‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير محلب غاضب لحال المستشفيات.. أنت مش من مصر ولا إيه؟
أخبار وتقارير - يونيو 7, 2015

محلب غاضب لحال المستشفيات.. أنت مش من مصر ولا إيه؟

تسببت زيارة إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، لمعهد القلب القومي وتيودور بلهارس بإصابته بالدهشة والغضب من تدني مستوى الخدمة الصحية المقدمة في أكبر مستشفيين بالجمهورية، وافتراش المرضى الرصيف وانتشار الفوضى والإهمال.

وأرجع مراقبون دهشة رئيس الوزراء إلى اعتكاف المسئولين المصريين داخل “برجهم العاجي”، الذي يمنعهم من الاختلاط بحياة العامة، ومشاهدة معاناتهم اليومية في الحصول على أبسط حقوقهم، مؤكدين أن معهد القلب وتيدور بلهارس أفضل حالا من باقي المستشفيات المصرية، التي تعتبر مقابر للمرضى.

وذكر نشطاء بتصريحات وزير التعليم العالي د. سيد عبدالخالق، التي أدلى بها من قبل، بإن “مصر تمتلك مستشفيات أفضل من تلك الموجودة في بريطانيا من حيث المباني والتجهيزات”.

عشان ما يتفجئش

ومن جانبهم، دشن أطباء حملة ساخرة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” باسم “علشان لو جِه مايتفاجئش”، وذلك ردًا على دهشة محلب وتفاجئه بالأوضاع المتردية بالمستشفيات المصرية.

ونشر الأطباء صور المستشفيات التي يعملون بها، والتي تظهر حجم الإهمال والتدهور التي تعاني منه.

كما جاء رد فعل نقابة الأطباء على زيارة محلب بـ”استنكار” دهشته من تدري الخدمة الصحية بالمستشفيين، مشيرة إلى أن المظاهر التي رصدها محلب خلال زيارته ليست جديدة، حيث رصدتها النقابةكثيرا ولم تتحرك الحكومة لحلها.

وقللت النقابة، في بيان لها اليوم الأحد، من أهمية رد فعله بإقالة أحد مديري المستشفيين ونقل عدد كبير من الأطباء، ومن رد فعل وزير الصحة الذي نقل مكتبه لمعهد القلب، موضحة أن إقالة المدير ونقل الأطباء لن يغير من الأمر شيئًا.

ووجهت لرئيس الوزراء تساؤلا: “في ظل تدهور الأوضاع الصحية في المستشفيات، هل ستكتفي بالجولات أم ستتخذ الحكومة خطوات حقيقية باتجاه زيادة ميزانية الصحة التزامًا بالدستور؟، مع وقف أشكال الإهدار العديدة وضرب نفوذ الوساطة والمحسوبية والفساد التي تُعيق أي محاولات إصلاح”.

وطالب بيان النقابة الحكومة بضرورة وضع خطط صحية حقيقية لمواجهة عدم وجود أي قواعد لمكافحة العدوى في المستشفيات، وتطبيق القرار الخاص بمجانية الـ48 ساعة طوارئ.

وأكدت النقابة أن مشاكل الصحة كثيرة ولكن حلها ممكن، ويحتاج لخطط حقيقية وترتيب للأولويات ولمحاربة فساد أصبح قويًّا ومتغلغلًا ومسيطرًا، وليس لزيارات تكتشف ما هو معروف أصلًا منذ سنوات.

وحذرت النقابة من نظام الشراكة مع القطاع الخاص في المستشفيات الحكومية الكبرى (PPP)، مضيفة أن إدخال القطاع الخاص الباحث عن الربح في المستشفيات الحكومية سينتج عنه تحميل المريض المصري أعباء ثقيلة لفاتورة الخصخصة التي نعلم جميعًا أنها فوق احتمال المرضى المترددين على المستشفيات الحكومية، والباحثين عن حقهم الدستوري والإنساني في علاج كريم.

مستشفيات الفقراء

زبارة محلب 2
 

ويبدو أن محلب لم يسمع بالسيدة، التي وضعت مولودها على الرصيف أمام مستشفى كفر الدوار بالبحيرة، بعد أن قام طبيب بطردها من المستشفى، لعدم امتلاك زوجها ثمن عملية الولادة القيصرية.

وهو الأمر الذي تكرر في أسوان، حيث افترش مريض الأرض أمام مستشفى أسوان الجامعى؛ غارقًا فى سبات مرض، بعد طرده منها.

وتمتلك مصر 660 مستشفى حكوميا، تعانى نقصا خطيرا فى الخدمة الصحية والأدوية، يبلغ 52% فى الحضر و82% فى الريف، والمعدات يصل النقص فيها إلى 51% فى الحضر و70% فى الريف والأخصائيين بنسبة 36% فى الحضر و80% فى الريف، وذلك بحسب إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.

ويعانى المرضى الذين يلجأون إلى المستشفيات الحكومية – لعدم امتلاكهم الأموال اللازمة للعلاج فى المستشفيات الخاصة – من الإهمال الطبى والطوابير، والقمامة، وسوء المعاملة، والخدمة الطبية السيئة، والاستهانة بأرواحهم.

وتتعدد الكوارث التي تشهدها المستشفيات المصرية بين موت أطفال رضع بالحضّانات بسبب انقطاع الكهرباء عن بعض المستشفيات، وأخطاء الأطباء القاتلة فى التشخيص والعلاج والجراحات، فضلا عن الحجرات متهالكة والمبانى آيلة لسقوط، وانتشار القطط والفئران، بل وثعابين في أحيان كثيرة فى الحجرات التى يقيم فيها المرضى.

وأمام هذه الأوضاع المتدهورة، قامت حكومة محلب بالعمل على زيادة معاناة المريض المصري من خلال اتخاذ العديد من القرارات القاسية، والتي بدأت بتخفيض الدعم المخصص للتأمين الصحى والأدوية فى موازنة عام 2014 – 2015، ليصل إلى 811 مليون جنيه، مقابل 1.1 مليار جنيه خلال موازنة العام الماضي.

ولم تكتفي الحكومة بذلك، بل صادرت المستشفيات التابعة للجمعية الخيرية، التى تقدم خدماتها الطبية للفقراء بأسعار رمزية.

ففى يناير الماضي، أصدرت الحكومة قرارا بمصادرة الجمعية الطبية الإسلامية بفروعها الـ 28، والتى تخدم أكثر من 4 مليون فقير؛ حيث تتحمل عبء ثلث مرضى الجمهورية، بحسب تقرير وزارة الصحة عام 2008.

وسبق ذلك قرار الحكومة بتجميد ومصادرة 138 فرعا من فروع الجمعية الشرعية، والتى تقدم مستشفياتها والمراكز الطبية التابعة لها، العديد من الخدمات الطبية، وأبرزها توفير حضانات بأسعار رمزية للأطفال المبتسرين؛ حيث تمتلك 1090 حضانة، منتشرة فى 18 محافظة، جعلها تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الحضانات على مستوى العالم، فى الوقت الذى لم تتجاوز فيه عدد الحضانات بمستشفى قصر العينى 25 حضانة تتكلف الليلة الواحدة فيها حوالى ألف جنيه، وتقدمها الجمعية مجانًا.

وتمتلك الجمعية الشرعية 90 جهازا لغسيل الكلى؛ حيث تقدم خدمة الغسيل الكلوى لأكثر من 1200 حالة شهريا، كما تقوم بعمل توصيل شريان بوريد بعدد 300 حالة شهرية وعملية قسطرة بعدد 100 حالة شهرية بالإضافة لمعامل التحاليل اللازمة لفحص الفيروسات للمريض.

 

اقرأ أيضا:

الفقراء محرومون من الصحة خلال عام السيسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …