“الداعية الفرارجي”.. عندما يتكلم عمرو خالد عن دجاج العسكر!
“فراخ تأخذك إلى الجنة!”، الداعية- أو الذي كان كذلك- عمرو خالد يروّج لدواجن شركة “وطنية” التي يديرها الجيش، ولطالما أثار الداعية الذي أيد الانقلاب العسكري في 30 يونيو 2013، الجدل بمواقفه التي تتوافق دائماً مع السلطات، وقد أثار إعلانه عن منتج دجاج نشره على صفحته على فيسبوك، التي يتابعها حوالي 29 مليون شخص، سخرية مستخدمي التواصل الاجتماعي، وانتقادات لاذعة، معتبرين أنّ ما يقدّمه مجرد سخافات ولا يمتّ بأي صلة لعمل الداعية، وعدم توانيه عن استخدام الدين لمجرّد الربح المادي.
وما أثار حفيظة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، استخدام عمرو خالد لجملة في آخر الفيديو قال فيها “مع وصفات آسيا إن شاء الله وبإذن الله.. ارتقاؤك لربنا بعد قيام الليل بعد الفطار وفي التراويح أحلى”، ويبدو أنّ موجة السخرية هذه جعلت عمرو خالد يحذف هذا الإعلان من صفحته على فيسبوك.
يقول الناشط عمرو حلمي: “ده اللي بيسموه الاغتيال المعنوي لشخصية عامة رضيت أن تسحق شخصيتها تحت البيادة؛ ظنا أنها ستحيا كما كانت على حب الجماهير. الجماهير نفرت منك يا عمرو خالد.. إنك تعيش زمن السقوط منذ تأييد الانقلاب وقتل مصريين بادعاءات ومبررات تصاغ بتل أبيب! بادعاء أن الإخوان إرهاب!”.
وقال الناشط السياسي عمرو عبد الهادي، عضو جبهة الضمير: “السؤال هي ديوك الجيش نقرت عمرو خالد في إيه وماسكة عليه إيه علشان يعمل كده؟، أيام الرئيس مرسي عمل حزب مصر علشان يعارضه، إنما في عصر السيسي عمل نفسه فرخة بيكاكي وبيعرض”.
ونشرت شركة “دواجن وطنية” إعلانا، يظهر فيه عمرو خالد إلى جانب الشيف آسيا عثمان، والمثير في الإعلان هو ربط الداعية المصري هذا النوع من الدواجن بالطاعات، ودجاج وطنية هي شركة تتبع لشركة دجاج وطنية السعودية.
وزعم عمر خالد أنه وبعد تجربة دجاج وطنية من سفرة آسيا عثمان، سيكون “الارتقاء إلى الله في قيام الليل أحلى”، وامتدح عمرو خالد بشدة جودة دجاج وطنية، داعيا إلى تناوله، لا سيما مع وصفة آسيا عثمان، بحسب قوله.
وأثار الإعلان جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ شن ناشطون هجوما عنيفا على عمرو خالد، قائلين إنه يسيء إلى مفهوم الدعوة بربط نوع من الدجاج بالطاعات.
واضطرت الشركة في وقت لاحق إلى حذف الإعلان من صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن ناشطين احتفظوا بنسخة مسجلة منه، وتداولوها على نطاق واسع.
يشار إلى أن عمرو خالد أثار جدلا واسعا خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد اصطفافه إلى جانب الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وليست هذه المرة الأولى التي يسقط فيها عمرو خالد، فقد فعلها حين أقدم على واحدةٍ من حركاته التلفزيونية المضحكة، في أثناء موسم الحج في نوفمبر 2010.
في ذلك الوقت، كانت مصر على موعد مع أسوأ انتخابات برلمانية في تاريخها، تلك الانتخابات التي أراد بها حسني وجمال مبارك القضاء على معارضة مشروع التوريث قضاءً مبرماً، فكان أن قرّر الحزب الحاكم فرض الهيمنة المطلقة على مجلس الشعب، من خلال الدفع بالأسماء ذات الوزن الثقيل من العسكريين ورجال المخابرات السابقين.
من هؤلاء كان لواء المخابرات ومحافظ الإسكندرية ووزير التنمية المحلية السابق، محمد عبد السلام المحجوب، وكان عمرو خالد بجسده على جبل عرفات، وبقلبه وعينيه على النظام في مصر، يريد ألا يترك فترة الدفء والرضا الرسمي عليه تمضي، بعد أن سمحوا له بالعودة إلى العمل الدعوي التلفزيوني، في أندية الأثرياء.. في ذلك اليوم أعلن النجم عمرو خالد من فوق جبل عرفات عودته إلى استئناف نشاطه وندواته الجماهيرية، انطلاقا من دائرة اللواء محمد عبد السلام المحجوب الانتخابية، دائرة الرمل في الإسكندرية، بل إن اللواء الوزير المحافظ السابق زفّ البشرى للشباب بنفسه، وذلك قبل عشرة أيام فقط من إجراء الانتخابات.
فيما بعد، جاءت ثورة يناير2011 وبقي عمرو خالد كامناً في برج الفرجة، صامتاً، والبلاد تشتعل بالغضب على نظام مبارك، حتى جاء الخطاب العاطفي الشهير لمبارك الذي حاول فيه دغدغة مشاعر الجماهير، بإعلانه أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية، وهنا ظهر عمرو خالد، وذهب يطرق أبواب مكتب “الجزيرة” طالبا التحدث للجماهير، كي يقول لها “كفاية ماذا تريدون من الرجل أكثر من ذلك”، تلك النغمة التي برع في ترديدها ممثلون محترفون من نوعية عفاف شعيب.
غير أن الجماهير واصلت احتشادها، حتى خلعت مبارك، فقرّر عمرو خالد أن يمتطي أمواج الثورة، ويدشّن نفسه ثوريًا وداعية تغيير وحراك، وذهب إلى أبعد من ذلك، بتكوين حزب سياسي بعد الثورة، وحين جاء الدكتور محمد مرسي رئيسا كان الأكثر حماساً وحرصاً على الوجود في كل المناسبات التي دعت إليها مؤسسة الرئاسة.
وحين اجتمع الرئيس المنتخب محمد مرسي مع القوى الوطنية في قصر الاتحادية بشأن الإعلان الدستوري، كان عمرو خالد أول الحاضرين، وفوجئ الحضور بأن ما يدور في الاجتماع المغلق الذي لم يكن مسموحاً فيه بحمل أجهزة الهواتف الذكية قد تسرّب إلى موقع اليوم السابع بينما الاجتماع منعقد، الأمر الذي أثار استياءً.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …