‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير نيويورك تايمز: أمريكا تعتبر السيسي “طاغية” ولكنها تراه مهما لأمنها
أخبار وتقارير - يونيو 9, 2015

نيويورك تايمز: أمريكا تعتبر السيسي “طاغية” ولكنها تراه مهما لأمنها

في ذكرى مرور عام على تولي المشير عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر عقب الانقلاب العسكري في 3 يوليه على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وفي ظل التضارب في الموقف الأمريكي بين الدعم والنقد لنظام السيسي من منظور أهمية دوره في حماية المصالح الأمريكية في المنطقة، مع الحرج مما يفعله نظامه من قمع وقتل للمصريين، كتب مراسل صحيفة نيويورك تايمز تقريرا من القاهرة، يؤكد فيه أن نفس المعضلة لا زالت قائمة، وأن تقرير لإدارة أوباما وصل الكونجرس بخصوص دعم مصر تحدث عن هذه الانتهاكات الضخمة، ولكنه أشار لأهمية نظامه للأمن القومي الأمريكي.

فقد ذكر مدير مكتب “نيويورك تايمز” بالقاهرة ديفيد كيرك باتريك، في تقرير نشره الأحد 7 يونيه، بعنوان “إدارة أوباما تنتقد مصر في تقرير إلى الكونغرس”، أن إدارة أوباما بعثت تقريرا رسميا للكونجرس يوم 12 مايو الماضي – تمكنت الصحيفة من معرفة أبرز ما فيه – يحمل انتقادات شديدة لحكم السيسي في العام الماضي، تتضمن “الابتعاد عن الديمقراطية” و”خنق حرية التعبير” و”القبض على الآلاف من المعارضين السياسيين”، و”عدم مساءلة القوات الأمنية “على حالات “القتل غير المشروعة”.

ومع هذا خلص تقرير الإدارة الأمريكية إلى أن “مصر بالرغم من ذلك دولة هامة جدا بالنسبة للأمن القومي الأمريكي، بما لا يمكن معه إنهاء المساعدات السنوية، البالغة 1٫5 مليار دولار، معظمها عسكريا”.

وعدد تقرير البيت الابيض الذي وصل الكونجرس، “قائمة صاخبة بانتهاكات وإخفاقات الحكومة المصرية”، وهو ما فسرته الصحيفة، بأنه ربما يكون تحول لوقف مثل هذا النوع من الدعم التي كانت واشنطن تمنحه ذات يوم لـ “المستبد” حسني مبارك.

ووصفت نيويورك تايمز تقرير إدارة أوباما بأنه “يكشف حالة الإحراج التي تنتاب واشنطن من تحولاتها السريعة تجاه الأحداث في مصر، بداية من مساندة مبارك، ثم دعم ثورة 2011 التي أطاحت به، والآن إعادة بناء روابط مع الرئيس عبد الفتاح السيسي”، الذي وصفته الصحيفة بـ “الطاغية الجديد”.

وأضافت أن “الدبلوماسيين الغربيين يسعون مع هذا وعلى نحو متزايد لتمتين علاقاتهم مع السيسي، الجنرال السابق، الذي قاد الاستحواذ على السلطة منذ عامين، وعزل الرئيس المنتخب، بالرغم من التقارير التي تشير إلى تشديد حكومة السيسي قمعها للمعارضة”.

وقال تقرير البيت الأبيض، إن “القوات الحكومية ارتكبت عمليات قتل تعسفية غير مشروعة خلال فض المظاهرات، ولأشخاص في الحجز، وأثناء عمليات عسكرية بشمال شبه جزيرة سيناء”، وأنها قتلت 1000 شخص على الأقل في يوم واحد، عبر فض اعتصامين إسلاميين في 14 أغسطس 2013، ولم تحاسب الحكومة أي فرد أو كيانات حكومية جراء العنف المرتبط بعمليات التطهير، وأن الإفلات من العقوبة يظل مشكلة خطيرة في مصر”.

وأشار إلى وجود أربعة من ذوي الجنسيات الأمريكية المصرية المزدوجة في السجون المصرية، لأسباب يغلب عليها الطابع السياسي، بينهم محمد سلطان، الذي أطلق سراحه مؤخرا، وجرى ترحيله إلى الولايات المتحدة.

ومع هذا ثمَّن تقرير إدارة أوباما للكونجرس “الجهود المصرية في إصلاح الاقتصاد، عبر البدء في قطع الدعم، وزيادة الضرائب، وتحسين مناخ الأعمال، بما في ذلك المشروعات الأمريكية بمصر”.

ونوه تقرير البيت الأبيض إلى أن “مصر هي أكثر الدول العربية اكتظاظا بالسكان، وصاحبة الريادة بالمنطقة، وبالتالي فإن نجاحها أو فشلها يؤثر على توقعات السلام والاستقرار والديمقراطية والنمو الاقتصادي عبر الشرق الأوسط”.

ولكنه شدد على أن “المسار الإجمالي للحقوق والديمقراطية يتسم بالسلبية”، وهناك “سلسلة من المبادرات التنفيذية، والتشريعات الجديدة، والممارسات القضائية، التي تقيد بشكل حاد حرية الصحافة والتجمع السلمي، والإجراءات الواجبة، وتقوض الآمال في حكم ديمقراطي”.

أمريكا ترتكب نفس الأخطاء

ونقل مراسل نيويورك تايمز، عن الناشط الحقوقي محمد لطفي، الذي منعته سلطات مطار القاهرة من السفر لألمانيا، الأسبوع الماضي، خلال زيارة السيسي لبرلين للحديث عن انتهاكات حقوق الانسان، قوله: “أمريكا ترتكب نفس الأخطاء التي فعلتها عندما دعمت حسني مبارك”.

وأنه “عن طريق سحق آمال التغيير السياسي السلمي والديمقراطي، يخلق السيسي جيلا جديدا من الإرهابيين، ويصدرهم إلى سوريا والعراق، بينما تضر الولايات المتحدة بمصداقيتها بالمنطقة، عبر مناقضة قيمها، أو على الأقل، تلك القيم التي تحاول تصديرها خلال الخطابات”.

وأضاف “يعتقد نشطاء أن “القمع الحالي للحكومة المصرية” يأتي ترقبا لدعوة إضراب عام، أطلقتها إحدى الجماعات النشطة، التي بدأت شرارة الثورة ضد مبارك عام 2011، وربما تستعد الحكومة كذلك، لمجابهة احتجاجات محتملة، في نهاية الشهر، تزامنا مع الذكرى الثانية لعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي”، وفقا للصحيفة.

اختطاف وإخفاء النشطاء

ويصدر تقرير الصحيفة الأمريكية حالات انتهاكات لحقوق الإنسان في مصر، آخرها اختطاف وإخفاء نشطاء، ففي في الأسابيع الأخيرة، اعتقلت السلطات المصرية ثلاث قيادات على الأقل ينتمون لحركة شباب 6 أبريل، التي دعت إلى الإضراب العام، الخميس المقبل، كما جرى إلقاء القبض على نشطاء أو اختفاء بعضهم، ونقلت عن “لطفي”، مسئول اللجنة المصرية للحقوق والحريات، أنه يتعقب حالات اختفاء لعشرة أشخاص، فيما ذكرت الناشطة منى سيف أن عدد المختفين يبلغ 17 شخصا مؤخرا، منهم الناشط الإسلامي مجدي عاشور، أحد أبطال الفيلم الوثائقي “الميدان” الذي احتجزته السلطات المصرية.

وقال المحامي الحقوقي نجاد البرعي للصحيفة: إنه يتوقع إلقاء القبض عليه أيضا، حيث مثل للتحقيق ثلاث مرات في الأسابيع الأخيرة، بسبب مناهضته التعذيب، وعمله السابق في جماعات حقوق الإنسان، حيث يقول: “بسبب أنشطتي السابقة، أعتقد أنهم يريدون الانتقام، أتوقع أن يكون صيفا شديد الصعوبة”.

كما رصدت الصحيفة أيضا توقف بث برنامج المذيعة “ريم ماجد” على قناة “أون .تي.في”، التي يمتلكها رجل الأعمال نجيب ساويرس، والتي أرجعت ذلك لضغوط حكومية من “مؤسسة سيادية استخبارية” على فضائية “أون تي في”، بحسب قولها.

ورصدت ما قالت إنه “جهود لتقييد الحركات العمالية، بعدما أظهر فيديو جديد، الأحد، جنودا يطلقون النار على حشد من العمال في مصنع إسمنت بسيناء، في محاولة على ما يبدو لإخماد مظاهرة محتملة”، ونقلت الصحيفة عن عاملين بالمصنع المذكور طلبا عدم ذكر اسميهما قولهما: “إن العمال طالبوا الإدارة باستدعاء الإسعاف من أجل زميل مصاب، عندما بدأ الجنود في إطلاق نار، وقتلوا شخصا على الأقل، وجرحوا اثنين آخرين، على الأقل”، ورفض المتحدثون بوزارات الدفاع والداخلية والخارجية الرد علي الصحيفة للتعليق علي هذه الأنباء.

انتقادات حقوقية لإدارة أوباما

وتضمن تقرير الصحيفة الأمريكية أراء منظمات حقوقية دولية، حيث اتهمت (سارة ليا ويتسون)، مديرة هيومن رايتس ووتش بمنطقة الشرق الأوسط، إدارة أوباما بتجاهل الانتهاكات الحقوقية، برغم من اعترافها بسجل طويل من أسوأ الانتهاكات.

ونقلت عن (إيمي هاوثورن)، الباحثة بـ”أتلانتك كاونسل”، والموظفة السابقة بالخارجية الأمريكية قولها: “إن إدارة أوباما كانت تستطيع أن تجعل التقرير مبهما، أو سريا، لكنها فضلت أن تعرض بعض الانتقادات”.

وفسرت ذلك بقولها: “إنهم لا يفعلون مثلما كانت واشنطن تفعل مع نظام مبارك، من محاولة الإشادة بالنظام المصري، إثر خطوات شكلية، أو عبر التقليل من انتهاكات حقوقية خطيرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …