‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير أسرار إجبار النيابة على التحقيق في تصفية الشرطة لـ”عطيتو”
أخبار وتقارير - مايو 25, 2015

أسرار إجبار النيابة على التحقيق في تصفية الشرطة لـ”عطيتو”

نجحت الضغوط الطلابية، فى إجبار النيابة ووزارة الداخلية على فتح تحقيقات موسعة فى حادث اختطاف وقتل زميلهم إسلام صلاح الدين عطيتو الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة على يد عناصر قوات الأمن.

وبعد أن أوشك الموضوع على الانتهاء بالإعلان عن قتل الطالب؛ نتيجة مواجهته قوات الشرطة فى أحد الدروب الصحراوية، تسبب البيان الذى أصدره اتحاد طلاب كليته فى إثارة القضية مجددا، إضافة إلى تقدم أحد أساتذة الكلية بأوراق امتحانه فى المادة التى قتل بعد أدائها بيوم واحد، وساهمت – أيضا – أقوال عميد الكلية ونائب رئيس الجامعة التى أكدت جميعا أن إسلام حضر الامتحان، وأنه اختفى بعدها .

وأسفرت تلك الضغوط عن خلخلة إصرار الشرطة على رواية قتل الطالب، واستدعاء نيابة شرق القاهرة الكلية، الضباط المشاركين فى المأمورية التى قتل خلالها إسلام صلاح الدين، كما استدعت النيابة عددا من زملاء الطالب فى الجامعة لسماع أقوالهم، واستعجلت تقرير المعمل الجنائى حول فحص السلاح الذى عثر عليه بحوزة الطالب القتيل، ومقارنته بفوارغ الطلقات التى قتل بها العميد وائل طاحون ومجنده، وضمت بيان وزارة الداخلية الذى أفاد بمقتل الطالب فى مواجهة مع الأمن إلى التحقيقات.

تصعيد طلابى غير مسبوق

وكان اتحاد طلاب عين شمس قد تقدم باستقالته؛ احتجاجا على مقتل إسلام عطيتو، فى الوقت الذى أصدرت فيه الحركة الطلابية بالجامعة بيانا مشتركا طالبوا خلاله إدارة الجامعة والأجهزة الأمنية بفتح تحقيقات موسعة بشأن اختطاف ومقتل زميلهم الطالب “إسلام عطيتو” على يد عناصر الداخلية.

ووقع على البيان عدد من الحركات الطلابية المختلفة منها “حركة طلاب ضد الانقلاب، وطلاب مصر القوية، وطلاب 6 إبريل، والطلاب الاشتراكيون الثوريون”، فيما سادت حالة واسعة من الغضب بين صفوف الطلاب بالكلية وسط تهديد بالإضراب عن الامتحانات والتصعيد بأكبر صورة ممكنة، إذا لم يتم التحقيق فى حادث مقتل زميلهم ومحاسبة المسئول عن قتله، مؤكدين أن زميلهم الطالب حضر معهم الامتحانات داخل لجنة رقم (260أ) الدفعة الرابعة قسم كهرباء قوى، قبل ساعات من إعلان مقتله على يد الداخلية.

فحص كاميرات الكلية

وأكدت مصادر صحفية، أن النيابة العامة انتقلت، اليوم، إلى الجامعة، واستمعت إلى أقوال عميد كلية الهندسة ومديرها العام والوكيل وموظف بإدارة الامتحانات وأفراد الأمن، وكشفت أقوال العاملين أن الطالب حضر الامتحان، الثلاثاء الماضى، قبل مقتله وفحصت النيابة نسخة من تفريغ الكاميرات الخاصة بالجامعة لآخر يوم تواجد فيه الطالب بالجامعة، وتبين خروجه مع زملائه من باب الكلية.

من جانبه، قال الدكتور محمد الطوخى، نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب، إن الامتحانات منتظمة بكلية الهندسة، وإن النيابة حصلت على نسخة من ورقة إجابة الطالب الخاصة بآخر امتحان له بمادة «الإنسانيات»، ونسخة من تفريغ كاميرات المراقبة الخاصة ببوابات الجامعة، مشيرا إلى أن الجامعة غير مسئولة عن الطلاب بعد خروجهم من الحرم الجامعى.

وعلق الطوخى على منع صلاة الغائب بمقر الكلية بقوله: «الامتحانات لها قدسية، ومن غير المقبول استغلال الصلاة للتظاهر والشوشرة على الطلاب الممتحنين، والصلاة يمكن أن تؤدى فى أى مكان».

وكيل الكلية يدين الداخلية

من جهة أخرى قال الدكتور محمد وهبة، وكيل الكلية، إنه قبل بدء الامتحان حضر إلى «إسلام» شخص مجهول وطلب منه الحضور لمكتب شئون الطلبة، لكن «إسلام» لم يذهب إلى المكتب، وحضر الامتحان، ثم خرج من الكلية فى الحادية عشرة والنصف بمفرده وبمنتهى الأمان، على حد قوله.

وتابع «وهبة» إن «إسلام» اتجه ناحية اليمين من الباب الرئيسى، وخرج بعيدا عن كادر كاميرا المراقبة، وبعد مرور نصف دقيقة عاد فى الاتجاه المعاكس، وتبين أن شخصين يسيران وراءه بسرعة، ثم خرج مجددا من الكادر.

وأضاف: «فيه واحد من اللى كانوا وراه بدأ يجرى، بعد كده كله خرج من كادر الكاميرا، ومفيش حاجة تانى ظهرت»، وأكد أنه سلّم نسخة من تسجيلات كاميرا المراقبة إلى النيابة العامة، وتسلم إيصالاً بها، وجاهز للإدلاء بشهادته.

زميل الشهيد يروى الفاصيل

فى السياق ذاته، نشر الطالب إسلام أبو المعارف شهادة مفصلة عما شاهده فى لجنة الامتحان أثناء اختطاف صديقه “إسلام صلاح عطيتو”.

وكتب، عبر صفحته على موقع “فيس بوك”: “دى شهادتى مفصلة بكل اللى شوفته فى لجنة الامتحان اللى قتل بعدها إسلام صلاح الدين عطيتو، كنا قاعدين فى اللجنة وفى الساعة 10:40 كان الدكتور المراقب مشغول مع الطلبة علشان يوضح لهم مشكلة معينة فى الامتحان، فى نفس الوقت دخل اثنان من باب اللجنة وبدؤوا يشوفوا الأسماء على كل ديسك، وكان ماشى معاهم الراجل اللى بيسلم لنا ورق الإجابة لكل امتحان”.

وأضاف قائلا: “لحد ما وصلوا للمكان اللى قاعد فيه إسلام صلاح وسألوه: أنت إسلام صلاح؟ رد أيوة أنا.. قالوا له (طب ابقى عدى علينا بعد الامتحان فى شئون الطلبة علشان ناخد صورة من البطاقة بتاعتك علشان ناقصة فى الورق بتاعك)”.

وتابع قائلا: “أنا اتعاملت مع شئون الطلبة، والاتنين دول مش منهم، بعدها خرجوا من اللجنة، وكملنا الوقت الباقى من الامتحان وهو كان تلت ساعة، ولإن إسلام مالهوش اختلاط جامد بالدفعة، فهو خلص الامتحان وخرج وكان فيه عدد كبير من الدفعة داخل اللجنة، ودى كانت آخر مرة شوفناه فيها”.

حوادث مكررة

وبحسب المحامى والحقوقى محمد أبو هريرة، فإن حوادث اختطاف المواطنين على يد الداخلية وإعلان قتلهم بعد ذلك تكررت بشكل غير مسبوق فى الآونة الأخيرة، مؤكدا أن قوات الأمن قامت باختطاف إسلام عقب خروجه من الامتحان، وقامت بتصفيته جسديا دون أدنى تحقيقات أو محاكمة، وبشكل يتنافى مع كل الأعراف والدساتير والقيم والأخلاق.

وقال أبو هريرة، عبر صحفته بموقع “فيس بوك”: “الطالب إسلام صلاح تم اعتقاله من لجنة الامتحان بهندسة عين شمس، وتم تصفيته، وطلعوا رواية إنه متهم فى قتل العقيد وائل طاحونة، رئيس مباحث المطرية، وأنه تبادل إطلاق النار معهم فتم قتله”.

وتابع أبو هريرة: “إسلام تم اعتقاله من لجنة الامتحان بشهادة الشهود، الدولة تمارس الإرهاب والقتل والتصفية”.

وكانت منظمة “هيومن رايتس مونيتور” نددت- فى بيان سابق لها- بما تنتهجه السلطات المصرية من استهدافٍ للمعارضين، إما بالتصفية الجسدية المباشرة والقتل خارج إطار القانون الممارس من قبل رجال الشرطة المصرية، أو بأحكام القضاء المسيسة بالإعدام التى تصدر بحق المعارضين، ليؤكد أن هذا ما تنتويه السلطات المصرية من إهدار الحق فى الحياة لمعارضيها بكافة الصور غير القانونية، أو الأخرى التى تلبس ثوب القانون فى استمرار للنهج القمعي، خاصةً مع تعيين وزير جديد لوزارة الداخلية المصرية، والذى بدأ عهده بتنفيذ أحكام إعدام غير نزيهة، وقتل للمعارضين داخل منازلهم عن طريق الاستهداف المباشر بالقتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …