هآرتس: سلمان أجبر السيسي على التراجع تجاه حماس
قالت صحيفة” هآرتس” الإسرائيلية، إن زيارة السيسي الأخيرة للسعودية كانت لاستطلاع نوايا الملك من إعادة العلاقات مع الإخوان واستمرار تدفق الأموال، والموقف من حركة حماس، وأن سلمان أجبر السيسي على التراجع تجاه حماس، وسط مخاوف مصر مما أسمته “رياح جديدة تهب من الرياض التي قد تضغط على السيسي للتصالح مع حماس، ثم جلب الحركة إلى محور العرب”.
وفي تحليل حول احتمالية تأثر العلاقات المصرية السعودية بعد مجيء الملك سلمان، قال “تسفي برئيل”، محلل الشئون العربية بصحيفة “هآرتس”، في تقرير بعنوان: (في غزة والقاهرة يشعرون بروح جديدة من الرياض): إن الملك سلمان لقن السيسي درسا في الزعامة، وأنه أجبره على التراجع تجاه حماس، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وقال: إن “الخطوات السعودية الأخيرة تشير إلى تحول في السياسة الخارجية للمملكة، اﻷمر الذي من شأنه أن يجبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تغيير مواقفه المتعنتة تجاه حركة حماس، بعدما اعتبرت محكمة مصرية حماس إرهابية، وتصاعدت لغة التهديد بضرب غزة وحماس عسكريا.
واعتبر الصحيفة في تحليلها أن مخاوف السيسي من تحول السياسة السعودية لصالح حماس والإخوان له مبرراته، وأن زيارته الخاطفة للسعودية جاءت لاستطلاع رأي الملك سلمان فيما إن كان ينوي إعادة العلاقات مع الإخوان المسلمين وتركيا، وإمكانية استمرار تدفق الأموال السعودية على نظام السيسي.
وقال: إن “تتبع مقالات عدد من كبار الكتاب السعوديين أكدت هذا التغير، وذهبت إلى أن السعودية يجب أن تفتش عن مصالحها، وتنظر لجماعة الإخوان على أنها مشكلة مصرية داخلية، وتعيد العلاقات مع تركيا التي تقف ضد الاستيطان الإسرائيلي، وكذلك التمدد الإيراني بالمنطقة”.
حماس اشتكت للسعودية
“هآرتس” قالت “إنه بعد يوم من قرار محكمة في مصر باعتبار حماس كلها وليس فقط جناحها العسكري تنظيما إرهابيا، توجهت حماس للسعودية للضغط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإلغاء القرار. هذا التوجه يثير الاهتمام؛ لأن حماس تعتقد أن الملك السعودي الجديد سلمان سوف يمنح أذنا صاغية للتنظيم التابع للإخوان المسلمين، المصنفين في السعودية نفسها كجماعة إرهابية”.
وقالت “إن زيارة السيسي الخاطفة بالسعودية لم تهدف لتهنئة سلمان، وإنما للوقوف على رأيه فيما إذا كانت السعودية تنوي تغيير سياساتها، أن تعيد علاقاتها مجددا بالإخوان المسلمين، وإعادة بناء العلاقات مع تركيا، خصم مصر، وتحديدا ما إن بإمكان السيسي الاستمرار في الاعتماد على المساعدات المالية الحيوية التي تقدمها المملكة”، مشيرة إلى أن “هناك أساسا لمخاوف السيسي على ما يبدو.
لا شيك سعودي على بياض
ونقلت عن الكاتب السعودي المعروف خالد الدخيل قوله، بصحيفة الحياة السعودية: إن “البعض في مصر يعتقد أن على السعودية أن تمنح شيكا على بياض للقاهرة، وألا تتقارب من تركيا أو تستأنف علاقتها بالإخوان المسلمين، هذه رؤية عاطفية وليست سياسية، يجب أن تنظر السعودية للإخوان المسلمين على أنهم مشكلة مصرية داخلية.. بالنسبة لتركيا يجب أن نذكر أنها تعارض سياسة الاستيطان الإسرائيلية، وهي ضد التمدد الإيراني بالمنطقة، والمثلث “المصري- التركي – السعودي ضرورة استراتيجية”.
واعتبر المحلل “برائيل” أن “هذه الكلمات تعكس التوجه الجديد في القصر الملكي بالرياض، وبحسب محللين سعوديين، فإن هذه نتيجة لتصور مفاده أن السياسة الخارجية للملك عبد الله الراحل قد فشلت، فلم تنجح في حل الأزمة في سوريا أو سيطرة الحوثيين على اليمن، وتحديدا لم توقف التأثير الإيراني في أنحاء الشرق الأوسط”.
كما اعتمدت هآرتس في هذا التحليل على قول محلل سعودي آخر هو جمال خاشقجي، أن “حزب الإصلاح في اليمن، الذي يعتمد على الإخوان المسلمين، هو القوة الوحيدة التي بإمكانها الوقوف ضد سيطرة الحوثيين على اليمن”، معتبرة أن “هذا توجها جديدا؛ كون الملك عبد الله كان قد قطع علاقته بحزب الإصلاح”.
وقال القيادي في حماس عاطف عدوان، في حديث صحفي: إن “هناك دلائل مشجعة على تغيير النظرة السعودية لحماس”، وبحسب تقرير آخر، فإن شخصيات سعودية بارزة التقت مندوبين مصريين مقربين من الإخوان المسلمين، كذلك سارع الملك السعودي في عزل رئيس الديوان الملكي خالد التويجري، الذي ساهم في السياسة السعودية المتعنتة ضد الإخوان المسلمين، وبناء على كل هذا، فمن الممكن بالطبع توقع تحول في سياسة سلمان، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وقالت هآرتس، “إن هذا القرار يعني سحق التصور الذي روج له نتنياهو، الذي يقضي أن دولا عربية كالسعودية ومصر تشاطر إسرائيل وجهة نظرها حول ضرورة كبح زمام إيران ومكافحة إرهاب حماس”.
وأضافت: “الروح السعودية الجديدة تشهد أنه ليس هناك بالضرورة علاقة بين الطموح لكبح تأثير إيران وبين الصراع ضد حماس، فالعكس هو الصحيح، فالعلاقة مع تنظيمات إسلامية سنية معتدلة، كالإخوان المسلمين، يمكن تحديدا أن يساعد ضد إيران من ناحية، وضد داعش من الناحية الأخرى، وستكون المشكلة السعودية في كيفية التوفيق بين موقف مصر وبين خطوط السياسة السعودية الجديدة، وهو أيضا ما يريد السيسي أن يعرفه”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …