شاهد الفيديو الذى أغضب السيسى وأطاح بالدكتور عمارة من رئاسة مجلة الأزهر

أثار قرار أحمد الطيب شيخ الأزهر بعزل الدكتور محمد عمارة من رئاسة تحرير “مجلة الأزهر” حالة من الاستياء بين العاملين بمجلة الأزهر، خاصة بعد أن أصبحت المجلة فى عهده من كبرى المجلات الإسلامية فى العالم العربى والإسلامى بعد التغيرات المهنية التى أجراها بسياستها التحريرية.

وكشف مصدر مسئول بمشيحة الأزهر أن الطيب رفض مطالب كثيرة من عدد من الصحفيين الداعمين لعبد الفتاح السيسى، بالإطاحة بالدكتور عمارة، ولكن الطيب أكد لهم أن الأزهر مجلة إسلامية علمية شهرية، وليس لها علاقة بالسياسة.

وقال المصدر، إن جهاز الأمن الوطنى تدخل بقوة وقام بعمل تقرير موسع تم رفعه لمكتب عبد الفتاح السيسى، الذى أمر أحمد الطيب بإقالة الدكتور عمارة من منصبه، وذلك عقب استماعه لحوار أجراه الدكتور عمارة مع “الجزيرة مباشر مصر” قبل إغلاقها، وأدان فيه عمارة الانقلاب على الرئيس محمد مرسى، وقال إن له بيعة أربع سنوات فى أعناق المصريين، ولا يجوز لأحد الخروج عليه، مهما كان، كما أنه لم يأخذ فرصته فى العمل، خاصة مع عدم تعاون الدولة معه، بل محاربته بما يعرف بالدولة العميقة.

وأكد المصدر، أنه فور استماع السيسى للحوار انزعج بشدة وطالب عباس كامل مدير مكتبه بالاتصال بالطيب وأمره بإبعاد عمارة فورا عن مؤسسة الأزهر.

استمع لحوار الدكتور عمارة الذى أثار السيسى:

حركة أبناء الأزهر

وقالت “حركة أبناء الأزهر الأحرار” فى بيان لها، اليوم، إن ما حدث فى مجلة “الأزهر” جد خطير ولا يمكن السكوت عليه، فالمجلة هى الناطقة باسم الأزهر الشريف .

وتساءل البيان: لماذا يعزل المفكر الإسلامى الكبير الأستاذ الدكتور محمد عمارة من رئاسة تحرير المجلة، بعد أن رفع مستواها العلمى والفنى؟.

وأضاف البيان: إنه للأسف تم استبداله برمز من رموز نظام مبارك والعضو بالحزب الوطنى السابق، ووزير الأوقاف السابق الدكتور حمدى زقزوق؟.

وأكدوا أن السياسة التحريرية للمجلة تتحول نحو الأسوأ، بل أصبحت إلى بوق للنظام والترويج له؟.

واختتم البيان: للأسف ما حدث بمجلة “الأزهر” عنوان على أن الأزهر الشريف أصبح ألعوبة بيد النظام وليس مستقلا، كما نص عليه الدستور.

من هو الدكتور محمد عمارة؟

ولد الدكتور محمد عمارة بريف مصر مركز قلين – كفر الشيخ- وحفظ القرآن وجوده وهو فى كُتاب القرية، وكان أول مقال نشرته له صحيفة (مصر الفتاة) بعنوان: (جهاد عن فلسطين)، ودرس الدكتوراه فى العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة 1975، والماجستير فى العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية بنفس الكلية1970م، والليسانس فى اللغة العربية والعلوم الإسلامية – كلية دار العلوم-جامعة القاهرة 1965م.

ويقول المفكر السياسى الدكتور محمد عباس: إن محمد عمارة هو واحد من كوكبة لامعة صادقة، هداها الله فانتقلت من الفكر الماركسى إلى الإسلام، وكانت هذه الكوكبة هى ألمع وجوه اليسار فأصبحت ألمع وجوه التيار الإسلامى، ودليلا على أن خياركم فى الجاهلية خياركم فى الإسلام.

حصل عمارة على العديد من الجوائز والأوسمة والشهادات التقديرية والدروع، منها “جائزة جمعية أصدقاء الكتاب، بلبنان سنة 1972م”، وجائزة الدولة التشجيعية بمصر سنة 1976، ووسام التيار الفكرى الإسلامى القائد المؤسس سنة 1998م.

الإنتاج العلمي

حقق لأبرز أعلام اليقظة الفكرية الإسلامية الحديثة، جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وعبد الرحمن الكواكبي، وألف الكتب والدراسات عن أعلام التجديد الإسلامى مثل: الدكتور عبد الرزاق السنهورى باشا، والشيخ محمد الغزالي، ورشيد رضا، وخير الدين التونسي، وأبو الأعلى المودودي، وسيد قطب، وحسن البنا، ومن أعلام الصحابة على بن أبى طالب، كما كتب عن تيارات الفكر الإسلامى القديمة والحديثة وعن أعلام التراث من مثل غيلان الدمشقي، والحسن البصري.

ومن أواخر مؤلفاته فى الفكر الحديث: الخطاب الدينى بين التجديد الإسلامى والتبديل الأمريكاني، والغرب والإسلام _ أين الخطأ.. وأين الصواب؟ ومقالات الغلو الدينى واللاديني، والشريعة الإسلامية والعلمانية الغربية، مستقبلنا بين التجديد الإسلامى والحداثة الغربية، أزمة الفكر الإسلامى الحديث، والإبداع الفكرى والخصوصية الحضارية، وغيرها كثير.

أسهم فى العديد من الدوريات الفكرية المتخصصة، وشارك فى العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية، ونال عضوية عدد من المؤسسات الفكرية والبحثية، منها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمعهد العالى للفكر الإسلامي.

اتسمت كتابات الدكتور عمارة وأبحاثه التى أثرى بها المكتبة العربية، والتى وصلت إلى (200) مؤلف بوجهات نظر تجديدية وإحيائية، والإسهام فى المشكلات الفكرية، ومحاولة تقديم مشروع حضارى نهضوى للأمة العربية والإسلامية فى المرحلة التى تعيش فيها.