‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “الفلاحجى” الضحية الـ14 للإهمال خلال شهر.. من وراء تصفية نواب الشعب؟
أخبار وتقارير - مايو 25, 2015

“الفلاحجى” الضحية الـ14 للإهمال خلال شهر.. من وراء تصفية نواب الشعب؟

بعد أقل من أسبوعين على وفاة البرلماني الإخواني د. فريد إسماعيل، تشهد السجون المصرية ارتقاء ضحية جديدة من ضحايا الإهمال الطبي بحق المعتقلين، وخاصة قيادات جماعة الإخوان المسلمين، حيث توفي الدكتور محمد الفلاحجي، عضو مجلس الشعب السابق، اليوم الإثنين، بدمياط داخل سجن جمصة، وذلك بعد تعرضه لغيبوبة كبدية داخل السجن، وهو نفس سبب وفاة الأول.

وقالت زوجة “الفلاحجي”: إن إدارة سجن جمصة بالدقهلية تركته في غيبوبة كبدية حتى مات، مشيرة إلى أنه يعاني منذ 3 أشهر في سجن جمصة أشد المعاناة، حيث لم يقدموا له العلاج اللازم.

وأضافت، خلال مداخلة هاتفية على قناة “الثورة” الفضائية، أن “إدارة السجن لم ترحم مرضه، وكانوا ينقلونه من سجن جمصة إلى المستشفى ثم يعود مرة أخرى للسجن كما هو، دون أن يعالجوه أو يقدموا له أي دواء، وحدث ذلك أكثر من مرة”.23

وكشفت زوجة البرلماني الشهيد أن الداخلية كانت تعطي أوامرها للمستشفيات بعدم علاجه، وذلك رغم تنقله إلى العديد من المستشفيات، مضيفة أن “يوم الثلاثاء الماضي، نقلوا زوجي إلى المستشفى التخصصي في دمياط، وذهبت إليه فعلمت أنه في العناية المركزة في المستشفى التخصصي، ثم خرج زوجي بعد ساعة فقط من العناية المركزة “شبه بني آدم”.

وتابعت: “سمحوا لنا أن نجلس معه ربع ساعة، وعلمت أنهم أعدوا تقريرا في المستشفى التخصصي، أنه لا بد من حجزه في العناية المركزة بمعهد كبد متخصص، وبعد ذلك أعادوا زوجي إلى سجن جمصة”.

وأكدت أن السجن رفض استقبال الفلاحجي بعد رؤية تقرير طبي يحذر من خطورة وضعه الصحي، موضحة أن الداخلية قامت بنقله- بعد رفض السجن استقباله- إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة، والتي رفضت استقباله، ثم نقلوه إلى 3 مستشفيات أخرى خلال يوم واحد، وجميعها رفضت استقباله بأوامر أمنية، حتى انتهى به المطاف إلى سجن جمصة مرة أخرى.

شاهد زوجة الفلاحجي تروي معاناة زوجها في السجن قبل وفاته:

 

وكان الفلاحجي، 58 عاما، قد اعتقل في 26 أغسطس 2013 من مقر عمله بمديرية التربية والتعليم في دمياط، حيث يشغل منصب مدير عام، ونُقل إثر ذلك إلى قسم ثاني دمياط القديمة، الذي قضى فيه يوما كاملا دون أن توجه له تهمة، ثم تم ترحيله في اليوم التالي إلى مقر قوات الأمن المركزي بدمياط، حيث احتجز قسريا أكثر من شهر في ظروف صحية وإنسانية صعبة.

وتعرض البرلماني السابق لتعذيب نفسي شديد طيلة 11 يوما، داخل سجن جمصة، ولفقت له تهمة تشكيل عصابة إجرامية، إلا أن الادعاء أسقط التهمة في 15 يناير 2014، وأمر بالإفراج عنه، لكن إدارة السجن امتنعت عن تنفيذ ذلك.

وأظهرت الفحوصات الطبية، في أبريل الماضي، أنه يعاني من حصى في كليته اليسرى، والتهاب في المرارة والكلية اليمنى، إلا أن إدارة السجن لم تصرف له أية أدوية.

اتهامات بتعمد القتل

ومن جانبه، اتهم حزب الحرية والعدالة السلطات المصرية بقتل الفلاحجي، 58 سنة، من خلال الإهمال الطبي المتعمد، حيث رفضوا نقله لمستشفى خارج السجن لتلقي العلاج، كما منعوا عنه دخول الأدوية اللازمة لإنقاذ حياته.

ويُعد الفلاحجي الضحية رقم 14 خلال شهر مايو الجاري، و265 منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 وحتى الآن، والذين لقوا مصرعهم داخل أماكن الاحتجاز لسوء الرعاية الصحية، وذلك بحسب تصريحات أحمد مفرح، مدير مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان.

وأضاف مفرح، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أنه بوفاة الفلاحجي ارتفعت أعداد القتلى بداخل أماكن الاحتجاز فى عهد السيسي إلى 135 حالة حتى الآن، كما ارتفع أعداد القتلى بداخل أماكن الاحتجاز في عهد مجدي عبد الغفار إلى 36 حالة، مشيرا إلى ارتفاع أعداد القتلى بداخل السجون في عهد اللواء حسن السوهاجي، مدير مصلحة السجون، إلى 10 حالات.

وقال: إن موت الفلاحجي هو حالة القتل الثانية التي يتم الكشف عنها بداخل سجن جمصة العمومي، الذي يقبع فيه قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، وقد سبقه وفاة وليد علي طغيان، الشهر الماضي.

وأوضح أن مؤسسة الكرامة أطلقت نداءً عاجلًا، في 1 مايو، إلى المقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب وغيره، بشأن استمرار اعتقال محمد الفلاحجي وتعرضه- بسبب مواقفه السياسية- للتعذيب وسوء المعاملة وحرمانه من العلاج، رغم معاناته من أمراض مختلفة، لدرجة أن حياته أصبحت في خطر.

وكان عدد من قيادات جماعة الإخوان المعتقلين اشتكوا من سوء الأوضاع داخل السجون، وتعرضهم للتعذيب الجسدي، وكان آخرهم عضو مجلس الشعب السابق محمد البلتاجي، الذي قال خلال جلسة محاكمته، الأسبوع الماضي: إن إدارة السجن تطلق عليه كلابا بوليسية.

كما قضى عدد من المعتقلين نحبهم بسبب الإهمال الطبي، كان آخرهم عضو مجلس الشعب فريد إسماعيل، ومن قبله د. طارق الغندور وهو طبيب مصري وأستاذ أمراض جلدية وتناسلية في كلية الطب جامعة عين شمس، ومدير المستشفى الميداني في رابعة والتحرير، والذين توفوا بنفس المرض.

قتلوا “الفلاحجي”

ودشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “هاشتاج” بعنوان “قتلوا الفلاحجي”، حيث اتهموا السلطات المصرية بتعمد تصفية قيادات جماعة الإخوان المسلمين، من خلال منع العلاج عنهم، وسط تردي أوضاعهم الصحية بسبب سوء أماكن الاحتجاز.

ومن جانبه أعرب محمد سيف الدولة، الباحث فى الشأن القومي العربي، عن استيائه بعد وفاة محمد الفلاحجي داخل سجن جمصة.

وقال سيف الدولة، فى تغريدة بموقع التدوين المصغر “تويتر”: “طيب على الأقل، أعطونا مهلة للحزن والتقاط الأنفاس؛ أسبوع على الأقل بين كل ضحية وأخرى. لكن كده كثير، فريد إسماعيل، إسلام عطيتو، محمد الفلاحجى”.

وقالت صاحبة حساب “عيلة إخوانية مشاكسة”: “نائبان شرعيان عن الشعب جمعهما حب الوطن وخدمته، اختلفت أماكن الاعتقال وتوحدت سبل الموت بالإهمال الطبي”، وذلك في إشارة إلى د. فريد إسماعيل ومحمد الفلاحجي.

وأضاف محمد سالم “قتلوا الفلاحجي وقبله آخر وقبلهم مجموعة وغدا أكبر… العسكر أصبحوا مسعورين أكثر من ذي قبل.. لعنة أهالي الشهداء ستطاردكم حتى يزهق الباطل”.

وعبرت Nebraas عن غضبها قائلة: “لعنة الله على مبارك والسيسي، يقتلون الناس كأنهم يقتلون صراصير، هل دم المسلم أصبح أرخص من دم النعاج”.

ووجه BasselElSafty رسالة إلى السلطات الحالية قائلا: “ستحاسبون.. لا تظنوا أنفسكم متركين، يوما ما سترد المظالم، إن الله يمهل ولا يهمل!”.

وعلق Omar EL-farouk على مقتل الفلاحجي مستشهدًا ببيت شعر، حيث قال: “ومواكب الشهداء لا تمضي سدى.. إن الذي يمضي هو الطغيان”، وأضاف: “القاتل واحد.. والقِتْلة واحدة.. ويبقى بينا وبينهم يوم القصاص لن نخلفه نحن ولا هم”!.

اقرأ أيضا

وفاة فريد إسماعيل.. إهمال طبي أم اغتيال؟

5000 معتقل ينتظرون الموت فى سجون مصر

سر “الدورة الدموية” التي تقتل المعتقلين بإشراف الشرطة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …