ممنوع ظهور المعارضين علي التليفزيون المصري ولو بأثر رجعي!

تسبب ظهور الإعلامي محمد ناصر في حلقة من برنامج على قناة “نايل كوميدي” في أزمة كبيرة داخل التليفزيون المصري؛ حيث ساد ارتباك شديد في أروقة ماسبيرو عقب إذاعة حلقة قديمة من برنامج “كوميك شو” للفنان محمود عزب؛ وتمت إحالة المسئولين في القناة إلى التحقيق؛ بسبب إذاعة الحلقة التي تم تسجيلها في 2011، وهو الأمر الذي فتح باب الحديث حول مدى السماح بانتقادات للمؤسستين العسكرية والشرطية في الإعلام المصري. كانت قناة “نايل كوميدي” أذاعت، الجمعة الماضية، الحلقة التي قلد خلالها “شو” أداء الإعلامي محمد ناصر في البرنامج الذي كان يقدمه بعنوان “يبقى أنت أكيد في مصر” الذي كان يعرضه على إحدى القنوات الفضائية، كما استضاف شو في نهاية البرنامج الإعلامي محمد ناصر وقام بالثناء عليه وعلى أدائه.

وعقب إذاعة الحلقة، أول أمس الجمعة، شنت عدد من المواقع الإعلامية المؤيدة للسلطة الحالية كـ “اليوم السابع” وغيرها حملة هجوم حادة على قناة (نايل كوميدي) ووصفت القناة بأنها في غيبوبة تامة؛ لاستضافتها الإعلامي محمد ناصر، كما قام “اليوم السابع” بعمل خبر بعنوان: (محمد ناصر “الإخوانى المحرض” يطل على شاشة “نايل كوميدى”).

ورغم أن الإعلامي محمد ناصر لا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين وكافة من يعملون في مجال الإعلام والصحافة يعلمون ذلك تماما، أصرت المواقع الإخبارية المؤيدة للسلطة بتوصيفه كإخوان؛ لمعارضته للسطة الحالية في مصر، وظهوره على قناة (مصر الآن) المعارضة لسلطات ما بعد الثالث من يوليو في مصر.

جزء من الحلقة المذاعة:

وبعد ساعات من تلك الحملة على القناة أصدرت قناة “نايل كوميدى” بيانا صحفيا قالت فيه إنه “إيماءً إلى ما تم إذاعته على قناة “نايل كوميدى” يوم الجمعة الموافق 10 /4/2015 الساعة 10 مساءً وإذاعة حلقة من برنامج “عزب شو”، وكان ضيف الحلقة محمد ناصر، (والذي وصفه البيان بأنه محرض على الكراهية وقتل الجنود المصريين) نود الإحاطة بأن هذه الحلقة قد تم تسجيلها فى السابق وبالتحديد قبل ثورة يناير 2011 “.

وتابع البيان “مع العلم بأنه قد صدر قرارات من قبل إلى جميع رؤساء القنوات داخل القطاع بالالتزام التام بمراجعة كافة المواد التى تُعرض على الشاشة، سواءً كانت تلك المواد قديمة أو حديثة ويتم ذلك من قِبل رئيس القناة وإدارة القناة”.

وأضاف البيان: ونظرًا لما تم بقناة “نايل كوميدى” من إذاعة مواد لم يتم مراجعتها ومخالفتها للقرارات التى تصدر، فقد تم تحويل جميع المسئولين بقناة “نايل كوميدى” إلى الشئون القانونية فور إذاعة الحلقة؛ لمعرفة ما تم من ملابسات، والوقوف على الأحداث ومعرفة مَن المتسبب فى إذاعة تلك الحلقة”.

إقالة مدير قنوات النيل بسبب فيلم عن الرئيس مرسي

ولا يعد إذاعة برنامج الإعلامي محمد ناصر على قناة (نايل كوميدي) هو الخطأ الذي يقع فيه مسئولون بالتليفزيون الرسمي بعد أحداث 3 يوليو، ويتم معاقبتهم بسببه؛ حيث سبق وأن أعلنت صفاء حجازي رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري، إقالة مرفت حسن رئيس قناة النيل الدولية، وتكليف سامح رجائي برئاسة القناة عقب إذاعة فيلم تسجيلي خاص عن إنجازات الرئيس مرسي خلال فترة حكمه، وذلك بعد أشهر قليلة من عزله على يد المؤسسة العسكرية.

شاهد الفيلم:

جزء آخر من الحلقة:

فيما أكدت ميرفت محسن، الرئيسة السابقة لقنوات النيل، رئيسة قناة النيل الدولية «nile news» قبل إقالتها أنها أوقفت مرتكبى خطأ إذاعة تقرير إنجازات الرئيس مرسى لحين انتهاء التحقيقات معهم.

وأضافت فى تصريح صحفي أنهم من العاملين بالقناة ما بين مخرجين ومساعدين من فريق عمل هذا البرنامج، مشيرة إلى أن ما حدث يعتبر كارثة وهو خطأ جسيم، فبالرغم من متابعتى وإعطاء تعليمات للعمل الفنى والتقنى حتى لا تحدث أخطاء، إلا أن البعض من العاملين لا يلتزمون بهذه التعليمات، مما أوقعنا فى هذا الخطأ الذى لا أستطيع تصوره منذ وقوعه، بحسب قولها.

وتسبب عرض الفيلم آنذاك في حالة كبيرة من الذعر والغضب بين الإعلاميين المعارضين للرئيس مرسي والمؤيدين للمؤسسة العسكرية، من بينهم عمرو أديب الذي أبدى انفعالا كبيرا لإذاعة نصف ساعة كاملة عن إنجازات الرئيس بعد الانقلاب عليه من قبل المؤسسة العسكرية.

شاهد رد فعل عمرو أديب:

الأذرع الإعلامية وماسبيرو

وكانت الجهات الرقابية المختصة، قد كشفت في يناير الماضي مخالفات قانونية جسيمة بمبنى الإذاعة والتليفزيون “ماسبيرو”، تتمثل في قرارات نقل وتعيين 28 موظفًا بـ”ماسبيرو” من وظائفهم الحرفية إلى وظيفة مدير إنتاج بالاتحاد، رغم حصلوهم فقط على شهادات محو أمية، وعدم امتلاكهم أية خبرات فنية في إدارة الإنتاج، وذلك في نهاية فترة حكم المجلس العسكري للبلاد.

وكشفت التحريات التي أجرتها الجهات الرقابية وأرسلتها إلى جهاز الكسب غير المشروع للتحقيق فيها، أن عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون قام بالموافقة وإصدار القرار رقم 230 بتاريخ 29 أبريل 2012 ــ في عهد المجلس العسكري ــ بنقل بعض العاملين من الإدارات التى يعملون بها للعمل بالإدارة العامة للإنتاج الفنى والبرامجى، ومن بينهم أشخاص يحملون شهادة محو الأمية ودبلوم.

وأشارت التحقيقات إلى أن ذلك القرار يأتي بالمخالفة لشروط التعيين الواردة ببطاقة وصف وظيفة مدير إنتاج برامجى، وهى أن يكون المرشح لتلك الوظيفة حاصلا على مؤهل تجارى عالٍ أو بكالوريوس للمعهد العالى للسينما “قسم إنتاج”.

كما كشفت التحريات والتقارير أن رئيس الإدارة المركزية للتنظيم والإدارة باتحاد الإذاعة والتليفزيون تقدم أكثر من مرة بطلب استحداث وظيفة “منفذ إنتاج” للجهاز المركزى للتنظيم والإدارة بقطاع التنظيم وترتيب وموازنة وظائف هيئات عامة، إلا أن الجهاز المركزى قام برفض جميع الطلبات المقدمة.

وأشارت كذلك إلى أن 28 شخصًا خالفوا الشروط من بين 88 تم نقلهم لقطاع الإنتاج التليفزيونى، وأن كل ما تحصلوا عليه من رواتب يعتبر كسبًا غير مشروع ووجب التحقيق معهم فى تلك المخالفات.

وربط مراقبون بين تعيين 28 عاملا من الحاصلين على شهادات محو الأمية وبين ما صرح به المشير السيسي في التسجيلات المسربة التي بثتها له “شبكة رصد الإخبارية” عقب عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013، ويتحدث فيها مع مجموعة من ضباط الجيش عن ضرورة خلق أذرع إعلامية، وأن المجلس العسكري كان مشغولا بذلك منذ اليوم الأول لتوليه إدارة البلاد.