ذكرى الإسراء شاهدة على خيانة الحكام العرب للأقصى
لقدس الشريف وبالأخص المسجد الأقصى مسرى النبي صلى الله عليه وسلم مكوّن دينيّ، لا بد من الدفاع عنه ولو بالكلمة، وإذا لم نكن كعرب ومسلمين نمتلك إلا الرفض للممارسات الصهيونية الوقحة، ولا نمتلك القرار لمواجهة الخيانات العربية المزرية في زمن الصمت العربي، حيث رائحة الخيانة العربية نفثت سمومها علنًا لتكشف عن توجهات وفضائح الحكومات والممالك العربية لتفعيل منظومة التطبيع مع الصهاينة على حساب الأرض والعرض والشرف والمقدسات.
تحل ذكرى “الإسراء والمعراج” لتشهد تواطؤ حكام العرب ضد مسرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. فهل من علاقة بين “الإسراء والمعراج” و”صفقة القرن” باعتبارها تستهدف قضية الأمة المقدسة، وتمكّن للمشروع الصهيوني على الأرض المباركة؟.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كشف هذه العلاقة حينما قال لمجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية: إن “الشعب اليهودي له الحق في العيش بدولة قومية أو في جزء من موطن أجداده على الأقل، وإن كل شعب بأي مكان له الحق في العيش بسلام”.
وأضاف، في حديث نُشر فى أبريل 2018، أن لـ”الفلسطينيين و(الإسرائيليين) الحق في امتلاك دولتهم الخاصة، لكن بذات الوقت يجب أن يكون لدينا اتفاق سلام لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية”.
لم يكن تصريح ابن سلمان إلا نُطقًا بالحقيقة التي طالما بقيت خلف الستار، فآل سعود لم يكونوا يوما على عداوة مع أعداء الأمة، بل هم حرب على الأمة وقضاياها. ورغم تقلب حكامهم بين العمالة لبريطانيا تارة ولأمريكا تارة أخرى، إلا أنهم أجمعوا على خيانة الأمة وخدمة أعدائها وتنفيذ مخططاتهم ولو على حساب أرواح المسلمين وثرواتهم وتخريب ديارهم.
ورقة التوت
ورقة التوت سقطت عن حكام العرب، وبات تآمرهم على الأمة وقضاياها ظاهرا لا يخفى على صاحب عقل؛ فالصهاينة والغرب ساعدوهم على البقاء بالحكم مقابل تمرير “صفقة القرن “التى باتت فى طي التنفيذ.
وبدلا من الواجب الشرعي للعمل على تحرير الأقصى والأراضي الفلسطينية من أيدي الصهاينة المغتصبين، يرحب الحكام الخونة بالتعاون مع الصهاينة فى التطبيع والتودد والتقرب إليهم، وهو ما تتسابق إليه المواقع والصحف فى فضح تعاون الإمارات العربية والبحرين والسعودية فى تنظيم مؤتمرات وندوات ولقاءات رياضية تجمع بين العرب ومحتلي مسرى النبى الكريم.
فالإمارات ترتكب جريمة ليس بحق الشعب الفلسطيني وبحق الأمة الإسلامية فحسب، إنما بحق الله ورسوله والمؤمنين بشرائها منازل القدس لصالح الاستيطان عن طريق وكلاء وبإغراءات ماليّة تقدر بالملايين للمقدسيين وتسريبها لهم مقابل التنازل عن أملاكهم، بهدف تهويد محيط الأقصى كخطوة لتهويد المسجد الأقصى المبارك، هذا التصرف يعيد للأذهان دور أبوظبي في شراء بيوت وتفويتها لمؤسسات استيطانية في منطقة سلوان ووادي حلوة في القدس المحتلة عام 2014.
صفقة القرن
صفقة القرن التي يجري الحديث عنها هذه الأيام، عبارة عن خطة سياسية رسمتها أميركا والساسة اليهود، بالتعاون مع بعض عملاء أميركا في الشرق الأوسط؛ لحل قضية فلسطين بشكل يخدم المشروع الصهيوني داخل فلسطين، وتوطيد أركانه مع الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي، وتصفية القضية ، والتنازل عن ركائزها الأساسية التي أقرت في المحافل الدولية. وسميت بصفقة القرن نظرًا لأهميتها للإدارة الأميركية، وللكيان الصهيوني، وللدول المجاورة – أي هي أبرز حدث في حال تحققه في القرن الحادي والعشرين.
قضية كل مسلم
وبعد إعلان الرئيس الأمريكي ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف، وهو ما يعد اعترافا رسميا بأن القدس عاصمة إسرائيلية، يجب أن يدرك العالم أن قضية القدس ليست خاصة بمسلمي فلسطين فقط، بل هي قضية كل مسلم، وقضية كل حر، وهو ما عبر عنه الدكتور يوسف القرضاوي بكتاب كامل، عنوانه: (القدس قضية كل مسلم).
كتب القرضاوي الكتاب منذ عشرين عاما، وقال في مقدمته إنه: رأى القدس في مهب الريح، وفي مواجهة الخطر. فما بالنا لو كتب الشيخ الآن؟ ماذا سيقول؟ وماذا سيقول عن خيانة كثير من حكام العرب إلا من رحم ربي؟
وتحدث” القرضاوي” عن محاولات إسرائيلية لا تنتهي لتهويد القدس جهارا، على مسمع ومرأى من العالم كله، ولا يقابل ذلك إلا بما أسماه: الاستسلام الفلسطيني، والعجز العربي، والوهن الإسلامي، والتفرد الأمريكي، والغياب العالمي. فالواقع الفلسطيني ممثلا في سلطته ومن معهم، لا تجد له رد فعل حقيقي، بل استسلام نتج عن مشاركتهم سنوات فيما سمي زعما بمؤتمرات السلام، ومعاهدات السلام، ولم تجن منه فلسطين شيئا، والعجز العربي المتمثل في جامعة الدول العربية ودولها، وهم لا يحركون ساكنا، بل وصلت الخيانة بعدد من حكامها إلى التعاون مع إسرائيل فيما تقوم به، والوهن الإسلامي على مستوى دول العالم الإسلامي، بما يمثله من ضعف وخور، وقلة حيلة، وخيانة كذلك حكامه، إلا من رحم ربك، والتفرد الأمريكي الممسك بزمام الأمر السياسي، والذي لا يراعي إلا خاطر إسرائيل ومصلحتها، ولا يخطب إلا ودها، في ظل تفرده بالقرار السياسي الدولي، وفي ظل الغياب العالمي لنصرة قضايا المسلمين والقدس بوجه خاص.
خيانة للأمانة
وأقر خطيب المسجد الأقصى ومفتى القدس السابق الشيخ عكرمة صبري، بأن الموافقة على ما يسمى بصفقة القرن يعد خيانة لله ورسوله، مؤكدا أن مدينة القدس شأنها شأن مكة والمدينة المنورة.
وقال صبري: “أقول لمن وافق على صفقة القرن وأن القدس عاصمة إسرائيل: هذه خيانة لله ولرسوله والقدس أمانة وشأنها شأن مكة والمدينة وهي بوابة الأرض إلى السماء”.
وأكد أن فلسطين من البحر إلى النهر أرض وقفية بقرار من رب العالمين، وليس بقرار من أحد من البشر.
وأضاف أنه لا يجوز أن تخضع القدس للمفاوضات لأن ذلك يعد تنازلا عن المدينة المقدسة.
هدم الأقصى
مركز العدل والتنمية لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كان قد دعا الشعوب العربية والإسلامية والأوروبيين والأمريكيين الداعمين للقضية الفلسطينية للوقوف أمام قرارات “ترامب”.
وأكد زيدان القنائي، المتحدث الرسمي للمركز، أن صفقة القرن التى يقودها ترامب وكوشنر ونتنياهو تستهدف إقامة دولة فلسطينية بالأردن وسيناء وتهجير سكان غزة لسيناء، وبموافقة الحكومة المصرية والسعودية والإمارات لتصفية القضية الفلسطينية، وذلك تمهيدا لسيطرة إسرائيل الكاملة على مدينة القدس وهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل اليهودي المزعوم وإعلان دولة يهودية بكافة الأراضى الفلسطينية، وقبل ذلك ستصدر إسرائيل قوانين لتفريغ القدس من الفلسطينيين.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …