‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير لماذا أظهر “حارة اليهود” الإخوان على أنهم الأشرار ومدح الصهاينة؟
أخبار وتقارير - يونيو 24, 2015

لماذا أظهر “حارة اليهود” الإخوان على أنهم الأشرار ومدح الصهاينة؟

انتقدت السفارة الإسرائيلية في القاهرة مسلسل «حارة اليهود»، الذي يعرض خلال شهر رمضان الحالي على شاشات الفضائيات المصرية والعربية، بعدما أشادت به في البداية وقالت إنه يقدم صورة “إيجابية” لليهودي، معتبرة أن “المسلسل بدأ يأخذ مسارًا سلبيًا وتحريضيًا ضد دولة إسرائيل”، بحسب وصفها.

فيما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”- في تعليق لمراسلها بالقاهرة ديفيد كيرباتريك على مسلسل “حارة اليهود”، الذي يتحدث عن الجالية اليهودية في مصر- أن الاخوان هم الأشرار في مسلسل “حارة اليهود”.

وذكرت السفارة، على حسابها على فيس بوك «إسرائيل في مصر»، اليوم الأربعاء، أن “المسلسل استخدم الشخصيات الإنسانية ليهود الحارة كقناع ليعادي دولة إسرائيل، وكأنها عدو وحشي يريد أن يفتك بالجميع”.

واعتبرت السفارة أنه “بعد مرور 36 عامًا من توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، ما زال التحريض مستمرا ضد دولة إسرائيل وضد اتفاقية السلام”، مشيرة إلى أن “هذا التعامل ليس له مثيل بين جميع دول العالم الصديقة”.

وتزامن تعيين سفير مصري جديد في تل أبيب، وتهنئة السفير الإسرائيلي المصريين برمضان، مع بدء عرض مسلسل رمضاني بعنوان “حارة اليهود” كان مؤجلا عرضه في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، ولقي إشادة من رئيسة الطائفة اليهودية في مصر رغم بعض الملاحظات، كما أشاد به إسرائيليون، واعتبره معارضون “تطبيع سياسي ودعوة لقبول الآخر”.

وهددت ماجدة هارون، رئيس الطائفة اليهودية بمصر برفع قضية “ازدراء الأديان”، إذا ما لاحظت أي تهكم أو مساس بالدين اليهودي، بعدما ذكرت عدة ملاحظات عن أخطاء في إظهار أمور دينية يهودية داخل المعابد خلال العرض.

حيث أثار مسلسل “حارة اليهود”- والذي يتناول حياة اليهود الذين عاشوا في مصر عقب ثورة 23 يوليو عام 1952 وحتى حرب العدوان الثلاثي- حفيظة كثيرين من المصريين، وقال نقاد ونشطاء إنه دعوة للتطبيع مع إسرائيل وقبول الآخر، خصوصًا أن المسلسل يطرح شخصية اليهودي الطيب والمسالم من خلال قصة حب تدور بين فتاة يهودية وضابط مسلم.

وفور عرض حلقاته الأولى، علقت السفارة الإسرائيلية في مصر على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” بتصريحات مُرحبة بالمسلسل قائلة: “شاهدنا في سفارة إسرائيل أولى حلقات المسلسل المصري حارة اليهود، ولقد لاحظنا لأول مرة أنه يمثل اليهود بطبيعتهم الإنسانية، كبنى آدم ونبارك هذا”، قبل أن تعود لتنتقده.

كما ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية، في تقرير لها، أن مسلسل “حارة اليهود” قوبل بترحيب شديد واسع داخل إسرائيل، ومن قبل المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن المسلسل يتناول حياة اليهود في مصر من منظور إيجابي.

وكانت أبرز جملة دارت على لسان منة شلبي، بطلة المسلسل الرئيسية والتي تقوم بدور فتاة يهودية، في رد على والديها عندما أمرها والديها بعدم التصدي لبلطجي في الحارة، حيث قالت: “إنتوا إزاي متقبلين فكرة إن إسرائيل أخدت أرض فلسطين اللي مش حقها وبتقاومهم، وهنا مش قادرين نقاوم بلطجي ودا حقنا؟”.

واعتبر نقاد أن هذه الجملة التي دارت على لسان البطلة الرئيسية للمسلسل، لخصت الرسالة التي طُرح من أجلها، وهي أن “هناك يهودا يرفضون الفكرة الصهيونية ويرفضون تمامًا أن تحتل إسرائيل فلسطين وتسلبها أرضها”.

بالمقابل، استفز آخرون الترحيب الإسرائيلي بالمسلسل ومواكبته تحسن العلاقات بين حكومة السيسي وحكومة نتنياهو، خاصة بعد تكرار قول الرئيس السيسي في أكثر من خطاب: إنه لا توجد مشاكل بين مصر وإسرائيل.

وكان المسلسل قد أُعد منذ عهد حكم الإخوان عام 2012، ولكن الوضع السياسي حينها قد حال دون عرضه.

نيويورك تايمز: الإخوان هم الأشرار في مسلسل “حارة اليهود”

وعلقت صحيفة “نيويورك تايمز” على مسلسل “حارة اليهود”، الذي يتحدث عن الجالية اليهودية في مصر، في تقرير للكاتب ديفيد كيرباتريك، أكد فيه الإخوان هم الأشرار في مسلسل “حارة اليهود”.

ويشير التقرير إلى أن الأشرار في المسلسل هم الإسلاميون، الإخوان المسلمون، وليس اليهود، وأبرز حب ليلى لضابط مصري مسلم، الذي يحتفل به كونه بطلا داخل الحارة، وتم حذف دور الجيش المصري في طرد اليهود من مصر في ثنايا المسلسل الذي يدور أثناء حكم جمال عبد الناصر، وتم إهماله بشكل كامل في المسلسل.

وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن الناصريين والجيش حظوا بالمعاملة الأفضل في المسلسل، وزعمت أن الوقائع التاريخية تقول إن الناصريين والوطنيين كانوا هم من قادوا المقاومة ضد دولة إسرائيل، وأنه في “مصر الجديدة” عامل الجيش ومن يؤيده اليهود في القاهرة على أنهم كبش فداء.

ولكن الصحيفة أشارت إلى حذف المسلسل دور “الوطنيين” في حرب اليهود، وأنه ألقى اللوم بالكامل على الإخوان المسلمين، وأظهر الجماعة بأنها مهتمة بتفجير الأحياء اليهودية أكثر من مقاتلة إسرائيل.

كما صور المسلسل، مؤسس الجماعة حسن البنا بأنه “أضحوكة”، حيث قال “الجهاد ليس في فلسطين، ولكن الجهاد هنا ليس أقل من الجهاد هناك”، وفي نبرة ترشح منها نظرية المؤامرة يطالب البنا بتحريم الكوكا كولا، وبيع طابع يحمل صورة الأقصى، وقيمته قرش للمصريين ولصالح الجهاد في فلسطين.

ويلفت “كيرباتريك” إلى مناقشة إسلاميين وآخرين عبر مواقع التواصل، أن المسلسل يعكس العلاقة القوية بين نظام عبد الفتاح السيسي وإسرائيل “ضد قوى الإسلام السياسي منذ الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي”.

وينقل الكاتب عن مخرج المسلسل وابن أخ كاتب المسلسل محمد العدل قوله: إنه ليس مقتنعا بما يقال عن دور عبد الناصر في طرد اليهود من مصر، وتأكيده أن حلقات المسلسل انتهت قبل وصول عبد الناصر إلى السلطة.

وقال: إنه يشعر بالدهشة من دعم السفارة الإسرائيلية في القاهرة– في البداية وقبل أن تهاجمها- للحلقات، “فالحلقات لا تدعم الإسرائيليين، ولكنها ضدهم، إن إسرائيل هي العدو الأول لمصر”.

يهود ضد إسرائيل

ولفت “كيرباتريك” في بداية المسلسل إلى مشهد بطلة العرض اليهودية ليلى هارون (الممثلة مني شلبي)، وهي تبلغ والديها، أن أخوها “موسى” قرر الهجرة إلى دولة إسرائيل الجديدة، رغم الحرب مع مصر، وهي تصرخ: (ابنكما خائن)، وتضيف: (لقد أنجبتماه ليكون يهودي مصري وليس يهوديا إسرائيليا، ولن يكون كذلك”، ليشير لرفض المسلسل للدول اليهودية وعداء يهود مصر لإسرائيل.

وتقول “نيويورك تايمز”، إن ما كشفت عنه ليلى وأبراز الدور الإيجابي لليهود في مسلسل “حارة اليهود”، “أدهش المصريين بمعاملته المتعاطفة مع يهود مصر، وتصويره لمعارضته الحارة للصهيونية”.

وذكر الكاتب أن الحلقة السابعة من الـ30 حلقة للمسلسل أظهرت تقديم الشعائر اليهودية وصلواتهم في الكنيس، وتقاليد السبت التي يتبعونها، وأنه “على خلاف النبرة المعادية للسامية التي طبعت التلفزيون المصري ولعقود طويلة، أثنت السفارة الإسرائيلية في القاهرة على الحلقات الأولى منه”، ونوه لتعليق صفحة السفارة في”فيس بوك” في البداية: “يظهر اليهود في وضع إنساني حقيقي وأنهم بشر قبل أي شيء، ونرحب بهذا”.

ويقول كيرباتريك، إنه بعد أربع سنوات من الاضطرابات بما فيها ثورة الربيع العربي، التي وعدت بإنهاء الاستبداد المدعوم من الجيش، وعودة العسكر قبل عامين، والإطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب، فقد أثارت حلقات المسلسل نقاشا حادا حول مصر واليهود، فبالإضافة إلى الحديث عن وضع اليهود في مصر تم الحديث عن هوية مصر، سواء المفتوحة الكوزموبوليتية أم القومية الدينية.

ونوه تقرير الصحيفة الأمريكية إلى “أن البعض أشاد بمسلسل حارة اليهود؛ لاحتفاله بقيم المواطنة والمشاركة التي سادت أثناء الحكم الملكي المدعوم من بريطانيا، ورأوا في يهود مصر تشخيصا للثقافة الليبرالية التي دمرها جمال عبد الناصر”.

وذكرت الصحيفة البريطانية تعليقات المصريين الرافضة للمسلسل، ووصفتها بأنها جاءت “بلغة معادية للسامية واضحة”، حيث قالوا إن المسلسل “أظهر اليهود على أنهم أفضل من المصريين”، بحسب تعليق مشاهد على صفحة المسلسل على “فيسبوك”. وعبر البعض الآخر عن معارضتهم لمسألة زواج ضابط مسلم من يهودية، فعلاقة الحب بينهما هي جزء من حبكة المسلسل.

واهتم تقرير “نيويورك تايمز” بتعليق قناة “الجزيرة”- في تقرير لها على استقبال الصحافة الإسرائيلية للمسلسل- حيث ذكرت القناة أن تل أبيب تعاملت مع المسلسل على أنه “ثمرة للعهد الجديد في العلاقات المصرية الإسرائيلية بعد الانقلاب”. وقالت إن بعض الصحف الإسرائيلية ربطت بين العلاقة القوية للسيسي وإسرائيل في معارضة الحركات الإسلامية، حيث نقلت القناة عن امرأة في التقرير المصور قولها: “كيف يتم بث هذا المسلسل للعالم الإسلامي ولبلد مسلم، رغم أن هؤلاء يعدون أعداء المسلمين؟”.

وذكر تقرير الصحيفة الأمريكية أنه لم يبق من الجالية اليهودية في مصر إلا عدد قليل، وانتقاد رئيسة الجالية ماجدة هارون المسلسل لمبالغته في تصوير ثراء اليهود والحارة التي يعيشون فيها، وعدم وضع التوراة في الكنيس اليهودي، وانتقدت أيضا زي الفتاة اليهودية التي ظهرت في لباس كاشف وغير مناسب، وقالت إنه “ربما كانت الملابس والتنانير قصيرة في ذلك الوقت، ولكن إظهار فتحة في جانب الفخذ؟ لا أعتقد هذا مناسب”.

وذكر “كيرباتريك” أن اليساريين اتهموا القائمين على المسلسل بتقديم صورة خاطئة عن الشيوعيين السابقين، وتصويرهم على أنهم صهاينة في السر، وهو اتهام وجهه لهم الإسلاميون والوطنيون المنافسون لهم، وقالت هارون، التي كان والدها شيوعيا على صفحتها في “فيسبوك”: إن المسلسل يصور اليهود الشيوعيين على أنهم “يتلاعبون بعقول المصريين لتحويلهم للصهيونية”.

يذكر أن هذا المسلسل ليس الأول الذي تناول أحوال اليهود في مصر، وسبقه مسلسلات أخرى وصفتها صحيفة نيويورك تايمز بأنها “اتسمت بالعداء للسامية”، ومن أشهرها مسلسل “فارس بلا حصان” (2002)، الذي قام على كتاب بروتوكولات حكماء صهيون، و”رأفت الهجان” (1988) وهو مسلسل جاسوسي، وكوميديا “فرقة ناجي عطا الله” (2011)، وهي عن حارس للسفارة المصرية في إسرائيل يسطو على بنك هناك انتقاما من احتلال الأراضي الفلسطينية.

وتوضح الصحيفة الأمريكية أن اسم المسلسل جاء من الحارة التي كان يقطنها اليهود في القاهرة، وهو يصور المسلسل التعايش بين المسلمين واليهود في بدايته، حيث يلجأ الجميع إلى كنيس هربا من الغارات الإسرائيلية، وتبدأ قصة حب بين ليلى اليهودية وعلي، الذي يذهب إلى ميدان المعركة ثم يعود بطلا، ولكن الإسرائيليين يلقون القبض عليه ويعذبونه، وفي أثناء هذا يتسلل موسى شقيق ليلى إلى إسرائيل ويصبح مستوطنا، ومن ثم تبدأ حملة “عنف” ضد اليهود بقيادة الإخوان المسلمين، بحسب زعمها.

ويورد كيرباتريك أنه رغم لعب المسلسل على نمطية الجشع اليهودي، إلا أن المحاضر في جامعة ستانفورد الأمريكية جويل بينين، الذي كتب عن تاريخ اليهود في تلك الفترة، يقول إنه أقرب للحقائق من أي شيء ظهر في الإعلام الجماهيري المصري سابقا، ويقول إن “معظم اليهود في مصر اعتبروا أنفسهم مصريين أولا وليسوا صهاينة”.

وتختم “نيويورك تايمز” بالإشارة إلى ما قالته لوسيت لاغاندو اليهودية التي ولدت في مصر، وقد ألفت مذكرات “الرجل ببدلة الشركسيين”، إن شعبية المسلسل تنبع من الرغبة في العودة إلى أيام التآليف القديمة، مشيرة إلى أن حذف دور عبد الناصر “يمثل مشكلة، لجميع من عانى مباشرة في ظل حكم عبد الناصر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …