‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير صحف وفضائيات “الأذرع الإعلامية” فى انتظار رصاصة الرحمة
أخبار وتقارير - مايو 7, 2015

صحف وفضائيات “الأذرع الإعلامية” فى انتظار رصاصة الرحمة

أكدت تقارير ومعلومات متطابقة، انهيار مبيعات الصحف المصرية – خصوصا الحكومية – وعزوف المصريين عنها؛ لغياب مصداقيتها وتحولها لأبواق للسلطة لا التعبير عن هموم المواطن، مشيرة لتلقى مبيعات الصحف للنصف.

كما أشارت تقارير الرصد الفضائي، العزوف مشابهة عن برامج للفضائيات السياسية؛ لأنها تناقش رأيا أحاديا (وهو رأي النظام)، كما أنها انصرفت أيضا لمناقشة موضوعات تافهة وإباحية، وقالت إن الرصد أثبت أن برامج الطبخ تتصدر المشاهدة فى المرتبة الأولى، يليها الترفيه، وفى ذيل القائمة البرامج السياسية .

تراجع توزيع الصحف عززه القرار الذى اتخذه “المجلس الأعلى للصحافة” بزيادة أسعار الجرائد الورقية، فى مارس الماضي؛ حيث وصلت أسعار الجرائد اليومية إلى جنيهين، بينما وصلت أسعار الجرائد الأسبوعية إلى جنيهين ونصف.

وكانت تقارير عالمية، قد أشارت إلى تراجع توزيع الصحف على مستوى العالم، بنسبة وصلت إلى نحو 0.9% خلال عام 2012، بالتوازى مع انخفاض عائدات الإعلانات بنسبة 2% فى العام نفسه 2013.

الأمر نفسه تعانى منه الصحف المصرية، التى لم يصدر بشأن توزيعها أى أرقام رسمية؛ حيث تحولت إلى معلومات سرية، خاصة مع غياب مجلس الشورى وتحول “المجلس الأعلى للصحافة” إلى جهة تجتمع أحيانًا دون أن تمارس دورًا فى الرصد والبحث والتحليل، إلا أن إحصاءات “الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء”، عن تراجع توزيع الصحف فى آخر تقرير صادر عن جهة رسمية، حول توزيع الصحف فى 2013، دون أرقام لحجم هذا التراجع.

وأكد مراقبون، أن توزيع الصحف الورقية وصل إلى ما يقرب من 680 ألف نسخة فى جميع أنحاء البلاد؛ حيث انخفض انخفاضًا كبيرًا بعدما بلغ ذروته بعد الثورة إلى ما يقارب مليونين ونصف المليون نسخة.

وكان صحفيون قد دعوا إلى غلق صحيفي “روزاليوسف” و”الأهرام المسائي” ومجلة “الأهرام العربي”؛ نظرًا للخسائر الكبيرة التى تتعرض لها، وهو ما أثار ضجة كبيرة فى الوسط الصحفي؛ حيث أصدر صحفيو “روزاليوسف” بيانا شديد اللهجة انتقدوا فيه الدعوة، وحملوا محمد سلماوى – عضو “المجلس الأعلى للصحافة” السابق وأحد مطلقى الدعوة – مسئولية الفشل فى اختيار رؤساء تحرير الصحف فى التغييرات الصحفية الأخيرة التى صدر قرارها من “الأعلى للصحافة”.

واستند سلماوى فى تبريره لغلق الصحيفتين والمجلة، إلى تكبدها خسائر مالية فادحة، وفقدانها التأثير فى القراء، وعدم الجدوى المهنية لها جميعا، وطالب بتوزيع العاملين فيها على صحف أخرى تصدر عن نفس المؤسسة.

كما أشار الكاتب الصحفى صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، إلى أن الحكومة تفكر فى دمج المؤسسات الصحفية الصغرى بالكبرى؛ لمعالجة الأزمات المالية التى تمر بها المؤسسات القومية.

خسائر “القومية” 10 مليار

وفى يونيو 2012، أكد المهندس فتحى شهاب الدين، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشورى المعطل، أن إجمالى خسائر مؤسسات الصحف القومية يزيد عن 10 مليار جنيه؛ حيث منيت بخسائر أكثر من 3 ونصف مليار جنيه خسائر متراكمة، وأكثر من 3.3 مليار جنيه قروض مصرفية، وأكثر من 1.9 مليار جنيه ضرائب تخص مؤسستين فقط منهما، بخلاف ما عليها من مستحقات لوزارة التأمينات الاجتماعية.

وعدد شهاب الدين، أسباب خسائر الصحف القومية وهي: وجود خلل فى الهيكل الإدارى، أسبابه “سيادة المركزية والفردية، وتفضيل أهل الثقة والولاء فى مواجهة الكفاءة والخبرة، وغياب مبدأ المحاسبة, وغياب السياسات التحريرية نتيجة تعيين القيادات، وتضخم الهيكل الإداري، وغياب اللوائح المنظمة للعمل”.

كما توقع الكاتب الصحفى مجدى الحفناوي، أحد مديرى توزيع الصحف فى مصر، نهاية صناعة الصحف المصرية الورقية عام 2017؛ وذلك بسبب ارتفاع التكلفة، مقارنة بنسبة المبيعات، التى لا تتعدى 1% من الشعب المصري.

اختفاء الصحف الورقية

وأضاف الحفناوى عبر صفحته الشخصية على “فيس بوك”: “مجموع مبيعات الصحف اليومية فى 2010 مليون ونصف نسخة، والجورنال بجنيه، ومجموع مبيعات الصحف اليومية فى 2011 بعد الثورة 2 مليون نسخة، وكمان الجورنال بجنيه، أما الآن الجورنال بجنيه ونصف، والمبيعات كلها فى مصر 700 ألف نسخة، يعنى مش واصلة 1% من الشعب المصري”.

ومن جانبه، أكد سيد هلال، رئيس مجلس إدارة الشركة القومية للتوزيع والنشر، المسئولة عن توزيع الصحف المصرية فى الخارج، وفى محافظات قنا وأسوان والبحر الأحمر، أن أرقام توزيع الصحف المصرية فى تراجع مستمر داخليا وخارجيا، مرجعًا ذلك إلى تغير ثقافة القارئ، والتوسع فى الاعتماد على المواقع الإلكترونية فى متابعة الأخبار، وعدم مواكبة الصحف القومية لتغيرات الذوق العام، وأيضًا التوازنات فى السياسات التحريرية التى تتغير بشكل مستمر؛ ما يؤثر على مصداقية الصحف وبالتبعية على توزيعها.

أزمات مالية متكررة

وكان عدد من الصحف المستقلة، قد شهدت أزمات مالية متكررة دفعتها إلى التأخر فى دفع رواتب صحفييها، وأبرز هذه الأزمات، ما شهدته صحيفة “التحرير” فى شهر يناير الماضي؛ حيث أعلن 150 صحفيا الاعتصام بمقر الجريدة؛ نظرا لتأخر صرف رواتبهم لشهرين.

وأكد صحفيون مصريون، أن العديد من الصحف تتأخر منذ شهور فى تسديد الرواتب لموظفيها، إضافة إلى أن محطات تليفزيونية تتخلف عن سداد المستحقات المالية المترتبة عليها منذ شهور بسبب الأزمات التى تمر بها، موضحين أن إيرادات الإعلانات تراجعت لدى كثير من الصحف، بالتزامن مع تراجع كبير فى حجم المبيعات والتوزيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …