هل يصدق المفتي على إعدام من عينوه؟

اتجهت الأنظار عقب صدور قرار محكمة الجنايات بإحالة 124، على رأسهم الرئيس محمد مرسي وقيادات سياسية مصرية وناشطون فلسطينيون والعلامة الدكتور يوسف القرضاوي، إلى مبنى دار الإفتاء بمنطقة الدراسة؛ حيث تنتظر الأحكام التصديق من مفتي الجمهورية تمهيدا لإصدار الأحكام النهائية يوم 2 يونيو المقبل.

وتحدث نشطاء عن مفارقة غريبة في موقف المفتي الدكتور شوقي علام، حيث تضم لائحة المتهمين الرئيس محمد مرسي، الذي أصدر قرار تعيينه مفتيا للديار المصرية ، بعد موافقة هيئة كبار العلماء، بعضوية الدكتور يوسف القرضاوي. بمعنى أنه سيصدر حكما على أهم شخصين ساهما في تعيينه بهذا المنصب الرفيع .

ويرى مراقبون أن الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، هو من أكثر المفتين الذين صدقوا على أحكام بالإعدام في قضايا سياسية، حيث اطلع على أكثر من 865 قضية، أصدرت المحاكم المصرية خلالها أحكامًا بالإعدام منذ انقلاب 3 يوليو 2013، وذلك بحسب تقارير حقوقية محلية ودولية مثل العفو الدولية، منها 15 تم تأكيدها، ونفذ حكم واحد فقط.

وكان آخر هذه الأحكام الـ126 حكمًا في قضيتي “التخابر مع حماس والهروب من سجن وادي النطرون”، التي من المفترض أن يبدي فيهم “علام” الرأي الشرعي، بعد قرار إحالة أوراق المتهمين إليه، وأبرزهم: “الرئيس محمد مرسي، ومحمد بديع مرشد الإخوان، وخيرت الشاطر، وأحمد عبد العاطي، وسعد الكتاتني، ومحمد البلتاجي، ومحمود عزت، وصلاح عبد المقصود”.

ويأتي رأي المفتي غالبا بالتصديق على الإعدام، وذلك رغم أن التهم والقضايا التي يحاكمون فيها عليها شبهات كثيرة، وبها ثغرات وفجوات واسعة تطعن في نزاهتها، بحسب مراقبين وحقوقيين.

ويبدي مراقبون دهشتهم من المفتي الذي يمكن أن يقرر أن الدكتور يوسف القرضاوي مدان في قضية ليس طرفا فيها، ويبدي الرأي “الشرعي” في الحكم بإعدام العلامة الذي يعتبره قطاع كبير “أعلم أهل الأرض”، والذي أسس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يضم آلاف العلماء في كافة التخصصات الشرعية على مستوى العالم.

فتوى خاصة

وأكد مراقبون أن فتاوى د. علام “المفصلة” لصالح النظام الحالي – كما يرون- ساهمت في تشويه منصب المفتي العام، وذلك بعد عدد من الفتاوى التي أصدرها بمباركة سياسات عبد الفتاح السيسي .

وكان مفتي الجمهورية قد أصدر فتوى، في نوفمبر الماضي، أجاز فيها التهجير والقتل لأبناء سيناء، وترحيلهم من بيوتهم التي قضوا فيها أعمارهم ، بحجة أن درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة، وأن حماية الأمن القومي تستدعي ذلك.

كما أعلنت دار الإفتاء المصرية، في فبراير الماضي، تأييدها المطلق للحرب التي شنها عبد الفتاح السيسي على ليبيا تحت داوفع الحرب على الإرهاب.

ووصف الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، حرب السيسي ضد ما يصفه بالإرهاب، سواء في داخل مصر أو خارجها، بأنه “جهاد في سبيل الله”، مطالبًا جميع المصريين أن يدعموا القيادات السياسية والعسكرية فيما يتخذونه من قرارات للحرب على الإرهاب.

مطاردة وإهانة

وتسببت مواقف علام في ملاحقته قضائيا في عدد من الدول الأوروبية، حيث نصحته وزرارة الخارجية بعدم السفر لبريطانيا، في ديسمبر الماضي، خشية الملاحقات القضائية.

وكشفت مصادر دبلوماسية أن إبلاغ المفتي بإلغاء الزيارة، لحضور جلسة نقاش بشأن “الشباب المسلم والتطرف الإسلامي”، بناء على دعوة من حزب الاستقلال البريطاني اليميني، جاء قبل سفره مباشرة ودون توضيح أسباب رسمية، غير أن الإلغاء جاء عقب تظاهرات حاشدة معارضة لزيارة عبد الفتاح السيسي لإيطاليا وفرنسا، وأعقبت قرار محكمة بريطانية بمنع الحصانة عن أعضاء الحكومة المصرية والمسئولين عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وفي إبريل الماضي، تعرض مفتي الجمهورية لعدة مواقف محرجة، خلال الجولة التي قام بها في عدد من العواصم الأوروبية، من بينها هولندا وفرنسا، حيث هاجمه بعض أعضاء الجاليات المصرية المقيمة في العاصمة الهولندية “أمستردام”، متهمين إياه بالمشاركة في دماء المصريين التي أسيلت في مصر منذ انقلاب الثالث من يوليو 2013 وحتى اليوم.

ويظهر بالفيديو علام وهو يفر من أمام امرأة مصرية، وهي تهاجمه وتدعو عليه وتسبه بعدد من الشتائم؛ لتأييده قتل المصريين، بحسب وصفها.

شاهد إهانة مفتي الجمهورية من امرأة مصرية واتهامه بتأييد مقتل المصريين:

ويرتبط الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية التاسع عشر ، بعلاقة قوية مع المفتي السابق علي جمعة، والذين تتصاعد ضدهما دائما الانتقادات بشكل حاد؛ بموجب صمت كل منهما على الانتهاكات التي تعرض لها المصريون عقب 3 يوليو 2013، وسط اتهامات لشوقي علام بالسير على نهج سلفه علي جمعة، الذي يُعتقد أنه ضمن قائمة المتهمين دوليا بالتحريض على جرائم ضد الإنسانية؛ بإصداره فتاوى تبيح قتل المصريين المعارضين للنظام.

مرسي.. أول رئيس مصري 9 مرات

سياسيون: السيسي ونظامه هو الخاسر من الحكم على مرسي والإخوان

5 فيديوهات تنسف قضية وادي النطرون

هل تسلم القاضي أسماء المحكوم بإعدامهم دون أن يعرف شيئًا عنها؟

أردوغان ونشطاء للغرب: هتتفرجوا على إعدام مرسي وتمدوا السيسي بمزيد من السلاح؟