سفير مصري جديد في إسرائيل.. تتويج الحميمية بين السيسي ونتنياهو
اعتمد عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، مساعد وزير الخارجية المصري حازم خيرت سفيرا جديدا لمصر لدى إسرائيل، وذلك على الرغم من استمرار تشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، واقتراب الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على القطاع، والذي أسفر عن مقتل 2000 فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال.
ويأتي تعيين خيرت بعد مرور ما يقرب من 3 أعوام على غياب السفير المصري عن السفارة في تل أبيب، وذلك بعد قرار الرئيس محمد مرسي، الذي أطاح به المجلس العسكري في 3 يوليو 2013، بسحب السفير المصري في نوفمبر عام 2012، احتجاجا على عملية عسكرية إسرائيلية شملت عدة غارات على قطاع غزة.
تتويج لعلاقة حميمة
واعتبر المتخصصون والنشطاء القرار تتويجا للعلاقة الجيدة بين السيسي ونتنياهو، مؤكدين أن العلاقات بين مصر وإسرائيل في عهد السيسي لا ينقصها تعيين سفير، حيث وصفوا العلاقات المصرية الإسرائيلية بـ”الحميمة”.
وعلق حاتم عزام، البرلماني السابق ونائب رئيس حزب الوسط، على تعيين السفير المصري في إسرائيل قائلا: “مصر رئيس مدني منتخب: سحب السفير من إسرائيل بعد عدوان على غزة في 2012، مصر الانقلاب العسكري: الحرب على سيناء ومحاصرة غزة وسفير جديد لإسرائيل”.
وقال ياسر الزعاترة، المحلل السياسي والفلسطيني: “نظام السيسي يعين سفيرا جديدا في تل أبيب، خطوة بروتوكولية لا أكثر، الخط بين الجنرال وبين نتنياهو لا ينقطع بشهادة الصهاينة”.
وأضاف الزعاترة “لم نكن بحاجة لأن يرسل السيسي سفيرا جديدا إلى تل أبيب بعد غياب 3 سنوات، فالعلاقة الحميمة والاتصالات الهاتفية يتحدث عنها الصهاينة دائما”.
ووصف محمد سيف الدولة، الباحث والمحلل السياسي، قرار تعيين سفير لمصر في إسرائيل، بأنه تتويج للعلاقة الحميمة بين عبد الفتاح السيسي والاحتلال الإسرائيلي، مضيفا: “بعد أيام من موافقة الكونجرس على المعونة العسكرية لمصر، السيسى يتوج علاقته الحميمة بإسرائيل بتعيين سفير جديد لأول مرة منذ سحبه عام 2012.”
وربط بعض النشطاء بين تعيين السفير المصري في إسرائيل وبين ظهور الرئيس محمد مرسي لأول مرة ببدلة الإعدام الحمراء، فقال الناشط الخليجي “Nasser H Al-Khalifa”:” في اليوم الذي يظهر فيه الرئيس مرسي بلباس الإعدام في محكمة السيسي.. يعلن نظام السيسي عن تعيين سفير له لدى إسرائيل! يالها من صدف”.
وأرجع هيثم أبو خليل، مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، ذلك إلى توقيف الإعلامي أحمد منصور في ألمانيا، حيث قال: “تعيين حازم خيرت، نسيب سامح شكري، سفيرا لمصر في إسرائيل ربما تكون صفقة بعد الواجب بتاع ألمانيا وتوقيف الإعلامي أحمد منصور” .
وسخر عمرو عبد الهادي، القيادي بجبهة الضمير الوطني، قائلا: “لا يا جماعة متظلموش السيسي أكيد حازم خيرت ده مش سفير مصر في إسرائيل، ده بس رايح يسلملهم حلقات مسلسل حارة ابن مليكة وراجع تاني”.
ترحيب إسرائيلي
واستقبل المسئولون والصحف في إسرائيل قرار تعيين السفير المصري بترحيب وإشادة كبيرتين، حيث سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إعلان ترحيبه بتعيين السفير المصري الجديد، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية أبلغتهم بأنها سترسل سفيرا إلى إسرائيل.
وقال نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: “هذا شيء مرحب به بشدة في إسرائيل، واعتقد أنه شيء جيد جدا لتدعيم السلام القائم بين مصر وإسرائيل”.
كما أكدت صحف إسرائيلية أن “العلاقة المصرية الإسرائيلية في ظل حكم عبد الفتاح السيسي باتت أكثر متانة، خاصة في الجانب الأمني ومكافحة الإرهاب في سيناء”.
ووصفت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية القرار بأنه إشارة على ذوبان الجليد والتحسن الطفيف في العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وتوسيع لعملية التنسيق الأمني بين الطرفين، سواء فيما يتعلق بقطاع غزة أو الجماعات الجهادية في شبه جزيرة سيناء.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس مرسي قام بسحب السفير المصري من إسرائيل عقب شن العملية العسكرية على غزة، والمعروفة في إسرائيل باسم “عمود السحاب”، وذلك لإجراء مشاورات في القاهرة؛ احتجاجا على الضرر الذي وقع على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرة إلى أن مصر هددت بغلق سفارتها في تل أبيب بشكل كامل، وإقصاء سفير إسرائيل إذا قامت إسرائيل بتوسيع العملية العسكرية في غزة في هجوم بري كبير.
وتابعت: “وعلى الرغم من أن مرسي قام بدور رئيسي في التوسط لوقف إطلاق النار الذي أنهى العدوان، إلا أن السفير المصري لم يعد إلى تل أبيب، وعين “سالم” في وقت لاحق في منصب آخر”.
وأضافت الصحيفة، التي وصفت السفير الجديد بـ”المحنك”، “الآن في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فإن اعتماده تعيين سفير جديد وإرساله إلى تل أبيب، على الأرجح في شهر سبتمبر القادم، يعد شهادة على تشديد العلاقات بين إسرائيل ومصر”.
وعلق موقع “ديبكا” الإسرائيلي، المتخصص في الشئون الأمنية، مشيرا إلى أن “الإعلان المصري دليل جديد على توطيد العلاقات السرية في معظمها، والتي تجرى منذ وقت طويل بين الرئيس المصري السيسي ورئيس الحكومة نتنياهو”.
واعتبرت القناة الإسرائيلية الأولى أن التحول الذي طرأ على العلاقات بين مصر وإسرائيل منذ تولي السيسي مقاليد الأمور في القاهرة، أكبر وأعمق بكثير من دلالات تعيين السفير، مشيرة إلى أن مصر وإسرائيل مرتبطتان عمليا بحلف استراتيجي واضح المعالم ومحدد الأهداف.
وقالت القناة، في تغطية لها أمس على قرار تعيين “خيرت”، إن تبادل المعلومات الاستخبارية والتنسيق الأمني والميداني بين مصر وإسرائيل يتم على مدار الساعة، مؤكدة أن النظامين حريصان على عدم الكشف عن خفايا التعاون الأمني والاستخباري والميداني بين الجيش المصري والجيش الصهيوني.
وأشارت إلى سيادة “روح من الحميمية” بين القادة العسكريين الصهاينة ونظرائهم المصريين، مشددة على أن حكومة اليمين في تل أبيب ترى في العلاقة مع نظام السيسي أهم مرتكزات البيئة الإقليمية لإسرائيل.
وأوضحت أن انقلاب السيسي أزاح الكثير من التهديدات والمخاطر التي أزعجت دوائر صنع القرار ومحافل التقدير الاستراتيجي في إسرائيل.
وقال موقع “walla”:”الصيف الماضي وخلال عملية “الجرف الصامد” كشفnews walla أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نقل رسالة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مفادها أن مصر سوف تعين سفيرا جديدا في تل أبيب وتجعله مستقرا في السفارة، إذا ما ما طرأ تقدم في الاتصالات بشأن هدنة طويلة المدى في قطاع غزة”.
اقرأ أيضا:
السيسي: انهيار مصر (حكمي) خطر على أمن “إسرائيل”
السيسي الأكثر شعبية في إسرائيل
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …