قصة البرلماني الذي رفع رواتب الضباط فقتلوه إهمالا
“لم يكن يعرف الدكتور فريد إسماعيل، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، والذي توفى مساء اليوم، داخل أحد السجون المصرية، أن من طالب لهم بحياة كريمة منذ ثلاثة أعوام، وعمل على تحسين رواتبهم، سيتركونه أمام أعينهم يصارع المرض يوما دون أن يتأثروا، بل سيحولون بينه وبين الطبيب حتى تدهور صحته، حتى يلقى ربه شهيدا داخل السجن”.
بتلك العبارات وغيرها من مئات التعليقات، نعى نشطاء ومغردو مواقع التواصل الاجتماعي الدكتور فريد إسماعيل، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في مصر ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب 2011، والذي توفى مساء اليوم داخل أحد السجون المصرية جراء الإهمال الطبي بعد فترة اعتقال دامت عدة أشهر.
وأكدت مصادر صحفية أن الدكتور فريد إسماعيل توفى بعد أن تدهورت حالته الصحية ودخوله في غيبوبة كبدية منذ عدة أيام، وسط تعنت من إدارة السجن لإسعافه طبيا، ورفضهم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، إلا بعد تدهور حالته الصحية بشكل كبير.
صاحب مشروع هيكلة رواتب الجيش والشرطة
ومن المعروف أن الدكتور فريد إسماعيل كان صاحب مشروع إعادة هيكلة رواتب “الجيش والشرطة” عقب ثورة يناير، وكان أول من طالب لهم بحياة كريمة، مؤكدا أن صغار الضباط والمجندين في القوات المسلحة عانوا مثل بقية الشعب المصري من تدني مستوى الأجور والدخل طوال سنوات المخلوع مبارك.
وتقدم الدكتور فريد إسماعيل- حيث كان يشغل منصب “وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب 2011”- بالمشروع إلى اللجنة وتمت الموافقة عليه، وبالفعل تم اعتماد تلك الزيادات آنذاك، والتي بلغت 400% على الراتب الأساسي.
وحين سئل الدكتور فريد اسماعيل” عن تلك الزيادة آنذاك، وأن البعض يراها مبالغ فيها، أجاب قائلا: “تلك الزيادة ليست مبالغا فيها، حيث إن الزيادة على الأساسى فقط، وهو منخفض جدا، وبعيدا عن البدلات والحوافز، فإن أساسى الضباط والجنود قبل ثورة كان شديد التدني، وأكثر ما يهم العسكريين هو الراتب الأساسي لتوقف المعاش عليه، ولذلك أصررت على تقديم مشروع يحقق لهم العدالة الاجتماعية التى نسعى إليها جميعا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير”.
وتابع قائلا آنذاك: “الخلاف السياسى مع إدارة المجلس العسكرى للمرحلة الانتقالية، باعتباره السلطة التنفيذية الحاكمة للبلاد، لا يعنى أبدا أن يغفل مجلس الشعب حق أبناء الجيش المصرى من العيش حياة كريمة”.
لحظة اعتقاله وتذكيره للضباط
وعقب انتشار خبر وفاة الدكتور فريد إسماعيل، تداول نشطاء ومغردو مواقع التواصل الاجتماعي لحظات اعتقال الدكتور فريد إسماعيل، والذي خاطب ضباط الشرطة الذين اعتقلوه آنذاك، مذكرا إياهم بأنه صاحب مشروع زيادة رواتبهم، لكن ضباط الشرطة لم يتذكروا له هذا الجميل، ولم يقابلوا إحسانه بإحسان، لكنهم تهكموا وسخروا منه.
وبعد ثلاثة أشهر من الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013، تم اعتقال د. فريد إسماعيل من داخل شقته بالزقازيق، في يوم 1 / 9 /2013، وتم توجيه تهمة له بدعم الإرهاب والوقوف وارء أعمال العنف، وغيرها من التهم المعتاد توجييها للمعارضين السياسيين بعد الانقلاب العسكري.
شاهد لحظات اعتقال الدكتور فريد إسماعيل
محمد فريد إسماعيل: أبي في ذمة الله
وعبر حسابه الشخصي بموقع “فيس بوك”، نعى محمد فريد، نجل الدكتور فريد إسماعيل، أباه قائلا: “أبي فى ذمة الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.. نسألكم الدعاء”.
وكان محمد فريد قد أكد- في مداخلة له مع قناة “مصر الآن” الفضائية منذ عدة أيام- أن والده دخل في غيبوبة كبدية منذ عدة أيام، وتم نقله لمستشفى السجن بطرة، وازدادت حالته الصحية تدهورا؛ نظرا لانعدام الرعاية الصحية داخل السجن.
وأضاف محمد أن سلطات الانقلاب قامت في وقت سابق بنقل والده وهو في غيبوبة من سجن العقرب إلى السجن العمومي بالزقازيق لحضور جلسه اليوم بمحكمة الجنايات ببلبيس، ولم يتمكن من الحضور لتدهور حالته الصحية، وتم نقله لمستشفى السجن العمومي بالزقازيق .
يذكر أن الدكتور فريد إسماعيل عبد الحليم، المولود في 25/6/1957 بمحافظة الشرقية، يعمل صيدليا حرا، وشغل عدة مناصب، منها عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة المصري، وعضو مجلس شورى عام جماعة الإخوان المسلمين، وعضو مجلس أمناء ثورة 25 يناير، وعضو الجمعية التأسيسية لوضع دستور 2012، ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومي، وتم اعتقاله أوائل سبتمبر 2013 من داخل شقته بالزقازيق؛ لاتهامه بعد تهم سياسية ليلقى ربه شهيدا في الثالث عشر من مايو 2015.
لا مصالحة مع قتلة
وأثارت وفاة الدكتور إسماعيل نتيجة الإهمال الطبي حالة من الغضب الشديد في أوساط معارضي الانقلاب في مصر، حيث قال المحامي محمد فاضل، عبر حسابه على “تويتر” معلقا على وفاة الدكتور فريد: “عن أي مصالحة تتحدثون؟ لأي مبادرات تروجون؟ لا سبيل إلا انتصار الثورة والقصاص من الكلب السيسي ونظامه”.
عشرات الوفيات في سجون 3 يوليو
ورغم عدم وجود حصر دقيق بأعداد السجناء والمعتقلين المتوفين داخل السجون والمعتقلات منذ الثالث من يوليو وحتى اليوم، جراء التعذيب أو الإهمال الطبي، إلا أن تقارير حقوقية تؤكد تجاوزهم المائة شخص.
وذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان»- في تقرير لها في يناير الماضي- بعنوان “مصر: موجة من الوفيات داخل السجون”، أن المعتقلين يتعرضون للضرب حتى الموت في زنازين الشرطة والسجون المكتظة بشدة، بخلاف حالات وفاة أخرى لمعتقلين لديهم أمراض القلب والسرطان أو أمراض أخرى وتم رفض علاجهم، وسط تردي الخدمات الصحية داخل السجون.
وأكدت المنظمة أن “السلطات المصرية لا تتخذ خطوات جادة لتحسين وضع السجون المكتظة؛ مما يتسبب في وقوع حالات وفاة تخطت المائة حالة داخل السجون والمعتقلات.
وأوضحت أنها سجلت مصرع 95 معتقلًا في زنازين أقسام الشرطة منذ منتصف عام 2013، بأدلة من الأقارب ومحامي الضحايا، بالإضافة إلى وقوع تسع وفيات في السجون”.
اقرأ أيضا:
– سر “الدورة الدموية” التي تقتل المعتقلين بإشراف الشرطة!
– “أحكام ضد الموتى” التطور الطبيعى للقضاء بعد 3 يوليو
– هيومان رايتس: موجة وفيات في سجون مصر و90 قتيلاً خلال 2014
– “إبراهيم”يفتتح سجنًا جديدًا..ونشطاء:ما تعمل سور حوالين مصر أرخص
– وفاة أستاذ جامعي ترفع وفيات السجون إلى 88 معتقلا
– دورة التعذيب والانتقام.. هل تتمدد لصراع بين الشعب والشرطة؟
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










