سر زيادة “الافتكاسات” ضد الدين فى الإعلام المصري

أثارت موجة الهجوم الحادة والمستمرة على العديد من ثوابت الدين الإسلامى من قبل سياسين وإعلاميين وكتاب وصحفيين خلال عام السيسى الأول فى السلطة، موجة من التساؤلات والجدل حول أسباب ودوافع هذا الهجوم الضارى على ثوابت الدين الإسلامي؛ وهل يقصد من هذا الهجوم مواجهة أفكار جماعة الإخوان المسلمين وباقى التيارات الإسلامية كما يدعى المهاجمون أم أن الدين الإسلامى نفسه هو المقصود من هذا الهجوم؟.

وبحسب مراقبين، فإن أول من يتحمل مسئولية تلك الموجة الشرسة من الهجوم على العديد من ثوابت الدين الإسلامي، هو عبد الفتاح السيسى نفسه، والذى دعا خلال الاحتفال بميلاد النبى – صلى الله عليه وسلم – العام الماضي، إلى ما وصفه بـ “الثورة الدينية” على الأفكار المقدسة، وهو ما فتح الباب بشكل واضح لانتقاد ثوابت الدين الإسلامى تحت دعاوى التنوير وتجديد الخطاب الديني.

وتنوعت الأسماء التى ظهرت عقب انقلاب 3 يوليو وعرفت بهجومها الشديد على ثوابت الدين الإسلامى وتلقى حفاوة بالغة من قبل وسائل الإعلام المصرية، فى حين يضيق على رموز وعلماء الأزهر الشريف خاصة الذين لا يدينون بالولاء للحكومة الحالية فى مصر.

ومن بين تلك الأسماء برز “الصحفى إبراهيم عيسى، وإسلام بحيري، ومحمد عبد الله المعروف باسم “الشيخ ميزو”، والمخرجة إيناس الدغيدي، والكاتب خالد منتصر، … ” وغيرهم من أسماء كثيرة ظهرت وبقوة على الساحة فى مصر، منذ إعلان السسيسى عن ثورته الدينية.

الصيام مضر وماء زمزم خطر!!

أحدث هذا الهجوم ما قاله خالد منتصر، الطبيب والكاتب المعروف بتوجهه العلماني؛ حيث هاجم خلال إحدى ندواته الخاصة “فريضة الصيام فى رمضان” وهى الركن الرابع من أركان الإسلام؛ حيث شكك منتصر فى الآراء العلمية والشرعية التى تؤكد أن للصيام فوائد صحية على صحة الإنسان.

وقال منتصر خلال مقطع الفيديو الذى تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى “الصيام غير مفيد لصحة الإنسان كما يروج البعض خلال البرامج فى شهر رمضان، والدليل أن الامتناع لمدة 18 ساعة عن شرب المياه من الطبيعى أن يؤثر على الكلى، لكن فى رمضان كل البرامج تتحدث عن فائدة الصوم.. قائلا: تجد الحلقة ساعة تتحدث عن فائدة الصوم للكبد والقولون، ولكن تجد العكس تماما.. ولو أنه مفيد ليه مبتصموش 365 يوما فى السنة طالما لقيتوا كل الطب موجود فى الصوم”.

كما هاجم منتصر من يتحدث عن فوائد وأهمية “مياه زمزم”؛ حيث قال منتصر: “هناك بحوث أثبتت أن ماء زمزم يحتوى على معادن سامة ضارة بالكلى، ومن يتحدث عن أنها تقى من الأمراض فلماذا لم يشف من يشربونها بشكل دائم ومستمر”.

يذكر أن الفيديو المتداول عليه شعار “الأقباط متحدون” وهو ما قد يشير إلى أن الندوة التى كان يتحدث فيها “منتصر” تنظمها أحد المؤسسات القبطية.

شاهد الفيديو:

الدغيدي: حلمت بربنا وقولته أنا مش مقتنعة بكلام الأنبياء

المخرجة إيناس الدغيدى هى الأخرى أحد أبرز الذين يثيرون الجدل الواسع؛ بسبب تصريحاتها المثيرة، وجرأتها الشديدة على ثوابت الدين،

وبحسب أحدث تصريحاتها المثيرة، زعمت الدغيدى “أنها حلمت بمناجاة ربها خلال نومها، وقالت له: إنها لا تستطيع تصديق حديث الأنبياء؛ نظرا لأن عقلها لم يتمكن من استيعاب ما يقولون، مشيرة إلى أنها شعرت بانصهار روحها مع السماء وأن روحها تسير أمامها”.

وأضافت قائلة: “أنا حلمت “حلم” أنى كلمت ربنا فى مكان فاضى ممكن يكون بحر، وأنا عومت وتعبت شوية ومكنش فى حاجة حوليا وقلت يا ربى فيه حاجات من اللى بيقولوها الأنبياء مش مقتنعة بيها”.

وحول بيوت الدعارة، قالت: “إن ترخيصها يصب فى صالح المجتمع والشباب، كما أنها تقلل من غريزة الشباب على الرغم من وجود قيود دينية بالإضافة إلى العادات والتقاليد، لكن أنا شايفة إنها فى صالح المجتمع”.

شاهد الفيديو:

الحكومة تنتصر للملحدين على الأزهر

وكانت الحكومة، قد قامت بتصرف مثير للجدل، الأسبوع الماضى؛ حيث أعلنت حكومة إبراهيم محلب رفضها وقف برنامج “مع إسلام”، الذى يقدمه “إسلام بحيري” على قناة “القاهرة والناس”، واعتاد خلاله الهجوم على الثوابت الإسلامية، وتكذيبه لصحيح البخاري، إضافة إلى سبه لأئمة الفقة الأربعة.

وبشكل مفاجئ، طالبت حكومة السيسي، اليوم، هيئة قضايا الدولة، بالنيابة عن رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، ووزير الاستثمار أشرف سالمان بصفته القانونية، فى مذكرة مقدمة لمحكمة القضاء الإداري، بعدم قبول الدعوى المقامة من شيخ الأزهر أحمد الطيب، لوقف برنامج إسلام بحيري، وحظر نشر حلقاته ومنعه من الظهور الإعلامي؛ وذلك لرفعها من غير ذى صفة.

وما يدعو لمزيد من الاستغراب والجدل أن تمسك الحكومة ببرنامج “إسلام بحيري”، ودفاعها عنه جاء فى الوقت الذى أعلنت فيه قناة “القاهرة والناس” ذاتها إغلاق البرنامج ووقفه نهائيا؛ إعلاء للمصلحة الوطنية واحتراما لفصيل كبير من الشعب المصرى، واستجابة للإمام الأكبر للأزهر الشريف فى تحكيم العقل، عندما يتناول الإعلام مسائل الدين، وذلك بحسب بيان القناة.

ثورة السيسى ضد الإسلام أم الإخوان؟

وتثير النماذج المشككة فى ثوابت الدين الإسلامي، تساؤلات عن أسباب تصاعد هجومها على كل ما هو إسلامي، منذ دعوة المشير السيسى فى أحد خطاباته السابقة علماء الأزهر والمفكرين والمثقفين للقيام بثورة دينية على بعض النصوص والأفكار المقدسة على مدار مئات السنوات، وهو ما اعتبرها البعض إيذانا بالهجوم على الإسلام وليس على الإخوان، كما يدعى المهاجمون.

ويتخوف مراقبون من أن يكون هذا الهجوم على ثوابت الدين – بالإضافة إلى دعاوى العرى وخلع الحجاب، وتقنين المخدرات وإباحة ممارسة الزنا دون زواج، وحرق الكتب الإسلامية، وحذف المناهج الإسلامية – تستهدف منها علمنة المجتمع المصري، ونشر ثقافة الانحلال بين أفراده، خاصةً أن تلك الدعاوى الشاذة تتزامن مع حملة شرسة تشنها وسائل إعلام وشخصيات عامة على ثوابت الدين الإسلامى، تحت ذريعة التنوير ومواجهة الفكر المتطرف، وفى إطار الثورة الدينية التى دعا لها عبد الفتاح السيسى ومؤسسات إعلامية فى مصر، أمام جمع من علماء الأزهر خلال إلقاء كلمته أثناء الاحتفال بالمولد النبوى العام الماضي.