لماذا يصطحب السيسي دحلان؟ وما دوره في إثيوبيا وليبيا وغزة؟
أثار الظهور المتكرر للفلسطيني الهارب بالإمارات محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في غزة، مع عبد الفتاح السيسي في عدد من زياراته الخارجية، واعتماده عليه في إنهاء عدد من المهام الصعبة، موجة من الجدل الواسع حول طبيعة العلاقة بينهما، وأسرار ثقة السيسي في دحلان، وتكليفه بمهام مخابراتية، رغم أنه ليس مصريا، وهو أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في العالم العربي .
وكان دحلان قد ظهر أكثر من مرة مع السيسي خلال زياراته الخارجية لدولتي اليونان وقبرص، كما ظهر معه في أديس أبابا، وقام بلعب دور الوسيط في إبرام اتفاقية سد النهضة الإثيوبي، بحسب مجلة “نيوزويك”، كما التقى به السيسي سرا وعلنا أكثر من مرة، إلى درجة أن أصبح البعض يعتقد أن السيسي عين دحلان في جهاز المخابرات العامة أو الحربية.
وبحسب المجلة الأمريكية، فإن دحلان كان في قلب مفاوضات جمعت زعماء البلدان الإفريقية الثلاثة بالخرطوم للتوقيع على المبادئ التي سيتم على أساسها تشييد سد النهضة بإثيوبيا.
وأشارت المجلة إلى أن السيسي أسند إليه مهمة الإشراف على المفاوضات، بعدما وجه إليه القائد الإثيوبي دعوة للقيام بذلك، وقد حصلت المجلة على صور حصرية يظهر فيها دحلان مع الرئيس الإثيوبي ورئيس جهاز المخابرات المصرية خالد فوزي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا .
السيسي يستخدم دحلان في ليبيا
وبحسب مراقبين، فإن دحلان الذي يعمل مستشارا أمنيا لمحمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، لم يعد فقط رجل الإمارات للمهام الصعبة، والتي توصف بالمشبوهة أحيانا، لكنه بات أيضا رجل السيسي، ومن أخطر المهام التي يؤديها دحلان، بناء على تكليف من السيسي، الدور الذي يلعبه في سيناء لمساعدة القوات المسلحة في مواجهة من تصفهم بـ”العناصر الإرهابية”، إضافة إلى الاستعانة به في ملف ليبيا، فقد كشف تسريبٌ نشرته قناة “ليبيا بانوراما” لمدير مكتب السيسي- اللواء عباس كامل- عندما كان وزيرًا للدفاع، دورا للقيادي المفصول من حركة فتح في ليبيا، وجاء هذا الدور بعد محاولات السيسي التدخل في ليبيا .
وفي غزة له دور
وبحسب ما نشره موقع “ساسة بوست”، فإن أخبارا كثيرة تحدثت عن لقاءات وجهود متبادلة بين السيسي ودحلان؛ “من أجل تخفيف المعاناة عن قطاع غزة المحاصر”، إلا أن أي تحسن لم يطرأ على الوضع المأساوي في غزة، ولم يرفع الحصار عن غزة يوما واحدا منذ بدء تلك الجهود .
وفي اعتراف خطير، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو، يعترف فيه محمد دحلان بوجود جنود له فى سيناء هربوا من قطاع غزة، قال إنهم “يقومون ببعض الواجبات لمساعدة النظام المصرى فى بعض العمليات هناك”.
وشن دحلان- خلال المقابلة التي أجراها مع فضائية “دريم”- هجومًا على الرئيس الفلسطينى محمود عباس “أبو مازن”، قائلا: “محمود عباس، كان أكثر واحد شغال مخبر للرئيس المحبوس محمد مرسى، وكان يعمل لحسابه فى فترة حكمه، وخطاباته بتذكرنى بخطاب مرسي.
وبحسب تقارير صحفية، فإن رجال دحلان في سيناء “يقومون ببعض الواجبات لمساعدة النظام المصري في بعض العمليات هناك”.
وكشفت مصادر مصرية أنه يوجد 200 (ضابط) فلسطيني على الأقل يتبعون دحلان في سيناء منذ عهد مبارك، وتقول المصادر إن هؤلاء متورطون في تهريب مخدرات لسيناء، وفي أعمال إرهابية ضد المنشآت السياحية المصرية، وهم على علاقات وثيقة واتصالات دائمة مع الموساد والسي آي إيه، وقد أكد شهود عيان في سيناء هذا الأمر أكثر من مرة، وذلك رغم محاولة دحلان تحديد “نوعية أشخاصه” هناك بأنهم “ليس لي عسكر في سيناء، إنما لي أفراد فتحاوية “ينتمون لحركة فتح”.
هل فقد السيسي الثقة في رجاله بالمخابرات؟
ويرى مراقبون ونشطاء سياسيون أن استخدام السيسي لدحلان، رجل الإمارات الأمني، في تلك المهام، قد يعكس فقدان السيسي الثقة في أجهزته المخابراتية، حيث إنه من الطبيعي أن يلجأ السيسي للرجالة في المخابرات في تلك المهام، إلا أن شعور السيسي بفقدان الثقة في أغلب من حوله جعله يلجأ للإمارات التي رشحت له بطبيعة الحال محمد دحلان .
وبحسب مراقبين، فإن التسريبات المتكررة التي خرجت من مكتب السيسي وأذاعتها عدة قنوات فضائية، كانت السبب في فقدان السيسي الثقة في كل حوله، خاصة أجهزة المخابرات، ولذلك أجرى عدة تغييرات بها، في مقدمتها إقالة رئيس المخابرات نفسه “فريد التهامي”، بالإضافة لقيامه بين الحين والآخر بحركة تغييرات داخل تلك الأجهزة السيادية .
مصر منزعجة من افتضاح دوره
في المقابل، كشف مصدر دبلوماسي مصري أن القاهرة انزعجت من انكشاف دور وساطة قام بها القيادي الفلسطيني محمد دحلان للتوصل إلى الاتفاق المبدئي بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة.
ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن المصدر، الذي قالت إنه فضل عدم ذكر اسمه، أن الحكومة المصرية تشك في أن دحلان كان وراء تسريب الخبر بغرض دعم صورته كسياسي يتمتع بحضور إقليمي ودعم إماراتي، وثقة من أطراف الأزمة، وخاصة مصر وإثيوبيا.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …