حين يحارب نظام حكم الموهوبين من معارضيه
“تريكة خط أحمر.. أمير القلوب.. متضامن مع تريكة”.. ثلاثة هاشتاجات تصدرت “تويتر” عقب القرار الذي أصدرته لجنة التحفظ على أموال الإخوان، والذي كان بمثابة تفجير لبركان غضب على السلطات المصرية، التي وصفت بأنها تحارب الموهوبين وتستعدي الكفاءات، إضافة إلى أنها تعبير واضح عن الحب الذي يتمتع به أبو تريكة في قلوب المصريين والعرب، والذي لم تفلح معه محاولات التشهير السابقة في أن تؤثر عليه سوى بالزيادة.
القرار والتضامن لم يأتيا من فراغ، حيث كان قرار التحفظ امتدادا لسلسلة من اضطهاد الكفاءات بدأت بعد 3 يوليو مباشرة، واستهدفت المعارضين للانقلاب، أو الذين ساهموا في دعم انتخاب الرئيس محمد مرسي، والترويج له في أوساط مختلفة، وعلى رأسها الشباب والرياضيون. كما كان التضامن نتيجة طبيعية لتاريخ طويل من الكفاءة واحترام الذات وحب الجماهير التي بادلته نفس الشعور .
شاهد فيلم “أبو تريكة لاعب الشعب”:
الأمثلة كثيرة على ذلك الاضطهاد، خاصة مع الرياضيين، والذي كان أبو تريكة ضحيته الأولى، حيث كان له السبق في التعرض للتنكيل من جانب المعسكر الداعم ليوليو 2013، حيث شن أنصار هذا المعسكر حملة ضارية ضد اللاعب الأكثر شهرة في جيله، والذي يأتي ضمن الأفضل بين اللاعبين المصريين في تاريخ الكرة المصرية، إلى جوار محمود الخطيب وحسن شحاتة وصالح سليم والفناجيلي ومختار التتش وغيرهم .
هجوم ضارٍ
وفوجئت جماهير الكرة المصرية بأن “أمير القلوب” و”تاجر السعادة” و”حبيب والديه” و”الساحر” تحول فجأة إلى “الإرهابي”، و”الشامت في الكرة المصرية”، و”المارق الذي رمى نفسه في أحضان الأعداء”، و”العميل لقناة الجزيرة” .
ولم تكن تلك الألقاب سوى تدشين لحملة لم تتوقف ضد اللاعب، إلى أن انتهت في مكتب لجنة “حظر الأموال”.
وحمل لواء الهجوم على أبو تريكة العديد من اللاعبين والإعلاميين، أهمهم “أحمد شوبير ومصطفى يونس ومدحت شلبي وزكريا ناصف”، وشن محمد الغيطي حملة على أبو تريكة، متهما إياه بالمتاجرة بدماء شهداء بورسعيد، وأنه عدو للوطن.
وعدد محمد الغيطي العديد من “أخطاء” أبو تريكة “عدو الوطن”، الذي “يصر على غيه” في “رفض مصافحة طنطاوي، ودعم الألتراس، ومساندة مرسي، ودعم اعتصام رابعة، ودعم حماس في غزة، ورفض ثورة 30 يونيو، والتصوير مع الإرهابيين حين زار أم أحد المعتقلين من أبناء منطقته، وعدم مساندة شهداء الجيش والشرطة، وامتناعه عن التنديد بالإخوان”.
وكان تعليق مصطفى يونس صادما للساحة الرياضية، حيث اتهم أبو تريكة بالإرهاب، قائلا: “إن معسكرات الأهلي سوف تكون في سيناء”، حين تم ترشيحه لتولي منصب المدير الفني للنادي الأهلي”، وأنه ممنوع التعامل مع أي أحد يتعامل مع الفصائل الإسلامية والدينية.
وشن أحمد شوبير حملة على أبو تريكة قائلا: إنه أفسد موهبته الكروية الرائعة، وأنه ينتمي للإخوان ويدافع عنهم، ولم ينفعل لاستشهاد جندي أو ضابط، ولم يفرح لنجاح المؤتمر الاقتصادي .
تضامن كبير
ورغم الحملات الضارية المتوازية التي شنتها أجهزة إعلام وشخصيات مرموقة ضد أبو تريكة، إلا أنها لم تؤثر على الإطلاق في العلاقة التي تربطه بزملائه أو بالجماهير، التي عبرت في كافة المناسبات عن حبها الشديد للاعب، ولم تبتعد صفة “المحبوب” عن أبو تريكة منذ ظهوره مع النادي الأهلي في عام 2003 وحتى الآن، رغم اعتزاله منذ ديسمبر 2013. وظهر التأييد بشكل أكبر مع القرار الأخير، حيث دشنت جماهير القلعة الحمراء هاشتاجين هما “متضامن مع تريكة” و”التحفظ على أموال أبو تريكة”، الذي احتل صدارة الترتيب على “تويتر”؛ للتعبير عن استمرار تقديرها للاعب الخلوق، وعدم تأثرهم بالحملات التي تشن، ضده أو للقرار الحكومي بمصادرة أمواله، إلى حد عرض دفع جنيه من كل مشجع للاعب لتعويضه عن الأموال التي تمت مصادرتها.
رد فعل أبو تريكة على قرار التحفظ لم يختلف عن رد فعل جماهيره، حيث قال: “نحن من نأتي بالأموال لتبقي فى أيدينا وليست فى قلوبنا.. تتحفظ على الأموال أو تتحفظ على من تتحفظ عليه لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلى رقيها”.
كما عبر عدد كبير من اللاعبين على ذلك، فأبدى أحمد حسن لاعب وسط الأهلي ومنتخب مصر السابق– والمعروف بتأييده للانقلاب في مصر- تضامنه الشديد مع محمد أبو تريكة، قائلا: “بعيدا عن أي انتماءات سياسية، سأظل أشهد شهادة أحاسب عليها أمام الله أن هذا الشخص قمة في الاحترام والأخلاق والأدب، وسأظل أشهد بهذا حتى ما بقي من العمر”.
واكتفى لاعب الأهلي السابق بمخاطبة أبو تريكة قائلا: “أحبك فى الله”، وكتب النجم الشاب عمر جمال، مهاجم القلعة الحمراء، تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، وجهها للساحر، قائلاً: “رصيدك مش فى البنك رصيدك فى القلب”. وكتب أحمد الميرغنى، نجم الزمالك السابق، ولاعب فريق وادى دجلة الحالى: “التحفظ على أموال أبو تريكة كارثة”.
وامتد التأييد إلى شخصيات سياسية وفنية، منها أسامة، نجل الرئيس محمد مرسي، الذي قال: “سعيد جدا بغباء النظام وحماقته، وتريكة شرف لمصر”، فيما أشار الحقوقي هيثم أبو خليل إلى أن “جزمة أبو تريكة اللي جابت بطولات لناديه ولمصر أشرف من مجلس العسكر بكل من فيه، مزيد من قرارات الغبية يا مرتزقة مصر”، وعلق الفنان حمزة نمرة: “أبو تريكة كبير جدا في قلوب الناس.. خيبة والله”!.
وكتب الشاعر عبد الرحمن يوسف “والله العظيم راجل من ظهر راجل يا أبو تريكة”. وقالت الإعلامية آيات عرابي: “جعله الله في ميزان حسناتك يا أبو تريكة!”.
وأكد الناشط السياسي عمرو عبد الهادي أن “التحفظ على أموال أبو تريكة خسة ونذالة وسرقة نظام السيسي لأموال الشرفاء لتسيير أمور عصابته”، وتابع “أبو تريكة لديه ملايين من المحبين والمعجبين، إن تحركوا لرفعوا اقتصاد دولة، والسيسي لديه ملايين الخصوم إن تحركوا حرقوه”.
وتساءل الفنان محمد عطية: “هل هناك أسوأ مما يحدث مع أبو تريكة، رجل كتب تاريخا للرياضة في مصر لا ينكره سوى جاحد.. ومين فيكى يا مصر أبو تريكة ما فرحهوش؟”.
وقال يوسف حسين، صاحب برنامج “جوتيوب”: “الشعب ممكن يقبل إنكوا تغيروا هوية البلد أو تخربوها أو تسرقوها مش فارق معاه.. بس تقربوا من ثوابت البلد.. أبو تريكة؟.
وكشف قرار التحفظ الذي أعلن عنه المستشار عزت خميس، رئيس اللجنة المكلفة بالتحفظ على أموال جماعة الإخوان المسلمين، أنه تم قبل أسبوع من الإعلان عنه، حيث “تم التحفظ على الشركة المملوكة لقائد النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، بعدما أثبتت تحريات الأجهزة الرقابية وجود صلة بين عمل الشركة وجماعة الإخوان”.
وقال مراقبون “إنه تعبير عن غباء واضح من متخذيه، الذين لم يقدروا شعبيىة اللاعب، أو علاقته بجمهوره؛ مما أسفر عن استياء ضد سلطات الانقلاب بشكل لم يتوقعوه .
اضطهاد الرياضيين
ولم يكن أبو تريكة هو الرياضي الوحيد الذي اضطهدته سلطات الانقلاب، حيث جاء إلى جواره العديد من الرياضيين الذين عانوا الاضطهاد بسبب موقفهم الرافض للانقلاب، حيث يمنعون من المشاركة في المسابقات الرياضية ويجري التحقيق معهم، ولا تقبل نتائج المسابقات، التي يشاركون فيها .
ويعيش لاعب الكونغ فو المصري محمد يوسف رهن الاعتقال منذ شهور، ويواجه وضعا صحيا صعبا، وسبق أن تمت إعادته من دورة الألعاب القتالية الدولية التي أقيمت في مدينة سان بطرسبرج الروسية بسبب تلويحه بإشارة رابعة، وهو على منصة التتويج بالميدالية الذهبية في أكتوبر 2013، وألغيت ميداليته .
كما تعرض لاعب الأهلي أحمد عبد الظاهر لسلسلة من المضايقات عقب رفعه شارة رابعة بعد إحرازه الهدف الثاني للنادي الأهلي في المباراة النهائية لكأس إفريقيا أمام أورلاندو الجنوب إفريقي، حيث أحيل للتحقيق، والمنع من المشاركة مع الأهلي في نهائيات كأس العالم للأندية التي أقيمت بالمغرب في ديسمبر2013، وتم عرضه للبيع، وحرمانه من مكافآت الفوز بدوري أبطال إفريقيا .
شاهد.. أحمد عبد الظاهر يرفع شارة رابعة:
وأوقف لاعب فريق السويس سيد سويلم، لحين التحقيق معه بعد قيامه برفع إشارة رابعة أثناء احتفال اللاعبين بعيد ميلاد مديرهم الفنى خالد جلال، عقب الانتهاء من التدريبات، واستبعد مختار مختار، نجم الأهلي السابق، من تدريب الأهلي عدة مرات بسبب اتهاماته بالانحياز للإخوان.
اقرأ أيضا
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










