دراج: آشتون كانت متحدثة باسم “الانقلاب” والرئيس سخر منها
كشف الدكتور عمرو دراج، الوزير السابق في حكومة الرئيس محمد مرسي، عن أن دور أوروبا في الضغط على الرئيس مرسي للقبول بالانقلاب العسكري، وليس كما تردد حينئذ بالسعي لحل لمشكلة الانقلاب والتعامل مع مرسي رئيسا، مشيرا إلى أن مفوضة الشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، سعت خلال زياتها لمرسي والإخوان- عقب الانقلاب في يوليه 2013- إلى إقناع الرئيس بقبول الانقلاب والتنازل عن الحكم، والقبول بانتخابات رئاسية مبكرة، وكانت تتحدث باسم الانقلاب لا أوروبا، ولكن مرسي تحداها ورفض.
وفي حوار مع “دراج”- أجراه الصحافي روبرت فيسك، ونشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية الثلاثاء 5 مايو الجاري- اعتبر دراج أن الحكم الأخير على الرئيس مرسي “حيلة من أجل اختبار درجة رد الفعل الدولي على المحاكمة”، مشيرا إلى أن أحكاما أخرى قاسية ضد مرسي قد تصدر “في حالة لم يرد المجتمع الدولي بشكل مناسب”.
وتحت عنوان “الوزير السابق بجماعة الإخوان عمر دراج لا يزال يعتقد بإمكانية استبدال النظام العسكري الحالي بنظام حكم إسلامي معتدل”، نقل الصحفي روبرت فيسك عن الوزير عمرو دراج، اعتقاده بـ”أن نظام العسكر في مصر يمكن استبداله بحكم إسلامي معتدل، وأن هذه معركة لمصر الشابة ولمستقبلها”.
وقال فيسك: إن العبارة التي قالها دراج وهي “إنها معركة مصر الشابة لمستقبل بلادنا”، “عبارة تنم عن التفاؤل والتشاؤم في آن واحد، وقد تنم عن السخرية، خاصة إنها جاءت بعد الحكم على مرسي، رئيس دراج السابق وصديقه، بالسجن 20 عاما”.
وشدد “دراج” على أن المعركة ليست مع الإخوان، وإنما المعركة مع الشباب المصري، منوها إلى أن سجن عشرات الآلاف من الإخوان سيكون دون جدوى، حيث قال: “ما يحدث لا علاقة له فقط بالإخوان المسلمين، هذه معركة شباب مصر ومستقبل البلاد، وسنتخلص من نظام العسكر، وعشرات الآلاف منا في السجون، ولكننا نعتقد أن هذا سيكون بلا جدوى”.
الحكم على مرسي “بالون اختبار”
الوزير عمرو دراج، أستاذ الهندسة الذي درس في الولايات المتحدة، قال لفيسك في مقهى في إسطنبول، تعليقا على الحكم على الرئيس مرسي بالسجن لمدة 20 عاما بتهمة “استخدام العنف ضد المتظاهرين”: “كانت حيلة من أجل اختبار درجة رد الفعل الدولي على المحاكمة التي وصفتها منظمة أمنستي بـ (المهزلة)، قبل أن تدفع باتجاه اتهامات خطيرة قد تؤدي إلى حكم الإعدام”.
ويضيف دراج: “لقد أرادوا كسر التابوه، وبناء مبدأ يقتضي بإمكانية محاكمته، وفي حالة لم يرد المجتمع الدولي بشكل مناسب، فسيصدرون عليه أحكاما أقسى، ولو كان عمرك 60 عاما ويحكم عليك بـ20 عاما، فهذا يعني حكما بالإعدام”.
وتابع “دراج” للصحيفة: “لقد توقعت الحكم على مرسي”، مضيفا أن “هناك ثلاثة اتهامات أخرى، لقد حكموا عليه بعشرين عاما لفحص رد فعل المجتمع الدولي؛ لأن الدستور المصري لم يكن ليقدم للمحاكمة في المقام الأول”.
ووصف فيسك الوزير دراج في حواره معه بالقول إن: “أستاذ الهندسة في جامعة القاهرة (56 عاما)، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة كان يجلس في مقهى في إسطنبول، حليق الذقن ويرتدي قميصا أزرق زاهيا، ويتحدث بلغة إنجليزية فصيحة، ولم يكن نموذجا لوزير سابق في حكومة الإخوان المسلمين في مصر”.
ويضيف الكاتب أنه “لم يكن وزيرا إلا لمدة شهرين في أيام مرسي الأخيرة. وإسطنبول، أذكر نفسي دائما، أنها تبعد عن القاهرة مسافة 500 ميل، حيث يجب أن يكون دراج، ولكنه إذا كرر الكلام الذي قاله لي ذاته، فسيجر إلى سجن طرة”.
آشتون فحصت حمام معتقل مرسي
وحول لقاء مسئول الشئون الأوروبية السابق كاترين آشتون مع الرئيس مرسي والإخوان، قال الوزير “دراج” لفيسك: إن آشتون جاءت لمقابلته أربع مرات، حيث “كنت مسئولا عن لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، وكنت لا أزال أتحدث لكل شخص”.
وقال: إن آشتون “كانت تحاول إقناعنا أن الأمر قد انتهى، وأن (هذا هو الواقع الآن)، وأن انتخابات جديدة ستعقد بناء على خارطة الطريق، وأنا أخبرت آشتون أن مرسي سيكون ساذجا إن أجرى انتخابات”.
وقال دراج لفيسك، في حواره مع “الإندبندنت”: جاءت آشتون لزيارة دراج للمرة الثانية، كونها الناطق باسم القوى الأوروبية، كما هو واضح، وربما باسم النظام، كما كان يرى، وقالت له إنها شاهدت مرسي”، وهنا يعلق “فيسك” قائلا: “دراج ليس ساذجا، فقد فهم مفوضة الشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، عندما وصلت في يوليو إلى القاهرة عام 2013، بعد الانقلاب العسكري ضد مرسي”، أي فهم أن مهمتهم ليست إقناع العسكر بفض الانقلاب ولكن إقناع مرسي بقبول الانقلاب.
وأضاف: “قالت لي آشتون إن شرطها للقدوم إلى مصر هو مشاهدة مرسي، وقالت إنها أرادت أن توصل رسالة لزوجة مرسي، وأنه في حالة جيدة، وقالت إنها فتحت ثلاجته في السجن العسكري للتأكد من أنه يحصل على طعام طازج، بل وذهبت إلى حمامه للتأكد من أن مكان الاستحمام نظيف”.
وقال دراج في المقابلة: إنهم عندما سألوها عن حوارها مع الرئيس مرسي، قالت لنا إنها ليست حرة كي تخبرنا بما جرى من حوار بينها وبين مرسي؛ لأنه ليس في وضع لتصحيح ما ستقوله. ولكن نجل مرسي أخبرنا أنها كانت تحاول إقناعه بتقبل الوضع، وأنه يجب التوقيع على عقد انتخابات جديدة؛ لأنه لا يوجد سوى 50 ألف شخص في الشارع يتظاهرون لدعمه”.
وأضاف: “لكن مرسي قال لآشتون إنه “لو كان هناك 50 ألف شخص في الشارع يدعمونني لما جئت إذا لمشاهدتي”، بحسب الصحيفة البريطانية.
السيسي كان مغلقا ولم أكن أحبه
وروى فيسك في المقابلة تاريخ د. دراج، مشيرا إلى أنه ولد في حي الدقي في القاهرة، وهو متزوج وله ولدان، وبدأ يهتم بالإخوان المسلمين عندما كان يحضر لدرجة الدكتوراة في الهندسة في جامعة بيرديو في الولايات المتحدة، ويقول: “لم أكن مهتما بالدين، ولم تكن زوجتي تشاركني في آرائي، ولكنها لم تعارضها، وما جذبني للإخوان هو تعرضهم للمعاناة والتعذيب، ومع ذلك تمسكوا بمبادئهم، وعندها سألت نفسي من هم هؤلاء الناس؟”.
وأضاف أن دراج قرأ كتب حسن البنا عن تاريخ الإخوان المسلمين، وبعد انتخابه في نقابة أساتذة جامعة القاهرة، وعندما أصبح مسئولا في لجنتها السياسية، عمل إلى جانب عصام العريان الذي كان أحد قادة الجماعة.
ويقول دراج عن أول اعتقال له في عهد مبارك: “كنا نحضر لتناول الإفطار، كان هذا قبل انتخابات عام 2005 في ظل حكم مبارك عندما داهمت الشرطة الشقة، وربما كان عددهم ألف عنصر شرطة موزعين على الشارع. وفجروا باب الشقة ثم دخلوا وهم يرتدون الأقنعة والسترات الواقية، ودخلت السجن مدة خمسة أشهر، وذلك في سجن طرة، وبعدها المزرعة، في تلك الأيام كان الوضع في السجن مثل الجنة، مقارنة بما يحدث فيهما الآن”.
وأضاف “بعد ذلك فبركوا اتهامات بأنني كنت أحاول إسقاط الدستور، ولكنني لم أكن متهما بالفعل، وتم الإفراج عني بسبب الضغط الكبير على مبارك من كوندوليزا رايس (التي كانت مسئولة الأمن القومي في عهد جورج دبليو بوش)”.
وقال “فيسك”: إن دراج كان في موسكو عندما حدث الانقلاب، حيث كان يقوم بدور مسئول التعاون الدولي في الحكومة، ويقول: “كان بوتين موجودا ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. سألني أحمدي نجاد عن مرسي، وقال لي: (نحن ندعمه، أوصل له خالص تمنياتنا). وبعدها ذهبنا لمشاهدة سباق خيل نظمه بوتين”.
وتلفت الصحيفة إلى أن دراج ظل في ظروف سيريالية في منصبه لعدة أيام، حيث وقع أوراق للحكومة في القاهرة، ثم سافر إلى أبو ظبي، حيث كان يدير شركة استشارات، وأنه كان يعرف المارشال السيسي طبعا، حيث كان وزيرا للدفاع في الحكومة، ولكن دراج يقول عنه: “السيسي كان شخصا مغلقا ولم أكن أحبه”.
وختم فيسك حواره مع الدكتور دراج ناقلا عنه: “الوضع الحالي الذي نعيشه اليوم غير قابل للاستمرار، فقد اعتاد المصريون على الحذر والتوجس.. لن يسمحوا لهذا (الانقلاب) بالاستمرار للأبد”.
نص الحوار كما نشرته “الإندبندانت:
رسالة عمرو دراج قاتمة وتبعث على التفاؤل وتثير السخرية قليلا بالنسبة لوزير تخطيط سابق في حكومة الإخوان المسلمين، لكنها مفهومة تماما عندما نتذكر أن صديقه القديم الرئيس المعزول محمد مرسي قد حُكِم عليه بالسجن لمدة 20 عاما لاستخدام القوة ضد المتظاهرين.
ويقول دراج: “لقد كان سجن مرسي خدعة لقياس رد الفعل على محاكمة وصفتها منظمة العفو الدولية بـ”الصورية”.. قبل أن يتم وضع المزيد من الاتهامات التي ربما تئول لعقوبة الإعدام.
ويجلس دراج “56 عاما” وهو أستاذ في الهندسة من جامعة القاهرة، وتلقى تعليمه في الولايات المتحدة، في مقهى في مدينة إسطنبول التركية حليق الذقن يرتدي قميصا أزرق أنيقا.
ويقول فيسك: “كان دراج وزيرا لمدة شهرين فقط خلال فترة حكم مرسي، وظللت أذكر نفسي وأنا في إسطنبول، والتي تقع على بعد أكثر من 500 ميلا من القاهرة، أنه في حال كرر دراج تلك الكلمات لي فسيتم نقله وبسرعة بشاحنة إلى سجن طرة”.
ويقول دراج: “توقعت الحكم ضد مرسي، وهناك ثلاثة اتهامات أخرى ضده، وحكموا عليه بالسجن لـ20 عاما كاختبار للمجتمع الدولي؛ لأنه وفقا للدستور المصري، لا ينبغي أن يتم توجيه اتهامات”.
ويتابع “هم يريدون كسر ذلك الأمر المحظور، وإرساء مبدأ يمكنهم من خلاله محاكمته، وإذا لم يتحرك المجتمع الدولي ردا على ذلك، فستكون هناك عقوبات أشد قسوة، فإذا كنت تبلغ من العمر 60 عاما وحُكِم عليك بالسجن لمدة 20 عاما، فهو حكم بالإعدام على أي حال”.
ويوضح فيسك أن دراج لم يكن غبيا، وأدرك ما قالته البارونة كاثرين آشتون، الممثلة السامية للشؤون الأمنية بالاتحاد الأوروبي، عندما جاءت للقاهرة في أعقاب “الانقلاب العسكري” ضد مرسي عام 2013.
ويوضح دراج: “كنت مسئولا عن لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة، وجاءت أشتون لرؤيتي أربع مرات، وكانت آشتون وقتها تحاول إقناعنا بأن كل شيء انتهى، والحقيقة الآن هي أنه ستكون هناك انتخابات وفقا لخارطة الطريق، وأخبرت آشتون أن مرسي سيكون غبيا إذا قبل بإجراء انتخابات”.
وعندما جاءت آشتون لرؤية دراج للمرة الثانية، كمتحدثة للقوى الأوروبية، أخبرته أنها جاءت لرؤية مرسي، حيث يقول دراج: “لقد أخبرتني أنها جاءت لرؤية مرسي، وقالت إنها تريد إعطاء رسالة لزوجته تخبره فيها أنه بخير، وقالت إنها ذهبت لثلاجته في السجن العسكري لتتأكد أنه كان يتناول طعاما طازجا، وذهبت لحمامه للتأكد من نظافته”.
وتابع دراج “قالت آشتون إنها لا تستطيع أن تخبرنا بالحوار الذي دار بينها وبين مرسي، لكن نجل مرسي أخبرنا لاحقا أنها كانت تقنعه بقبول الوضع، وضرورة أن يتنحى لإجراء انتخابات أخرى؛ لأن 500 ألف شخص كانوا في الشوارع آنذاك يساندونه، لكن مرسي أخبر آشتون إذا كان هناك 500 ألف شخص فقط في الشوارع، فلم تكن تستطع أن تأتي لرؤيته”.
ويقول فيسك: “إن دراج ولِد في ضاحية الدقي بالقاهرة، متزوج ولديه ابنان، ولم يكن مهتما بالإخوان المسلمين إلا أثناء دراسته للحصول على درجة الدكتوراة في الهندسة من جامعة بوردو في الولايات المتحدة.
ويقول دراج “لم أكن مهتما بالتدين، لكن زوجتي لم تشاركني وجهات نظري تلك وكانت ضدها، وما جذبني لهؤلاء الأشخاص هو أنهم تعرضوا للكثير من التعذيب والمعاناة وعلى الرغم من ذلك تمسكوا بمبادئهم وسألت نفسي “من هؤلاء الأشخاص؟”.
وبدأ دراج قراءة تاريخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، وبعد أن تم انتخابه رئيسا لرابطة الأساتذة بجامعة القاهرة، أصبح مهتما باللجنة السياسية للإخوان، وأصبح صديقا مقربا لعصام العريان، الذي كان قياديا بارز في الحركة.
ويقول دراج: “كنا في يوم على وشك تناول الإفطار سويا، وكان ذلك قبل انتخابات 2005 إبان فترة حكم حسني مبارك، عندما قامت الشرطة باقتحام الشقة وقاموا بكسر الباب والدخول مرتدين أقنعة وسترات واقية من الرصاص، وقاموا بالقبض علينا، وحُكِم علي بالسجن لمدة 5 أشهر في سجني طرة والمزرعة، وفي هذه الأيام كانت السجون جنان مقارنة بما يحدث الآن”.
“ثم لفقوا لي تهمة محاولة إسقاط الدستور، لكنني لم أكن متورطا فعليا وتم إطلاق سراحي لوجود ضغوط كبيرة من كوندوليزا رايس على مبارك، والتي أصبحت لاحقا وزيرة خارجية في عهد الرئيس جورج بوش الابن”.
ووقت حدوث “الانقلاب”، كان دراج في موسكو، حيث كان يقوم بدوره في الحكومة كوزير للتعاون الدولي ويقول: “كان فلاديمير بوتين هناك ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وسألني الأخير عن مرسي وقال نحن ندعمه ورجاء أرسل له أطيب تمنياتنا، ثم ذهبنا لسباق خيل”.
واستكمل دراج عمله في منصبه لأيام قليلة، ووقع على عدد من الوثائق الحكومية في القاهرة ثم سافر إلى دبي حيث كان لديه أعمال استشارية، وبالطبع كان يعرف المشير السيسي كوزير دفاع في الحكومة آنذاك.
ويقول دراج: “كان السيسي منغلقا على نفسه للغاية، ولم أكن أحبه”.. وأضاف دراج أنه يريد أن يعيش داخل الإسلام بشكل معتدل فهو يحب الاستماع إلى الموسيقى الشعبية والكلاسيكية.
ولكن إذا عدنا وتذكرنا أصدقاءه المحبوسين في القاهرة، فقد أصبح دراج رجلا أكثر حدة، حيث يقول: “الأمر لا يتعلق بالإخوان المسلمين، إنها معركة الشباب من أجل مستقبل مصر وسوف نتخلص من النظام العسكري، فعشرات اﻵلاف منا يقبعون في سجون النظام ونعتقد أن ذلك لن يذهب هباء”.
ويظل دراج في منفاه حتى تلك اللحظة، حيث يقول: “الموقف الذي نحن فيه اﻵن لن يستمر، فالمصريون اعتادوا أن يكونوا حريصين ولن يسمحوا لذلك الأمر أن يستمر للأبد”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …