5 تفسيرات لعودة عنف “بلاك بلوك” بعد عام السيسي الأول
استغرب مراقبون أن تعود مجموعة أطلقت على نفسها Black Bloc، على غرار مجموعة حملت الاسم نفسه، في فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى، لإعلان مسئوليتها عن سلسلة من أعمال العنف تركزت في الإسماعيلية، آخرها حرق مرور الإسماعيلية، فجر اليوم الجمعة، فضلا عن 5 أتوبيسات أخرى، أمس، وذلك في ذكرى مرور عام على حكم عبد الفتاح السيسي.
كما استغربوا إعلان بلاك بلوك الأصلية التي قامت لمحاربة الإخوان بأنها لا علاقة لها ببلاك بوك الجديدة، وكذلك سعي مصادر أمنية للتبرع بتصريحات عاجلة تلصق بلاك بلوك الجديدة بالإخوان، وتعتبرها أحد قواهم التي تنتهج العنف.
وقال مراقبون ومحللون ونشطاء، إن الإعلان عن عودة بلاك بوك، يحمل أكثر من تفسير:
(السبب الأول) أنه ظهور مؤقت على يد الأجهزة الأمنية على هذه الجماعة، حتى تزيد من مشاعر الخوف والفزع بين المصريين، وبالتالي زيادة تعلقهم بعبد الفتاح السيسي بدلا من مهاجمته لعدم إنجازه شيئا بعد مرور عامه الأول في الحكم، ومن ثم تصويره كمنقذ للمصريين من خطر “الإرهاب” الذي يتهددهم، مشيرين إلى أن “هدف النظام هو أن تمر ذكرى 8 يونيو (عام السيسي الأول في الحكم)، و30 يونيو، و3 يوليو (ذكري انقلاب 2013) بسلام، وهي الأيام التي تخشى تلك الأجهزة خروج مظاهرات شعبية حاشدة فيها، تطالب برحيل السيسي”.
(السبب الثاني) كما يراه فريق آخر من المحللين لظهور هذه المجموعة العنيفة بعدما اختفت عقب الانقلاب على حكم الرئيس مرسي، أنها مجموعات ظهرت لاستكمال دورها في محاربة مظاهرات الإخوان، في ظل الفشل الأمني في قمعها ووقفها. ويشير مؤيدو هذا الرأي لما سبق أن أعلنت مجموعة معادية للإخوان في أبريل الماضي باسم (حركة مقاومة الإخوان الشعبية) “حماش”، والتي قالت إنها تهدف إلى مواجهة معارضي النظام الحالي، لا سيما جماعة الإخوان المسلمين بالقوة، ووصفت نفسها في بيان بأنها “حركة مقاومة ضد الإرهاب ولأن الإرهاب لا يمكن مقاومته إلا بإرهاب مماثل، فلا يفل الحديد إلا الحديد، لذلك كان الهدف الرئيسي لنا الذي اتفقنا عليه هو الضرب بقوة على يد عناصر الإخوان لمنعهم من القيام بأي عمل إرهابي”.
وأعادت تلك الحركة إلى الأذهان حركة “البلاك بلوك” التي ظهرت في عهد الرئيس محمد مرسي، ونشطت في عمليات مهاجمة مقرات الإخوان وقطع طرق واحتجاجات أخذت طابع العنف بالشارع المصري، دون أن تتصدي لها الشرطة.
(السبب الثالث): أن (بلاك بلوك) تحاول سحب البساط من تحت أقدام الإخوان الذين يقودون الثورة الشعبية وحدهم في الشارع منذ قرابة عامين، فهناك مخاوف من أن يثور الشعب كما حدث في ثورة يناير مرة أخرى بسبب تدهور الأحوال الاقتصادية والأمنية، فتسقط الثمرة في يد الإخوان مرة أخرى، كما تقول مصادر حزبية، ولهذا بدأ ظهور حركات مقاومة أخرى للسلطة أو إعادة إحياء حركات عنف سابقة، للإيحاء بأن لها دورا في الثورة ضد السيسي.
(السبب الرابع): ويذهب فريق رابع إلى أنها حركة معارضة للسيسي بالفعل، ولكن يحركها معارضو السيسي من القادة العسكريين السابقين، خصوصا رئيس الأركان سامي عنان، والمرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، التي قالت الصحف إن السيسي أرسل له تحذيرا من العودة لمصر، وبدأت أذرع النظام الإعلامية تهاجمه وتقول إنه وراء الاضطرابات في مصر أملا في العودة كرئيس.
وقد عبر عن هذا عدد من نشطاء مواقع التواصل الذين قالوا: “بلاك بلوك رجعت وبتقول نور العين (السيسي) بينتقم من الشباب وحان وقت القصاص والرحيل.. شفيق وعنان اللعب اشتغل”.
كذلك أشارت صحف مؤيدة للسلطة لما قالت إنها “تحركات المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق للسيطرة على البرلمان المقبل”، واتهامه بأنه يحرك العنف في الشارع بغرض العودة رئيسا وبديلا للسيسي.
وشنت صحف مؤيدة للسلطة وفضائيات حملة هجوم عنيفة مؤخرا ضد الفريق أحمد شفيق، الهارب إلى الإمارات والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية، وكذا الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق، وكشفت صحيفة “الشروق” الخاصة الداعمة للسلطة، عن مضمون رسالة تلقاها الفريق أحمد شفيق خلال إقامته بالإمارات من قبل جهات سيادية مصرية تحذره، “بأن يوقف النشاطات التى يقوم بها، والتي يسعى من خلالها للبقاء على الساحة السياسية في مصر أو العودة إليها”.
وبحسب المصدر السيادية، فإن هذه الرسالة جاءت بعد رصد تحركات لشفيق، تهدف إلى زعزعة ما وصفته الشروق بـ”شرعية عبد الفتاح السيسى”، موضحة أن “المرشح الرئاسي السابق يتواصل مع شخصيات في جهات هامة ما زالت باقية على دعمه، وما زالت تأمل في أن يكون له دور في الحياة السياسية”.
وأكدت المصادر كذلك أن الرسالة شملت أيضا من وصفهم بـ«أعوان شفيق»، الذين “يظنون أو يتوهمون أن هناك تغييرات سياسية كبيرة يمكن أن تقع في مصر، ويريدون أن يكون الفريق حاضرا في الصورة”، مضيف أن الرسالة التي نقلت لهم بوضوح أن اجتماعاتهم واتصالاتهم ونشاطاتهم تحت المتابعة، حتى وإن كان بعضهم ما زال يعمل في جهات مهمة في الدولة.
(السبب الخامس): ولا يستبعد فريق خامس من المحليين أن تكون التحركات الأخيرة بعودة بلاك بوك تحركات معارضة فعليا للسيسي من مجموعات ليبرالية ويسارية عانت من القمع على أيدي قوات الأمن، فقررت اللجوء للعنف ضد النظام الجديد مرة أخرى، مستغلة مرور عام على حكم السيسي، الذي وجه قمعه لكل القوى السياسية، ويقول مراقبون إنه خسر حلفاءه في 30 يونيه من اليسار والتيار الليبرالي الذين دعموه للتخلص من الإخوان، ولكنه بدأ يتخلص منهم ويضيق عليهم أيضا.
“بلاك بلوك” تتبرأ من الـ”بلاك بلوك”!
اللافت في الأمر، وهو ما يعزز عددا من التفسيرات السابقة، أن حركة بلاك بلوك الشهيرة، التي ظهرت خلال فترة حكم الإخوان، تبرأت فيه من تلك الأحداث والتفجيرات، نافية عودة أنشطتها في الوقت الحالي!.
حيث نفت الصفحة القديمة لمجموعة “بلاك بلوك” (التي كانت تهاجم الإخوان) عودتها من جديد، ليطرح ذلك العديد من التساؤلات حول هوية الحركة الجديدة والقائمين عليها.
حيث قالت الصفحة: “فى إيفنت منشور بعودة البلاك بلوك.. الكلام ده غير صحيح إحنا موقفين نشاطنا خالص دلوقتى، راجعين صحيح بس ده مش وقتنا، ومش هنحارب في كذا جهة، إحنا ضد الإخوان وضد حكم العسكر، خلى العسكر والإخوان يلعبوا مع بعض واللى هيكسب هنقابله.. مش هنتحسب على حد فيهم.. وأى صفحة غير دى لا تمثلنا”!؟.
البلاك بلوك “إخوانية”!
وقد ظهرت تفسيرات أخرى غريبة على لسان مصادر أمنية، تعتبر أن جماعة الإخوان المسلمين هي التي تقف وراء بلاك بلوك الأخيرة وعنفها، مثل تنظيمات أخرى، متهمة أيضا أمنيا بأنها إخوان مثل “العقاب الثوري”.
حيث قال اللواء محمد نور الدين: إن البلاك بلوك وغيرها من الحركات الأخرى كـ”العقاب الثوري وتحالف الاشتراكيين الثوريين و6 أبريل والسلفية الجهادية”، كلها جماعات وحركات منبثقة عن تنظيم الإخوان، لكنها تحمل مسميات مختلفة، لتنفيذ عمليات عنف ومظاهرات في الشارع المصري، وتهديد وتخويف المواطنين وتحريضهم ضد النظام الحالي مع اقتراب مرور عام على حكم السيسي، بحسب تصريحاته.
وقال: إن الهدف من ظهور الحركة “تسخين” الأجواء ضد النظام، حتى لا يقال إن الإخوان وحدهم ضد الدولة، إنما يوجد معارضون آخرون”، مدعيا أن “هذه الحركات تلقت تمويلات خارجية من قطر وتركيا لتنفيذ عمليات إرهابية قبل 30 يونيو”.
أيضا أكد الباحث الدكتور محمد كامل، أنه “لا بد من التفريق بين حركة (البلاك بلوك) التي ظهرت إبان حكم جماعة الإخوا،ن والتي كانت تهدف لحماية المتظاهرين من هجمات أعضاء الجماعة، كما حدث في أحداث فض اعتصام الاتحادية، ولم تكن الحركة محسوبة بشكل أو بآخر على التيار الإسلامي على العكس، فكان الإسلاميون وقتها يتوعدون الحركة وأعضاءها ويطالبون ليل نهار بالقبض عليهم وتحديد هوياتهم.
أما الحركة الجديدة “فهي مثيلة لحركات العنف الإخوانية الصغيرة مثل العقاب الثوري والمقاومة الشعبية ومجهولين وغيرها من الحركات الصغيرة التي تعمل على تنفيذ أجندات الإخوان التخريبية والتي تهتم بتدمير أهداف بسيطة”، بحسب قوله.
وزعم أن “حركة البلاك بلوك الجديدة” لها علاقة واضحة بجماعة الإخوان الإرهابية ولا يمكن الفصل بينهما، مهما ادعى قيادات الجماعة من تمسك بالسلمية أو رفض العنف الدائر حاليا، والسبيل الوحيد للفصل بين الجماعة والحركة هو أن يخرج قيادات الجماعة للتبرؤ من تلك الأفعال”.
وأضاف كامل، في تصريحات صحفية، أن “تشابه اسم الحركة مع حركة قديمة هو أمر مقصود وله أبعاده السياسية والنفسية، فالمقصود هنا هو الاستعارة السياسية وتذكير الشعب المصري بالحركة القديمة، عقابا له على احتوائها والدفاع عنها كحركة مقاومة لحكم الجماعة الإرهابية”، بحسب قوله.
وحذر الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من أن عودة البلاك بلوك، “أمر مخيف يؤدي لحالة من الفوضى، في ظل دولة تحاول إعادة بناء نفسها”.
واستنكر اللواء جمال أبو ذكرى، الخبير الأمني، ظهور مثل تلك الحركات قائلا: “إن وجودها سيؤدي إلى فوضى داخل البلاد وحروب فصائلية مثل اليمن، وهو أمر مرفوض تمامًا”.
وإبان حكم الإخوان، ظهرت حركة شبابية أطلقت على نفسها اسم “بلاك بلوك”، تتميّز في التظاهرات بلباسها الأسود وأقنعتها؛ بهدف إخفاء الهوية حتى بين أفراد المجموعة نفسها، اشتركت في تظاهرات وأعمال شغب وقطع أنفاق المترو والجسور المؤدية إلى الميادين، وكانت تدعو لاقتحام المباني الخدمية والإدارية في شتى أنحاء الجمهورية، ومع الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين اختفت هذه الحركة، ما فسرها كثيرون بأنها حركة تابعة لجهات سيادية حققت هدفها ثم اختفت بعد ذلك.
اقرأ أيضا:
ما سر عودة “البلاك بلوك” من جديد ؟
بعد عام في السلطة.. السيسي يعترف بفشله الأمني والاقتصادي
“خارطة طريق السيسي” .. حبر على ورق !!
3500 مدني يحاكمون عسكريًّا في عام السيسي الأول
4 أسباب وراء تشييع السياسة إلى مثواها الأخير في عام السيسي
هل عانقت المؤسسات الإسلامية حكم البيادة في عام السيسي الأول؟
مستقبل السلمية في مصر بعد عام من حكم السيسي
الأقباط في عام السيسي الأول .. 7مكاسب وقتية و3 خسائر استراتيجية
السيسي في عامه الأول .. اتهامات بالفشل ودعوات لانتخابات مبكرة
الداخلية في عام السيسي “الشعب في خدمة الشرطة”
لماذا بحث الكونجرس مصير مصر بعد عامين من مرسى لا عام السيسي؟
سنتك سودا و آخرتها و خليك في البيت .. احتجاجا على عام السيسي الأول
فى عام السيسى الأول .. الشعب يمشى والسيسى لأ!
الفقراء محرومون من الصحة خلال عام السيسي
المصريون يحتفلون بمرور عام على تنصيب السيسي بـ”العصيان”
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …