الكنيسة وأذرع السيسي الإعلامية “إيد واحدة” للانتقام من عمارة
أكدت مصادر كنسية أن النائب العام هشام بركات أصدر قرارًا بإحالة الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي المعروف، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معه في البلاغ المقدم ضده المحامي القبطي المعروف بمحامي “الكنيسة” نجيب جبرائيل، والذي يتهمه فيه بإهانة المسيحية، ووصفها بـ”الفاشلة”.
وكان موقع “الأقباط متحدون” المقرب من الكنيسة ذكر في تقرير له أن “نجيب جبرائيل” تقدم ببلاغ للنائب العام ضد “عمارة” وأن النائب العام أصدر قرارًا بإحالته إلى نيابة أمن الدولة العليا، مضيفًا أنه ينتظر بدء التحقيق مع عمارة، بداية الأسبوع المقبل، وأنه أرفق نسخة من كتاب عمارة، الذي صدر كملحق بمجلة الأزهر (عدد شهر شعبان)، الذي يهين فيه الديانة المسيحية، ويتضمن قوله إن الإسلام جاء بسبب ضعف هذه الديانة الفاشلة، بحسب جبرائيل.
وفي السياق ذاته طالب عضو مجلس نقابة المحامين، الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب، ماجد حنا، بتطبيق قانون ازدراء الأديان على الدكتور عمارة.
وكان العدد الأخير من مجلة الأزهر رافقه كتيب بعنوان: “دراسات غربية تشهد لتراث الإسلام”، رأى بعض الأقباط في مصر أنه يطعن في المسيحية.
واستشهد مناوئو عمارة بما جاء في الكتيب، تحت عنوان “فشل المسيحية في الشرق الأوسط”، من قول قس غربي: “إن الجانب المهم في إنجاز الإسلام في الشرق الأوسط هو أنه حل محل المسيحية، وأن السبب الجوهري لذلك هو الضعف الداخلي للمسيحية، أو كون بذور الضعف في قلب المسيحية”.
هجوم متواصل
ولم تتوقف حملات الهجوم والتشوية التي يتعرض لها الدكتور محمد عمارة ، ولو للحظة واحدة منذ إعلانه عن موقفه الرافض للانقلاب العسكري على الرئيس مرسي الذي جرى في الثالث من يوليو 2013؛ حيث استمر الهجوم عليه من قبل بعض المذيعين المحسوبين على تأييد السلطة في مصر بعد الانقلاب العسكري، حتى تمت الإطاحة به من رئاسة تحرير مجلة “الأزهر” مطلع الشهر الجاري.
ويتحجج مناوئو الدكتورعمارة، في هجومهم الدائم عليه، على البيان المتلفز الذي أصدره عقب الانقلاب، الذي أكد فيه أن ما جرى “انقلاب عسكري باطل شرعًا وقانونًا”، وأن “ما حدث في 30 يونيو 2013 انقلاب عسكري على التحول الديمقراطي الذي فتحت أبوابه ثورة 25 من كانون الثاني 2011، والذي تمت صياغته في الدستور الجديد الذي حدد قواعد التبادل السلمي”.
ومنذ إصداره هذا البيان تم منع عمارة من كتابة عموده الأسبوعي “في ظلال الإسلام” بمجلة “أكتوبر”، ومقاله الأسبوعي في “الأهرام”، كما امتنعت صحيفة “الأخبار” عن نشر “يوميات الجمعة”، التي كان يكتبها، ومقاله “هذا إسلامنا” في صحيفة “القاهرة”.
لا بد من محاكمته لتأييده رابعة
ومن ضمن الإعلاميين الذين يواصلون مهاجمة “الدكتور عمارة” الإعلامي المقرب من السيسي، يوسف الحسيني، والمعروف بعدائه الشديد لكل التيارات الإسلامية والمناصرين لها.
وقال “الحسيني” في إحدى حلقات برنامجه على قناة “أون تي في” المملوكة لرجل الأعمال “نجيب ساويرس” “بعد استقالة محمد عمارة من الأزهر.. مش كفاية.. لازم يتحاكم لتأييده رابعة”.
نهوضه بمجلة “الأزهر”
ورغم نهوضه وارتقائه بمجلة “الأزهر” علميًا وأدبيًا، أثناء فترة رئاستها ونجاحه في أن توزع الجريدة 70 ألف نسخة بدلاً من الـ 12 ألف نسخة التي كانت توزعهم قبله أن يرأسها، إلا أن ذلك لم يشفع له، حيث إنه كثيرًا ما استهدف الإعلام الموالي للسيسي الدكتور عمارة، محرضًا شيخ الأزهر على إقالته من رئاسة تحرير مجلة “الأزهر”.
وكان الإعلامي إبراهيم عيسى، أبرز المهاجمين لشيخ الأزهر، بسبب إصراره على بقاء عمارة، رئيسًا لتحرير المجلة، كما اتهم الأخير بـ”الانتماء لجماعة الإخوان”.
وكتب الكاتب خالد منتصر، بصحيفة “الوطن”، في يناير 2014، مقالا بعنوان: “لماذا تصر يا شيخ الأزهر على د. محمد عمارة؟ دعاه فيه لإقالته، بعد أن اتهمه بتحويل الأزهر إلى “مجلة إخوانية طالبانية”.
عمارة يوضح موقفه
ومن جهته، شرح الدكتور محمد عمارة، موقفه من مغادرة منصب رئاسة تحرير مجلة الأزهر، رافضًا التعليق على البلاغات والحملة ضده.
وقال في تصريحات صحفية الإثنين إنه قدم استقالته من منصبه بمجلة الأزهر بعد أربع سنوات من توليه موقعه، وأن سبب الاستقالة رغبته في التفرغ لمشروعه الفكري.
وأضاف: “تقدمت باستقالتي في الثالث من يونيو الجاري، وهذه ليست المرة الأولى التي تقدمت فيها بالاستقالة، فقد تقدمت بها قبل ذلك في سبتمبر من العام الماضي، ورفضها شيخ الأزهر بإصرار”، مؤكدًا أنه تقدم بالاستقالة دون تعرضه لأي ضغوط، وأن المجلة في عهده نجحت نجاحًا كبيرًا.
وأوضح عمارة أن المجلة استحوذت على كل وقته فترة توليه رئاسة تحريرها، وهو ما أثر على مشروعه الفكري، مشيرًا إلى أنه حاول تقديم استقالته قبل ذلك، ولكن شيخ الأزهر رفض، وأصر على استمراره.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …