لماذا ينزع الغرب أجهزته المتطورة من الطائرات المبيعة لمصر؟
على غرار ما فعلته أمريكا في طائرات إف – 16 التي سلمتها لمصر في أعوام سابقة، كشفت مجلة “ديفينس نيوز” الأمريكية المعنية بالشؤون العسكرية أن فرنسا قررت إدخال تعديلات على 24 طائرة اشترتها مصر، عبر نزع أجهزة ذات قدرات عالية منها قبل تسليمها لمصر.
ونقلت “ديفينس نيوز” في تقرير بعنوان: “فرنسا تقوم بتعديل طائرات رافال المباعة لمصر” عن “مصدر مقرب” من الصفقة المبرمة بين القاهرة وباريس لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال وفرقاطة وصواريخ، أن فرنسا سوف تجري تعديلات على طائرات رافال المباعة إلى مصر لإزالة “القدرات الصاروخية النووية” و”معايير الاتصالات” التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) منها.
وقال المصدر لـ”ديفينس نيوز”: “ستجري فرنسا بعض التعديلات على طائرات رافال المباعة لمصر، وبمجرد إنهاء تلك التعديلات، سيتم تسليمها إلى مصر، وسيتم تسليم أول ثلاث طائرات للطيارين المصريين في الموعد المحدد ليحلقوا بها وهي تحمل العلم المصري أثناء افتتاح الممر المائي الجديد لقناة السويس في أغسطس المقبل”.
ونوهت “ديفينس نيوز” إلى أن أحد التحديثات التي أدرجت على طائرات رافال الفرنسية عام 2008 هي تزويدها بصاروخ جو – أرض متوسط المدى محسّن من نوع “ASMPA” القادر على حمل رأس نووي من فئة “تي إن 200″، وذلك كي تضاهي إمكانيات طائرات “إف 3” الأمريكية، غير أن هذا التحديث “سيتم إزالته من الطائرات المباعة إلى مصر”.
وأضاف: “بما أن مصر لا تشكل جزءًا من حلف الناتو، فسيتم أيضًا تعديل نظام الاتصالات بالطائرات أيضًا”.
وبالنسبة للفرقاطة، سيتم أيضًا تعديل الأنظمة القتالية بها لإزالة إمكانية حمل صاروخ كروز البحري، وتعديلات في نظام ترجمة الأنظمة إلى اللغتين الإنجليزية والعربية، بحسب ما قاله مصدر آخر للصحيفة؛ حيث بنيت السفينة الحربية للبحرية الفرنسية.
مصر بدأت دفع الثمن
وذكر رئيس مجلس إدارة شركة داسو لصناعات الطيران، إريك ترابييه، خلال مؤتمر صحفي انعقد يوم 11 مارس الجاري حول النتائج المالية للشركة خلال العام 2014: “بدأت مصر- أول مستورد أجنبي لطائرات رافال الفرنسية المقاتلة- في دفع ثمن شرائها 24 طائرة رافال، ودخل العقد المبرم مع مصر حيز التنفيذ الآن، ووصل الشيك الأول بداية الأسبوع الجاري”.
وأضاف ترابييه أن مصر دفعت ثمنًا مشابهًا للذي دفعته فرنسا مقابل حصولها على المقاتلات، لافتًا إلى أن شركة داسو سوف تسلم 5 طائرات رافال لفرنسا هذا العام، دون أن يوضح ما هو هذا الثمن.
ويقول خبراء مصريون- في تصريحات ومقالات عبر الفضاء الإلكتروني عقب إبرام الصفقة اطلعت عليها “التقرير”- إن معارضة شراء مصر لهذه الطائرات الفرنسية له سببان: الأول اقتصادي يتعلق بارتفاع ثمنها عن الطائرات المنافسة في السوق، والثاني سياسي بعد أن جمدت فرنسا صفقة سلاح كان من المقرر إتمامها مع روسيا، وحالت المشكلة الأوكرانية دون إتمام الصفقة بعد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لتصريحات للرئيس الفرنسي وضعت كلٌّ من ألمانيا والولايات المتحدة ضغوطًا كبيرة عليه من أجل أن يجمد الصفقة، مما حدا بالهند- التي يجمعها مع روسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا والصين تجمع “دول البركس”- بإبداء الامتعاض والتأرجح كيلا لا يقع لها موقف مشابه من تجميد صفقة بعد إتمام الاتفاق.
ويقول الخبراء المصريون إن مصر سوف تشتري 24 طائرة “رافال” مقابل 5.2 مليارات يورو، أي 5.9 مليارات دولار؛ ما يعني أنها سوف تدفع ٢٤٥ مليون دولار للطائرة الواحدة (بيانات الصفقة لا تبين إذا كانت الـ 5.9 مليارات دولار تشمل سعر الفرقاطة أيضًا أم لا)، وأنه بالمقابل صفقة الهند لشراء نفس الطائرات تشير لدفع الهند 175 مليون دولار فقط للطائرة، والبرازيل 125 مليونًا فقط.
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة داسو لصناعات الطيران أن السلطات الفرنسية تناقش وضع جدول زمني لمصر؛ حيث إن هناك تأثير “استبدال” على الشحنات التي كانت مقررة للقوات الجوية والبحرية الفرنسية، مؤكدًا أن إنتاج شركة داسو سيظل 11 طائرة كل عام، أو واحدة كل شهر، وقد يرتفع معدل الإنتاج قليلاً إلى 2.5 طائرة كل شهر.
مصر أنقذت “رافال” من البوار
وفي 10 مارس الجاري، قال موقع “استراتيجي بيج” الأمريكي – المتخصص في الشئون العسكرية والحروب – إن مصر أنقذت الطائرات المقاتلة الفرنسية “داسو رافال” من البوار، مشيرًا إلى أن عدة دول أبدت اهتمامها بالطائرة منذ الكشف عنها في ديسمبر 2000، لكن لم توقع أي صفقة لبيعها حتى عام 2015، في حين وقعت مصر أول عقد تصديري لشراء 24 مقاتلة رافال.
وأشار الموقع إلى أن مصر لديها قوة كبيرة من الطائرات المقاتلة الأمريكية “إف – 16″، لكن الولايات المتحدة لديها العديد من القواعد التي تحول دون شراء بعض الدول للمزيد من الطائرات المقاتلة، كما أن هذه القواعد تتغير من وقت لآخر، في حين أن فرنسا لا تضع قواعد صارمة لبيع الطائرات الحربية.
ولفت الموقع الى أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، ظهرت محاولات لتصدير الطائرة رافال إلى بلدان مختلفة، مثل البرازيل وسنغافورة وسويسرا وليبيا، لكن جميعها فشل.
يشار إلى أن مصر أول دولة تبرم صفقة للطائرة المقاتلة منذ تصنيعها، بشراء 24 طائرة خلال العام الماضي، وجاءت الصفقة ترويجًا للطائرة التي لم تشهد إقبالاً عليها، وقد تحققت بفضل دفع المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة نصف مبلغ الشراء، وضمان الحكومة الفرنسية أكثر من النصف الآخر.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …