‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير وزارة التعليم تحرق كتب شيخ الأزهر والنجار والسنهوري في المدارس
أخبار وتقارير - أبريل 13, 2015

وزارة التعليم تحرق كتب شيخ الأزهر والنجار والسنهوري في المدارس

قامت لجنة من وزارة التربية والتعليم بحرق عشرات الكتب الإسلامية في فناء إحدى المدراس بالجيزة أمام الطلاب وفي حضور المدرسين، وهم يرفعون علَم مصر كأنهم في غزوة، بزعم أنها تحض على العنف والتطرف وتخرب عقول الطلاب، رغم أن من بينها كتبًا لشيخ الأزهر عبد الحليم محمود وعلماء كبار مثل زغلول النجار والسنهوري وغيرهم.

وفي صور وصفها النشطاء بما فعله التتار قديمًا وما فعلته محاكم التفتيش في القرون الوسطى في أوروبا، نشرت على مواقع التواصل صور لمديرة الإدارة التعليمية ووكيلة الوزارة ومدير مدرسة “فضل الحديثة” بالجيزة وهم يقيمون احتفالاً لإحراق مجموعة من كتب التراث الإسلامي في حوش المدرسة؛ بحجة أنها كتب تحرض على العنف والإرهاب ويحملون علم مصر رغم أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام.220

 

وبمراجعة الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي للكتب قبل حرقها، تبين أنها كتب تتحدث عن السيرة النبوية والحضارة الإسلامية ومكانة المرأة في الإسلام، وغيرها من الموضوعات البعيدة تمامًا عن العنف أو التطرف؛ حيث ظهر من الكتب التي تم حرقها في الصور: “دور المرأة ومكانتها في الحضارة الإسلامية – أضواء على أهمية الصلاة في الإسلام -حضارة الإسلام – دروس مستفادة – مفاهيم تربوية للنشء”.221

ومن الكتب المحروقة أيضًا بحسب كشف بأسماء هذه الكتب معتمد رسميًّا من إدارة المدرسة والمنطقة التعليمية كتاب “منهاج المسلم” لأبوبكر الجزائري وكتب للدكتور والعالم المصري زغلول النجار، وكتاب منهج الإصلاح الإسلامي للشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر السابق، وأصول الحكم في القرآن للعلامة عبد الرزاق السنهوري، و”اتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله” للكاتب محمد بن محمد المختار الشنقيطي، وغيرها من الكتب التي تشير الوثائق الرسمية إلى أنها تعادل حوالي 40 كتابًا.222

وقالت بثينة كشك، وكيلة وزارة التعليم بالجيزة، التي تضع على مكتبها درع تكريم من وزارة الداخلية: إن لجنة “إعدام الكتب في المدارس” قامت الأسبوع الماضي بحرق أكثر من 80 كتابًا، ممنوع تداولها في مصر داخل مدرسة “فضل” الخاصة بمحافظة الجيزة.

وأوضحت – في تصريحات صحفية – أن من بين هذه الكتب التي تم اكتشافها في مكتبة المدرسة كتبًا لسيد قطب وغيره من مفكري الإخوان، بجانب مجموعة كتب من قطر، مضيفةً أن هذه المدرسة تابعة للإخوان وتستخدمها الجماعة لحسابها الخاص، وتم التحفظ عليها.223

وأشارت بثينة كشك إلى أن الحكومة تحفظت على المدارس التابعة للإخوان على مستوى الجمهورية ماليًّا وإداريًّا العام الماضي؛ سعيًّا إلى تريبة التلاميذ فيها تربية سليمة، بعد أن تبين أنه لا يرفع فيها علم مصر ولا يردد الطلاب النشيد الوطني، وهو ما نفاه مسئولو المدرسة الذين أكدوا رفع العلم وترديد الطلاب للنشيد الوطني في الطابور الصباحي يوميًّا وبشكل منتظم، بل إن نفس المدرسة أقامت في نهاية شهر مارس الماضي احتفالاً بعيد الأم تحول إلى مظاهرة تأييد للجيش وللحكومة، وتم إجبار الطلاب والمدرسين على رفع علم مصر وارتداء ملابس بألوان العلم.

هل يجرءون على حرق كتب مسيحية؟

واستفزت واقعة حرق الكتب الدينية في المدرسة مشاعر الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاءت تعليقات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي معبرة عن غضبهم؛ حيث قال أحدهم: “هذه صورة تشبه ما فعله التتار قديمًا وما فعلته محاكم التفتيش في القرون الوسطى في أوروبا”.

وكتب “خالد فريد سلام” قائلاً: “مندوب وزارة التعليم جمع الكتب وحرقها في تكرار للمشهد السينمائي، بإحراق كتب ابن رشد، تعبيرًا عن الفكر الظلامي للمتطرفين”.

وقال عبد الله رمضان: “إحراق الكتب في القرن الحادي والعشرين على يد البغال، محارق الكتب بعد محارق البشر، مرحبًا بكم في عصر الحرق”.

وعلقت صفحة “إعلاميون كاذبون” بقولها: “حد يفهّمنا الكلاب دول عاوزين يوصلونا لحد فين؟ احرق الكتب علشان تنشر الجهل والغباء أكتر، ونزل للطلبة مكانها كتب إلهام شاهين”.

وقال آخر: “حرق الكتب هو مجرد رمز لغباء وتخلف هؤلاء، وأتحدى أن يذكر لنا أحدهم محتوى كتاب واحد منها، ثم ما الفرق (في الفعل) بينهم وبين القس الأمريكي الذي قام بحرق نسخة من القرآن ورفض التراث والمقدسات الإسلامية فهل يجرؤ أن يأتي بلفظ عن مثيلتها المسيحية؟”.

وقال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: “يا عالم يا ولاد …… احنا المفروض في بلد إسلامية والدستور بتاعها بيقول كده، هل تجرؤ يا متخلّف منك له أن تحرقوا كتب تخص ديانات أخرى؟”.

وقد اضطرت المدرسة لإصدار بيان تعتذر فيه عن حرق الكتب في الفناء وإشعال حريق كبير في فسحة الطلاب؛ ما أثار رعبهم، ولكنها بررت الحرق بأن هذه كتب تعبر عن تيار سياسي وديني، وأنها لا تتبع أي تيار ديني، كما أن هذه الكتب وافقت الوزارة على حرقها.

ولم يكن حرق الكتب الدينية هو الحادثة الوحيدة المعادية للإسلام في مصر خلال الأيام السابقة؛ حيث أطلق أحد الصحفيين الذي رأس مهرجان السينما في مصر لفترة من الوقت دعوة لتنظيم مليونيه في ميدان التحرير في مطلع شهر مايو المقبل لخلع الحجاب، قائلاً إن المظاهرة التي يدعو إليها هي استلهام لما فعلته هدى شعراوي عام 1923 حينما خلعت الحجاب كبداية لتكوين الهوية الحقيقية للمواطن المصري، وجسد موقفها هذا الفنان محمود مختار في تمثال “نهضة مصر”.

وكشف الشوباشي عن أنه يسعى لتجميع مجموعة من السيدات بميدان التحرير في موعد محدد، ليقمن بخلع الحجاب بحريتهن الكاملة أمام وسائل الإعلام وفي حماية الشرطة، وينصرفن بعدها مباشرة دون رفع أي شعارات.

حيث طالب شريف الشوباشي السلطات بمنحه تصريحًا بتنظيم المظاهرة التزامًا بأحكام قانون التظاهر، كما طالب وزارة الداخلية بتوفير الحماية اللازمة للمشاركات في هذه التظاهرة، وزعم – عبر صفحته على “فيس بوك” – أن الجماعات الإسلامية وفي مقدمتها الإخوان المسلمون هي التي تقف وراء الدعوة لارتداء الحجاب سعيًا لتكوين دولة الخلافة.

وزعم الشوباشي أن الحجاب اختفى من مصر لمدة 50 سنة بعد هذه الواقعة، ثم ظهر مجددًا في حقبة السبعينيات عقب هزيمة 1967، بعد أن انتشرت مفاهيم في المجتمع المصري تقول إن النكسة كان سببها البعد عن تعاليم الإسلام. 

وتزايدت في مصر منذ انقلاب 3 يوليو 2013 حالات التطاول على المظاهر الدينية، حتى أصبحت الإساءة للإسلام ورموزه بضاعة رائجة لكل مؤيدي السلطة ممن يتهمون الاسلام بأنه سبب التطرف.

الإرهاب ثمرة دول النفط الوهابية

وفي تعليقه على ما قال إنه “عمليات إرهابية تستهدف الأمن الوطني المصري”، أرجع الكاتب العلماني الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي في تصريح لـ”بوابة الأهرام” “أن ما نحن فيه الآن ما هو إلا ثمرة للفساد السياسي والثقافي والعام الذي عشنا فيه طيلة العقود الستة الماضية، خصوصًا ما حدث بعد هزيمة يونيو 67؛ لأن هذه الهزيمة فتحت المجال أمام “الإخوان المسلمين” لكي يقدموا أنفسهم باعتبارهم ضحايا النظام الذي أوقعنا في هذه الهزيمة فاحترفوا اللعب بالدين”.

وقال: “إن العقليات الإرهابية التي تحترف التدمير والخراب آتية من خلفيات بعض دول النفط الوهابية التي تبيح الدماء بدعوى الخلافة الإسلامية الفاشستية”، داعيًا لـ”تفتت عقولهم المتحجرة التي تسعى إلى التخريب والدمار”.

اقرأ أيضًلا:

نشطاء يردون بشكل عملي على “المحرقة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …