“بداية”.. موجة ثورية أم خدعة جديدة للمخابرات؟
أثار إعلان عدد من النشطاء السياسيين تدشين حركة “بداية” جدلا واسعًا وسط الساحة السياسية، حيث وصفها بعض المراقبين بأنها “استنساخ” لحركة تمرد؛ من أجل خلق معارضة صورية للنظام الحالي، وتجميل صورته، وتهدئة الأصوات المعارضة التي تعالت بسبب سياسات القمع وسوء الأحوال الاقتصادية.
وكان مؤسسو حركة “بداية” قد أصدروا بيانًا موجهًا لثوار يناير 2011، حيث دعوهم للتوحد من أجل المطالبة بوطن أكثر عدلا وحرية، قائلين: “إلى هؤلاء الذين شاركوا في ثورة يناير العظيمة وأيدوها ودافعوا عنها وحلموا معها بوطن أكثر عدلًا وحرية.. إلى الذين أصابهم التعب وسيطر عليهم الإحباط وهم يرون حلمهم يغيب وأمانيهم تتراجع.. إلى كل هؤلاء النبلاء الذين خذلتهم النخبة- للأسف- وأضحت لا تعارض السلطة الحاكمة بما يليق بتضحيات الشهداء.. “آن الأوان أن نلتقي من جديد”.
وأشار محمد دومة، أحد مؤسسي الحملة، إلى أن السبب وراء تدشين الحملة هو محاولة لم شمل شباب الثورة وتجميع شتاتهم، وعودتهم إلى معسكر ثورة 25 يناير، موضحًا أن أبرز أهداف الحملة “الإفراج عن كل سجناء الرأي، وإسقاط قانون التظاهر، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، ومحاكمة تنظيم التعذيب بداخلها، وإعداد مشروع قانون للعدالة الانتقالية يقتص لدماء الشهداء، ومحاكمة كل من تورط في الفساد والنهب والدم بداية من عهد المخلوع مبارك وحتى الآن، والضغط من أجل عدالة اجتماعية تضمن إنهاء البطالة، ومكافحة جادة للفقر والانحياز لحق الفقراء في الحياة، ووضع قانون جديد للعمل يضمن الحق في الأجر العادل والتأمين والإجازة، وكل سبل تأمين حياة كريمة لكل العاملين بأجر”.
ومن أبرز أعضاء الحركة: “عمرو بدر رئيس تحرير بوابة يناير، والنشطاء أسماء محفوظ، وشريف دياب، ومحمد رشاد، وزياد العليمي، والصحفي تامر أبو عرب”.
ورغم أنها حركة معارضة- بحسب إعلان مؤسسيها- إلا أن إسقاط النظام غير مطروح على أولوية أجندتها، وذلك بحسب تصريحات دومة، والذي لم يحدد الشكل الذي ستتخذه الحملة لمعارضة النظام، سوى صفحة الحركة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
شكوك وهواجس مشروعة
ومن جانبه، وصف الكاتب الصحفي وائل قنديل الحركة الناشئة بـ”المفاجئة” ومحل الشكوك والهواجس المشروعة، مشيرًا إلى أن البيان لم يقدم وصفًا أو تعريفًا لما قام به السيسي والعسكريون للاستيلاء على الحكم، سواء انقلابًا على تجربة حكم ديمقراطية جاءت عقب ثورة يناير، أم وصولا مشروعا إلى السلطة.
وأضاف قنديل- في مقال له نشر في “العربي الجديد”- “ويخلو بيان الحركة من أية إشارة لموقفها من شرعية، أو بالأحرى لا شرعية، نظام حكم عسكري، وصل إلى السلطة عبر سلسلة من المجازر بحق معارضيه، بما تبدو معه وكأنها حركة تطمح فقط إلى تحسين ظروف العيش، تحت ظل سلطة قمعية مستبدة، ولا تعتبر نفسها في حالة مقاومة له، سلميًا، بشكل جذري، ومن ثم لا تسعى، بأي حال، إلى تغيير النظام، أو إسقاطه، بل تطلب فقط تغيير الطريقة التي يستخدمها النظام في البطش، أو قل تخفيف حدة الاستبداد، وتخفيض كمية القمع، وليس إنهاء حكم النظام القمعي”.
وأكد أن مؤسسي الحملة يناقضون أنفسهم حين يقولون إنها تستهدف توحيد القوى الثورية من أجل تحقيق أهداف ثورة يناير، ثم يخرج أحد مؤسسيها بتصريحاتٍ يعلن فيها إقصاء المصريين من المنتمين إلى جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن أي كلام عن استعادة حالة ثورة يناير، وتحقيق أهدافها، باستبعاد الإخوان والإسلاميين هو نوع من الدجل السياسي.
وشبه قنديل الحركة الجديدة بـ”تمرد”، التي كانت وقودا للانقلاب والارتداد عن قيم ومبادئ وأهداف ثورة يناير، فضلا عن صياغتها في معامل تفريخ “الثوار الجدد” التابعة للعسكر، وذلك بحسب وصف الكاتب الصحفي.
وكشف عن أن مؤسسي “البداية” ممن يلعبون نفس الأدوار في تأسيس نظريتها “تمرد”، مضيفًا أن الهدف من إنشاء الحركة الجديدة هو قطع الطريق على إنشاء كيانات أخرى محترمة، تسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية، وتطمح إلى أكثر من مجرد تخفيف وطأة البطش بالمعارضة، أو إلغاء قانون التظاهر و”الإفراج عن كل سجناء الرأي، وفي القلب منهم شباب الثورة”، كما يقول البيان التأسيسي.
وتابع قنديل: “ومشكلة هذه الحركة أنها تتأسس على مقدمات فاسدة منطقيا، ومن ثم لا يمكن توقع نتائج سليمة من ورائها، وهي، على هذا النحو، لا تختلف عن كوميديا ما يعرف بـ “تحالف 25+30″، والاسم يحمل في ذاته كل علامات فساد المنطق، إذ يضع الثلاثين من يونيو “الثورة المضادة” كشقيق للخامس والعشرين من يناير “الثورة الحقيقية”، وهو بذلك يريد خلط العذب الفرات بالملح الأجاج، ويتوقع ماء صحيا صالحا للشرب”.
دعم الإعلام المؤيد للانقلاب
ومن أبرز المفارقات التي تدفع إلى الشك في الحركة الناشئة، أن وسائل الإعلام المحسوبة على النظام الحالي باركت تدشين “بداية”، داعين إلى دعمها من أجل تأسيس معارضة قوية للنظام الحالي.
وكانت صحف- منها “اليوم السابع والشروق والوطن والبوابة نيوز”- قد نشرت ما يدعم ويؤيد الحركة، كما كتب عنها الإعلامي عبد الرحيم علي في مقال في صحيفة البوابة: “لقد خرجت إلى النور منذ أيام حركة بداية، ولا أشك أن وراءها شبابا لديهم أفكار بريئة، فهم يطالبون بالإفراج عن سجناء الرأي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتشغيل الشباب، وهيكلة وزارة الداخلية، وهي المطالب التي لا تزال مرفوعة منذ ٢٥ يناير”
.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …