مساجد وقراء افتقدهم المصلون في تراويح رمضان
مع دخول شهر رمضان الكريم، تشتكي العديد من المساجد في مصر من غياب المصلين عنها أثناء صلاة التراويح كما اعتادت كل عام؛ وذلك بسبب قررات عدة اتخذتها وزارة الأوقاف المصرية قبيل بدء الشهر الكريم؛ أبرزها منع بعض المشايخ والمقرئين أصحاب الأصوات العذبة من إمامة مساجدهم التي اعتادوا عليها؛ بحجة عدم الحصول على تصريح من وزارة الأوقاف بذلك.
وكانت مديريات الأوقاف، في العديد من محافظات الجمهورية، قد اتخذت إجراءات مشددة لإحكام السيطرة الأمنية والإدارية على المساجد، من بينها تخصيص مساجد لإقامة صلاة التراويح، ومساجد أخرى لأداء الصلاة بجزء كامل، واشتراط الحصول على ترخيص من الوزارة بذلك، وتصريح إذن للإمام الذي سيؤم المصلين ومنع أي إمام بدون ترخيص.
وتسببت تلك القررات في عزوف العديد من المصلين عن المساجد التي اعتادوا عليها بسبب غياب المشايخ الذين أحبوا الصلاة خلفهم منذ عدة أعوام، فضلا عن غياب شرائح واسعة من شباب التيار الإسلامي داخل السجون والمعتقلات، والذين كانوا بدورهم أحد أبرز عمار المساجد في هذا الشهر الكريم.
مسجد القائد إبراهيم يشكو قلة المصلين
وللعام الثاني على التوالي تجددت أزمة الشيخ “حاتم فريد الواعر” الشيخ الإسكندراني، والإمام السابق لمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، والحالي لمسجد “بلال” بمنطقة ثروت شرق المحافظة، وذلك بعد أن قامت إدارة الأوقاف بالمحافظة بمنعه من إمامة المصلين بمسجد بلال بعد أن تم منعه من إمامة المصلين بمسجد القائد إبراهيم العام الماضي.
وكان الشيخ حاتم فريد قد أعلن منذ يومين عن إمامته لصلاة التراويح في مسجد “بلال” بمنطقة ثروت بالإسكندرية، وأنه لن يتمكن من الصلاة في مسجد القائد إبراهيم للعام الثاني، بسبب منعه من قبل وزارة الأقاف.
وأصيب رواد التواصل الاجتماعي الـ “فيس بوك” بإحباط وحزن لذلك القرار المفاجئ؛ حيث يعد الشيخ حاتم فريد من الأصوات العذبة التي شبهها أهالي الإسكندرية بصوت الشيخ “محمد جبريل”، والتف حول صوته الآلاف من المصلين في مسجد القائد إبراهيم خلال الأعوام التي سبقت الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013.
وبينما تعلل الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، بأن منع الشيخ حاتم فريد من إمامة المصلين لأنه لم يحصل على إجازة لإمامة صلاة التراويح، وأن المديرية خصصت أئمة لإمامة الصلاة في مسجد القائد إبراهيم، أكد رواد المسجد أن سبب منع الشيخ “حاتم فريد” من الصلاة هو خوف الحكومة من الأعداد الكبيرة التي كانت تتجمع بمحيط المسجد كل عام، والتي قد تسبب في اندلاع مظاهرات مناهضة للسلطة، عقب الصلاة.
غضب بين المصلين
وأثار قرار منع الشيخ “حاتم فريد” من إمامة المصلين غضب المصلين الذين تجمهروا أمام المسجد في ثالث أيام تراويح رمضان مساء اليوم، مرددين هتافات معادية للنظام من بينها “يسقط يسقط حكم العسكر، حسبي الله ونعم الوكيل”، متسائلين عن سبب القرار؟ دون مجيب.
في المقابل شهد مسجد القائد إبراهيم هذا العام أجواءً هادئة، أثناء الصلاة، على عكس ما اشتهر به المسجد في الأعوام السابقة؛ حيث كان يتسبَّب في إغلاق الطرق المجاورة له، بإمامة الشيخ حاتم فريد.
بعد 27 عاما.. “جبريل” يغيب عن “عمرو بن العاص”
وفي السياق ذاته يتغيب الشيخ محمد جبريل للمرة الأولى مرة منذ 27 عام عن صلاة التراويح في مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، وذلك بعد تلميحه بأنه يواجه مضايقات حكومية لمنعه من إمامة المسجد في رمضان.
وكانت عادة الشيخ جبريل كل عام، حضور أول عدة أيام في مسجد عمرو بن العاص، ثم ينتقل في عدد من مساجد مصر والعالم، ويختتم شهر رمضان بليلة القدر في مسجد عمرو بن العاص، لكن هذا العام ولأول مرة، سيتم الاكتفاء بحضور الشيخ جبريل لإحياء ليلة واحدة في رمضان في مسجد عمرو بن العاص.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي رسالة نسبت إلى الشيخ محمد جبريل، قال فيها: “كان بودّي أن اجعل لبلدي مصر كل رمضان ولكن ليس كل ما يسمع يقال، وكل لبيب بالإشارة يفهم، وعندما أكتفي بليلة واحدة يكون هناك شيء حدث رغما عني”.
وكان جبريل قد تعرض للتضييق من قِبل النظام منذ رمضان قبل الماضي، بعد أن دعا على الظالمين في صلاة الفجر بمسجد نادي الصيد، عقب أحداث المنصة والتي راح ضحيتها العشرات من الشباب.
وصرح عقب دعوة عبد الفتاح السيسي وقت أن كان وزيرًا للدفاع للتفويض في 24 يوليو 2013 بأنها دعوة لقتل الناس دون وجه حق.
مسجد “آل رواس” بدون “أبو شادي”
وفي منطقة السيدة زينب بالقاهرة يشكو مسجد “آل رواس” غياب الشباب الذين كانوا يتجمعون من مناطق متفرقة بالقاهرة للصلاة خلف الشيخ “خالد أبو شادي”، وذلك بعد منعه أو امتناعه عن أداء الصلاة بالمسجد، جراء الظروف الأمنية والاشتراطات المعقدة لإمامة المساجد خلال هذا الشهر الكريم.
“الرحمن الرحيم” بدون الشيخ “رجب زكي”
وبحسب شهود عيان، فإن مسجد “الرحمن الرحيم” الموجود على طريق صلاح سالم لم يعد مكتظا بالمصلين كما كان كل عام؛ بسبب غياب الشيخ “رجب زكي” إمام المسجد لسنوات طويلة، وذلك بعد أن اضطر لمغادرة البلاد جراء التضييق الذي أصبح يتعرض له بسبب مواقفه المناهضة للانقلاب العسكري.
ويعد مسجد “الرحمن الرحيم” من أبرز مساجد القاهرة الذي كان دائما عامرا بالمصلين طوال الشهر الكريم، كما أنه كان منطلقا دائما للمظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري، إلا أنه أصبح حاليا شبه ثكنة عسكرية بسبب انتشار أفراد الأمن والمخبرين السريين بمحيطه وبداخله كل يوم جمعة.
تأميم مساجد القاهرة والجيزة
وبإلاضافة لمنع العديد من المشايخ لإمامة المصلين في رمضان، فإن الشهر ذاته يدخل على محافظات مصر هذا العام، وهناك العديد من المساجد مغلقة، في حين يتم فرض إجراءات أمنية مشددة علي باقي المساجد.
ومن أبرز المساجد التي تشهد تضييقا أمنيا بمحافظة القاهرة (مسجد السلام بمدينة نصر، ومسجد الرحمن ومسجد التوحيد والنور المحمدي ومسجد حمزة بالمطرية، ومسجد يوسف الصحابي بميدان الحجاز، ومسجد الصحابة بجسر السويس، ومسجد التقوى بالنزهة الجديدة، ومسجد الصديق بمصر الجديدة).
ومن أبرز مساجد المعادي (مسجد الفتح، ومسجد الريان) كما تشهد عددًا من مساجد حلوان تضييقا أمنيا؛ مثل (مسجد المرغني والاستقامة ومسجد الأمين).
كما تشهد مساجد الجيزة تضييقا أمنيا، ومن أبرز هذه المساجد (خاتم المرسلين بالعمرانية ومسجد المغفرة بالمهندسين والصباح ومسجد مشاري ومسجد الرحمة بالهرم، وخالد بن الوليد بالكيت كات، ومسجد التوحيد بفيصل والحصري وراغب بـ6 أكتوبر).
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …