مختلفة، ترحب الحكومة بالأنشطة الخيرية التابعة للكنائس المصرية، بل تقوم على تشجيعها، وذلك في تناقض غريب ومثير للجدل، بحسب نشطاء ومراقبين.
وتنظم الكنيسة الإنجيلية بمدينة نصر، مساء اليوم الثلاثاء، إفطارا رمضانيا تحت شعار “إفطار المحبة”، بحضور الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، والدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة التطوير الحضرى والعشوائيات.
وقالت الكنيسة، في بيان لها: إنها وجهت الدعوة لعدد من الوزراء والقيادات الإسلامية والمسيحية بمختلف الكنائس، موضحة أن الحفل سيحضرة بعض من أسمتهم بالقيادات الإسلامية منهم “كمال الهلباوى، والداعية الإسلامي أسامة القوصى وغيرهم”، وذلك بحسب قول الكنيسة.
ولوحظ خلال هذا العام حرص الكنائس المصرية على تصدير”أعمالها الخيرية” لوسائل الإعلام الخاصة والحكومية، وهو الأمر الذي أثار جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة عن السر وراء ذلك، وحقيقة ما يتردد بشأن مساعي الكنائس المصرية باحتلال ولعب الدور الذي كانت تقوم به الجمعيات الخيرية الإسلامية.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تداول النشطاء والمغردون عشرات من صور لموائد طعام تقيمها بعض الكنائس، وسط تباين في ردود الأفعال والتغريدات، بين من يتهم الكنيسة بمحاولة استغلال غياب التيار الإسلامي ولعب دور يفترض ألا تقوم به، وبين من يرى أن ذلك في إطار الوحدة الوطنية التي ينبغي أن يرسخ لها في نفوس المصريين.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










