‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير هل سرقت إسرائيل ثاني قمر مصري لاستخداماته العسكرية؟
أخبار وتقارير - مايو 4, 2015

هل سرقت إسرائيل ثاني قمر مصري لاستخداماته العسكرية؟

بعد تأخر استمر 4 أعوام بسبب ثورة يناير وما تلاها من حكومات مؤقتة متخبطة، أطلقت مصر قمرها الصناعي الثاني (إيجيبت سات-2)، في 16 أبريل 2014 الماضي، وبعد مرور عام واحد على إطلاقه (عمره الافتراضي 11 عاما)، كشفت صحف وخبراء في هيئة الفضاء الروسية أن مصر فقدت الاتصال بهذا القمر، ورد مجلس الوزراء المصري نافيا ذلك ومؤكدا أن الاتصال مستمر مع القمر، ثم ظهرت معلومات أن مصر فقدت القدرة على التحكم في القمر، وأنه لا يستجيب للقاعدة الأرضية في مصر، وأن محاولات استعادته لا تتعدى 15%، ورجحت مجلة إسرائيلية أن يكون قد تمت سرقته أو إعطابه قصدا لقدراته المتطورة.

وكان القمر الأول (إيجيبت سات -1) قد أطلق في 17 أبريل 2007، وكانت قدراته محدودة ومخصصة للاستشعار عن بعد، ويلتقط صورا على مسافة 8 أمتار، وهذه ليست دقة عالية، إلا أن جهاز الاستشعار متعدد الأطياف يعطي مميزات إضافية، وخصوصا للاستخدامات الاستراتيجية والعسكرية، وتردد حينئذ أيضا أن إسرائيل سرقته وتحكمت فيه.

وتم فقد الاتصال بالقمر الأول، في 22 أكتوبر 2010، وتم استبداله بـ”إيجيبت سات – 2″ الأكثر تطورا منه، الذي يمكنه التصوير بجودة عالية على مسافة أقل من متر على سطح الأرض ويعطي صورا بالألوان، ويتردد أنه كان يستخدم أيضا لصالح أجهزة الاستخبارات المصرية، وهو ما كان يقلق الدولة الصهيونية التي تنفرد بالتجسس على المنطقة العربية بـ10 أقمار صناعية من نوع “أوفيك” حاليا.

34

وكانت استخدامات هذا القمر الجديد واسعة، وتشمل ضمن أمور أخرى تخطيط المدن، والمسائل الجيوفيزيقية، والكشف عن الثروات المعدنية، بالإضافة إلى أمور تتعلق بالزراعة والري، وغيرها من الاستخدامات التي تردد أنها تفقد الأجهزة العسكرية والاستخبارية، وقيل إنه أول قمر حقيقي يمكن أن ينافس الأقمار التجسسية الإسرائيلية، ولكن إسرائيل متقدمة بمراحل عديدة.

ضاع أم لم يضع؟

يوم 23 أبريل الماضي، أعلنت صحيفة “أزفستيا” الروسية أن مصر فقدت ثاني قمر صناعي لها وهو القمر (إيجيبت سات -2)، المستخدم في أعمال المراقبة الأرضية للمشروعات، موضحة أن الخبراء الروس من مؤسسة «إنيرجيا» لإطلاق الأقمار الصناعية والصواريخ، يحاولون الاتصال بالقمر، ولكنه يرفض الاستجابة للدوران، ولكن مجلس الوزراء و”الهيئة القومية للاستشعار عن بعد”، نفيا في بيانات فقدان القمر الصناعي المصري.

حيث أعلن مجلس الوزراء المصري عدم صحة فقدان القمر واعتبره “شائعة”، كما أعلنت “الهيئة القومية للاستشعار عن بعد” أن القمر الصناعي المصري «إيجيبت سات 2» لم يتم فقد الاتصال به، وأنه مستقر في مداره وتحت أيدى العلماء المصريين.

وقال الدكتور علاء النهري، نائب رئيس “الهيئة القومية للاستشعار عن بعد”: إن ما نشرته صحيفة «إزفيستيا» الروسية عن فقدان الاتصال بالقمر “معلومات مغلوطة ولا أساس لها من الصحة”.

ولكن في أواخر أبريل، شرح المستشار الإعلامي لوكالة الفضاء الروسية «أنتولى زاك»، ما جرى قائلا: إن القواعد الأرضية غير قادرة على التحكم في القمر الصناعي، وأن نسبة استعادته لن تتعدى 15.%

ونقلت صحيفة مصرية خاصة عن «أنتولى»، أن القمر المصري في حُكم «الضائع»؛ نتيجة عدم قدرة الخبراء على تعديل مساره أو التحكم في إشاراته، وعلق «أنتولى» على تصريحات نائب رئيس “هيئة الاستشعار عن بُعد”، التي جاء فيها أن الهيئة «رصدت» مسار القمر الصناعي: “نستطيع رصد المسار ولا نستطيع تعديله”، بقوله: إن الخبراء المصريين يحاولون استعادة السيطرة على القمر الصناعي، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل حتى الآن”، مشيرًا إلى أن “نسبة النجاح في عملية استرجاع الاتصال لا تزيد على 15.%

وتكلفة القمر الصناعي «إيجيبت سات 2»، الذي صممته وأطلقته الشركة الروسية «إنيرجيا»، بلغت نحو 40 مليون دولار، أي نحو 305 ملايين جنيه مصري.

هل ضاع بفعل فشل علمي؟

الدكتور عصام حجي، المستشار العلمي لرئيس مصر المؤقت السابق عدلي منصور، أرجع سبب ضياع القمر المصري الثاني إلى تهميش الكفاءات العلمية، وكتب عبر صفحته يقول: “ضياع القمر الصناعي المصري لثاني مرة نتيجة طبيعية لاستمرار مسلسل تهميش الخبرات العلمية بالداخل والخارج، 305 مليون جنيه مصري تضيع نتيجة عدم وجود تصور لبناء أو للاستفادة من الخبرات المصرية وغياب وكالة فضاء مصرية”.

وأضاف حجي “القمر المعد للبقاء 11 عاما لم يكمل سنة واحدة، شعوري بالحسرة وأنا أقرأ هذا الخبر المحزن الذي انتشر في مجال أبحاث الفضاء لا يوصف، واضح أنه مكتوب علينا نزرع في أرض الغرب ونرجع بلدنا في صناديق، شبابنا المقهور يموت وهو بيعدى البحر، ويقف العالم عليهم دقيقة صمت وما يقفش أي مسئول ثانية أمام ضميره ويسأل نفسه: إلى متى سيستمر تهميش الشباب وتهجير العقول”.

واختتم العالم المصري حديثه عن القمر الصناعي المصري “إيجيبت سات 2” قائلا: “نحن نستورد النجاح ولكننا لا نصنعه.. ملحوظة: أتمنى من كل قلبي أن أكون مخطئا في كل ما قلته”.

ولكن “الهيئة القومية للاستشعار عن بعد” وعلوم الفضاء، التابعة لوزارة البحث العلمي، أصدرت بيانا أكدت فيه أن القمر الصناعى «إيجيبت سات 2» زار مصر، السبت 25 أبريل في تمام الساعة الثانية ظهرًا؛ حيث كان فوق البحر الأحمر والدلتا، ثم توجه إلى السعودية لاستكمال دورته المعتادة حول الأرض، نافية بذلك ما تردد عن فقدان السيطرة على القمر.

وذكر تقرير- أعده مركز معلومات مجلس الوزراء بعد التواصل مع “هيئة الاستشعار عن بعد”- أنه «لا حقيقة لأي تلفيات أو مشاكل به»، فيما أشارت الهيئة أيضًا إلى أن القمر الصناعي المصري «إيجيبت سات 2» ساعد الحكومة في عدد من المشروعات التنموية العملاقة مثل قناة السويس، ومراقبة السواحل البحرية، كما تمت الاستعانة به أثناء الهجمات المصرية على الأراضي الليبية لمقاتلة أعضاء تنظيم «داعش»؛ حيث ساعد القمر القوات الجوية المصرية في تحديد أماكن اختباء العناصر التكفيرية.

وبحسب تقرير صدر في 14 أبريل 2015 للشركة الروسية RSC Energia التي صنعت القمر المصري في روسيا، فإن “السبب في فقدان الاتصال هو خطأ بشري ارتكبه طاقم التشغيل بعد إعطائه أوامر غير صحيحة للقمر الصناعي”.

أيضا أكدت مجلة (إسرائيل ديفينس)، المتخصصة في الشئون العسكرية، أمس الأحد 3 مايو الجاري، أن “السبب الحقيقي الذي يخشى الإعلام المصري الموالي للنظام تداوله، بشأن فقدان الاتصال بالقمر الصناعي “إيجيبت سات 2″، هو خطأ بشري من طاقم التشغيل الذي أعطى للقمر الصناعي أمرا غير صحيح”.

وقالت في تقرير كتبه “أمير روجكيس”: “الحديث يدور عن عطل فني، والمزاعم الرسمية تتحدث عن عطل فني نتيجة لخطأ بشري، كذلك من غير الواضح ما إن كان الاتصال بالقمر انقطع للأبد، أم تم استئنافه، أم أن الواقعة والتقرير الروسي غير صحيح إطلاقا”.

هل أعطبت إسرائيل ثاني قمر مصري؟

أرجع تقرير مجلة “إسرائيل ديفينس”، المتخصص في التحليلات الأمنية والعسكرية، أحد أسباب انقطاع الاتصال بالقمر المصري “إيجيبت سات 2″، ضمن السيناريوهات المحتملة، إلى “أن القمر ربما تعرض لعملية تخريب متعمدة؛ نظرا لقدراته المتطورة والتي تمنح المخابرات المصرية معلومات نوعية عن منطقة الشرق الأوسط”، على حد وصفه.

فبحسب المجلة الصهيونية، فإن قدرات القمر- الذي يمكنه التصوير بجودة عالية لمسافة تصل لأقل من متر على سطح الأرض– قد تجعله مستهدف، ونقلت تصريحات سابقة لخبير إسرائيلي في مجال الفضاء، أكد فيها أنه “بانطلاق القمر المصري في أبريل 2014 انتهى احتكار إسرائيل لأقمار تصوير متطورة في الشرق الأوسط، ووصفه “إيجيبت سات 2” بأنه عيون مصر في الفضاء.

وسبق أن ألمحت مصادر مصرية مسئولة إلى إمكانية اختطاف إسرائيل القمر الصناعي المصري المخصص للأبحاث العلمية “إيجيبت سات – 1” الذي فقدت مصر الاتصال به عام 2010، وذلك بعد أن اختفى من لوحات المراقبة الأرضية، وأشارت المصادر لصحيفة “العرب” القطرية حينئذ إلى الحملة التي شنتها إسرائيل وتواكبت مع إطلاق القمر، حيث زعمت حينها أنه مخصص للتجسس على إسرائيل بصفة خاصة رغم نفي مصر ذلك عدة مرات، وتسابقت الصحافة الإسرائيلية في ذكر تهديدات القمر المصري للأمن القومي الإسرائيلي.

وعن إمكانية حدوث ذلك من الناحية التقنية، أوضحت المصادر ذاتها أنه يمكن ذلك من خلال التحكم البديل للقمر عبر نفس موجات التحكم، مشيرا إلى أنها عملية علمية معقدة لكن إسرائيل من بين الدول القليلة التي تملك تلك الإمكانات.

وفي العام الماضي عندما أطلق القمر المصري الثاني، كشف موقع “هيدعان” الصهيوني- في حديث مع “تال عنبر” رئيس مركز أبحاث الفضاء بمعهد فيشر- أن “لدى مصر الآن في الفضاء قمر مراقبة ذو جودة تصوير عالية ( ريزولوشن)، وكذلك قدرة على الرؤية بمجال الأشعة تحت الحمراء”، ولكنه قال: “إن الفجوة بين القمر المصري (صناعة روسية) والأقمار الإسرائيلية ما زال كبيرا؛ استنادا للكثير من المقاييس، ولكن احتكارنا لأقمار تصوير متطورة في الشرق الأوسط قد انتهى هذه الليلة للأبد”، يقصد بعد انطلاق القمر المصري.

وبحسب “ديفنس نيوز”، فإن القمر المصري الذي تم بناؤه على يد شركتي RSC Energia و NARSS ، بُني “كقمر عسكري لجمع المعلومات الاستخبارية، وتم إطلاقه في الفضاء في أبريل 2014، وانتقلت عملية تشغيله لمصر في يناير 2015، ويمكنه التصوير بجودة عالية على مسافة أقل من متر على سطح الأرض، ويغطي قطاعا من الأرض يصل حتى 1500 كيلومتر، بما يتسق مع وضع التصوير والجودة المطلوبة”.

نظريات المؤامرة

ويقول “ديفنس نيوز”، إن التقرير الروسي حول انقطاع الاتصال بالقمر أثار موجة من الشائعات، فبعيدا عن الادعاء بأن الحديث يدور عن عطل فني، زعمت روايات أخرى أنه من المحتمل أن يكون “تخريب متعمد”، والدافع لذلك يمكن في القدرة الضوئية المتطورة للقمر، التي هدفت إلى تزويد المخابرات المصرية بمعلومات نوعية عن منطقة الشرق الأوسط.

تكهن آخر يقول إنه قبل قطع الاتصال لوحظ في القمر ارتفاع حاد في التيار الذي يحتاجه القمر، وهذا يمكن أن يشير، نظريا، إلى استخدام الليزر ضد القمر، لكن من غير الواضح ما إن كانت إمكانية كهذه متاحة أساسا لدى أي دولة، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، فحتى اليوم، يصل الليزر العملياتي لنحو 20 كيلووات، وهي طاقة غير كافية لإحراق منظومة الكترونية بقمر نشط.

اتجاه آخر يدور حول “هجوم إلكتروني”، ففي نهاية الأمر تصل الأوامر للقمر من منظومة محوسبة من غرفة القيادة، وهذه الغرفة من السهل للغاية اختراقها، مقارنة باختراق القمر، وهناك احتمال ثالث حول تخريب متعمد من قبل أحد العاملين، وهذه التكهنات كلها، يمكن أن تشير إلى نظريات مؤامرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …