الأقباط في عام السيسي الأول .. 7مكاسب وقتية و3 خسائر استراتيجية
مع اقتراب العام الأول من وجود عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، عقب انتخابات رئاسية شارك فيها الأقباط بكثافة، اكتشف الجميع أن الأقباط هم الأكثر استفادة من وجود السيسي في هذا المكان؛ حيث أتاح لهم العديد من المميزات التي لم يتمكنوا من الحصول عليها خلال عشرات السنين.
واعتبر متابعون أن مميزات الأقباط كانت ثمنا لمواقفهم المؤيدة للسيسي على طول الخط، ومشاركتهم بكثافة كبيرة في كافة الفعاليات التي تمت لدعم السيسي بشكل مباشر أو غير مباشر.
وبالرغم من تعدد الاستفادات والامتيازات التي حصل عليها الأقباط خلال العام الأول للسيسي، إلا أن نشطاء ومراقبين أكدوا أنهم خسروا مطالبهم المتعلقة بالمواطنة، وعدم التعامل معهم كأقلية – التي شكلت أبرز مكسب لهم بعد ثورة يناير – وعادوا في ظل حكم السيسي للتعامل معهم كأقلية لها “كوتة” في المناصب، ولهم موقف سياسي من القضايا المختلفة كأنهم حزب سياسي مسيحي، لا مواطنون في الدولة المصرية؛ مما يهدد كل الأقباط بخسائر سياسية، وتحمل خسائر أخرى لو سقط انقلاب السيسي.
كما خسر الأقباط بعد الانقلاب العسكري، اللحمة الوطنية والوحدة التامة التي حدثت بينهم وبين المسلمين، عقب ثورة يناير، وظهرت بوادرها بشكل واضح داخل ميدان التحرير في الـ 18 يوما الأولى للثورة”.
وكانت ثورة يناير، قد كسرت بشكل واضح الحواجز بين الأقباط والمسلمين والتي كان يحرص نظام مبارك على زرعها بينهم طوال فترة حكمة؛ ليظهر دائما أنه حامي الأقليات في مصر، إلا أن ثورة يناير أسقطت تلك الأسطورة، ثم سرعان ما عاد الأقباط وتقوقعوا على أنفسهم من جديد بعد انقلاب 3 يوليو وهي خسارة يراها مراقبون أنها لا تعوض بثمن.
7 ثمار جناها الأقباط
وبحسب القمص مينا بطرس، المتحدث باسم الكنيسة القبطية بالأقصر، فإن الكنيسة القبطية لم يكن لها أي دور في التاريخ كما هو الآن في عهد المشير السيسي، مؤكدًا في تصريحات صحفية سابقة أنه لم يشعر بقيمته كقبطي مصري إلا في عهد السيسي.
وفي السطور التالية.. يرصد “وراء الأحداث” بعض المميزات التي جناها الأقباط خلال عام من حكم السيسي:
1- تخصيص الأراضي للكنائس
ففي 14 إبريل الماضي، أصدر السيسى قرارًا رقم 170 لعام 2015، بإعادة تخصيص قطعة أرض مساحتها 30 فدانًا، من الأراضى المملوكة للدولة، لصالح بطريركية الأقباط الأرثوذوكس، وهو ما نشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 30 من نفس الشهر.
وتقع الأرض التى قام السيسى بتخصيصها للكاتدرائية المرقسية في منطقة مثلث الأمل بالتجمع الخامس في القاهرة الجديدة؛ حيث يتجاوز سعر المتر بهذه المنطقة 10 آلاف جنيه، وفقا لعقاريِّين، ونظرا لأن الفدان الواحد يساوي 4200 جنيه، وجملة الأرض 30 فدانا، يصبح إجمالى سعر الأرض الممنوحة لكنسية واحدة كملحق إدارى لها مليارا و260 مليون جنيه.
ويعد هذا التخصيص مجرد قرار من سلسلة قرارات سابقة خاصة بترميم وتجديد وتوسيع العديد من الكنائس، فى 11 أكتوبر 2014؛ حيث افتتح رئيس الوزراء إبراهيم محلب، وممدوح الدماطي وزير الآثار حينها، كنيسة العذراء المعلقة بمنطقة مصر القديمة، بعد انتهاء عملية الترميم، وبرر وزير الآثار ذلك بأن كنيسة العذراء المعلقة تعتبر قيمة معمارية وفنية، ولها تراث معمارى فريد.
وفي 10 مارس الماضي، افتتح تواضروس الثاني كنيسة “الشهيد العظيم مارمينا العجائبي” بمنطقة مصر القديمة، بعد الانتهاء من عمليات الترميمات والتجديدات التي أجريت بها، وفي 30 مارس الماضي، افتتح لوكاس، أسقف أبنوب والفتح والسيوطي الجديدة، كنيسة ماريوحنا بأبنوب بمحافظة أسيوط، بعد الانتهاء من أعمال التجديدات والتطوير، وتوجه لوكاس بشكر رسمي لعبد الفتاح السيسي وقيادة الجيش والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والهيئة التي تولت عمليات التطوير والتحديث للكنيسة.
وفي 22 إبريل الماضى أعلن د. غريب سنبل-رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم بوزارة الآثار- أن الإدارة انتهت من الدراسات الخاصة بكنيسة “دير طموه” بمحافظة الجيزة؛ لإتمام عملية ترميم الأيقونات والأعمال الخشبية داخل الكنيسة .
كما شارك جلال السعيد، محافظ القاهرة، بعد ذلك بيومين فقط، حفل افتتاح التجديد الكامل لدير مارجرجس، وملحق إضافي للكاتدرائية المرقسية البطريركي بمصر القديمة، كما شارك في الافتتاح بعض الوزراء ورجال الدولة، بحضور تواضروس الثاني، بطريرك الإسكندرية.
2- زيارة السيسي للكنيسة
وقام عبد الفتاح السيسي بزيارة الكنيسة الأرثوذكسية يوم احتفالاتها بعيد الميلاد؛ حيث قام البابا تواضروس الثاني بقطع الصلوات والترانيم الخاصة باحتفالات أعياد “قداس الميلاد”، لاستقبال السيسي، وذلك لأول مرة في تاريخ الكنيسة المصرية، وبالمخالفة لكل الأعراف والتقاليد المسيحية والكنسية.
ودفعت زيارة السيسي للكنيسة رجال الدين المسيحي إلى رد الجميل له، فقد ذهب “مكاري يونان” الراعي بالكنيسة الأرثوذكسية إلى أبعد من ذلك حينما قال: “إن عبد الفتاح السيسي “مرسل من السماء”، وأنه ذُكر في الإنجيل في نبوءة في سفر أشعيا “أُرسل لمصر حاميًا ومخلصًا”، مشيرًا إلى أن هذا الكلام ينطبق على السيسي.
3- الدور السياسي
وازداد دور الكنيسة السياسي منذ أول يوم ظهر فيه البابا تواضرس، أثناء إلقاء السيسي بيان الانقلاب على مرسي، ثم توسع الدور السياسي حتى باتت أغلب تصريحات تواضرس سياسية بامتياز.
ومن أبرز تصريحات تواضروس السياسية، أنه حدد، في تصريحات صحفية خلال حواره مع صحيفة “الموندو” الإسبانية، ما أسماه بـ “شروط عودة الإخوان للحياة السياسية”، والتي من بينها نبذ العنف والاعتذار عن الضرر للمصريين.
كما أعلن تواضروس الثاني، عن تأييده الإفراج عن الرئيس المخلوع حسني مبارك، بعد قضائه 4 أعوام في السجن؛ بسبب عمره وحسن ما فعله خلال فترة ولايته، حسب قوله.
وأضاف، أن السنوات الأخيرة لمبارك ونظام مرسي كانت مظلمة؛ بسبب قضايا الفساد، مؤكدا أن مصر ستتغير للأفضل خلال الـ3 أعوام المقبلة.
4- توسع المشاريع الكنسية
توسعت المشاريع الكنسية على حساب حظر المنظمات والجمعيات الإسلامية، بحجة تمويل جماعة الإخوان المسلمين، ففي ديسمبر الماضي، افتتح تواضروس “دار مار مينا” للضيافة بالإسماعيلية بحضور وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية ورئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية في مصر، سلطان أحمد الجابر، وذلك بعد قيام الإمارات بإعادة بناء ورفع كفاءة الدار وتأثيثها وتجهيزها وتزويدها بكافة المستلزمات، وبمواصفات تضمن توفير الإقامة وتقديم كل صور الرعاية الاجتماعية والتعليمية للأيتام، حتى التخرج في الجامعة.
وجاءت أعمال التطوير ضمن مجموعة من المشاريع التي خصصتها دولة الإمارات لدعم الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية في جمهورية مصر العربية، والتي تشمل- بالإضافة إلى دار مارمينا- إنشاء عيادات طبية ومدرسة ومركزا تراثيا، وبدأ العمل في المركز الطبي في أكتوبر 2014 ومن المتوقع انتهاء الأعمال في يونيو 2015، وتمت ترسية مشروع مركز التراث القبطي على المقاول، وجارٍ العمل بالمشروع المخطط الانتهاء منه في أغسطس 2015، وبدأ العمل في مدرسة أبو قرقاص بالمنيا ويتوقع إنجازها في مايو 2015.
5- حذف التاريخ الإسلامي مراعاة لمشاعرهم
أما وزارة التربية والتعليم، فقد قامت بحذف غزوات الرسول – عليه الصلاة والسلام – فضلا عن إلغاء باب الحروب الصليبية من منهج مادة التاريخ للمرحلة الثانوية، بدعوى أن الغزوات والحروب الصليبية تؤذي مشاعر الطلاب الأقباط الذين يدرسون بالشعبة الأدبية.
وردا على احتجاجات معلمي المادة على هذا التشويه، قال مصدر بقطاع الكتب بوزارة التعليم إن محب الرافعي طالب رؤساء تحرير الصحف الحكومية والخاصة التي لها مطابع؛ مثل صحيفة “الشروق” بالوقوف معهم في الحملات التي يشنها المتطرفون “حسب وصفه” لمقاومة خطته لتنقية المناهج من الوقائق التاريخية التي تحث على كراهية الآخر، مثل الحروب الصليبية.
6-امتيازات تشريعية
واستطاعت الكنيسة، الحصول على امتيازات تشريعية من خلال ممثليها في لجنة الخمسين المكلفة بوضع تعديلات دستور 2012؛ حيث ساهموا في إلغاء المادة 219 المفسرة لمبادئ الشريعة الإسلامية، وإقرار (المادة 235) التي تفرض على مجلس النواب في أول دور انعقاد له إصدار قانون لتنظيم بناء وترميم الكنائس، بما يكفل حرية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية.
أما المكسب الثاني فكان الحصول على تمييز إيجابي للمسيحيين في أول انتخابات لمجلس النواب مع فئات أخرى بنص (المادة 244)، وهو نص جرى حوله نقاش واسع في الجلسات الفرعية والعامة، وخرجت المسودة النهائية بدونه، لكن ممثلي الكنيسة أصروا على وضعه في الثواني الأخيرة.
وفي قانون الانتخابات البرلمانية الذي وضعته حكومة محلب، خصص المشرع لأقباط مصر 24 مقعدا من 420 مقعدا، أي حوالي 5% من مقاعد البرلمان.
7- موكب “تواضرس”
وتحول موكب البابا تواضرس الثاني إلى موكب رئيسي؛ حيث ضم 25 مركبة ما بين سيارات مدرعة وسيارات “بوكس” وأخرى ملاكى ودراجات نارية، ما دفع النشطاء وصفه بأنه مبالغ فيه، ويشبه موكب الرؤساء وليس رجال الدين.
اقرأ أيضا:
هل عانقت المؤسسات الإسلامية حكم البيادة في عام السيسي الأول؟
مستقبل السلمية في مصر بعد عام من حكم السيسي
4 أسباب وراء تشييع السياسة إلى مثواها الأخير في عام السيسي
الداخلية في عام السيسي “الشعب في خدمة الشرطة”
السيسي في عامه الأول .. اتهامات بالفشل ودعوات لانتخابات مبكرة
لماذا بحث الكونجرس مصير مصر بعد عامين من مرسى لا عام السيسي؟
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










