حادث الكرنك.. هل هو تدشين لولاية الصعيد؟
جاء حادث الكرنك، أمس الأربعاء، بعد أقل من شهرين من إعلان تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام “داعش” عن قرب تأسيس فرع له في الصعيد تحت اسم “ولاية الصعيد”، ليطرح العديد من التساؤلات حول صلة هذا التنظيم بالحادث، الذي أسفر عن مقتل الانتحاري الذي فجر نفسه، فيما قتل آخر برصاص الشرطة وأصيب الثالث برصاصه في رأسه ونقل للمستشفى، وعثر بحوزته على متفجرات كان ينوي تفجيرها، بحسب مصادر أمنية.
تدشين لولاية الصعيد
وأعرب مراقبون ونشطاء عن قلقهم من علاقة الحادث بولاية الصعيد، التي أعلنت داعش عن قرب تأسيسها في محافظات صعيد مصر، وذلك بحسب تغريدات أبو سفيان المصري، أحد أعضاء تنظيم الدولة (ولاية سيناء) في مصر في شهر أبريل الماضي.
وتساءل الناشط السياسي والمدون وائل عباس، عقب التفجير مباشرة:” عاجل عاجل عاجل: هجوم إرهابي على معبد الأقصر! هي داعش الصعيد ابتدت؟”.
وقال صاحب حساب “ما تدمعيش وماتبكيش”: “بعد تفجير الاقصر داعش رسميا في الصعيد كما أعلنوا من قبل عن ولاية الصعيد لتصبح الثانية بعد ولاية سيناء سلم لي ع السياحة والاستحمار”.
وغرد “مؤسس أزهريون بلاحدود” قائلاً: “واضح أن ولاية الصعيد فرع تنظيم الدولة في صعيد مصر والذي كان قد قام بالإعلان عن نفسه مؤخرًا بدأ العمل وكانت نقطة الإنطلاق من الكرنك”.
وسخر Abd Elrahman Salah قائلاً:” داعش قالت إنها هتفتح فرع في الصعيد بعد نجاح ولاية سيناء.. النهارده قصوا الشريط في الأقصر”.
ومن جانبه، يرى الدكتور صبرة القاسمي، منسق الجبهة الوسطية والخبير في الحركات الإسلامية والجهادية، أن من نفذ العملية هو فصيل جديد يتبنى فكر تنظيم داعش، إلا أنه لا ينتمي إليه تنظيميًا، مشيرًا إلى أن الفكر الداعشي منتشر بشدة في جنوب مصر.
ومن ناحية أخرى، شكك نشطاء في هذا الاحتمال، متهمين الأجهزة الأمنية بالترويج لتورط ولاية الصعيد في التفجير من أجل استخدامها كذريعة لمزيد من التضيق الأمني على أهالي الصعيد، وتصدير شماعة “محاربة الإرهاب” للمجتمع الدولي لتبرير السياسات القمعية.
وقال الصحفي والناشط السياسي عمرو سلامة القزاز: “قصة معبد الكرنك مش محبوكة.. يعني إيه تفجير يجيبوه الفرنسية ورويترز ووكالات الأنباء المحلية والمواقع الإخبارية متعرفش بيه إلا من الوكالات”.
وتابع قائلاً: “أنا حاسس ان تفجير معبد الكرنك ده فيلم بيعملوه قدام الافارقة المجتمعين اليوم في شرم الشيخ”.
وتساءل عبد العزيز مجاهد الإعلامي بقناة “الجزيرة” عبر حسابه الشخصي بتويتر قائلاً: “من ينفذ هجومًا على معبد الكرنك في الصيف؟ في ظل عدم تواجد السياحة في هذا الوقت؟”.
أما الناشطة مي شمس الدين فعلقت قائلة: “مين بيفجر معبد الكرنك في شهر ستة اللي أهالي الأقصر نفسهم مبينزلوش فيه الشارع! مش كفاية إرهابي وقتل.. كمان غبي؟!”.
الصعيد والعف
وأعاد حادث أمس إلى الذاكرة مذبحة الأقصر عام 1997، والتي اودت بحياة 58 سائحًا، أغلبهم من السويسريين اليابانيين، وذلك بعد هجوم ستة رجال مسلحين بأسلحة نارية وسكاكين، حيث كانو متنكرين في زي رجال أمن مجموعة من السياح كانوا في معبد حتشبسوت بالدير البحري، وقتلوا السائحين في خلال 45 دقيقة.
وحاول المهاجمون الاستيلاء على حافلة لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وتم العثور عليهم بعد ذلك مقتولين داخل إحدى المغارات.
ولم تكن مذبحة الأقصر الوحيدة التي حدثت في صعيد مصر، حيث عانى من العمليات الإرهابية في فترة التسعينيات، والتي شهدت ذروة القمع الأمني الذي مارسه نظام مبارك للجماعات الجهادية، ومن أبرز العمليات التي حدثت في محافظات الصعيد هي:
استقبل مبارك بداية عهده بعملية مسلحة استهدفت مديرية أمن أسيوط، وذلك في 8 أكتوبر 1981 حيث قتلت الجناح العسكري للجماعة الإسلامية عددًا من كبار رجال الشرطة والقوات الخاصة والتمثيل بجثثهم، وهي العملية التي انتهت بالقبض على منفذي العملية، وعلى رأسهم ناجح إبراهيم وكرم زهدي وعصام دربالة، والحكم عليهم فيما عُرف في وقتها بقضية “تنظيم الجهاد” وحُكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا.
وفي 21 أكتوبر عام 1992، مقتل سائح بريطاني قرب ديروط بمحافظة أسيوط ولم تتبنَ أي جهة العملية.
وفي 26 أغسطس 1994 قام مسلحون بإطلاق النار على حافلة سياحية بين الأقصر وسوهاج، ما أسفر عن مقتل شاب إسباني، وتبنَّت جماعة الجهاد العملية.
وفي ليلة 7 يناير 2010، فتح مسلحون النار على مطرانية نجع حمادي في محافظة قنا، وراح ضحية العمل الإرهابي 6 ضحايا ما بين مسلمين ومسيحيين، أثناء قداس الاحتفال بعيد ميلاد المسيح، واتهم بارتكاب الجريمة ثلاثة أشخاص، هم: محمد أحمد حسين وهنداوي محمد وقرشي أبو حجاج.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …