لماذا يفجر الجيش المصري مساجد رفح بسيناء؟
قال شهود عيان في سيناء وحسابات سيناوية على فيس بوك إن قوات الجيش المصرية قامت فجر اليوم الأحد بتفجير 4 مساجد في المنطقة الحدودية رفح مع غزة، وذلك في إطار خطة تفجير المساجد بالمرحلة الأولى والثانية التي تم إخلاؤها وتفجير منازلها على الشريط الحدودي.
وقالوا إن قوات الجيش تقوم حاليًّا بتفجير مساجد المرحلتين الأولى والثانية في رفح بشمال سيناء، والبالغ عددها 16 مسجدًا؛ حيث كان آخرها مسجد “الوالدين” بحي الصرصورية شرق رفح، وذلك في إطار إقامة منطقة حدودية عازلة مع غزة.
وقال “المرصد السيناوي” الحقوقي إنه لأول مرة منذ 450 عامًا لم يرفع أذان الفجر من داخل مدينة رفح المصرية؛ بسبب هدم مساجدها أمس؛ حيث فجرت قوات الجيش 4 مساجد على الشريط الحدودي هي: مسجد آل قشطة، ومسجد الحارون، ومسجد بوابة بالقرب من بوابة صلاح الدين، ومسجد “الوالدين”.
وقال شهود العيان إن قوات الجيش اقتحمت فجرًا مسجد “المهاجرين والأنصار” وأطلقت النيران على المواطن “يحيى فايز عطية” من عائلة أبو مليح قبيلة الرميلات؛ مما أدى لإصابته بطلق ناري ونقل على إثرها لمستشفى رفح لتلقي العلاج.
مؤتمر سري لممثلي قبائل ضد “بيت المقدس”
من ناحية أخرى بدأت اليوم الأحد رموز قبلية عقد مؤتمر بمنطقة بغداد بوسط سيناء، يستهدف تدشين “تحالف القبائل” لإعلان موقفه في مواجهة تنظيم أنصار بيت المقدس (ولاية سيناء)، ورفض الداعون للمؤتمر – ومنهم رجل الأعمال موسى الدلح الذي يدير شركات مسئولة عن إمداد قوات الجيش بسلع وخدمات – الكشف عن تفاصيل المؤتمر أو أسماء الحاضرين خشية استهدافهم من التنظيم.
وقالت مصادر في سيناء وشهود عيان إنه لا يوجد أي أجواء بمناطق وسط سيناء تدل على انعقاد مؤتمر القبائل الذي تم الترويج له منذ اسابيع بجميع وسائل الإعلام، رغم إعلان صحف مصرية أنه يحضره 22 من رموز القبائل.
وقال موسى الدلح، أحد شيوخ قبيلة الترابين، إنه لا يمكن الإعلان عن تفاصيل المؤتمر الذي سيعقد في وسط سيناء ولا عن الأشخاص الذين سيحضرون المؤتمر، موضحًا أن جمعًا كبيرًا من شيوخ القبائل – ليس فقط الشيوخ الحكومية – سوف تحضر المؤتمر.
فيما أشار إبراهيم العرجاني، أحد مشايخ قبيلة الترابين، إلى أن “الاجتماع سيكون مقتصرًا على رموز وعواقل سيناء، بهدف التكاتف من أجل دعم الجيش المصري في مواجهته مع تنظيم أنصار بيت المقدس، تحت شعار المقاومة الشعبية لأهالي سيناء ضد الإرهابيين”.
بالمقابل أصدرت قبائل بيانات على مواقع علي فيس بوك تنتقد عقد هذا المؤتمر وتؤكد أنها لا علاقة لها به، وأن الداعين له لهم مصالح تجارية مع الجيش، بينما قالت صفحات أخرى مؤيدة إن المؤتمر سيدشن مرحلة جديدة لتعاون القبائل مع الجيش ضد المسلحين، وسط مخاوف من تحويل ذلك سيناء لحروب قبلية.
وقد سعت صفحات على فيس بوك تابعة لقبيلة الترابين وغيرها لنفي ما قاله “الدلح” عن وجود تحالف ضد المسلحين في سيناء الذين يحاربون الجيش، أبرزها صفحة تحمل اسم “الترابين ضد القتل واقتلاع البدو من منازلهم وضد موسى الدلح” تنشر صورًا للدمار الذي سببته الطائرات المصرية لمنازل البدو، حيث نشرت وثائق تظهر أن الدلح هو أحد كبار الموردين للجيش المصري بمنطقة سيناء.
وقالت إن “الدلح” رجل أعمال وعلاقاته مع النظام ليست خفية، وأنه يطمح في الحفاظ على علاقاته التجارية مع الجيش، أكثر من اهتمامه بمحاربة الإرهاب، وعارض خصوم الدلح التحالف القبلي الذي يتبناه، وأصدروا ثلاثة بيانات باسم قبيلة الترابين تشدد علي مناشدة أبناء القبيلة وشباب سيناء عدم الانجرار وراء دعوات الفتنة التي يدعو لها بعض المغرضين الحاقدين”، وقالوا: “لا علاقة لنا بهذه الدعوات من قريب أو بعيد فهي صادرة من بعض الحاقدين علي سيناء”.
ويأتي هذا المؤتمر بعد إعلان قبيلة الترابين تصديها لعناصر أنصار بيت المقدس في الأيام الماضية، دون تحديد آلية مواجهة عناصر التنظيم؛ حيث اقتصر الأمر علي نشر عدد من الأسماء المطلوبة لدى القبائل، إضافة لرصد مبالغ مالية ضخمة لمن يدلي بمعلومات حول وجود قيادات أنصار بيت المقدس.
وقالت مصادر قبلية إن مؤتمر اليوم سيتم تأمينه بأكثر من 300 شاب من أبناء قبيلتي الترابين والسواركة وإن حضور المؤتمر سيقتصر على رموز العشائر والعائلات، وإن قائد الجيش الثاني الميداني أمر بالإفراج عن 94 معتقلاً من أبناء سيناء بالتزامن مع مؤتمر القبائل لتشجيعهم.
وأعلن العميد محمد سمير، المتحدث العسكري، عن قتل قوات الجيش والشرطة في سيناء 725 “إرهابيًّا” والقبض على 1873 مشتبهًا و206 مطلوبين في ستة أشهر هي الفترة من 25 أكتوبر إلى 30 أبريل الماضي، فضلاً عن تدمير 591 سيارة و1447 دراجة بخارية و1823 وكرًا للجماعات الإرهابية، بحسب قوله.
اقرأ أيضًا:
سر الملياردير صديق السيسي الذي يشعل الحرب الأهلية بين قبائل سيناء
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …