‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير وفاة فريد إسماعيل.. إهمال طبي أم اغتيال؟
أخبار وتقارير - مايو 14, 2015

وفاة فريد إسماعيل.. إهمال طبي أم اغتيال؟

أثارت وفاة الدكتور فريد إسماعيل القيادي بجماعة الإخوان المسلمين والبرلماني السابق غضب السياسيين والنشطاء، الذين اتهموا وزارة الداخلية بالقتل العمد له، وذلك بعد منع دخول الدواء له أو نقله إلى مستشفى مجهز لإنقاذ حياته.

ورغم بيان وزارة الداخلية الذي أكد وفاة د. إسماعيل بعد إصابته بغيبوبة كبدية، فإن زوجته أكدت أن حالته الصحية كانت جيدة جدًّا، حيث تناول 24 حقنة من عقار “الإنترفيرون” المعالج لفيروس “سي”، وهو ما يعني تحسن حالته الصحية.

وقالت زوجة القيادي الإخواني – في مداخلة هاتفية عبر قناة “مكملين” الفضائية -: “كان شبه طبيعي.. مكانش بيعاني من أي حاجة إطلاقًا.. احنا نفسنا نفهم.. يفهمونا عملوا ايه في د. فريد.. فمه بقى فيه فطريات من قلة السوائل التي من المفترض أن يتناولها”.

وأضافت: “شفنا د. فريد من شهر في الزقازيق أثناء عرضه في قضية هنا في الزقازيق.. وسأله أحد أبنائه: “انت عندك تليف في الكبد يا بابا”، رد عليه: “لا يا حبيبي معنديش تليف في الكبد خالص أنا حالتي 100%”.

وأكدت أنه أجرى أشعة في مستشفى القصر العيني خلال فترة مكثه فيها الأيام القليلة الماضية، والتي كشفت أنها الكبد سليم وأنه لم يعان من أية أمراض سوى الجفاف، متسائلة عن سبب التدهور السريع لصحته خلال الفترة الأخيرة.

 

شاهد زوجة فريد اسماعيل تكشف تفاصيل الحالة الصحية له قبل وفاته:

وكان محمد فريد قد أكد في مداخلة له مع قناة “مصر الآن” الفضائية أن والده دخل في غيبوبة كبدية منذ عدة أيام، وتم نقله لمستشفى السجن بطره، وازدادت حالته الصحية تدهورًا؛ نظرًا لانعدام الرعاية الصحية داخل السجن.

وأضاف محمد أن سلطات الانقلاب قامت في وقت سابق بنقل والده وهو في غيبوبة من سجن العقرب إلى السجن العمومي بالزقازيق لحضور جلسه اليوم بمحكمة الجنايات ببلبيس، ولم يتمكن من الحضور لتدهور حالته الصحية، وتم نقله لمستشفى السجن العمومي بالزقازيق.

وأكد أنهم زاروه يوم الأحد الماضي بمستشفى سجن الزقازيق، وكان في غيبوبة شبه كاملة، وكان التشخيص إصابته بجلطة في المخ وغيبوبة كبدية، ولا يوجد تشخيص أو تحاليل وأشعة لحالته لعدم توافرها في مستشفى السجن، وأنه مع هذا تم رفض طلبنا نقله لمستشفى مدني مجهز طبيًّا لأنه يحتاج لمعامل أشعة مقطعية وتحاليل لا تتوافر في مستشفى السجن.

 

شاهد نجل فريد إسماعيل يحكي تفاصيل مرض والده قبل وفاته:

تضارب تصريحات الداخلية

ومن ناحية أخرى ظهرت التصريحات الصحفية لوزارة الداخلية بشأن وفاة د. إسماعيل متضاربة؛ حيث نشرت صحيفة “اليوم السابع” خبرًا، في الساعة 08:27 من مساء أمس الأربعاء، عن وفاته داخل سجن العقرب، وبعد ساعة واحدة، عادت الصحيفة ذاتها لتنشر خبرًا آخر نقلت خلاله تصريحات لمصدر أمني أكد فيها أنه توفي داخل مستشفى المنيل الجامعي بغيبوبة كبدية، بينما قالت صحيفة “المصري اليوم” إن إسماعيل توفي داخل مستشفى القصر العيني بعد تدهور حالته الصحية.

وأوضح مراقبون أن تخبط الداخلية ووسائل الإعلام المؤيدة لنظام الحالي حول حقيقة وفاة القيادي الإخوان إنما هي دلالة واضحة على تورط الداخلية في مقتله عبر الإهمال الطبي.

حالات مماثلة

ولم يكن د. إسماعيل حالة الوفاة الأولى التي تشهدها السجون المصرية نتيجة الإهمال الطبي، حيث سجلت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان وفاة 95 معتقلاً في زنازين أقسام الشرطة خلال العام الماضي، بزيادة 40% عن العام الذي يسبقه، وذلك في تقرير لها صدر في يناير الماضي بعنوان “مصر.. موجة من الوفيات داخل السجون”.

وقالت المنظمة إن المعتقلين يتعرضون للضرب حتي الموت في زنازين الشرطة والسجون المكتظة بشدة، بخلاف حالات وفاة أخرى لمعتقلين لديهم أمراض القلب، والسرطان، أو أمراض أخرى، وتم رفض علاجهم، وسط تردي الخدمات الصحية داخل السجون.

وكان الدكتور طارق الغندور، أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة عين شمس، قد توفي أيضًا داخل سجن مزرعة طرة، بعدما تعرض في سجنه لنزيف حاد استمر ثماني ساعات بلا مغيث، وذلك نتيجة إصابته بفشل كبدي، ما جعل أسرته تتهم الداخلية بتصفيته من خلال القتل العمد، وتركه ينزف لثماني ساعات دون إسعاف، إلى أن تم التأكد من وفاته، بحسب تصريحات أخيه أسعد الغندور.

وكانت وفاة الدكتور صفوت خليل، القيادي الإخواني في محافظة الدقهلية، أولى حالات الوفيات داخل السجون نتيجة الإهمال الطبي؛ حيث توفي في سبتمبر 2013 بسجن المنصورة العمومي بسبب الإهمال الصحي والتعنت في استمرار حبسه رغم إصابته بمرض السرطان، ورفضت إدارة السجن السماح له بتلقي العلاج؛ ما أدى إلى تدهور حالته الصحية.

الأمر نفسه تكرر مع المعتقل أبو بكر القاضي، 46 سنة، الذي توفي في سجن قنا في نوفمبر الماضي، بعدما رفضت إدارة السجن معالجته من مرض السرطان، كما رفضت وزارة الداخلية الإفراج الصحي عنه.

كما توفي محمود عبد الرحمن المهدي 51 سنة والموظف الحكومي، أثناء الاحتجاز بمستشفى السويس العام يوم 3 نوفمبر، بعد احتجازه طوال شهور في زنزانة سجن مكتظة، ومعاناته من نوبات قلبية.

وتوفي عبد الرحمن الرزاحي، القيادي بجماعة الإخوان من محافظة أسيوط، في أكتوبر 2013، في سجن طره في القاهرة، وذلك بعدما طلب خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحتجز مع الرزاحي، من إدارة السجن السماح بعرض الرزاحي على طبيب، لكن المأمور رفض، بحسب شهادة زوجته.

غضب واستياء

وأكد الدكتور أحمد رامي، القيادي الإخواني ونقيب الصيادلة السابق في القليوبية، أن النظام الحالي يحاول التخلص من قيادات الجماعة، سواء من خلال إصدار أحكام بالإعدام بحقهم في محاكمات غير منصفة أو الإهمال الطبي المتعمد، مشددًا على أنه يجب العمل على وقف الجرائم التي يرتكبها الحكم العسكري بحق الأبرياء في السجون.

وأشار د. رامي، في تصريحات لـ”وراء الأحداث” أن الأوضاع الصحية للمعتقلين في السجون المصرية وخاصة العقرب، تساعد على إصابتهم بأمراض خطيرة قد تؤدي بحياتهم مثل د. إسماعيل، موضحًا أن حالات الوفاة في السجون تجاوزت الـ 100 حالة نتيجة الإهمال الطبي.

وأضاف: “هناك مرضى سرطان مثل د صفوت خليل منع من تلقى جلسات العلاج على سبيل المثال”.

وطالب د. رامي نقابة الصيادلة بتقديم بلاغ ضد وزير الداخلية، تتهم فيها بقتل د. إسماعيل، على غرار ما فعلت نقابة الصحفيين مع الحسيني أبو ضيف وميادة أشرف، الذين قتلوا خلال تأدية عملهم، مشددًا أن دور النفابة لا يقتصر على تقديم واجب العزاء فقط.

وتابع: “لا بد من إجبار المجلس على القيام بواجبه تجاه باقي الصيادلة المحبوسين عددهم أكثر من 200 على ما أعتقد”.

وقال محمد أبو هريرة، عضو هيئة الدفاع عن متهمي جماعة الإخوان: “فريد إسماعيل كان يعاني منذ شهرين من تدهور كبير في صحته نتيجة مرضه بالكبد، وتم نقله للمستشفى قبل 48 ساعة فقط من وفاته رغم مطالبة أسرته والمحامين للداخلية لسرعة علاجه منذ أكثر من شهرين”.

ومن جانبها، وصفت حركة 6 أبريل مقتل الدكتور فريد إسماعيل في السجن بـ”جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد”، مؤكدةً أنها جريمة ضد الإنسانية تنضم إلى قائمة طويلة من الجرائم التي يرتكبها النظام الحاكم واستمرار للجرائم التي تُرتكب في حق المصريين داخل وخارج سجون الظلم.

وأضافت الحركة – في بيان لها نشرته على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” – : “توفي الدكتور فريد إسماعيل داخل محبسه بعدما تعمدت سلطات السجن الإهمال في تقديم العلاج المطلوب له أو نقله إلى المستشفى لإنقاذ حياته في الوقت الذي يرقد فيه مَن ظلم وقتل وأفسد في مصر عشرات السنوات في مستشفى راق وتحت رعاية طبية رسمية مكثفة”.

وأدانت جريمة القتل التي إرتكبها النظام الحاكم، مشيرة إلى أنها توضح الوجه القبيح لدوائر الحكم.

وتابعت: “ونؤكد أن استمرار انتهاك حق الحياة للمصريين سيؤدي بلا شك إلى انفجار المصريين في وجه الظالمين”، وختمت بيانها متقدمة بخالص العزاء لأسرة الفقيد.

وعلق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد جمال عرفة على تخبط تصريحات وزارة الداخلية بشأن حقيقة وفاة إسماعيل، قائلاً: “لو راجعتوا ما قالته الداخلية والصحف نقلاً عن مصادر أمنية ستجدون حقيقة قتلهم الدكتور فريد إسماعيل عمدًا بإهمال علاجه”.

وأضاف عرفة – في تدوينة له عبر “فيس بوك” – : “قالوا إنه كان في مستشفى المنيل الجامعي ومات هناك وقالوا إنه كان في القصر العيني ومات هناك، وقال نجله إنه كان في السجن ولم ينقلوه إلا بعد إصابته بغيبوبة وجلطة لمستشفى سجن الزقازيق ومنه لمستشفى سجن طره الأسوأ”!.

وقال الكاتب الصحفي وائل قنديل: “من يمنع دواء عن سجين ومن يرفض نقل سجين للمستشفى فهو قاتل مع سبق الإصرار.. فريد إسماعيل شهيدًا”.

وعبرت الدكتورة ناهد عز الدين أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن أسفها لمقتل القيادي الإخواني، قائلةً: “آسفة.. ليس إهمالاً طبيًا.. بداء الحقد.. المجرمون.. قتلوا أستاذ الصيدلة.. حبسوه في زنزانة انفرادية.. ومنعوا عنه الدواء”!.

وشدد عمرو عبد الهادي عضو جبهة الضمير الوطني على ضرورة التصدي لعمليات القتل البطيء داخل السجون المصرية، مضيفًا: “كان يجب ألا يمر مقتل الدكتور فريد إسماعيل مرور الكرام لأنه بداية لقتل كل القيادات بالسجون”.

وأكدت الإعلامية بقناة “الجزيرة مباشر مصر” حياة اليماني أن إسماعيل قتل بدم بارد بعد اعتقاله بدون تهمة.

وأضافت قائلة: “لا تقبلوا القتل على الهوية السياسية ولا تسوغوا لأنفسكم ظلم المختلف عنكم لأننا جميعًا في دائرة القتل موتى حتى ولو لم يأت دورنا حتى الآن”.

شاهد.. جنازة فريد إسماعيل تنقلب إلى مسيرة ضد السلطة

 

اقرأ أيضًا:

قصة البرلماني الذي رفع رواتب الضباط فقتلوه إهمالا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …