ماسبيرو بلا كهرباء.. انقلاب أم قرصة أذن أم فشل حكومي؟

لأول مرة في تاريخه.. انقطعت الكهرباء، اليوم السبت، عن مبنى التلفزيون المصري في منطقة “ماسبيرو” على كورنيش النبل بقلب القاهرة، وقال عاملون ورؤساء قنوات، إن البث انقطع عن عدد كبير من القنوات ومحطات الراديو، في حادثة هي الأولى من نوعها في تاريخ التلفزيون.

وأكدت صفاء حجازى، رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون، انقطاع الكهرباء، مشيرة إلى أن تسويد شاشات التلفزيون جاء بسبب انقطاع الكهرباء عن مبنى ماسبيرو، فيما قال علاء عبد العزيز، رئيس شركة جنوب القاهرة للكهرباء: إن انقطاع الكهرباء في ماسبيرو “داخلي” ولا علاقة لوزارة الكهرباء به.

ولم يصدر رد رسمي يؤكد سبب ما جرى، وهو ما أثار الارتياب؛ حيث جاء عقب تفجير مجهولين برجي كهرباء يَمدَّان مدينة الإنتاج الإعلامي بالكهرباء، الشهر الماضي، ما أدى لقطع البث عن معظم فضائيات “نايل سات” وتسويد شاشاتها، واكتفى اللواء محسن الشهاوي، رئيس قطاع الأمن بماسبيرو، بالقول “إنه لا تأثير من انقطاع الكهرباء على العمل في ماسبيرو، وأنه جار العمل بالمولدات الكهربائية”.

وسبق أن نشرت تصريحات على لسان مسئولين بالتلفزيون منذ عامين، بتزويد مبنى ماسبيرو بعدد من المولدات الكهربائية لمواجهة انقطاع الكهرباء، وأكد مصدر مسئول في ماسبيرو أن ثروت مكي، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق، كلف المسئولين في كل من القطاع الاقتصادي والهندسة الإذاعية بالعمل على تزويد مبنى التلفزيون المصري، وخاصة جميع الأستوديوهات الإذاعية والتلفزيونية، بعدد من المولدات الكهربائية لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء، بعدما انقطعت لمدة ساعة فقط من خارج التلفزيون قبل عامين، وتم استعمال مولدات.

التلفزيون: التيار السبب

من جانبه قال عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون: إن انقطاع التيار الكهربائي عن ماسبيرو جاء نتيجة تذبذب التيار الكهربائي من شركة الكهرباء، ما أدى إلى عطل فني مفاجئ في اللوحة الرئيسة التي تنقل الكهرباء لأستوديوهات البث لقنوات التلفزيون المصري الأولى والثانية والفضائية المصرية، وليس نتيجة عمل تخريبي، وأنه لا توجد شبهة جنائية.

وأكد «الأمير»، في بيان منذ قليل، أنه تمت معالجة المشكلة تماما، حيث يتواجد «الأمير» مع رجال الهندسة الإذاعية ومسئولي الكهرباء بماسبيرو للوقوف على أسباب هذا العطل. مشيرا إلى أن قنوات التلفزيون عادت للبث مرة أخرى بكامل طاقتها.

الكهرباء: عطل داخلي

في المقابل، أكد الدكتور محمد اليمانى، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، عودة التيار الكهربائى لمبنى ماسبيرو، خلال دقائق قليلة، بعد أن توجه المهندسون والفنيون بشركة الكهرباء للمبنى.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء، فى مداخلة هاتفية لفضائية “cbc: إن المبانى المجاورة لمبنى ماسبيرو لم ينقطع فيها التيار الكهربائى، وسيتم التعرف على الأسباب والإعلان عنها، موضّحًا أن ما حدث من انقطاع للتيار الكهربائى عُطْل داخلى، ولكن الوزارة تتواصل معهم لإعادة التيار، حيث تم تحريك العديد من المولدات الكهربائية التابعة لشركة جنوب القاهرة، لإعادة التيار فى أسرع وقت.

نشطاء: “مقدمة لانقلاب ولا قرصة ودن؟”!

وسريعا تفاعل آلاف المغردين والنشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر” مع خبر انقطاع التيار الكهربائي عن ماسبيرو للمرة الأولى في تاريخ مصر، حيث اعتبر العديد من النشطاء أن الحادث يدل على أن يدًا خفية تلعب ضد المشير السيسي، وربما تسعى لانقلاب ضده، خاصة وأن الانقطاع جاء في الوقت الذي يقوم فيه بزيارة خارج البلاد، حيث يزور السيسي حاليا روسيا الاتحادية”.

بينما اعتبر آخرون أن الحادث عابر، وقد تكون أسبابه عطلا في المولدات بالفعل، لكنه في النهاية دليل على الفشل في إدارة الدولة، ومقدمة غير مبشرة لصيف مظلم على المصريين، إلى حد انقطاع الكهرباء عن كبرى مؤسسات الدولة.

“وراء الأحداث” رصد عددا من تعليقات النشطاء والمغردين حول انقطاع الكهرباء عن ماسبيرو والتي جاءت كالآتي:

الإعلامي الشاب أحمد عبد العليم كتب على صفحته بالفيس بوك قائلا: “انقطاع التيار الكهربائي عن ماسبيرو وتوقف تام بالقنوات والمحطات الإذاعية.. بشريات الصيف”!.

الإعلامي والاقتصادي علاء البحار علق على الخبر ساخرا: “محدش يقول للأشرار إن البث انقطع عن ماسبيرو وكل قنوات التليفزيون المصري توقفت.. إحنا عندنا إنجازات كتيييير بس مش هنقولها علشان الحسد”.

بينما علق الناشط محمد أبو المجد على حسابه الشخصي بالفيس بوك قائلا: “اللي بيحصل دلوقتي في ماسبيرو خطير جدا، ده محصلش إن الكهرباء تقطع مع عدم تشغيل الخطوط البديلة ولا المولدات من أيام عبد الناصر، السيسي خارج البلاد.. في روسيا.. هما هايعملولها وينقبلوا على السيسي ولا إيه؟”.

وفي ذات السياق، قال المحامي والحقوقي محمد أبو هريرة، على حسابه بالفيس بوك: “انقطاع التيار الكهربائي عن ماسبيرو وتوقف البث لأول مرة في تاريخ مصر، يا جماعة كدة عيب ده أنتم قاتلين سارقين مع بعض، أنا شايف صوبعين تلاتة بيلعبوا في البلد”.

أما الناشط إسلام محمد فتوقع- عبر حسابه بالفيس بوك- أن “تخرج وسائل الإعلام المؤيدة للسلطة، مساء اليوم، بالبيان الآتي.. تتهم الإخوان فيه بالوقوف وراء الحادث كالمعتاد”.

وجاءت تغريدة محمد كالآتي “بعد نص ساعة هتطلع تصريحات بسبب أبو تريكة.. الإخوان يقطعون التيار الكهربائي عن مبنى التلفزيون بالكامل وتوقف البث.. وتم تصفية المخرب بعد مواجهات عنيفة مع أبطال الشرطة المصرية.. وسلملي على الاستكراد”.

مبنى شياطين الإعلام بلا كهرباء

وعلى موقع تويتر تفاعل كذلك مئات النشطاء والمغردين المصريين والعرب على الخبر ذاته، حيث علق الناشط الكويتي humaid alnuaimi @humaid22 على الخبر قائلا: “ماسبيرو_بلا_كهرباء وبكره تشوفوا مصر بلا كهرباء.. والوجوه كعادتها بلا ماء”!.

أما المغرد الشهير باسم “الخطاري” فعلق على الخبر قائلا: “توقف بث عدد من القنوات المصرية الرسمية بعد قطع الكهرباء عن مبنى ماسبيرو، حيث يرقد شياطين الإعلام المصري”.

الناشط السعودي خالد المهاوش كتب على حسابه الشخصي بتويتر قائلا: “فلول النظام يردوا الصاع صاعين على حكم القضاء، تحكموا نهارا نقطع الكهرباء مساء #ماسبيرو_بلا_كهرباء”.

كما أشار المهاوش في تغريدة أخرى إلى معلومة هامة قال فيها: “بث قناة المسيرة الحوثية انقطع مع بث القنوات المصرية.. ماذا يعني؟! يعني ذلك أن السيسي داعم للحوثي وقناته تبث من هناك#ماسبيرو_بلا_كهرباء.

 مَن وراء أسوَد ليلة عاشتها مدينة الإنتاج الإعلامي؟

دلالات عملية “قطع الألسنة” بمدينة الإنتاج الإعلامي

“العقاب الثوري” توثق عملياتها على خطى “داعش”

ممنوع ظهور المعارضين علي التليفزيون المصري ولو بأثر رجعي!