خوفا من مظاهرات الغضب: الجيش يحتل ميادين مصر

انتشرت قوات الجيش والشرطة بشكل مكثف فى عدد من شوارع وميادين القاهرة الكبرى والمحافظات، عقب إصدار محكمة جنايات القاهرة، ظهر اليوم، حكمها الأول على الرئيس مرسى بالسجن 20 عاما؛ بتهمة استعراض القوة فى القضية المعروفة إعلاميا باسم “أحداث الاتحادية”، وذلك خوفا من اندلاع المظاهرات الغاضبة والرافضة لهذا الحكم.

فبالرغم من مرور أكثر من 20 شهرا على عزل الرئيس محمد مرسى فى 3 يوليو 2013، وتواصل حملات التنكيل والقمع ضد المتظاهرين، لا تزال المظاهرات الرافضة لعزله تجوب شوارع وميادين مصر بين حين وآخر، وسط تصميم وتأكيد من قبل المشاركين فيها على استكمال ثورتهم حتى تحقيق أهدافها.

وعقب صدور الحكم على الرئيس مرسى – اليوم – توعدت جماعة الإخوان المسلمين على لسان متحدثها الرسمي، أن يكون الحكم على الرئيس بداية لحراك ثورى ونوعى يشعل فتيل الثورة المصرية، ويعمل على ازدياد الغضب الشعبى ضد سلطات الانقلاب، واعدا من أسماهم بالانقلابيين بمفاجآت ثورية غير متوقعة.

وبحسب شهود عيان، نجحت جماعة الإخوان المسلمين فعليا، فى تنظيم عشرات المظاهرات والفعاليات بالمحافظات، بعد أقل من ساعة على نطق الحكم على الرئيس مرسي، مؤكدين استمرار الثورة حتى إسقاط الانقلاب العسكرى ومحاكمة القائمين عليه.

الحكم يشعل الثورة

وكانت الجماعة قد أكدت فى بيانها، أن الأحكام التى صدرت بحق الرئيس محمد مرسي، هى “أحكام باطلة، تريد سلطة باطلة بها أن تفرض واقع الجبروت، وسينقلب عليها هذا الظلم باستمرار الثورة والغضب الشعبي”.

وأكدت فى بيانها أن “هذا الحكم لن يدفع ثبات الرئيس محمد مرسى والثوار قيد أنملة للخلف، وأن هذه الأحكام ستسقط كما سيسقط الانقلاب وقضاء العسكر، وسيبقى الرئيس محمد مرسى والثوار أقوى من هذا الزيف، وستنتصر مصر على هذا الانقلاب والقضاء الفاسد” .

وأشار البيان إلى أن “الحكم على الرئيس محمد مرسى يؤجج الغضب الشعبي، ولينتظر الانقلاب أياما سوداء ننقذ فيها مصر من الظلم والفساد والفقر والقهر، لأجل أن يعيش الوطن والمواطنون فى حرية وكرامة وعزة وعدل”.

وشددت الجماعة أنها فى طريقها الثورى لن تتراجع، ولن تسمح لعنف الانقلاب وتفجيراته وجبروته أن يستمر، وأن عبد الفتاح السيسى و”عصابته” سيعلمون “مصيرهم الأسود”، وذلك بحسب نص البيان.

مظاهرات فى القاهرة والمحافظات

وعقب أقل من ساعة على نطق الحكم على الرئيس مرسى، خرجت مظاهرات عدة رافضة للحكم الصادر بحق الرئيس مرسى فى كل من “المعادى بالقاهرة والمهندسين وكرداسة بالجيزة، وحوش عيسى بالبحيرة وقطور الغربية والورديان بالإسكندرية، وبلطيم بكفر الشيخ وأماكن أخرى فى محافظات الجمهورية.

ففى حى المعادى بالقاهرة، نظم رافضو الانقلاب مسيرات تندد بما أسموه تسييس القضاء المصري، ورفع المتظاهرون صور مرسى مطالبين بإطلاق سراحه وعودته لمنصبه، كما قامت حركة “شباب ضد الانقلاب” و”طلاب ضد الانقلاب” بقطع طريق كورنيش المعادى.

وفى مركز ههيا وقرية العدوة مسقط رأس الرئيس مرسى، احتشد مئات المتظاهرين من أنصار الرئيس ورافضى الانقلاب فى مسيرة حاشدة عبروا خلالها عن غضبهم وسخطهم على الأحكام، وأن الرئيس خط أحمر لا يجب المساس به، وأصروا على استكمال ثورتهم حتى النصر أو الشهادة على حد قولهم.

فيما شهدت محافظة كفر الشيخ تظاهرة نسائية ببلطيم البرلس، فى مسيرة رافضة للحكم بحق الرئيس على الطريق الدولى؛ رفضا لمحاكمة الرئيس محمد مرسي، كما شهدت محافظة البحيرة وتحديدا مركز دمنهور مسيرة حاشدة انطلقت بشارع “الراهبات” تنديدا بالحكم، وهتف المشاركون فى المسيرة ضد “سياسات العسكر”، كما نددوا باستهداف رافضى الانقلاب، رافعين شارات ورايات رابعة، وصورًا للرئيس محمد مرسى والمعتقلين.

حكم هزلى ولن يمر

من جانبه، اعتبر المجلس الثورى المصرى المعارض لسلطات ما بعد 3 يوليو فى مصر أن الحكم الصادر بحق الرئيس مرسى بالسجن 20 عامًا، هو حكم هزلى أملته العصابة الغاصبة للسلطة، بحسب قول المجلس، مؤكدين أن الحكم لن يمر مرور الكرام، وأن من أصدره لن يهنأ بعد هذا الحكم باستقرار ولن يفت هذا الحكم فى عضد الثوار، بل الصحيح أن هذا الحكم سيكون وقودًا جديدًا لثورة لم و لن تتوقف، ولمقاومة للحكم العسكرى لم تنقطع على مدى 22 شهرًا”.

وأكد المجلس فى بيان له، تعقيبا على الحكم “أن مرسى كان صادقا مع نفسه ومع الشعب حين قال: إن حياته ثمن الدفاع عن الشرعية، ونحن نقول له وللعالم: إن حياتنا جميعا فداء لمصرنا ولثورتنا ولشهدائنا اﻷبرار”.

وخاطب البيان الشعب المصرى قائلًا: “أيها الشعب المصرى العظيم، يا من ثار من أجل العيش والحرية والعدالة والكرامة، منذ الخامس والعشرين من يناير 2011 و حتی الآن، ويا من مارستم هذه الحرية وشعرتم بتلك الكرامة على مدى 30 شهرًا بعد الثورة.. وانتخبتم رئيسًا مدنيا ﻷول مرة فى تاريخ مصر الحديث بكامل حريتكم.

وتابع: “ها هو رئيسكم المنتخب، يدفع اليوم من خلال هذا الحكم الهزلي ثمن صموده وإبائه وثباته على مبادئ ثورتكم، ورفضه الرضوخ والخنوع والتنازل عن مكتسباتها.. ها هو الرئيس محمد مرسي يتوج اليوم، بحق زعيما للثورة المصرية، لقد استحق هذه المكانة بصموده وتصميمه ووضوح رؤيته من أجل الحفاظ علی الثورة وبقاء جذوتها مشتعلة حتی تحقيق كامل أهدافها، غير عابئ بما يقدمه من تضحية أو ما يدفعه من ثمن لهذا الهدف الغالي”.