‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير هجوم “معبد الكرنك”.. تطفيش للسياحة أم “تمثيلية”؟
أخبار وتقارير - يونيو 10, 2015

هجوم “معبد الكرنك”.. تطفيش للسياحة أم “تمثيلية”؟

أثار حادث التفجير الذي وقع قرب معبد الكرنك الشهير في مدينة الأقصر، صباح اليوم الأربعاء 10 يونيو 2015، جدلاً واسعًا وتساؤلات كثيرة حول الجهات التي تقف وراء هذا التفجير؟ ولماذا هذا التوقيت بالتحديد؟ وما هي دلالات تفجير أماكن سياحية في ظل انتشار أمني مكثف بداخلها وبمحيطها.

وكانت تفجير قد وقعت صباح اليوم بمحيط “معبد الكرنك” بمحافظة الأقصر أسفر عن مقتل الانتحاري الذي فجر نفسه، فيما قتل آخر برصاص الشرطة وأصيب الثالث برصاصه في رأسه ونقل للمستشفى، وعثر بحوزته على متفجرات كان ينوي تفجيرها، بحسب مصادر أمنية.

وأوضحت المصادر أنه كانت هناك محاولة لتفجير أتوبيس سياحي بسيارة مفخخة، إلا أن قوات الشرطة أحبطت التفجير، فيما أوضحت المصادر أن أربعة أشخاص على بينهم شرطي، أصيبوا جراء تبادل إطلاق النار مع أحد الانتحاريين.

وفي الوقت الذي لم تعلن فيه أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الحادث سارع مسؤولون أمنيون وأجهزة إعلامية مؤيدة للسلطة باتهام جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الحادث دون انتظار نتائج تحقيقات الجهات المعنية، مؤكدين أن الغرض من هذا التفجير هو ضرب السياحة المصرية وإظهار أن مصر لم يعد فيها أمن وأمان بالنسبة للعرب والأجانب.

في المقابل اتهم نشطاء ومغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي السلطات المصرية بالوقوف خلف الحادث، خاصة وأن حادث التفجير وقع في منطقة تشهد انتشار أمني مكثف يصعب معها الاختراق الأمني.

وأكد نشطاء ومغردون أن المستفيد الأول من وقوع هذا الحادث هي السلطة الحالية في مصر، موضحين أن تلك الاستفادات تتمثل في الآتي:

التغطية على عام السيسي

واعتبر نشطاء ومراقبون أن “عمليات التفجير التي جرت اليوم بالأقصر” ستظل مادة للإعلام لعدة أيام وهو ما سيسهم في التغطية على عمليات كشف حساب عام السيسي الأول في السلطة التي انتشرت بصوره كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخلال بعض القنوات الفضائية خلال اليومين الماضيين.

وتشهد العديد من القنوات وصفحات مواقع التواصل خلال الأيام الجارية عمليات كشف حساب ومتابعة لإنجازات السيسي في عامه الأول، غير أن أغلب التقارير غير الرسمية تشير إلى اتهام السيسي بالفشل في كافة المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية خلال عامه الأول بالسلطة.

إقناع الأفارقة بوجود إرهاب في مصر

الاستفادة الثانية بحسب النشطاء والمغردين هي إيصال رسالة لدول إفريقيا أن مصر تواجه خطر إرهاب حقيقي، حيث إن التفجيرات وقعت في نفس الوقت الذي تستضيف فيه مدينة شرم الشيخ المصرية قمة التكتلات الاقتصادية الإفريقية الثلاثة بحضور 26 زعيم دولة إفريقية.

وفي هذا الإطار علق الصحفي والناشط “عمرو سلامة” عبر حسابه الشخصي بتويتر قائلاً (قصة ‫#‏معبد_الكرنك‬ مش محبوكة .. يعنى إيه تفجير يجيبوه الفرنسية ورويترز ووكالات الأنباء المحلية والمواقع الإخبارية متعرفش بيه إلا من الوكالات).

وتابع قائلاً (أنا حاسس ان تفجير #معبد_الكرنك ده فيلم بيعملوه قدام الافارقة المجتمعين اليوم في ‫#‏شرم_الشيخ‬ ).

فيما تساءل عبد العزيز مجاهد الإعلامي بقناة الجزيرة عبر حسابه الشخصي بتويتر قائلاً: “من ينفذ هجوم علي معبد الكرنك في الصيف؟ ، في ظل عدم تواجد السياحة في هذا الوقت؟”.

أما الناشطة مي شمس الدين فعلق قائلة “مين بيفجر معبد الكرنك في شهر ستة اللي أهالي الأقصر نفسهم مبينزلوش فيه الشارع! مش كفاية إرهابي وقتل.. كمان غبي؟!”.

تضارب حول الحادث

وتضاربت الأنباء بشأن تفاصيل الحادث بشكل كبير، إذ نقلت تقارير إعلامية عدة عن مسؤولين أمنيين عقب وقوع الحادث قولهم إن انتحاريًّا فجر نفسه قرب المعبد.

لكن وزارة الداخلية المصرية قالت إن أجهزة الأمن في الأقصر “أحبطت هجوما إرهابيا وقتلت اثنين من الإرهابيين وأصابت آخر” بحسب قولها.

11428075 10153305049889020 7173758703962264887 n

وصرح مسئول مركز الإعلام بوزارة الداخلية قائلا”اليوم الأربعاء حاول عدد 3 من العناصر الإرهابية اجتياز النطاق الأمني لمعبد الكرنك بالأقصر مستخدمين الأسلحة النارية والمواد المتفجرة، حيث تصدت لهم على الفور قوات تأمين المعبد وتعاملت معهم وأحبطت محاولتهم، ونتج عن ذلك مصرع اثنين من العناصر الإرهابية أحدهما نتيجة انفجار عبوة متفجرة كانت بحوزته وإصابة الثالث بطلق ناري بالرأس”.

اتهام الإخوان للتغطية على الفشل الأمني

واعتبر نشطاء ومراقبون أن اتهام جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الحادث هي خطة أمنية للتغطية على أي اتهامات للأجهزة الأمنية بالفشل في مصر.

وكان محمد نور، مساعد وزير الداخلية الأسبق، قد اعتبر في مداخلة هاتفية له على قناة “المحور” تفجير اليوم بمعبد الأقصر عن طريق انتحاري دليل على قوة أداء الشرطة بالأقصر، مشددًا على أن الإرهابيين فشلوا في اختراق التشديدات الأمنية إلا باللجوء لعملية انتحارية.

وأضاف أن جهاز الأمن الوطني استعاد عافيته بنسبة 100%، مشددًا على أن الجهاز نجح فى السيطرة على مخططات جماعة الإخوان ـ بحسب قوله ـ مشيرًا إلى أن هناك العديد من المعلومات الخطيرة التي تم التوصل لها لكن يتم إعلانها خلال الوقت الحالي، وأنهم يلجؤون للعمليات الانتحارية كعملية معبد الكرنك بعد تضييق الخناق عليهم من قبل أجهزة الأمن، وذلك بحسب قوله.

“الحرية والعدالة” يدين التفجير

ومن جانبه أدان حزب “الحرية والعدالة” بالأقصر الهجوم الذي تعرض له معبد الكرنك أحد أشهر معالم مصر السياحية.

وأعتبر الحزب في بيانه له “أن حالة الفشل التي تشهدها البلاد بعد انقلاب يوليو ليست قاصرة على المجال الأمني الذي ركز كل جهوده في تعقب شباب الثورة واختطاف الأبرياء و اعتقال الشرفاء و إنما أصبح حالة عجز كامل تضرب كل شئون الحياة في مصر فانحدرت الأخلاق،و انهار الاقتصاد وتوقفت السياحة وصار دم المصريين رخيصًا في الداخل و الخارج”.

وأكد الحزب على أن “من وصفه بقائد الانقلاب هو المستفيد الأول والأخير من تفزيع الداخل والخارج بإرهاب هو المسئول عنه إما إخفاقًا و إما تدبيرًا وإما دفعًا للشباب اليائس في ظل جرائم دموية لم تتوقف منذ انقلاب يوليو” وذلك بحسب نص البيان..

تفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر سخر نشطاء ومغردون من تفاصيل الحادث والتضارب الشديد الذي بدا حوله في الساعات الأولى من وقوعه، مشيرين إلى اتهام أجهزة أمنية بالوقوف وراءه.

أبرز من علقوا على الحادث عبر “تويتر” السياسي أحمد عبدالجواد رئيس حزب البديل الحضاري والذي علق قائلا ” رويترز هجمات بسيارات مفخخة قرب معبد الكرنك بالأقصر .. حد فاهم حاجه ..ولسه هنشوف الأمن والأمان في عهد السفاح”.

وعلق الناشط السياسي وائل عباس على الحادث قائلاً: “هجوم إرهابي على معبد الأقصر! هي داعش الصعيد ابتدت؟”.

فيما علق الناشط العربي بورواق العشيبي، على أول تصريح لمسؤل مصري بخصوص تفجير الأقصر والذي نفى فيع تعرض السياح ﻷي اذى، وتابع قائلاً: “وكأن المصريين عندهم مجرد أرقام، انت مصري في داهية غير مصري يتعملك ألف حساب!”.

وفي اتجاه آخر علق الدكتور عبدالخالق عبدالله استاذ العلوم السياسية بجامعة الامارات والمستشار السياسي لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد قائلا (هجوم انتحاري ارهابي فاشل بالقرب من معبد الكرنك في واستنفار أمني في عموم محافظة الأقصر واحدة من اهم المناطق السياحية في مصر).

فيما طالب الحقوقي”حافظ أبو سعدة” بمعاقبة مرتكبي الحادث، حيث غرد عبر حسابه الشخصي بتويتر قائلا “هجوم انتحارى فى معبد الكرنك الارهاب رسائله لا تنضب عداء ضد الحضارة والانسانية ولايجب التهاون او التسامح ولكن لابد من مقاومته ومكافحته”.

فيما علق حساب ساخر تحت اسم “عبدالفتاح السيسي” على الحادث قائلا ” السيساوية بقالهم أسبوع مشغلين نغمة أهم إنجاز للسيسي هو القضاء على الإرهاب وحمى مصر من الحرب الأهلية ، والنهارده يجي تفجير في معبد الكرنك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …