‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “الغزاويون” يتحدون الألم ويفطرون على أنقاض منازلهم
أخبار وتقارير - يونيو 20, 2015

“الغزاويون” يتحدون الألم ويفطرون على أنقاض منازلهم

وسط ركام المنازل، تتناول العائلات الفلسطينية في قطاع غزة إفطارها خلال رمضان هذا العام، الذي يأتي عليهم وسط تأخر عمليات إعمار داخل القطاع، وعدت بها جهات وحكومات عدة، وذلك رغم مرور قرابة عام على انتهاء الحرب، التأخر يأتي بسبب عراقيل تضعها كل من إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية أمام إدخال مواد البناء.

ولا يغتبر تأخر الإعمار وحده هو الأزمة، بل استقبل أهالي القطاع رمضان وسط أزمات اقتصادية خانقة؛ نظرا لاشتداد الحصار المفروض عليهم إسرائيليا ومصريا، ومع حلول الذكرى الأولى لحرب العصف المأكول التي بدأت في منتصف رمضان الماضي، واستمرت لأكثر من خمسين يوما، وأسفرت على أكثر من 2000 شهيد والآلاف من الجرحى وتدمير واسع للأبنية في القطاع.

زينة رمضان وسط الدمار

ولم تمنع البيوت المدمرة أهالي وسكان مدينة غزة من تعليق زينة رمضان، والفرحة بـ”لمة” العائلات على الإفطار خلال هذا الشهر .

وكانت عائلة “العجلة” من أبرز العائلات التي تهدمت منازلها، إلا أن ربة الأسرة “أم إياد” أصرت على تناول الإفطار مع أفراد عائلتها هذا العام قبالة ركام المنزل المدمر في حي الشجاعية بمدينة غزة، حيث كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة لجمع شمل أفراد العائلة المشتتة بعد الحرب الأخيرة، حيث اضطروا لاستئجار منازل في مناطق متفرقة من المدينة.

وأمام المنزل المدمر، افترشت الأسرة طعامها، وبدأت استعداداتها المعتادة لتناول الإفطار قبيل أذان المغرب، حيث التف حول السيدة العجوز أبنائها الخمسة وأطفالهم، حيث بدأت الجدة في تحضير الطعام، بينما انشغل الأطفال باللهو وسط ركام المنزل، وجلس الإخوة على “حصير”، أحضروه خصيصا معهم، وبدءوا بالاطمئنان على أحوال بعضهم البعض، بعد مرور فترة طويلة على آخر لقاء جمعهم، ثم يبدءون في تناول إفطارهم عقب سماع الأذان، وترديد الأدعية التي ترجو من الله تجميعهم مرة ثانية في منزلهم.

ويعيش نحو 7 آلاف شخص داخل مدارس للأمم المتحدة خصصت كمراكز إيواء، إضافة إلى عشرات الآلاف الآخرين يعيشون في كرفانات حديدية، لا تتجاوز مساحة الوحد منها 35 مترا مربعا، تم توزيعها عليهم كملجأ مؤقت للإقامة فيه بجانب أنقاض منازلهم المدمرة.

وتقضي عائلة أم خلف حبيب، المكونة من تسعة أفراد، الشهر الكريم في الكرفان الحديدي وسط ارتفاع درجات الحرارة، ما دفعها إلى أن تصف أوضاعهم بـ”البائسة والصعبة”، مشيرة إلى أنها تشفق على نفسها وأطفالها قضاء نهار رمضان في ظل ارتفاع درجات الحرارة تحت صفيح ساخن.

وقالت أم خلف: “بعد أن فقدنا منزلنا تم تركنا هنا نواجه الطبيعة باللحم الحي، لا يمكن أن نشعر بأي فرحة بقدوم شهر رمضان سوى داخل منزلنا كما بقية البشر، وليس في كرفان من حديد” .

وتجتمع الآلام على السيدة العجوز، حيث يمر رمضان هذا العام بعد فقدانها 12 شخصا من أقاربها خلال الحرب الماضية.

ذكريات أليمة

ولم تقتصر الذكريات الأليمة على المنازل المهدمة والأسر المشردة فقط، بل مازال كل بيت في غزة يحمل ذكريات استشهاد أحد أفراده أو إصابة أحدهم إصابة مقعدة، لتخلف الحرب معاناة والآلام لم تنتهه بعد، ما تسبب في اختفاء الأجواء والمظاهر الرمضانية .

واستشهد في العدوان الإسرائيلي الأخير ما يقرب من 2300 مواطنا، أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، كما أصيب أكثر من 11 ألفا آخرين.

ومن هذه النماذج، نضال أبو زيد، والذي استشهد 9 من أفراد العائلة بينهم زوجته وهي حامل ونجله ووالدته في ثاني أيام عيد الفطر العام الماضي، حيث تذكر اجتماعه بعائلته العام الماضي قائلا:” كنا نعيش في أسرة يجمعها المحبة والألفة، وكنا نجتمع على مائدة الإفطار في شهر رمضان.. واليوم لا نعيش سوى مع المأساة والذكريات الأليمة”.

وقال أبو زيد: إن “الطيران الحربي الإسرائيلي أغار في ثاني أيام عيد الفطر على منزل عائلته المكون من ثلاثة طوابق في مدينة رفح جنوب القطاع، والذي يقطن فيه 5 عائلات دون سابق إنذار، مما أدى إلى استشهاد تسعة من أفراد العائلة، وأصيب 17 آخرون بجروح بينهم حالات حرجة ما زالت تعالج حتى اليوم”.

ظروف اقتصادية صعبة

ومن نجا في غزة من تدمير منزله أو استشهاد أو إصابة أحد أفراد أسرته، لم ينج من الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث يأتي شهر رمضان في ظل استمرار الانقسام وتفاقم أوضاع وأزمات المواطنين وأوضاع اقتصادية صعبة يمر بها القطاع لم يسبق لها مثيل خلال العقود الاخيرة، وذلك وسط استمرار وتشديد الحصار ومنع دخول كافة احتياجات قطاع غزة من السلع والبضائع المختلفة، وأهمها مواد البناء والتي تعتبر المشغل والمحرك الرئيسي للعجلة الاقتصادية في قطاع غزة.

وطغت أجواء الركود على المشهد في سوق (الزاوية) القديم في مدينة غزة، والذي عمد التجار فيه إلى الإعلان عن حملات لتخفيض الأسعار أملا في جذب المتسوقين.

وقال صاحب محل تجاري يدعى أبو هيثم مرتجى: إن البضائع مكدسة داخل الأسواق من كل الأصناف، غير أن إقبال الزبائن ضعيف ومحدود جدا رغم طبيعة احتياجات شهر رمضان المتعددة.

ويشير إلى أن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة يتأثر ويؤثر بما جرى مؤخرا سواء الحرب الإسرائيلية الأخيرة او الحصار المفروض وهو ما يؤدي إلى تراجع حاد في معدلات الشراء وضعف الحركة التجارية .

وتتجاوز نسبة البطالة في صفوف سكان قطاع غزة نسبة 43 في المائة وفق تقرير حديث أصدره البنك الدولي أخيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …