‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير أنا اسمي “راشيل كوري”.. حتى لا ننسى الإنسانة التي قتلتها جرافة صهيونية
أخبار وتقارير - مارس 18, 2019

أنا اسمي “راشيل كوري”.. حتى لا ننسى الإنسانة التي قتلتها جرافة صهيونية

سنة عشر عاماً من فقد الإنسانية، حيث تحل هذه الأيام وتحديداً فى في 17 مارس،ذكرى مصرع الناشطة الأمريكية راشيل كوري التى لقيت حتفها عندما قتلتها جرافة صهيونية كانت بصدد هدم منزل فلسطيني في قطاع غزة.

فمن هي راشيل كوري؟

ولدت راشيل كوري في 10 ابريل عام 1979 في أوليمبيا بولاية واشنطن الأمريكية وكانت طالبة في إيفرجرين ستيت كوليدج حيث عرفت بميولها الليبرالية.

شاركت كوري في تنظيم العديد من فعاليات السلام مع مجموعة محلية في أولومبيا قبل أن تنضم لحركة التضامن العالمية التي انتهجت وسائل سلمية لتحدي تكتيكات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة.

 

الحب والواجب

وبعد وفاتها أشاد بها والداها لاهتمامها بحقوق الإنسان وكرامته، مشيرين إلى أنها “كرست حياتها من أجل الجميع.”

وقال والدها كريغ: “كانت راشيل مفعمة بالحب والشعور بالواجب نحو إخوتها في الإنسانية أينما عاشوا، وضحت بحياتها وهي تحاول حماية غير القادرين على حماية أنفسهم.”

وقالت والدتها سيندي “إن راشيل قضت ليال طويلة مع الأسر المهددة بيوتهم بالهدم، وفي النهاية رحلت وهي تحاول حماية منزل من الهدم.”

ووصفت ابنتها بأنه “كانت فتاة متدفقة بالعواطف، وقد فتحت أعين الناس على الوضع في غزة.”

وكان ذلك قبل انسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين من غزة بعامين.

دروع بشرية

وكانت كوري بين 8 نشطاء آخرين من حركة التضامن الدولية والذين جعلوا من أنفسهم دروعا بشرية لحماية مخيم رفح للاجئين.

وزعمت السلطات الصهيونية في ذلك الوقت إن عمليات الهدم ضرورية لأن المسلحين الفلسطينيين استخدموا تلك المباني كساتر لإطلاق النار على الدوريات الإسرائيلية في المنطقة، أو لحفر أنفاق لتهريب السلاح عبر حدود غزة مع مصر.

و كان الجيش الإسرائيلي قد أغلق ملف التحقيق الذي أجراه بمقتل الناشطة الأمريكية في عام 2003، قائلا: “إن مقتل راشيل كان حادثا عرضيا، ولن يُحاسب الجنود الإسرائيليون على حادث لا يتحملون مسؤوليته.”

لكن الجيش قال إن الشرطة العسكرية التي كانت تحقق في الحادث،زعمت أن “راشيل” قتلت نتيجة انهيار بناء عليها عندما كانت تحاول تسلق تلة من الأنقاض كانت الجرافة تقوم بتسويتها في مخيم رفح للاجئين.

كما ادعى الجيش الإسرائيلي أيضا إن سائق الجرافة لم يدرك أن” كوري” كانت أمامه، وأنه ما كان يتعين على الناشطين أصلا أن يتواجدوا في مثل تلك المنطقة العسكرية المغلقة.

القضية

وقد رفض والدا كوري نتائج التحقيقات الإسرائيلية، وأكدا أن تحقيق الجيش الإسرائيلي افتقد إلى “الدقة والمصداقية والشفافية” وهي أمور كان قد تعهد بها إيريل شارون رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت.

وفي مارس عام 2010 رفعت الأسرة دعوى في محكمة حيفا ضد الحكومة الإسرائيلية متهمة الجيش بقتل راشيل بشكل غير قانوني أو عمدي أو بسبب الإهمال. وقالت الأسرة حينئذ إن الدعوى القضائية هي ملاذها الأخير.

وأصر كريغ كوري على قناعته بأن سائق الجرافة شاهد ابنته. وقال إنه ما كان ينبغي أصلا السماح باستخدام الجرافة في مواجهة ناشطي السلام “العزل”، والذين أكدوا أن راشيل، التي كانت ترتدي زيا برتقالي اللون للتعريف بنفسها بأنها ناشطة سلام، قد دهست عندما كانت تتسلق كومة التراب أمام الجرافة التي رفض السائق إيقافها.

خبث شارون

وفى محاولة خبيثة لصد الهجوم عليه بعد مقتل الناشطة، قال إيريل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق،أنه قد تعهد بأن يكون التحقيق دقيقا وذو مصداقية وشفافا

وأردف بقوله إنه يعتقد أن سائق الجرافة التي دهست ابنته كان قد تلقى أوامر قبيل مقتلها، وقد تكون تلك الأوامر من قبيل عدم السماح لناشطي السلام الدوليين بإيقاف الجرافات عن العمل.

ولكن في 28 أغسطس رفضت المحكمة الدعوى وقضت بأن وفاة كوري “حادث مؤسف” غير ناجم عن إهمال الجيش الإسرائيلي أو الدولة الإسرائيلية.

 

كما قضت المحكمة أيضا بأنه لا يوجد خطأ في تحقيق الجيش الإسرائيلي والذي برأ سائق الجرافة من أي لوم. وقال القاضي إن السائق لم ير الناشطة الأمريكية، مشيرا إلى أنه “كان بوسعها إنقاذ نفسها.”

وقال القاضي: “إنها لم تبتعد وهو التصرف الذي كان على أي شخص عاقل القيام به، لقد وضعت نفسها في خطر.”

وحكمت المحكمة الإسرائيلية بأنه ليس هناك مبرر لدفع تعويضات، ولكن ليس على عائلة كوري دفع رسوم القضية.

وعقب ذلك أعربت سيندي والدة راشيل كوري عن صدمتها في هذا الحكم مؤكدة أن الأسرة سوف تستأنفه.

وقالت: “إنه ليس فقط يوم سيء للأسرة، بل لحقوق الإنسان، والإنسانية، ولحكم القانون، ولدولة إسرائيل.”

وأضافت قائلة: ” إن مثل هذا الحكم يجعل الجنود يتصرفون ومعهم حصانة على حساب المدنيين.”

“اسمي راشيل كوري”

يشار إلى أن كتابات راشيل، التي نشرت بعد مقتلها، غدت رمزا للحملة الدولية التي تخوض غمارها أطراف عدة باسم الفلسطينيين.

وقد تم تحويل تلك الكتابات إلى مسرحية حملت عنوان “اسمي راشيل كوري”، ودارت فصولها عن حياتها، وجابت المسرحية مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …