الجارديان: شركات سجائر وظفت شيوخ أزهر وصحفيين للدعاية للتدخين
كشف تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية عن بعض المستندات التي تكشف كيف حاولت شركات التبغ العالمية مقاومة حظر التدخين في الدول الإسلامية، عبر استئجار خدمات شيوخ أزهريين، وتجنيد علماء الدين الإسلامي من دول تشتهر بتدخين شبابها الشره للسجائر، مثل مصر وإندونيسيا وبنجلاديش، مشيرا إلى حرب ضمنية لاستخدام العلماء بين شركات السجائر ومنظمة الصحة العالمية.
وتحت عنوان “كيف حاولت شركات التبغ تقويض حظر التدخين في الدول الإسلامية”، ذكر تقرير الجارديان أنه حصل على وثائق تؤكد أن “شركات سجائر عالمية مثل “بريتيش أمريكيان توباكو”، و”فيليب موريس”، سعت لإعادة تفسير التعاليم الإسلامية على طريقتها، عبر توظيف علماء دين في حملاتها الإعلامية؛ من أجل محاولة تقويض حظر التدخين الذي تفرضه العديد من الأقطار الإسلامية.
وقالت إن مذكرة تعود إلى عام 1996 صادرة عن شركة بريتيش أمريكيان توباكو (BAT) أظهرت “وجود رغبة لدى الشركة لتوظيف شيوخ وباحثين أزهريين كمستشارين موثوق بهم أو حلفاء، وأحيانا متحدثين بشأن هذه المسألة، ويفضل من جامعة الأزهر في القاهرة”.
ومضت تقول “لقد اتفقنا على أن مثل هؤلاء العلماء سيكونون بحاجة إلى الاقتران بكاتب أو صحفي إسلامي؛ لمناهضة الآراء المتطرفة”، في إشارة للآراء الرافضة للتدخين.
وذكرت الجارديان “أن أدلة تعود إلى الفترة بين سبعينيات القرن المنصرم إلى أواخر التسعينيات أظهرت مدى الاهتمام الذي أولته شركات تبغ بالتعاليم الإسلامية”، وتحذيرات ترجع لعام 1996، من شركة “بريتيش أمريكيان توباكو” من انتشار ما أسمته “الآراء المتطرفة” للأصوليين المسلمين المضادة للتدخين، واعتبرت أن ذلك يجعل شركات السجائر في مواجهة ما يشبه “الإعصار”.
وأن تلك الشركات سعت بالمقابل لتصميم حملات إعلامية، واتخاذ إجراءات لمناهضة التهديدات التي تجابهها في دول مثل مصر وإندونيسيا وبنجلاديش، التي تمتلك نسبة عالية من الشباب المدخن؛ بسبب فتاوى منع التدخين.
شيوخ يشجعون التدخين
وقد أظهرت وثيقة أخرى تعود إلى عام 1985، أن كارتل- تجمع شركات صناعة التبغ- عبرت عن قلقها من تشجيع منظمة الصحة العالمية للمواقف المناهضة للتدخين التي تتبناها القيادات الإسلامية، وتوجيه شركة “فيليب موريس” نقدا مباشرا لمنظمة الصحة العالمية، قالت فيه: “هذا التطور الأيديولوجي بات خطرا على أنشطتنا؛ بسبب تدخل منظمة الصحة العالمية، التي لم تكتف فقط بالوقوف في صف “الأصوليين المسلمين” الذين يعتبرون التدخين مصدر شر، لكنها مضت قدما لتشجيع قيادات دينية ليسوا نشطاء في مجال مكافحة التدخين لتبني القضية”.
وأشارت وثيقة فيليب موريس لمحاولة تجنيد علماء الدين الإسلامي في جامعة ماكجيل في مونتريال بكندا، حيث قالت: “تم الموافقة على إجراء اتصالات استكشافية”، بحسب ممثل مجلس مصنعي التبغ الكندي.
وقالت وثيقة أخرى، إنه كانت هناك محاولات لترويج أن “المسلم الذي يهاجم التدخين قد يشكل خطرا على حكومة بلده، باعتباره “أصوليا” يرغب في العودة لتطبيق الشريعة”، وتابعت “ينبغي أن يرتكز دفاعنا الخفي على أن الإسلام يسمح للمسلمين بالتدخين، وأمور أخرى من الحياة المعاصرة”.
وبحسب الوثيقة، سعى مصنعو التبغ للربط بين التدخين والحياة المعاصرة، وأن رفض التدخين مثل رفض الصور والتلفزيون وغيره، حيث قالت “ينبغي أن نركز عن الأوجه الأخرى من الحياة المعاصرة التي يحرمها المتطرفون، وفقا للتفسير المتشدد للشريعة، مثل الصور والتلفاز واستخدام المؤذنين لمكبرات صوت، وتعليم النساء”.
وقد حذر تقرير أصدره “قسم شئون المستهلك والتنظيم” في شركة “بريتيش أمريكيان توباكو” عام 2000 من استغلال منظمة الصحة العالمية للدين في جهودها لتشجيع عدم التدخين، ويطالب بخطط مضادة حيث يقول: “يبدو أن جهود منظمة الصحة العالمية لربط الدين بالتدخين آتت أكلها، ونحتاج أن نناقش على نحو منفصل كيفية فهم وإدارة ذلك التوجه بما يتماشى مع استراتيجية القسم”.
وترجع أقدم فتوى ضد السجائر، بحسب الجارديان، إلى عام 1602، لكن العديد من علماء الدين اعتقدوا أن التدخين ليس ضارا، إلى أن بدأت أدلة على ظهور أخطارها في منتصف القرن العشرين، حيث أعلن فقهاء أن تدخين التبغ “مكروه”، لكن ظهر خط أكثر تشددا في بعض الدول الإسلامية يحرم التدخين برمته؛ على أساس أنه يندرج تحت بند “إيذاء النفس”، ما أزعج شركات التبغ.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …