أسرار زيارة السيسي المفاجئة للسودان.. سد النهضة أم مآرب أخرى لخدمة الكفيل؟
في زيارة مفاجئة، توجه قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي إلى السودان، للقاء الرئيس السوداني عمر البشير، رغم الخلافت المكتومة بين النظامين، وذلك أمس الخميس، حيث كشفت مصادر أن الزيارة تأتي في إطار غرق المفاوضات في ملف سد النهضة الأثيوبي، بعد فترة من عدم التوافق بين الأطراف الثلاثة حول أزمة سد النهضة الإثيوبي.
جاء ذلك بعد حالة السخرية الأخيرة من إدارة سلطات الانقلاب، لملف المفاوضات، والتي اعتمد فيها عبد الفتاح السييس خلال اللقاء الأاخير برئيس وزراء أثيوبيا على أن يلقنه القسم بشكل مسف على ألا يمس حقوق مصر المائية، وهو ما أثار عاصفة من الاستهجان.
وكشف تقرير صحفي منشور على موقع “عربي 21″، اليوم الجمعة، أن الزيارة جاءت للتهدئة بين سلطات الانقلاب والخرطوم تجاه القضايا الخلافية كأزمة مثلث (حلايب وشلاتين) التي تطالب بهما السودان، ووقف الاتهامات المتبادلة بدعم مصر للمتمردين بالسودان والتلاسن السياسي والإعلامي، ما أثر على توافق البلدين بأزمة المياه.
وهو ما بادرت معه سلطات الانقلاب بتقديم المبادرة لاسترضاء الرئيس السوداني، حيث منعت بداية الشهر الجاري، رئيس حزب الأمة السوداني المعارض، الصادق المهدي، من دخول أراضيها بعد عودته من ألمانيا، وذلك قبل أن تسلم السودان عددا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المقيمين بالخرطوم، ما يثير التساؤلات حول دلالات توقيت الزيارة الحالية التي تأتي قبل الزيارة المعلنة مسبقا بثلاثة أشهر التي كان مقرر لها في أكتوبر المقبل، وحول ما قد يجري خلف الكواليس ويتم إعداده بملف المياه.
ونقل التقرير عن الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية، الدكتور السيد أبوالخير، قوله إن “زيارة السيسي للسودان تأتي في إطار محاولات بذلت كثيرا لإبعاد السودان عن (محور قطر) بعدما حدث تقارب بينهما، وتقريبها من (محور السعودية الإمارات)”، مضيفا أن “السيسي ذاهب للخرطوم بناء على طلب الرياض وأبوظبي في محاولة لتوسيع دائرة الحصار على الدوحة وتفعيله”.
وأضاف أن الزيارة لن تخلو من “محاولات مصر ضم السودان إليها وإلى تأييد موقفها حول أزمة (سد النهضة) والتهدئة بملف (حلايب وشلاتين)، حيث تضغط السودان لضمهمها إليها مثل ضم السعودية لجزيرتي (تيران وصنافير) المصريتين”.
وتوقع أبوالخير، فشل الزيارة في تحقيق أهدافها، مضيفا أنه “بالنسبة لملف سد النهضة؛ فأعتقد أنه لا مجال للحديث عنه”، مشيرا إلى أن “مصر وقعت صراحة على حق إثيوبيا في إنشاء السد”، مؤكدا “ولذلك فالزيارة فاشلة ولن تؤتى ثمارها”.
كما كشف سر ودلالات التبكير بالزيارة عن الموعد المعلن مسبقا بثلاثة أشهر، وما يجري خلف الكواليس بين السيسي، والبشير، ومدى ارتباطه بملف المياه والحدود.
فيما تحدث مصدر سوداني، عن سر الزيارة، متوقعا “عدم إثارة موضوع حلايب بين السيسي والبشير الآن”، مشيرا إلى أن هناك ملفات أخرى حاضرة بقوة منها “ملف التواجد التركي في جزيرة سواكن السودانية باتفاقية موقعة في ديسمبر 2017، ومشروع القواعد الروسية التي طلبتها الخرطوم من موسكو في نوفمبر 2017، إلى جانب ملف أمن البحر الأحمر وخاصة بعد تحركات الإمارات ومحاولاتها السيطرة على موانئ هامة في جيبوتي”.
وقال مدير إحدى مراكز الأبحاث في القاهرة، إن “الشيء الطارىء الآن هو أمن البحر الأحمر”، مضيفا أن “اتفاق السيسي والبشير، يمكن أن يحجم التمدد الإماراتي الذي تحول إلى خطر إقليمي؛ خاصة بعد أن أصبح وجود تركيا وروسيا أمرا واقعا بالسودان”، مبينا أن “الأمر في هذه المرحلة استنتاجات بناءا على معطيات موقف شديد الديناميكية”.
ورد المصدر السوداني على العلاقات القوية بين سلطات الانقلاب والإمارات، ووقف مصر في صفها، يرى المحلل السوداني، أن “ما بين مصر والإمارات؛ ليس تحالفا استراتيجيا، بل هو تحالف مؤقت وجمعهما عداءهما لقطر، ولأن أبوظبي لديها طموحات واسعة فإن حلف السيسي بن زايد قد لا يستمر بنفس القوة”.
وتحدث أستاذ هندسة السدود، الدكتور محمد حافظ، عن ضرورة الدعم المصري للسودان وقت الفيضان، قائلا عبر صفحته بفيسبوك”مبروك الفيضان بدأ”، مطالبا بعدم دفع ما أسماه بـ”الفدية” لإثيوبيا عن طريق صندوق (تحيا إثيوبيا), وفي المقابل دعم البنية الأساسية للسودان والتي تدمر سنويا بسبب الفيضان القادم لمصر.
وأعلن حافظ مخاوفه قائلا “الأيام ستأتي بنظام جديد بالسودان يساوم مصر على حصتها بنفس الأسلوب الإثيوبي؛ وإلي حين إجبار مصر على إنشاء صندوق (تحيا السودان)”.
وتسعى مصر لحل أزمة سد النهضة المثارة منذ 7 سنوات مع إثيوبيا والسودان المتوافقتان على فائدة السد لكليهما، فيما تتخوف مصرعلى حصتها التاريخية (55 مليار متر مكعب) و90 % من دخلها المائي، وخاضت مع أديس أبابا والخرطوم 18 جولة من المفاوضات الفنية الهزلية على مدار نحو 4 سنوات، بهدف إيجاد حل فني يقلل مخاوفها.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …