فى عام السيسى الأول .. الشعب يمشى والسيسى لأ!
في عام الرئيس مرسي الأول، خرج ما أطلق عليهم لاحقا في وسائل التواصل “أذرع السيسي الإعلامية” ليردحوا للرئيس مرسي لتأخر أي إنجاز، ويقولون له: “لو مش قد الشيلة يا مرسي ما تشيلش”، ولكن المفارقة أنه بعد مرور نفس العام من عهد السيسي، لم يهاجم نفس هؤلاء الإعلاميين “السيسي” ولكنهم هاجموا “الشعب” الذي يرفض الصبر على الإنجازات.
وعلق نشطاء وسياسيون على الحملة شبه الموحدة التي عكف على شنها الإعلاميون في برامجهم بالتزامن مع مرور عام السيسي الأول في السلطة، بدعوتهم الشعب للصبر أو للهجرة من مصر، لافتين الأنظار إلى أنها تشير لصدور “تعليمات موحدة” لوسائل الإعلام المؤيدة للسلطة – على غرار ما سبق أن كشفته تسريبات سابقة من مكتب السيسي – باستباق أي حملات تقييم أو كشف حساب لأداء السيسي وحكومته خلال عام، بحملات هجومية على الشعب المصري، بدعوته للصبر أو الهجرة من مصر، وتزعم أن الحكومة لم تفشل لكن الأوضاع الاقتصادية المتدهورة هي التي يصعب معها أي إصلاحات.
وتعالت بشكل غير مسبوق دعوات إعلاميين للشعب بالهجرة من مصر نظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية، ومغادرة البلد والبحث عن وظائف في الخارج؛ نظرا لأن الحكومة لن تستطيع أن توفر للمصريين الوظائف اللازمة، ودعوات أخرى أكثر ترفع شعار “اللي مش عاجبه الغلا والمعيشة يغور بره البلد”.
وبحسب نشطاء ومراقبين فإن ما يثير الاستغراب والدهشة، هو أن نفس الشخصيات والمذيعين والإعلاميين الذى يعلقون تبرير فشل حكومة السيسى فى تحقيق أى إنجازات على أرض الواقع خلال عام كامل للسيسي، هم أنفسهم من شنوا حملات من الهجوم غير مسبوقة على الرئيس محمد مرسى ولكن بعد أقل من 100 يوم فقط على حكمه للبلاد نهاية عام 2012.
“وراء الأحداث” رصد أبرز التصريحات لمسئولين وإعلاميين موالين للسلطة، يدعون خلالها الشعب إلى عدم محاسبة الحكومة، واليأس من الحياة ومغادرة البلاد إن أرادوا حياة كريمة، وعدم التفكير فى أى إنجاز إلا بعد 25 سنة على الأقل.
ومع مرور العام الأول للسيسى رصد متابعون ونشطاء سياسيون تغيرا مفاجئا فى لهجة السيسي، حيث إنه فاجأ مؤيديه الذين كان يعدهم بأن مصر “هاتبقى قد الدنيا”، فقال فى ندوة أقامتها القوات المسلحة منذ أسبوعين، إن “مصر ظروفها صعبة وبتموت”.
وأسلوب خطاباته من “انتو مش عارفين انكم نور عنينا ولا ايه؟ ومصر هاتبقى قد الدنيا” إلى لهجة أخرى شديدة الإحباط والتشاؤم يؤكد فيها “أن الأوضاع صعبة وأن مصر بتموت، على حد قوله”.
وأكد السيسي، فى خطابه بمسرح الجلاء، خلال الندوة التثقيفية الـ 17 للقوات المسلحة، بمناسبة ذكرى تحرير سيناء، أن مصر تمر بظروف صعبة حاليًا وتحتاج إلى تكاتف أبنائها للعبور من المرحلة الحالية.
شاهد الفيديو:
وزير التخطيط: المواطن يحتاج 30 عاما حتى يشعر بالتنمية
وقال السيسي، موجها حديثه لطيارى مصر( لـ 250 طيار بشركة مصر للطيران تقدموا باستقالتهم احتجاجا على تدنى رواتبهم): “مسألتوش سؤال: “مصر للطيران” بتكسب ولا بتخسر؟ وهى “مصر للطيران” دى مش جزء من مصر، يعنى وهى بتموت هتاخدوا منها”.
وفى إطار التصريحات المثيرة للجدل والتى تدعو لليأس والإحباط فى نفوس المصريين، قال الدكتور أشرف العربى، وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، إن مصر تحتاج لنحو 30 عاما حتى يشعر المواطن بثمار التنمية وتحسن الأوضاع فيها.
وأكد «العربى»، فى تصريحات صحفية، على هامش مشاركته فى مؤتمر المسئولية المجتمعية للشركات بالإسكندرية، أمس، إن معدلات التنمية الاقتصادية مقارنة بالنمو السكانى تُشعر البعض بأنه “مفيش نمو؛ لأنه معدل ضعيف، لكننا نتوقع أن القادم سيكون أفضل”.
وأضاف: «البعض يسألنا: متى يشعر المواطن بالنمو؟ وهنا نقول إن المواطن يشعر به بعد ٣٠ سنة نمو متصلة”.
تامر أمين: اللى مش عاجبه يغور من البلد!
وفى تصريح هو الأغرب من نوعه، دعا الإعلامى تامر أمين طالب، المصريين الذين لا يوافقون على سياسات عبد الفتاح السيسى بأن “يغوروا” من مصر، لافتا إلى أن الأقدار شاءت أن يكون مصير رئيس مصر “السيسي” مرتبطا بمصير الوطن.
وقال خلال برنامجه على قناة “روتانا مصرية”: إن الوقوف ضد الوطن – يقصد السيسي – فى هذا الوقت خيانة؛ فإما أن نكون مع السيسى أو ضد مصر .
ودعا أمين أن يكون لكل مصرى موقف، وفسر ذلك الموقف فى “إما أن تعلن أنك مع وطنك ورئيسك أو ضدهم”، مهاجما من أسماهم “المتآمرون والخونة والعملاء الذين يقبضون من بره أو من جوه، سواء تعليمات أو فلوس، والسياسيين اللى بايعين البلد من زمان لازم يعزلوا”.
شاهد فيديو تامر أمين اللي مش عاجبه يغور:
عمرو أديب للمصرين: “هاجروا عشان مافيش شغل”
وفى اعتراف صريح بفشل الدولة فى توظيف وتشغيل الشباب فى مصر، دعا الإعلامى عمرو أديب، المصريين إلى الهجرة والبحث عن عمل خارج مصر؛ لعدم قدرة البلاد على توفير العمل والمعيشة لكل المصريين.
وطالب أديب – الذى يعد أبرز الأذرع الإعلامية لحكومة السيسي، بلغة ساخرة – المصريين بعدم الاتكال على الحكومة والبحث عن فرصة خارج مصر.
وقال: “روح الأردن، روح دبي، روح السعودية، روح العالم الجديد أستراليا”، وختم أديب بقوله: “ما تقعدوش جوا مصر”.
شاهد فيديو “أديب” يدعو المصريين للهجرة:
لميس الحديدى عامله نفسها من بنها
ونظرا لحالة الصمت التامة التى تخيم على الإعلامية “لميس الحديدي” خلال هذه الأيام وغضها الطرف عن انتقاد أداء السيسى وحكومته، بل وتقديم المبررات لفشلهم الاقتصادى والسيساسى والأمني، سخر نشطاء من الحديدى قائلين: “لميس عامله نفسها من بنها!”.
وتذكر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى تلك الدعوات التى كانت لميس الحديدى توجهها خلال عام 2012- 2013 للرئيس مرسى وحكومته بالتخلى عن الحكم، عقب وقوع أى أزمة أو مشكلة؛ حيث إنها كانت صاحبة العبارة الشهيرة “يا مرسى ويا قنديل اللى مش قد الشيلة مايشلش”.
وفى محاولة لإسكات الشعب عن أى حساب أو مسائلة لأداء السيسى، قال أحمد موسى، مقدم البرامج بقناة “صدى البلد”: إن “الشعب الآن لا يعبأ بالتظاهرات أو المشاركة فيها، وإن كل ما يريدونه من عبد الفتاح السيسى هو توفير المأكل والمشرب فقط”.
وأضاف موسى، خلال برنامج “على مسئوليتي” المذاع على فضائية “صدى البلد”: “لسان حال المواطن أنا مش عايز حاجة تانى غير إنك تأكلنى وتلبسنى يا ريس”.
وتابع “موسى” قائلا: “فى ناس ماتقدرش تجيب غير مرة واحدة لحمة فى الشهر أو فراخ، وساعات فى ناس بتجيبها فى المناسبات بس”.
شاهد الفيديو:
خالد صلاح يصدر الإحباط للشعب
وخصص الإعلامى خالد صلاح، حلقة الإثنين من برنامجه على قناة “النهار” لإيصال رسالة إلى الشباب المصري، أن ظروف البلاد فى غاية الصعوبة، مطالبا إياهم بعدم تصديق الشائعات بأن مصر دولة غنية، وأن النظام يقوم بنهب ثرواتها.
وأكد صلاح أن البلاد فى أزمة طاحنة فى كل المجالات تقريبا، وبخاصة البطالة والأمية والمرض والفشل الحكومي.
معتز عبد الفتاح: مصر بتغرق والقادم أسوأ
وفى هذا السياق كتب المعتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمقرب من السلطة الحالية، سلسلة مقالات فى صحيفة “الوطن” تركز على نفس الرسالة المحبطة، وأن الأوضاع فى مصر متدهورة، مطالبا المصريين بالاستمتاع بأوضاعهم السيئة؛ لأن القادم أسوأ.
وأكد عبد الفتاح أنه عقد لقاءً مطولا مع قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى ورئيس الحكومة إبراهيم محلب، خرج منه بانطباعات سلبية للغاية؛ بسبب تردى الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية فى البلاد، وطالب المواطنين بأن يعتمدوا على أنفسهم دون انتظار لدور حكومي، مؤكدا أنه يشعر بأن على المصريين أن يستمتعوا بالسيئ الحالى لأن القادم أسوأ.
وتابع عبد الفتاح فى مقاله: “الوضع صعب يا مصريين، ومركب مصر هتغرق، ولو تحدثت مصر فستقول لأبنائها: أريد مساعدتكم لأنى مش قادرة أستحمل، هناك إحساس متعمق عند المواطنين وولاة الأمر أن الضائقة المالية تزداد عمقا، فاستهلاكنا يتضاعف وإنتاجنا يتناقص”.
اقرأ أيضا:
“خارطة طريق السيسي” .. حبر على ورق !!
سنتك سودا و آخرتها و خليك في البيت .. احتجاجا على عام السيسي الأول
3500 مدني يحاكمون عسكريًّا في عام السيسي الأول
4 أسباب وراء تشييع السياسة إلى مثواها الأخير في عام السيسي
الأقباط في عام السيسي الأول .. 7مكاسب وقتية و3 خسائر استراتيجية
السيسي في عامه الأول .. اتهامات بالفشل ودعوات لانتخابات مبكرة
الداخلية في عام السيسي “الشعب في خدمة الشرطة”
مستقبل السلمية في مصر بعد عام من حكم السيسي
لماذا بحث الكونجرس مصير مصر بعد عامين من مرسى لا عام السيسي؟
هل عانقت المؤسسات الإسلامية حكم البيادة في عام السيسي الأول؟
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …
