‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير ثالث زيارة لمدير مخابرات “الاسد” مصر.. تحالف قمع الشعوب
أخبار وتقارير - ديسمبر 26, 2018

ثالث زيارة لمدير مخابرات “الاسد” مصر.. تحالف قمع الشعوب

عقب اندلاع ثورات الربيع العربي، وسقوط العديد من الأنظمة القمعية، سعت العديد من الأنظمة العربية لقطع العلاقات مع نظام بشار الأسد الذي انتهج أسلوب القتل ومحو مدن سورية بأكملها ببراميل المتفجرات والكيماويات السامة كي يظل على كرسي الحكم ولا يغادره مثل القذافي ومبارك وبن على وصالح.

قطع العلاقات مع نظام بشار الأسد قام به رؤساء منتخبون ديمقراطيا لأول مرة مثل الرئيس محمد مرسي، والتونسي محمد المنصف المرزوقي، تعبيرا عن رغبة الشعب، ولكن بالمقابل اضطر قادة عرب لقطع العلاقات والابتعاد عن بشار الأسد، خشية أن يطالهم الربيع العربي وللتبرؤ من الدماء التي انهمرت في سوريا بناء على مطالب شعوبهم.

ففي يونيو 2013، قطع الرئيس محمد مرسي العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، بسبب المجازر التي يقوم بها بشار الاسد ضد الشعب السوري.

الآن وعقب سيطرة الثورة المضادة على الدول التي شهدت الربيع العربي، ورفع الحرج عن الأنظمة الأخرى القمعية التي قطعت العلاقات وابتعدت عن الأسد لإرضاء شعوبها، بدأت هذه الحكومات تعيد العلاقات مع نظام بشار الأسد وتستعد لإعادة تسليمه مقعد سوريا في الجامعة العربية الذي جري سحبه من نظام بشار، وبدأ القادة العرب يتغزلون في بشار بعدما نجح في البقاء بالسلطة بفعل البراميل المتفجرة وهدمه المدن السورية على سكانها بفعل الدعم الروسي والايراني وحزب الله وميليشيات شيعية من آسيا وإفريقيا.

وقبل هذه العودة سعي السيسي منذ الانقلاب للتواصل مع قرنائه من القتلة والمجرمين أمثال بشار الاسد، حيث استقبل في مصر عامي 2016 و2017 رئيس مخابرات بشار الاسد (رئيس مكتب الأمن الوطني السوري) اللواء علي مملوك، ولكنه حرص على عدم الإعلان عن هذه الزيارات.

أيضا كشف ثوار سوريا عن إمداد سلطة الانقلاب للأسد بأسلحة وصواريخ وقذائف مصنوعة في الهيئة العربية للتصنيع في مصر ومكتوب عليها ذلك ما يؤكد أن السيسي دعم مجازر بشار سرا.

هذه المرة اعلنت وكالة انباء الشرق الاوسط الحكومية رسميا أمس الأحد عن ثالث زيارة يقوم بها مسئول استخباري سوري إلى القاهرة واجتماعه برئيس المخابرات المصرية عباس كامل بعدما أصبح معسكر الانقلاب والثورة المضادة يسيطر على العالم العربي ولا خشية من غضب شعبي.

كما اعلنت وكالة سانا السورية أن اللواء علي المملوك زار مصر يوم 22-12-2018 بدعوة من اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات “لبحث مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك القضايا السياسية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب”.

ولا شك أن عودة التنسيق بين السيسي وبشار يستهدف أيضا تركيا التي يعتبرها الانقلاب “عدوا” لهذا تبدو زيارة المسئول السوري نوعا من التنسيق بين البلدين ضد تركيا؛ حيث يسعى الانقلابيون لتجميع صفوفهم مرة أخرى ويعيدوا تشكيل معسكر القمع العربي الذي تولاه في فترة زمنية زعماء أطاح بهم الشعب وجاء بدلا منهم زعماء اشد بطشا وأكثر استعدادا لمنع أي ثورة شعبية بالتسلح حتى أسنان النظام وتنسيق التعاون الأمني بينهم.

ما الذي ناقشه مسئولا استخبارات البلدين؟

لأن الأمر لا يتعدى عودة تحالفات قوي القمع العربية ولم شمل القتلة من القادة العرب، فمن الطبيعي ان يشمل اللقاء بحث كيفية دعم كل نظام للأخر كي لا يقعا في ثورة شعبية اخري مقبلة.

ولذلك كان من الطبيعي -بحسب ما نشر على لسان مصادر عربية – أن يبحث مسئولي استخبارات مصر وسوريا “القضايا الأمنية والسياسية ومكافحة الإرهاب».

حيث أكدت وكالة أنباء النظام السوري «سانا»، عبر موقعها الإلكتروني، مساء الأحد، أن مسؤول الاستخبارات السوري بحث في القاهرة، التي زارها بدعوة من رئيس المخابرات المصرية ” القضايا السياسية والامنية وجهود مكافحة الإرهاب”، في اشارة للتعاون ضد التيار الاسلامي وتعزيز امن سلطتي الانقلاب في البلدين.

وهناك توقعات مؤكدة أن يكون اللقاء بحث حصول نظام الاسد علي المزيد من التعاون الاستخباري مع سلطة الانقلاب وكذا صفقات سلاح وذخيرة للأسلحة المصرية التي يستخدمها الجيش السوري ضد شعبه.

ايضا تحدث ملك الاردن عبد الله الثاني، عن سعيه تحسين الأوضاع مع سوريا واعادة العلاقات معها وقوله: “علاقاتنا ستعود مع سوريا كما كانت من قبل، نتمنى لسوريا كل الخير إن شاء الله الشغل سيرجع كما كان من قبل”.

وظل الأردن منذ بداية الأزمة السورية يدعو إلى حل سياسي، كما دعا الملك عبد الله الثاني رئيس النظام السوري بشار الأسد الى التنحي حقنا لدماء شعبه، في مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية، إلا أن النظام السوري اتهم عمان مرارا بدعم من يسميهم بالإرهابيين من خلال إدخال السلاح لهم عبر الحدود.

ويأمل الأردن أن يساعد استقرار سوريا والعراق البلاد في الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها، من خلال مشاريع إعادة الإعمار وفتح الحدود أمام الصادرات الأردنية.

متى تعود سوريا للجامعة العربية؟

برغم أن الجامعة العربية باتت مجرد لافتة كبيرة لا قيمة ولا تأثير لها ومجرد منتدى للقاء القادة العرب لالتقاط الصور، إلا أن هذا التجميع لشمل الطغاة العرب أثار تساؤلات عن موعد عودة سوريا لمقعدها وتسليمه لبشار الأسد لا المعارضة كما كان يثار عام 2011.

ولكن مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية، حسام زكي، قال إنه لم يطرأ تغيير على موقف الجامعة من عودة سوريا إلى المنظمة، مشيرا إلى أن الزيارة الأخيرة للرئيس السوداني لدمشق لم تجر بالتنسيق مع الجامعة؛ ما يؤكد أنه لم تصله تعليمات من القادة العرب بالتغيير الجديد الذي ينتظر عقد القمة المقبلة.

وقال زكي، في تصريحات للصحفيين أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية: “إن المعطيات التي لدينا لا توحي بوجود تغيير في موضوع سوريا (تجميد أنشطتها في الجامعة العربية)”، واستدرك زكي قائلا: “ولكننا لا نصادق على أي تغيير في الفترة المقبلة”.

ولكن سعد بن عمر، مدير “مركز القرن” للدراسات في السعودية، قال إن كل الأطراف ترحب بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وإنه لا أحد يستطيع نكران أن سوريا دولة عربية وستظل عربية.

وأضاف أن سوريا ذات تأثير مهم في مجموعة الدول الأعضاء بالدول العربية، إلا أن ما حدث بعد 2011؛ خلق نظرة خاصة تجاه سوريا من قبل الدول العربية، خاصة في ظل احتوائها مجموعات إيرانية، تمثل خللا في منظومة الأمن القومي العربي، وأن وجود تلك المجموعات قد يؤدي إلى إحداث زلازل في المنطقة العربية في المستقبل، خاصة أن هذه المجموعات يمكن أن تختفي وتظهر فيما بعد.

زيارة “المملوك” السوري لمصر ولقاؤه “عباس” السيساوي ليست بالتالي سوى تمهيد للم شمل الانقلابيين بعدما نجوا من عملية التطهير التي جرت في الربيع العربي وجاءوا للسلطة مرة أخرى بفعل الثورات المضادة، وهي تمهيد ربما لزيارة السيسي لدمشق وعودة التنسيق أمنيا بين القتلة في البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …