‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير مصير “النور” على “كف عفريت” بعد تسريب لقائه بالأمريكان
أخبار وتقارير - يونيو 5, 2015

مصير “النور” على “كف عفريت” بعد تسريب لقائه بالأمريكان

أثارت الأخبار المسربة- عبر وسائل إعلام وصحف قومية وخاصة- عن لقاءات سرية عقدت، الأيام الماضية، بين قيادات بحزب النور السلفي ومسئولين أمريكيين، من بينهم قيادات بجهاز الاستخبارات الأمريكية، جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة عمن يقف وراء تلك الأخبار والغرض من خروجها في هذا التوقيت، خاصة وأنها تنقل عن مصادر أمنية مجهلة.

وتوقع مراقبون ونشطاء سياسيون أن يكون الغرض من تسريب اللقاءات الخاصة بين قيادات حزب النور والمسئولين الأمريكيين، هو المزيد من إحراج حزب النور وكوادره أمام الرأي العام المصري، خاصة وأن لقاءات الأحزاب السرية بمسئولين أمريكيين غالبا ما تكون سيئة السمعة في مصر.

فيما توقع آخرون أن تستغل ورقة “اللقاءات المتكررة” بين قيادات “حزب النور” والمسئولين الأمريكيين في الإطاحة بالحزب، وفرض مزيد من القيود والإقصاء عليه بعد انقلاب 3 يوليو، رغم كونه أحد صانعي مشهد الانقلاب والتحريض على الرئيس مرسي، بحسب مراقبين.

وتعد علاقة حزب النور “السلفي” بالولايات المتحدة الأمريكية من أكثر العلاقات غموضا وإثارة للجدل في مصر على مدار السنوات الثلاث الماضية، خاصة وأن تقارير أمنية وتصريحات صحفية عدة تكشف بين الحين والآخر عن لقاءات سرية يعتريها الشك والغموض، تعقد بين مسئولين أمريكيين وقيادات بالحزب، وغالبا ما يطرح الحزب فيها نفسه بديلا عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

وبالرغم من أن حرص قيادات حزب النور على سرية تلك القاءات، إلا أنها غالبا ما تصل لوسائل الإعلام عبر أجهزة أمنية في مصر، ويتم عرضها في الصحف الرسمية والمستقلة كنوع من أنواع الهجوم على الحزب، الأمر الذي يصفه البعض بأنها خطة حكومية للتخلص من الحزب الذي شارك في الانقلاب على الرئيس مرسي عام 2013، وظل يحاول بعدها على الإبقاء على نفسه في الساحة السياسية المصرية ولو بمزيد من التنازلات عن ثوابت وأفكار الحزب.

لقاء “النور” بالمخابرات الأمريكية !

آخر تلك التقارير، ما ذكرته صحيفة “المصري اليوم”- المقربة من نظام السيسي- على لسان مصادر أمنية، أكدت أن تسجيلات ومعلومات وصلت جهاز الأمن الوطنى تفيد بعقد 2 من كوادر حزب النور السلفى اجتماعا مع مسئولين بالسفارة الأمريكية و5 مسئولين من جهاز «سى آى إيه» داخل مقر السفارة بالقاهرة قبل أيام.

وأكدت المصادر أن اللقاء ناقش تخوف مسئولى السفارة من خلط حزب النور الدين فى السياسة، وعَرَض مسئولو السفارة دعم الحزب شريطة عدم تكرار تجربة جماعة الإخوان المسلمين.

كما أشارت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية في مصر أعدت مذكرة بالواقعة؛ تمهيدا لعرضها على وزير الداخلية، إلا أنها أشارت في الوقت ذاته إلى احتمالية أن يكون أعضاء حزب النور لم يكن لديهم معلومة عن حضور مسئولين من المخابرات الأمريكية اللقاء.

بكار ينفي اللقاء ويؤكده في آن واحد!

وفي تصريحات متناقضة قال نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام: إن الحزب يلتقي مسئولي ودبلوماسيي كل السفارات الغربية والشرقية في مصر، شأنه شأن أي حزب سياسي آخر، وهي التصريحات التي اعتبرها مراقبون بأنها اعتراف ضمني بلقاء الأمريكان”.

وأشار بكار- في بيان له اليوم الجمعة- إلى أن هذه اللقاءات تكون دورية، لبيان موقف الحزب من الأحداث المختلفة المحلية والدولية، بما يحقق رؤيته في خدمة الصالح العام.

بيان “بكار” السابق” جاء بعد ساعات من تصريحات سابقة له، نفي خلالها أن يكون كوادر الحزب التقوا قيادات المخابرات الأمريكية “سي آي إيه”، مشيرا إلى أن ما نشر في الصحف حول ذلك عار تماما من الصحة.

وأضاف بكار “من لديه دليل على إجراء هذا اللقاء فعليه أن يتقدم به إلى الأجهزة المعنية، وكل ما يتردد هو استمرار لمسلسل التشويه الذي يتعرض له الحزب، خاصة أننا مقبلون على انتخابات مجلس النواب”.

حزب النور واللعنات الأمريكية الثلاث

وبحسب مراقبين فإنه لعنة الولايات المتحدة الأمريكية والدبلوماسيين الأمريكيين ستظل على مايبدو تلاحق الحزب السلفى، خاصة في ظل تكرار تلك اللقاءات والتسريبات الصادرة عنها.
ومنذ بدايات عام 2013 وتدور الشبهات حول علاقة الحزب بالأمريكان حيث تم رصدت تقارير صحفية ثلاث لقاءات بين كواد الحزب ومسئولين أمريكيين خلال تلك الفترة نعرضهم كالآتي:

بداية اللعنة الأمريكية على حزب النور أتت فى مايو 2013، حين أعلن الحزب للمرة الأولى منذ تأسيسه، عن توجه وفد من قياداته إلى الولايات المتحدة الأمريكية مطلع شهر مايو عام 2013 بالتزامن مع توجه عدد من قيادات الدعوة السلفية، وعلى رأسهم ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية إلى أمريكا، فى جولة سياسية تشمل لقاءات مع مسئولين أمريكيين، وممثلين عن الجالية المصرية، بهدف اطلاع المسئولين الأمريكيين على رؤية الحزب، وتغيير الصورة الذهنية النمطية عن أفكار “الدعوة السلفية” بحسب قولهم آنذاك، فضلا عن إجراء لقاءات مع ممثلى الجالية المصرية فى الولايات المتحدة لنشر وجهة نظر الحزب، وتغيير الصورة النمطية عنهم التى تصفهم بالتشدد.

لقاءات حزب النور بالأمريكان وصفت من قبل بعض القوى السياسية في هذا الوقت بأنها بمثابة “حجة” سلفية إلى البيت الأبيض، حيث حاول حزب النور خلال تلك الزيارة تقديم نفسه كبديل عن الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، خاصة وأن الزيارة تزامنت مع بداية التصعيد ضد الرئيس مرسي.

الفصل الثاني فى مسلسل اللعنات الأمريكية التي لحقت بحزب النور كان فى يوليو عام 2013، حينما ترددت أنباء غير مؤكدة تناولت لقاءً مزعوما جمع بين آن باترسون السفيرة الأمريكية بالقاهرة، ويونس مخيون رئيس حزب النور، يفيد بأن مخيون قدم حزب النور كبديل لحكم مصر عن الإخوان، وقال لباترسون: “نحن أفضل بديل للإخوان وجاهزون للحكم”، وهو الأمر الذي نفاه نادر بكار بعدها، واصفا تلك الأخبار حينها بأنها تهدف لتشويه الحزب.

أما الفصل الأخير من اللعنات الأمريكية الملاحقة لحزب النور، فكان مع الأنباء التى ترددت على مدار اليومين الماضيين، التى تفيد بعقد 2 من كوادر حزب النور السلفى اجتماعا مع مسئولين بالسفارة الأمريكية و5 مسئولين من جهاز «سى آى إيه» داخل مقر السفارة بالقاهرة قبل أيام، حيث عرض مسئولو السفارة دعم الحزب شريطة عدم تكرار تجربة جماعة الإخوان.

هل يتم حل “الحزب” قريبا؟

وكان عبد الفتاح السيسي قد ألمح في أحد لقاءاته السابقة مع “الأحزاب السياسية” إلى إمكانية حظر حزب النور الإسلامي، ليلحق بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.

ووجه السيسي، خلال أحد لقاءاته بالأحزاب السياسية في “فبراير” الماضي، حديثه ليونس مخيون، رئيس حزب النور السلفي، قائلا: “قلنا بلاش إنتوا من زمان”، مضيفًا أن الموضوع يحتاج إلى قراءة وتنظيم أكثر، وظروف مصر تختلف عن ظروف أي دولة أخرى.

وفي هذا الإطار يرى مراقبون وخبراء سياسيون أن كل التنازلات التي قدمها حزب النور خلال الفترة الماضية، بداية من تأييده للانقلاب العسكري، والمشاركة في عزل أول رئيس منتخب الدكتور محمد مرسي، والاستغناء عن مرجعية الحزب وهويته الإسلامية، ومحاولة صبغ أنفسهم بالصبغة المدنية، جميعها باءت بالفشل ولم تنجح في أن تجعل للحزب أي دور سياسي يذكر بعد الانقلاب العسكري، فضلا عن أنها لم تشفع للحزب عند الأذرع الإعلامية والقيادات السياسية في مصر التي لا تنفك عن مهاجمهة الحزب وقياداته.

كما شنت وسائل الإعلام المؤيدة لانقلاب 3 يوليو 2013 هجومًا عنيفًا على حزب النور، داعية إلى حله وخروجه من المشهد السياسي؛ حيث أكد الإعلامي إبراهيم عيسى أن إشراك “النور” في مشهد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي من أجل “تحلية المشهد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …